يستخدم ما يزيد على 6 مليارات شخص حول العالم الهواتف الذكية في حياتهم اليومية، ومن المتوقع استمرار هذا الرقم بالتصاعد مع مرور الوقت. يستخدم الأشخاص هواتفهم الذكية للقيام بكل شيء تقريبًا، من المهام البسيطة مثل المكالمات والرسائل النصية، إلى تأكيد الحجوزات أو دليلًا في أثناء قيادة السيارة.
يمضي الفرد عادةً 5-6 ساعات من وقته في استخدام الهاتف الذكي دون احتساب الوقت المستخدم للعمل، إنها أجهزة مفيدة فعلًا، لكن لاستخدامها المفرط آثار سيئة في الصحة العقلية، إذ يشتبه أنه يسبب خللًا في الوظائف الإدراكية والاندفاع، واضطرابات النوم وإدمان التواصل الاجتماعي عند المراهقين. إذن ما الحل لتجنب تلك الآثار السيئة، وهل من المعقول أن نطلب من الأشخاص التخلي عن استخدام الهواتف الذكية أو تقييد استخدامها؟
أشارت دراسة حديثة إلى العكس، إذ استطاع التغيير البسيط في عادات استخدام الهاتف الذكي إحداث تغيرات ملحوظة في الصحة العقلية. أوضحت الاختصاصية النفسية يالدا سافايي: «قد تساهم التغيرات الواعية المنضبطة للوقت الذي يقضيه الفرد في استخدام هاتفه الذكي في تحسين حياته، مثل تخفيف القلق والاكتئاب، وميول عدوانية أقل وسعادة أكثر في الحياة، وممارسة عادات صحية أكثر مثل النشاط البدني والتخفيف من التدخين، وذلك على المدى البعيد». إن إشغال نظرك المستمر يوميًا بشاشة الهاتف الذكي مهما كان حجمها غير صحي إطلاقًا، لكن تخفيض الاستخدام قليلًا واستخدامه بوعي أكثر خطوة مهمة باستطاعتها تحسين الصحة العقلية.
لا تهجر هاتفك، حدد استخدامه فقط
في الدراسة السابقة، جمع الباحثون بيانات 600 شخص عشوائيًا بعمر 18 عامًا فأكثر، وقسموهم إلى 3 مجموعات، لم يستخدم أفراد المجموعة الأولى هواتفهم الذكية إطلاقًا مدة أسبوع، في حين خفض أفراد المجموعة الثانية استخدامهم للهواتف الذكية بمقدار ساعة يوميًا، ولم يغير أفراد المجموعة الثالثة من نمط استخدامهم للهواتف الذكية، أجرى الباحثون استبيانًا للمجموعات المشاركة، بعد شهر وبعد 4 أشهر من انتهاء التجربة، إذ سألوهم عن عاداتهم اليومية مثل النشاط البدني والتدخين والقلق والاكتئاب، من أجل معرفة آثار تقليل الاستخدام في سلوكهم وصحتهم العقلية.
أظهرت النتائج أنه ليس من الضروري الإقلاع التام عن استخدام الهاتف الذكي للحصول على نتائج جيدة فيما يخص الصحة العقلية، إذ يفي تقليل الاستخدام بالغرض، أوضحت البروفيسورة جينيفر كاتزنستين: «تبين النتائج أن تقليل استخدام الهاتف الذكي بمقدار ساعة يوميًا مدة أسبوع يقلل الاستخدام على المدى البعيد، إضافةً إلى العديد من الآثار الصحية الإيجابية مثل تخفيف الاكتئاب والقلق وزيادة النشاط البدني والرضا عن الحياة عمومًا».
ركزت الدراسة على مقدار الوقت الواجب تقليله لتحسين اضطرابات الصحة العقلية، أوضحت كاتزنستين: «إنها نتائج مهمة، إذ تشير إلى وجود متسع كاف من الوقت لاستخدام الهاتف الذكي، ويتضح أن فوائد تخفيض استخدام الهاتف الذكي بمقدار ساعة واحدة فقط يوميًا يفوق في فوائده الامتناع التام عن استخدامه، وهو بالتأكيد أفضل من مواصلة الإفراط في استخدامه، هذا الترشيد بمقدار ساعة يوميًا مدة أسبوع يحقق استمرارية طويلة الأمد».
من الجيد معرفة الانعكاسات الإيجابية لإمضاء وقت أقل في استخدام الهاتف الذكي على الصحة العقلية، وأهم من ذلك معرفة كيفية تحقيق هذا التخفيض.
التغلب على المشكلات المرافقة لتقليل استخدام الهاتف الذكي
تختلف استخدامات الأشخاص للهواتف الذكية بين فرد وآخر، لكن التمرن على السيطرة على النفس والرغبات أمر باستطاعة الجميع فعله لتحسين صحتهم العقلية، أوضحت كاتزنستين: «إن انتباهك ومراقبتك لمعدل استخدامك أمر بالغ الأهمية، إذ إن ترشيد استخدام هاتفك الذكي ووسائل التواصل الاجتماعي قادر على تخفيض معدل استخدامك الإجمالي على المدى البعيد، وإن كان ذلك لمدة أسبوع واحد فقط». يؤكد الخبراء أيضًا أهمية انتباه الأفراد لحالتهم النفسية ومشاعرهم في أثناء الاستخدام، إذ يُفضل التوقف عن استخدام الهاتف الذكي إذا سبب لك التوتر والقلق أو التسرع.
من المؤكد أنك ستشعر في البداية بنوع من الفراغ ورغبة في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، ينصح الخبراء بالانشغال بنشاطات أخرى مثل القراءة والرياضة وقضاء وقت أكثر مع العائلة والأصدقاء، إذ تساعد هذه النشاطات على تخفيف الرغبة أو التفكير بهاتفك الذكي. ستلاحظ تغيرًا كبيرًا فور إبعاد تلك الشاشات عن وجهك، وستمكنك ملاحظة جمال وبهجة العالم حولك بطريقة أخرى، فقد يكون انقطاعك عن الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي الحلقة المفقودة لتحسين صحتك العقلية: «إن تغيرًا بسيطًا في سلوكنا قادر على إحداث فرق إيجابي كبير على مستوى صحتنا العقلية وعلى نظرتنا الإيجابية تجاه حياتنا إضافةً إلى السلوكيات الصحية».
يمضي الفرد عادةً 5-6 ساعات من وقته في استخدام الهاتف الذكي دون احتساب الوقت المستخدم للعمل، إنها أجهزة مفيدة فعلًا، لكن لاستخدامها المفرط آثار سيئة في الصحة العقلية، إذ يشتبه أنه يسبب خللًا في الوظائف الإدراكية والاندفاع، واضطرابات النوم وإدمان التواصل الاجتماعي عند المراهقين. إذن ما الحل لتجنب تلك الآثار السيئة، وهل من المعقول أن نطلب من الأشخاص التخلي عن استخدام الهواتف الذكية أو تقييد استخدامها؟
أشارت دراسة حديثة إلى العكس، إذ استطاع التغيير البسيط في عادات استخدام الهاتف الذكي إحداث تغيرات ملحوظة في الصحة العقلية. أوضحت الاختصاصية النفسية يالدا سافايي: «قد تساهم التغيرات الواعية المنضبطة للوقت الذي يقضيه الفرد في استخدام هاتفه الذكي في تحسين حياته، مثل تخفيف القلق والاكتئاب، وميول عدوانية أقل وسعادة أكثر في الحياة، وممارسة عادات صحية أكثر مثل النشاط البدني والتخفيف من التدخين، وذلك على المدى البعيد». إن إشغال نظرك المستمر يوميًا بشاشة الهاتف الذكي مهما كان حجمها غير صحي إطلاقًا، لكن تخفيض الاستخدام قليلًا واستخدامه بوعي أكثر خطوة مهمة باستطاعتها تحسين الصحة العقلية.
لا تهجر هاتفك، حدد استخدامه فقط
في الدراسة السابقة، جمع الباحثون بيانات 600 شخص عشوائيًا بعمر 18 عامًا فأكثر، وقسموهم إلى 3 مجموعات، لم يستخدم أفراد المجموعة الأولى هواتفهم الذكية إطلاقًا مدة أسبوع، في حين خفض أفراد المجموعة الثانية استخدامهم للهواتف الذكية بمقدار ساعة يوميًا، ولم يغير أفراد المجموعة الثالثة من نمط استخدامهم للهواتف الذكية، أجرى الباحثون استبيانًا للمجموعات المشاركة، بعد شهر وبعد 4 أشهر من انتهاء التجربة، إذ سألوهم عن عاداتهم اليومية مثل النشاط البدني والتدخين والقلق والاكتئاب، من أجل معرفة آثار تقليل الاستخدام في سلوكهم وصحتهم العقلية.
أظهرت النتائج أنه ليس من الضروري الإقلاع التام عن استخدام الهاتف الذكي للحصول على نتائج جيدة فيما يخص الصحة العقلية، إذ يفي تقليل الاستخدام بالغرض، أوضحت البروفيسورة جينيفر كاتزنستين: «تبين النتائج أن تقليل استخدام الهاتف الذكي بمقدار ساعة يوميًا مدة أسبوع يقلل الاستخدام على المدى البعيد، إضافةً إلى العديد من الآثار الصحية الإيجابية مثل تخفيف الاكتئاب والقلق وزيادة النشاط البدني والرضا عن الحياة عمومًا».
ركزت الدراسة على مقدار الوقت الواجب تقليله لتحسين اضطرابات الصحة العقلية، أوضحت كاتزنستين: «إنها نتائج مهمة، إذ تشير إلى وجود متسع كاف من الوقت لاستخدام الهاتف الذكي، ويتضح أن فوائد تخفيض استخدام الهاتف الذكي بمقدار ساعة واحدة فقط يوميًا يفوق في فوائده الامتناع التام عن استخدامه، وهو بالتأكيد أفضل من مواصلة الإفراط في استخدامه، هذا الترشيد بمقدار ساعة يوميًا مدة أسبوع يحقق استمرارية طويلة الأمد».
من الجيد معرفة الانعكاسات الإيجابية لإمضاء وقت أقل في استخدام الهاتف الذكي على الصحة العقلية، وأهم من ذلك معرفة كيفية تحقيق هذا التخفيض.
التغلب على المشكلات المرافقة لتقليل استخدام الهاتف الذكي
تختلف استخدامات الأشخاص للهواتف الذكية بين فرد وآخر، لكن التمرن على السيطرة على النفس والرغبات أمر باستطاعة الجميع فعله لتحسين صحتهم العقلية، أوضحت كاتزنستين: «إن انتباهك ومراقبتك لمعدل استخدامك أمر بالغ الأهمية، إذ إن ترشيد استخدام هاتفك الذكي ووسائل التواصل الاجتماعي قادر على تخفيض معدل استخدامك الإجمالي على المدى البعيد، وإن كان ذلك لمدة أسبوع واحد فقط». يؤكد الخبراء أيضًا أهمية انتباه الأفراد لحالتهم النفسية ومشاعرهم في أثناء الاستخدام، إذ يُفضل التوقف عن استخدام الهاتف الذكي إذا سبب لك التوتر والقلق أو التسرع.
من المؤكد أنك ستشعر في البداية بنوع من الفراغ ورغبة في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، ينصح الخبراء بالانشغال بنشاطات أخرى مثل القراءة والرياضة وقضاء وقت أكثر مع العائلة والأصدقاء، إذ تساعد هذه النشاطات على تخفيف الرغبة أو التفكير بهاتفك الذكي. ستلاحظ تغيرًا كبيرًا فور إبعاد تلك الشاشات عن وجهك، وستمكنك ملاحظة جمال وبهجة العالم حولك بطريقة أخرى، فقد يكون انقطاعك عن الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي الحلقة المفقودة لتحسين صحتك العقلية: «إن تغيرًا بسيطًا في سلوكنا قادر على إحداث فرق إيجابي كبير على مستوى صحتنا العقلية وعلى نظرتنا الإيجابية تجاه حياتنا إضافةً إلى السلوكيات الصحية».