رؤية النحات السوري مصطفى علي للعالم ثلاثية الأبعاد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رؤية النحات السوري مصطفى علي للعالم ثلاثية الأبعاد

    رؤية النحات السوري مصطفى علي للعالم ثلاثية الأبعاد
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	bb_5 (1).jpg 
مشاهدات:	7 
الحجم:	75.2 كيلوبايت 
الهوية:	91391

    النحات السوري يؤمن بأن تغيير الواقع نحو الأفضل يأتي عن طريق الفن باعتباره حاجة أساسية في حياة الإنسان.



    صنع الفنان التشكيلي السوري مصطفى علي لنفسه مكانا خاصا في النحت السوري والعالمي عبر رحلة طويلة غنية بالإبداع والتجارب الخارجة عن المألوف، والتي تعكس رؤاه الخاصة للحياة والإنسان وكأنه يغرف الأفكار من بئر لا تنضب.
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	bb1_11.jpg 
مشاهدات:	7 
الحجم:	62.7 كيلوبايت 
الهوية:	91392
    دمشق – بدأ النحات السوري مصطفى علي مشواره مع النحت في سن مبكرة في بيئته الساحلية الفطرية بمحافظة اللاذقية، وتلمّس طريقه الفني مع دراسته في كلية الفنون الجميلة، ليقيم أول معرض نحتي فردي له عام 1988، والذي كان لأعمال بخامة البرونز الأصعب في فن النحت.

    وعن رحلته مع عالم النحت يقول علي “الموضوع الأساسي الذي يجذبني على الدوام هو الإنسان والأسلوب التعبيري لإنتاج العمل الفني، وغالبا ما أنتقي شخوص أعمالي دون الاهتمام بالشكل الخارجي بل ما يهمني هو الجوهر ما أعطى لتجربتي صفة التريّث”.

    وأوضح علي أن الموضوع الأساسي الذي يسعى لتجسيده عبر منحوتاته هو قصة بحث الإنسان عن الخلود وفلسفة علاقة الشكل بالفراغ، إضافة إلى البيئة وأثرها على الإنسان مع جغرافية المكان اللذين لعبا دورا كبيرا في تشكيل وتكوين أعماله مع تأثير التاريخ.
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	bb2_156.jpg 
مشاهدات:	4 
الحجم:	85.0 كيلوبايت 
الهوية:	91393
    والنحات خبر منذ طفولته خامة الطين وبعدها دخل في عالم معدن البرونز تلك المادة النبيلة التي تعيش طويلا مع الزمن، ثم عمل على توليف الخشب مع معدن البرونز لينتقل بعدها إلى العمل مع خامة الخشب منجزا معها أعمالا ضخمة ومن ثم قدّم تجربته الغنية مع المعادن مثل الحديد والكروم وبقايا المدمرات التي خلفتها الحرب.

    ولا يكتفي النحات السوري مصطفى علي بنحت المواد التي يعمل عليها كالخشب والبرونز والحجر، وهو يراها على اختلاف موادها سبيلا لنحت الماضي من خلال ذاكرة تشكّلت في الشام، المدينة التي يستحضرها في أعماله.




    ويفوح عبق التاريخ الدمشقي من أعمال النحات السوري، وكذلك رائحة مدينة أوغاريت التي ولد فيها وينتمي إلى حضارتها وطبيعتها، وشكّلت أولى علاقته مع المادة.

    وهو يرى العالم منذ طفولته ثلاثي الأبعاد، وهذا ما دفعه إلى الكتلة والشكل، الأمر الذي جعله يقدّم الكثير من الإنجازات الهامة التي أكسبته مكانة عالمية، ولكنه ما زال إلى اليوم يقدّم سوريا بتاريخها القديم ووجعها الآني، ونراه متفائلا رغم كل ما يحدث.

    وعن تأثير الحرب في أعماله يقول علي “كان للحرب تأثير نفسي كبير في كل السوريين، ولكن التأثير عندما يتفاعل مع الواقع يصبح إيجابيا، فأنتجت خلال السنوات العشر الماضية أعمالا من بقايا الحرب ومن الشظايا التي عصفت ببلدي وبنيت أشكالا قائمة على الدمار، ولكن بإرادة العودة إلى الحياة”.

    ويعتبر النحات علي منزله في دمشق القديمة جنته التي يعشقها، ما دفعه لتحويله إلى غاليري أصبح اليوم بمثابة مؤسسة ثقافية وفنية لها مكانها على خارطة الأماكن الثقافية الفاعلة مستقبلا زوارا ومتابعين من كل أنحاء العالم.

    وعن الغاليري يقول “لدينا مشاريع ثقافية ساهمت في تنشيط الحركة الفنية في دمشق خلال السنوات الماضية، وكانت أبوابنا مفتوحة لكل محبي الفن من الجمهور ولكل الفنانين ولاسيما الشباب، لأنني أؤمن أن تغيير الواقع نحو الأفضل يأتي عن طريق الفن باعتباره حاجة أساسية وضرورية في حياة الإنسان”.

    ويؤكّد علي أن الفن السوري خلال الحرب على سوريا خلق حالة من التفاعل بين الفنان والواقع من خلال اتجاهه إلى حالة جديدة بأسلوبه ومواضيعه وألوانه، حيث صاغ الفنانون السوريون أنفسهم من جديد لمقاومة ما حل ببلدهم.


    ومصطفى علي الذي لم يتوقف لحظة عن الإنتاج الفني يؤكّد أن لديه الآن عشرة آلاف رسم مبدئي لأعمال تنتظر التنفيذ بمختلف الأحجام، والتي تحمل التجديد في عمله بأسلوب يعبّر بقوة عن واقع صعب عاشه السوريون خلال سنوات الحرب، موضحا أنه عالج نفسه بالفن ووضع كل أفكاره على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف إيصال رسالة أن الإنسان السوري قادر على الإبداع والعطاء في أصعب الظروف وأحلكها.

    ولا يخفي الفنان السوري تأثّره بالحضارات التي تعاقبت على سوريا، والتي ألهمت منجزه الفني، ومن بينها تدمر، إذ يرى هذه المدينة من أعظم المدن في التاريخ، وكانت مدهشة بالنسبة إليه، وفيها الكثير من الحياة.

    ويقول “أكثر ما يعجبني في المدينة، هو فن الموت، ففلسفة أهل تدمر في الحياة شيء مختلف عن فلسفة الوجود والموت والجنائز، فيمكن أن نلاحظ الانتقال من الأرض إلى السماء، حيث يصبح الفن شيئا متجذّرا من الأرض ويصعد عموديا إلى السماء، فالموت هو الخلود، وليس النهاية”.

    ويتابع “الفن التدمري فيه الذاكرة والحاضر، وسؤال الوجود، ومسألة الخلود التي كانت أساسية في تجربتي الفنية، فالإنسان يرتكز على الماضي، ولكنه في الأخير لا بد من أن تكون أقدامه في الحاضر، ولهذا أثرت فيّ كثيرا”.

    والفنان مصطفى علي من مواليد اللاذقية عام 1956 تخرج في قسم النحت في كلية الفنون الجميلة كما درس في أكاديمية الفنون الجميلة بإيطاليا، أعماله مقتناة في متاحف سورية وعربية وأقام معارض فردية عديدة داخل البلاد وخارجها، وشارك في ملتقيات دولية عديدة وحاز العديد من الجوائز منها الجائزة البرونزية في بينالي الشارقة والذهبية في بينالي اللاذقية وجائزة معهد العالم العربي في باريس عن منحوتة ضخمة وصلت مساحتها الأفقية إلى 36 مترا مربعا، واختير ضمن أهم 100 شخصية عربية لعام 2007 وفق مجلة “أربيان بيزنس”.
يعمل...
X