ساكس (هانس) (Sachs (Hans-) شاعر ومسرحي ألماني، غزير الإنتاج ومتنوعه.......

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ساكس (هانس) (Sachs (Hans-) شاعر ومسرحي ألماني، غزير الإنتاج ومتنوعه.......

    ساكس (هانس ـ)
    (1494 ـ 1576م)

    هانس ساكس Hans Sachs شاعر ومسرحي ألماني، غزير الإنتاج ومتنوعه، وهو أبرز ممثلي البرجوازية الصاعدة أدبياً في القرن السادس عشر، ولد في مدينة نورنبرغ Nürnberg ومات فيها. كان والده خياطاً، أرسله إلى المدرسة اللاتينية مدة ثماني سنوات، ثم ألحقه بمعلمٍ حذّاءٍ ليتعلم المهنة، وبعد ثلاث سنوات أتقن في أثنائها الصنعة بدأ عام 1511 رحلة تجوال طويلة طاف فيها منطقة الدانوب والراين والأراضي المنخفضة وألمانيا الوسطى. وفي ميونيخ تعلم غناء الشعر وعمل في عدد من مدارس الغناء والموسيقا. وبعد إقامات متقطعة وأعمال مختلفة في عدة مدن ألمانيّة، عاد إلى مسقط رأسه نورنبرغ حيث صار عام 1520 رئيس نقابة الحذّائين.
    تأثر إنتاج ساكس في الشعر والمسرح بفكره البرجوازي والنقابي وبإيمانه اللوثري الإصلاحي، ولهذا كان نقده الاجتماعي حاداً غير مهادن تجاه رجال الكنيسة الكاثوليكية والأثرياء، لكنه في الوقت نفسه كان متحفظاً تجاه الفلاحين الجهلة. وبسبب انتشار أعماله وعمق تأثيرها ضيقت عليه السلطات الخناق ومنعته من الكتابة والنشر والعرض المسرحي، فعدّل من أسلوبه كي يلتف على الرقابة الصارمة، وبدأ يدافع عن طبقة الفلاحين المُستَغلة دائماً من قِبَل الجميع، لكي يكسبها إلى جانب البرجوازية النامية، ومن أجل نشر أفكار الإصلاح اللوثري التنويري في صفوفها.
    كتب ساكس ما يزيد على ستة آلاف عمل أدبي، منها 4275قصيدة من نوع مايسترليد Meisterlied أي أناشيد التجمعات الحرفية المهنية،1785قصيدة من نوع رايمبار Reimpaar حيث يكون لكل بيتين القافية نفسها، و200مسرحية درامية و85مسرحية دينية من نوع «مسرحية ليلة الصيام» Fastnachtspiel أغنى بها المسرح الديني والأخلاقي الأوربي ومهّد لظهور المسرح المدرسي Schultheater البروتستنتي. كما كتب 61مسرحية مأسوية (يموت البطل في نهايتها)، و64ملهاة (لايموت البطل في نهايتها، حسب المفهوم الذي شاع آنذاك). وبإشرافه عرضت التجمعات الحرفية هذه المسرحيات على العربات الثابتة والجوالة في المناسبات الدينية وأعياد النقابات. ومسرحياته في معظمها قصص حوارية لا تتقيد بقواعد الكتابة المسرحية المألوفة، فهو لم يولِ كبير اهتمام بتطوير الشخصيات بقدر ما ركّز على الأحداث الغنية بالأفعال وبالنماذج البشرية المستقاة من عصره، التي عرضها بواقعية مؤثرة تلفت النظر وتدل على دقة الملاحظة والنظرة النقدية الثاقبة لديه.
    كان ساكس قارئاً نهماً، وقد استقى موضوعات أعماله المختلفة من الكتاب المقدس، ومن الأدب الإيطالي والفرنسي المترجم، ومن الأساطير والحكايات اليونانية والرومانية، ومن الكتب الشعبية، مما يعني أنه كان معداً بارعاً أكثر منه كاتباً مبتكراً، ومع ذلك فقد كان في غالبية الأجناس الأدبية والفنية التي طرقها مُجدِداً من حيث المعالجة المضمونية والشكل الفني. ومن أهم إنجازاته أنه عرَّف الشعب الألماني بكثير من الأعمال الأدبية العالمية القديمة والجديدة. وقد كان تأثيره في عصره كبيراً، أما أدباء البلاط فقد أسدلوا الستار على إنتاجه، مما أدى إلى نسيانه قرابة قرن ونصف القرن، حتى استعاده غوته[ر] وأحياه في قصيدته الشهيرة «رسالة هانس ساكس الشعرية» (1776) Hans Sachs Poetische Sendung، كما خلّده ريشارد فاغنر[ر] في عمله الأوبرالي الشعبي «معلمو الغناء في نورنبرغ» Die Meistersinger von Nürnberg.
    نبيل الحفار
يعمل...
X