لامية العرب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لامية العرب

    لامية العرب

    لاميه عرب

    -

    لاميّة العرب

    قصيدة طويلة من عيون الشعر العربي، ومن أشهر قصائده قديماً وحديثاً، قالها الشَّنْفَرَى، أحد الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي، ومطلعها:
    أقيموا بني أمي صدور مطيكم
    فإني إلى قوم سواكـم لأميلُ
    فقد حُمّتِ الحاجاتُ والليلُ مقمرٌ
    وشُدّتْ لِطِيّاتٍ مطايا وأرحل
    وتقع في ثمانية وستين بيتاً، وتأتي شهرة هذه القصيدة من المعاني التي تضمنتها، فكثير منها مما يفخر به العربي، لأنها حملت معظم القيم والأخلاق الحميدة التي يحبّ العربي أن يتجمّل بها وأن تُذكر على أنها من صفاته، كما أنها «تصور تصويراً حياً حياة الصعلوك الجاهلي وروحه البدوية الوحشية»، وتُعَدّ أحد المتون اللغوية المهمة.
    ويزعم بعض الرواة والباحثين أن هذه القصيدة ليست للشنفرى، وإنما نظمها خلف الأحمر، ونسبها إليه، واستدلوا على ذلك ببعض الآراء التي لا ترتقي إلى درجة القطع واليقين، مما يُبقي على نسبتها إلى الشنفرى.
    وقد حظيت هذه القصيدة باهتمام الرواة والعلماء قديماً وحديثاً، واستشهدوا بكثير من أبياتها في كتب اللغة والأدب، واختاروا أبياتاً منها في بعض المجاميع الشعرية وكتُب الاختيارات، كما أنهم أفردوا شروحاً مستقلة لها زادت على خمسة عشر شرحاً، وممن شـرح هذه القصيدة: المبرّد (ت 285هـ)، وثعلـب (ت 291هـ)، وابن دريـد (ت 321هـ)، والتبريزي (ت 502هـ)، والزمخْشري (ت 538هـ)، والعُكبَري (ت 616هـ)، وابن زاكور المغربي (ت 1121هـ). وقد طبع عدد من هذه الشروح، منها: «أعجب العجب في شرح لامية العرب» للزمخشري، وشرح «لامية العرب» للعكبري، و«نهاية الأرب في شرح لامية العرب» لعطاء الله بن أحمد المصري الأزهري (ت بعد 1188هـ)، و«تفريج الكُرب عن قلوب أهل الأدب في معرفة لامية العرب» لابن زاكور.
    «وتناولها المستشرقون فدرسها بتوسع جورج يعقوب Georg Jakob ونُشرت دراسته في مونيخ München سنة 1914-1915، كما طُبع نص اللامية في هانوفر Hannover سنة 1923، إضافة إلى دراسة دي ساسـي de Sacy ودراسة المستشرق الألماني نولدِكه Nöldeke لها… كما ترجمت إلى لغات عدة كالبولندية والألمانية والفرنسية والإنجليزية».
    تبدأ القصيدة بالحديث عن نيّة الشاعر الارتحال عن قومه الذين لم تعجبه حياتهم، ليلتحق بالوحوش التي يرى أن الحياة بينها أفضل، ثم يتحدث عن بعض أخلاقه فيقول:
    وإن مُدّتِ الأيدي إلى الزاد لـم أكن
    بأعجلهم إذ أجشعُ القـوم أعجـل
    ويتحدث عن عُدّته التي أغنته عن قومه، وهي قلبه الشديد وسيفه وقوسه، ويستمر في تعداد صفاته وأخلاقه وقوته ورباطة جأشه، ومن ذلك قوله:
    أُديم مطـال الجـوع حتـى أميتـه
    وأضرب عنه الذكر صفحاً فأذهل
    وأستفُّ تُرْبَ الأرض كي لا يَرى له
    عليَّ من الطَّولِ امـرؤٌ متطـوِّل
    ومن أبياتها:
    وفي الأرض منأًى للكريم عن الأذى
    وفيهـا لمن خـاف القِلى مُتعزّل
    ويلحظ الدارس أن لغة الشنفرى في هذه القصيدة تنتمي برمتها إلى محيطه البدوي بحيوانه وصحرائه، ولذا كثرت فيه الألفاظ الغريبة، كقوله:
    دعست على غطشٍ وبطشٍ وصحبتي
    سعـار وإرزيزٌ ووجـرٌ وأفكل

    علي أبوزيد
يعمل...
X