يتأثر إدراك الفرد لحالته العاطفية جراء الاستخدام المزمن للماريجوانا؛ وهو ما يصفه علماء النفس بالذكاء العاطفي. من المتعارف عليه أن تدخين الماريجوانا يتسبب في تغيرات فورية وطويلة الأجل تمس نشاط الدماغ، تُترجم إلى تغيرات في الشهية وكمية الطعام المُستهلك وأنماط النوم والوظيفة التنفيذية والسلوك العاطفي.
يقول فريق البحث بقيادة أليسا ماكينزي وأنيتا سيرفينكا من جامعة ولاية أوريغون: «ازداد استخدام البالغين للماريجوانا بنسبة تقدر بين ال 10.4% وال 15% خلال الفترة ما بين عامي 2002 و2017. وهو أمر يستدعي القلق بشأنه؛ إذ أشارت أبحاث متعددة إلى وجود احتمال بتأثر الوظائف الإدراكية والتعلم وسرعة معالجة المعلومات سلبيًا جراء استخدام الماريجوانا، وهو ما يشير إليه مجال بحثٍ ناشئ». أشارت الأدلة المتضاربة إلى قدرة الماريجوانا على مفاقمة المشاعر لدى مدخنيها بصرف النظر عن حالة الفرد المزاجية؛ سلبية أكانت أم إيجابية.
جاب الباحثون أدبيات البحث التي طالتها أيديهم، التي بلغ عددها 41 مقالة أجريت في آخر عشر سنوات، مقتفين أثر الرابط بين الماريجوانا ومعالجة المشاعر، حتى عثروا على بعض السمات التي تشاركها مستخدمو الماريجوانا فيما بينهم، تمثلت فيما يلي:
تمكن الباحثون أيضًا من التوصل إلى حقيقة أن الماريجوانا ليست المؤثر الوحيد في معالجة المشاعر؛ وإنما مكوناتها الفرعية كذلك، مثل رباعي هيدرو كانابينول (THC) والكانابيديول (CBD)، وهو ما كشفت عنه إحدى الدراسات؛ فالأول تسبب في زيادة معدل الشعور بالقلق عند التعرض لمواقف اجتماعية مثيرة للرهبة، بينما تسبب الأخير في تضاؤله.
صرح مؤلفو البحث بالآتي: «حسبما نعلم، هذه واحدة من أولى مقالات الاستعراض النقدي التي تركز على مجال بحث ناشىء يتناول العلاقة بين الماريجوانا ومعالجة المشاعر. نسعى بتضمين الاكتشافات الحالية لمجال البحث النامي إلى مستقبل تغدو فيه الدراسات في سبيل الوقاية من (آثار الماريجوانا في معالجة المشاعر)، والترويج إلى سلوكيات اجتماعية وعاطفية صحية».
بأخذ هذا كله في الحسبان وتطبيقه، يقدم لنا هذا البحث صورة مقلقة للتأثير الذي يخلفه الاستخدام المنتظم للماريجوانا في الذكاء العاطفي؛ والذي ينشأ عن تباطؤ قدرة الدماغ في معالجة الحالة المزاجية الدقيقة للفرد وتشويهها.
يخاطر مُستخدمو الماريجوانا بتعريض علاقاتهم الشخصية للخطر؛ ما قد يدفع بهم، حسب قول الباحثين، إلى دائرة اللجوء للمزيد من الماريجوانا على أمل التكيف مع المعاناة النفسية الناتجة أصلًا عن استخدامها منذ البداية.
أرادت الأستاذة المُساعدة لعلم النفس في جامعة ولاية كولورادو وطلابها الخريجون، لوسي تروب، البحث في كون الماريجوانا تتدخل في عملية معالجة المشاعر، فاستمر إجراء الفريق للتجارب قرابة العامين، واستخدم جهاز تخطيط كهربية الدماغ لقياس النشاط الدماغي لنحو 70 متطوع؛ قُسموا إلى مستخدمين عاديين أو شرهين للماريجوانا، أو ممتنعين عنها، ولكن الاستخدام كان قانونيًا في الحالتين الأوليتين؛ سواء كان لأغراض طبية لمن هم في الثامنة عشر من عمرهم فما فوق، أو لأغراض ترفيهية للذين بلغوا ال 21 عامًا.
يمكن لتخطيط كهربية الدماغ التقاط مجموعة واسعة من أنشطة الدماغ العامة، التي لجأ لها الباحثون لقياس الإمكانات المرتبطة بالحدث (P3) لدى المشاركين بالدراسة. تشير P3 إلى النشاط الكهربائي المُحفز في الدماغ عبر ملاحظة ما هو مرئي، ويعرف بارتباط هذا النشاط بمستوى دقة معالجة المشاعر.
قد تؤثر الماريجوانا في تعاطفنا مع الآخرين:
استجاب المشاركون لأربعة أوجه، عبر كل منها عن شعور معين؛ السعادة والخوف والغضب واللا شيء (لم يعبر عن شعور محدد). بعد جمع البيانات التي سجلت استجابة مناطق معينة في الدماغ لدى المشاركين حينما ركزوا على الوجوه؛ اتضحت استجابة مستخدمي الماريجوانا للوجوه ذات التعبيرات السلبية عامة، والغاضبة على وجه الخصوص، مقارنة بالمجموعة المرجعية. وعلى النقيض، قلت استجابتهم للوجوه ذات التعبيرات الإيجابية التي مثلتها الوجوه السعيدة مقارنة بنظرائهم.
يكاد يُلحظ وجود اختلاف بين ردود أفعال مُستخدمي الماريجوانا والممتنعين عنها حينما طُلب منهم الالتفات لتعبير محدد والإفصاح عما ينقله من مشاعر. ولكن مستخدمي الماريجوانا أحرزوا نتائج أقل حينما وُكِل إليهم التركيز على جنس صاحب التعبير ثم على التعبير نفسه وما ينقله؛ ما يشير إلى انخفاض القدرة على التمييز «الضمني» للمشاعر وإثارة العاطفة لديهم على مستوى أكثر عمقًا، ما قاد بدوره الباحثين إلى استنتاج تدهور قدرة الدماغ على معالجة المشاعر جراء تدخين الماريجوانا، ولكن ليس قدرته على مواجهة هذا التأثير؛ استنادًا إلى كون تلك المشاعر ضمنية أو صريحة التعبير.
عبرت لوسي عن حيادها تجاه النتائج، وأن الغرض من تلك الدراسة ما هو إلا محاولة استيعاب تأثير الماريجوانا في كيفية معالجة المشاعر البشرية، ورأت أليسا أهمية التنويه بأن الغرض من هذا النموذج البحثي هو استنتاج طبيعة استجابة مدخني الماريجوانا للتعبيرات والمشاعر مقارنة بهؤلاء الممتنعين عنها.
لكن لا يزال المزيد لاستكشافه؛ تأمل تروب في الأبحاث القادمة التمعن في التأثير الذي تخلفه الماريجوانا في مصابي الاضطرابات المزاجية على غرار الاكتئاب والقلق. وجب الذكر بأن أحد معاونيها يبحث هو الآخر في تأثير الماريجوانا في التعلم.
يقول الباحثون: «ما زلنا بحاجة إلى المزيد من الأبحاث يُقسم بها مُستخدمو الماريجوانا وفقًا لطول الفترة الزمنية منذ بدء استخدامها، وعمرهم حينما بدؤوا تلك العادة، وعدد مرات استخدامها في اليوم الواحد؛ في المجمل أبحاث تتناول الفروق الفردية التي يُحدد على أساسها تدخل الجنس، واستخدام مواد أخرى والاضطرابات النفسية المُصاحبة لها في سلوك الفرد الاجتماعي والعاطفي. يجب أيضًا على الأبحاث ألا تقتصر على المراهقين والشباب البالغين؛ وإنما يجب أن تتوسع لتمس مستخدمي الماريجوانا في منتصف العمر والأكبر سنًا».
يقول فريق البحث بقيادة أليسا ماكينزي وأنيتا سيرفينكا من جامعة ولاية أوريغون: «ازداد استخدام البالغين للماريجوانا بنسبة تقدر بين ال 10.4% وال 15% خلال الفترة ما بين عامي 2002 و2017. وهو أمر يستدعي القلق بشأنه؛ إذ أشارت أبحاث متعددة إلى وجود احتمال بتأثر الوظائف الإدراكية والتعلم وسرعة معالجة المعلومات سلبيًا جراء استخدام الماريجوانا، وهو ما يشير إليه مجال بحثٍ ناشئ». أشارت الأدلة المتضاربة إلى قدرة الماريجوانا على مفاقمة المشاعر لدى مدخنيها بصرف النظر عن حالة الفرد المزاجية؛ سلبية أكانت أم إيجابية.
جاب الباحثون أدبيات البحث التي طالتها أيديهم، التي بلغ عددها 41 مقالة أجريت في آخر عشر سنوات، مقتفين أثر الرابط بين الماريجوانا ومعالجة المشاعر، حتى عثروا على بعض السمات التي تشاركها مستخدمو الماريجوانا فيما بينهم، تمثلت فيما يلي:
- قصور في الاستجابة للمحفزات العاطفية.
- انخفاض مستوى الدقة في تحديد طبيعة مشاعرهم بالسعادة أم الحزن أو الغضب، وقصر وقت الاستجابة لحالتهم المزاجية.
- قصور النشاط العصبي لدى تعرضه لمحفز عاطفي (صور تبعث الشعور بالسعادة أو الحزن)، وفقًا لمطال الموجات الدماغية.
- خمول نشاط قشرة الفص الجبهي وقشرة الفص الجبهي الوسطى لدى استجابة الفرد التي تحركها مشاهدته صور مثيرة للعاطفة، مثلما وضحت صور الرنين المغناطيسي الوظيفي.
تمكن الباحثون أيضًا من التوصل إلى حقيقة أن الماريجوانا ليست المؤثر الوحيد في معالجة المشاعر؛ وإنما مكوناتها الفرعية كذلك، مثل رباعي هيدرو كانابينول (THC) والكانابيديول (CBD)، وهو ما كشفت عنه إحدى الدراسات؛ فالأول تسبب في زيادة معدل الشعور بالقلق عند التعرض لمواقف اجتماعية مثيرة للرهبة، بينما تسبب الأخير في تضاؤله.
صرح مؤلفو البحث بالآتي: «حسبما نعلم، هذه واحدة من أولى مقالات الاستعراض النقدي التي تركز على مجال بحث ناشىء يتناول العلاقة بين الماريجوانا ومعالجة المشاعر. نسعى بتضمين الاكتشافات الحالية لمجال البحث النامي إلى مستقبل تغدو فيه الدراسات في سبيل الوقاية من (آثار الماريجوانا في معالجة المشاعر)، والترويج إلى سلوكيات اجتماعية وعاطفية صحية».
بأخذ هذا كله في الحسبان وتطبيقه، يقدم لنا هذا البحث صورة مقلقة للتأثير الذي يخلفه الاستخدام المنتظم للماريجوانا في الذكاء العاطفي؛ والذي ينشأ عن تباطؤ قدرة الدماغ في معالجة الحالة المزاجية الدقيقة للفرد وتشويهها.
يخاطر مُستخدمو الماريجوانا بتعريض علاقاتهم الشخصية للخطر؛ ما قد يدفع بهم، حسب قول الباحثين، إلى دائرة اللجوء للمزيد من الماريجوانا على أمل التكيف مع المعاناة النفسية الناتجة أصلًا عن استخدامها منذ البداية.
أرادت الأستاذة المُساعدة لعلم النفس في جامعة ولاية كولورادو وطلابها الخريجون، لوسي تروب، البحث في كون الماريجوانا تتدخل في عملية معالجة المشاعر، فاستمر إجراء الفريق للتجارب قرابة العامين، واستخدم جهاز تخطيط كهربية الدماغ لقياس النشاط الدماغي لنحو 70 متطوع؛ قُسموا إلى مستخدمين عاديين أو شرهين للماريجوانا، أو ممتنعين عنها، ولكن الاستخدام كان قانونيًا في الحالتين الأوليتين؛ سواء كان لأغراض طبية لمن هم في الثامنة عشر من عمرهم فما فوق، أو لأغراض ترفيهية للذين بلغوا ال 21 عامًا.
يمكن لتخطيط كهربية الدماغ التقاط مجموعة واسعة من أنشطة الدماغ العامة، التي لجأ لها الباحثون لقياس الإمكانات المرتبطة بالحدث (P3) لدى المشاركين بالدراسة. تشير P3 إلى النشاط الكهربائي المُحفز في الدماغ عبر ملاحظة ما هو مرئي، ويعرف بارتباط هذا النشاط بمستوى دقة معالجة المشاعر.
قد تؤثر الماريجوانا في تعاطفنا مع الآخرين:
استجاب المشاركون لأربعة أوجه، عبر كل منها عن شعور معين؛ السعادة والخوف والغضب واللا شيء (لم يعبر عن شعور محدد). بعد جمع البيانات التي سجلت استجابة مناطق معينة في الدماغ لدى المشاركين حينما ركزوا على الوجوه؛ اتضحت استجابة مستخدمي الماريجوانا للوجوه ذات التعبيرات السلبية عامة، والغاضبة على وجه الخصوص، مقارنة بالمجموعة المرجعية. وعلى النقيض، قلت استجابتهم للوجوه ذات التعبيرات الإيجابية التي مثلتها الوجوه السعيدة مقارنة بنظرائهم.
يكاد يُلحظ وجود اختلاف بين ردود أفعال مُستخدمي الماريجوانا والممتنعين عنها حينما طُلب منهم الالتفات لتعبير محدد والإفصاح عما ينقله من مشاعر. ولكن مستخدمي الماريجوانا أحرزوا نتائج أقل حينما وُكِل إليهم التركيز على جنس صاحب التعبير ثم على التعبير نفسه وما ينقله؛ ما يشير إلى انخفاض القدرة على التمييز «الضمني» للمشاعر وإثارة العاطفة لديهم على مستوى أكثر عمقًا، ما قاد بدوره الباحثين إلى استنتاج تدهور قدرة الدماغ على معالجة المشاعر جراء تدخين الماريجوانا، ولكن ليس قدرته على مواجهة هذا التأثير؛ استنادًا إلى كون تلك المشاعر ضمنية أو صريحة التعبير.
عبرت لوسي عن حيادها تجاه النتائج، وأن الغرض من تلك الدراسة ما هو إلا محاولة استيعاب تأثير الماريجوانا في كيفية معالجة المشاعر البشرية، ورأت أليسا أهمية التنويه بأن الغرض من هذا النموذج البحثي هو استنتاج طبيعة استجابة مدخني الماريجوانا للتعبيرات والمشاعر مقارنة بهؤلاء الممتنعين عنها.
لكن لا يزال المزيد لاستكشافه؛ تأمل تروب في الأبحاث القادمة التمعن في التأثير الذي تخلفه الماريجوانا في مصابي الاضطرابات المزاجية على غرار الاكتئاب والقلق. وجب الذكر بأن أحد معاونيها يبحث هو الآخر في تأثير الماريجوانا في التعلم.
يقول الباحثون: «ما زلنا بحاجة إلى المزيد من الأبحاث يُقسم بها مُستخدمو الماريجوانا وفقًا لطول الفترة الزمنية منذ بدء استخدامها، وعمرهم حينما بدؤوا تلك العادة، وعدد مرات استخدامها في اليوم الواحد؛ في المجمل أبحاث تتناول الفروق الفردية التي يُحدد على أساسها تدخل الجنس، واستخدام مواد أخرى والاضطرابات النفسية المُصاحبة لها في سلوك الفرد الاجتماعي والعاطفي. يجب أيضًا على الأبحاث ألا تقتصر على المراهقين والشباب البالغين؛ وإنما يجب أن تتوسع لتمس مستخدمي الماريجوانا في منتصف العمر والأكبر سنًا».