خالد جلل
قصتي مع ( بائعة الكبريت )
بدايةً لابد من التنويه أن بائعة الكبريت في قصتي هذه ليس لها علاقة ببائعة الكبريت في القصة الشهيرة للكاتب ( هانز كريستيان أندرسن ) والتي نشرها في عام 1845 م. وأنه مجرد تشابه أسماء لا أكثر
تدور أحداث قصتي في عام 1984 عندما كنت طالباً وأقطن في المدينة الجامعية في المزة بدمشق... دخلت ذات يوم إلى الجمعية الاستهلاكية التي كانت في المجمع .. في طابق تحت الأرض لمن يذكر ذلك في تلك الفترة .. وبعد أن اشتريت بعض حاجياتي، جئت إلى صندوق الدفع التي كانت تقف عليه فتاة جميلة تشبه الممثل اسماعيل ياسين ..
أعادت لي باقي النقود وبقي لي بذمتها نصف فرنك، ولأنه لم يكن لديها نصف فرك، أعطتني بدلاً عنه علبة كبريت .. ( وكانت هذه هي العادة يعطونك علبة كبريت أو علكة إذا لم يتوفر لديهم فراطة)
أخذت علبة الكبريت ووضعتها في جيبي وخرجت ..
بقيت علبة الكبريت في جيبي لأيام .. كنت أحملها معي في جميع مشاويري فقد تعودت عليها، حتى أصبحت جزءاً من شخصيتي .. أمسحها كل يوم وأعد العيدان فيها قبل أن أنام وعندما كنت أنساها في الغرفة وأنزل .. أعود مباشرة للغرفة حتى أحملها معي
بعد أيام وأثناء تفكير عميق، وعصف ذهني شديد .. خطرت لي فكرة رائعة وقلت في نفسي لماذا لا أشتري علبة سجائر لهذه الكبريتة؟ ( كنت وقتها لا أدخن).
وفعلاً حققت حلمي على الفور واشتريت علبة سجائر (بالميرا قصيرة) كبداية .. بحيث أنتقل فيما بعد كمرحلة متقدمة للبالميرا الطويلة
ثم بدأ مشواري مع التدخين .. ولكن الذي حصل معي فيما بعد هو أن علبة السجائر انتهت قبل علبة الكبريت .. فاشتريت علبة سجائر جديدة .. وفي منتصفها انتهت علبة الكبريت فاضطررت لشراء علبة كبريت جديدة وهكذا على التوالي .. لم تكونا لتنتهيان في نفس اللحظة ..
استمرت حالي على هذا المنوال حتى أصبحت من عتاة المدخين .. وأصبحت من الذين ( لايُشق لهم دخان في ساحات الوغى )
كانت هذه قصتي مع التدخين .. وكان السبب هو بائعة الكبريت التي تشبه الممثل اسماعيل ياسين
ملاحظة :
أرفقت صورتان لي من تلك الفترة ضمن ساحة المدينة الجامعية، إحدى الصور قبل التدخين والأخرى بعده
كل التفاعلات:
Ghassan Ismail
ياريتك رفضت علبة الكبريت ولا تعلمت التدخين...أنا لا أدخن