يؤثر اضطراب الشخصية الحدية (أو ما يُعرف أحيانًا باضطراب الشخصية غير المُستقرة عاطفيًا) في الطريقة التي ترى بها نفسك والآخرين من حولك. وغالبًا ما يساء فهم مرضاه، وفي هذا المقال نتناول بعض ما يمرون به، محاولين إنهاء ظاهرة الوصم حول ذلك الاضطراب.
غالبًا ما يخشى مرضى اضطراب الشخصية الحدية الهجر، ويعانون للإبقاء على علاقاتهم صحية وسليمة. وتنبعث منهم المشاعر الجياشة، إلى جانب التصرفات المندفعة، والإصابة بجنون الشك والانفصال. ما يجعله مرضًا من الصعب التعايش معه.
لذلك؛ من المهم أن يكون لدى العائلة والأصدقاء معرفة كافية لطبيعة هذا الاضطراب، لكي يستطيعوا أن يقدموا الدعم والمساعدة.
يخشى الكثير من مصابي اضطراب الشخصية الحدية مناقشة مشاعرهم مع أحد؛ نظرًا إلى خوفهم من التشهير جراء فيض المفاهيم الخاطئة التي تحوم حول هذا الاضطراب. وهنا سنتناول سبع نقاط يتمنى عدد من مصابي اضطراب الشخصية الحدية أن يدركها الناس عن حالتهم:
1- ترعبنا فكرة رحيل من نحبهم حتى إذا كانت الأمور تسير على ما يرام، ونشعر بالأسى حيال ذلك:
يظل الخوف من الهجر أحد أكثر الأعراض تمييزًا لاضطراب الشخصية الحدية، وهذا الشعور لا يرتبط بمدى قوة العلاقة، إذ تتملكنا تلك المخاوف المتفشية بأن الناس سيتخلون عنا، وأننا لسنا جيدين بما فيه الكفاية لنستحق أن نكون مع أحدٍ في المقام الأول. ولو أن هذا قد يبدو غير منطقي ومثير لدهشة الآخرين.
وبدافع الخوف، قد نفعل أي شيء لمنع حدوث ذلك. فنصبح أكثر تعلقًا وتطلبًا في علاقاتنا، ما يبدو مثيرًا لشفقة الآخرين أحيانًا.
2- إن الأمر يشبه العيش مع حروق عاطفية من الدرجة الثالثة؛ فيصبح كل شيء محفزًا لمزيد من مشاعر الأسى:
يختبر مصابو اضطراب الشخصية الحدية الألم أضعاف ما يختبره الآخرون. هذا الألم قد يدوم بضعة ساعات وقد يستمر عدة أيام.
تتغير حالتنا المزاجية بسرعة كبيرة؛ فربما نشعر بالسعادة الغامرة تارة، والحزن والأسى تارة أخرى. فالحياة مع هذا الاضطراب بمثابة السير على أرض هشة؛ لا يمكننا أبدًا توقع كيف سيكون شعورنا خلال الـدقائق الخمس القادمة. وأحيانًا ما يصعب علينا السيطرة على مشاعرنا أيًا كانت حالتها. ولهذا السبب قد يأخذ الآخرون عنا فكرة أننا مرهفي المشاعر.
3- يصبح الجيد رائعًا، والسيئ مروعًا. وما قد يراه الناس من حولنا مبالغة، هو في الواقع كيفية معالجة أدمغتنا لمشاعرنا:
يمكن لهذا التأرجح بين الحدين أن يكون مرهقًا لنا ولمن حولنا. ولكن من المهم دائمًا إدراك أن جميع ما يشعر به الشخص الحدي، بالنسبة إليه يعد أكثر حدة مما هو عليه حقًا. وهو أمر يجب مراعاته عبر تجنب تكذيب مشاعر الشخصية الحدية والتقليل أو السخرية منها، أو إلقاء الأحكام عليها. ونظرًا لحدة وقوة تلك المشاعر، ينبغي منح مصابي الاضطراب المساحة والوقت اللازمين لمعالجتها وإدراكها.
4- لسنا متعددي الشخصيات:
نظرًا لكون اضطراب الشخصية الحدية مندرجًا تحت اضطرابات الشخصية؛ فغالبًا ما يخلط بينه وبين اضطراب الهوية التفارقي، (حين يطور الفرد شخصيات متعددة). ولكن الأمر ليس هكذا على الإطلاق بالنسبة لاضطراب الشخصية الحدية؛ فلا يطور مصابو الأخير شخصيات أخرى، بل هم في الأصل يعانون صعوبة في تكوين صورة واضحة عن أنفسهم وعن الآخرين من حولهم، وينعكس الأمر على حياتهم.
بتحليلنا لحالة اضطراب الشخصية الحدية، لا ندعو إلى وصم اضطراب الهوية التفارقي. في الواقع لا ينبغي وصم أي اضطراب شخصية مهما كانت آثاره، كما لا ينبغي الخلط بين أيٍ منهم.
5- لسنا متلاعبين ولا نشكل خطرًا أو تهديدًا على من حولنا، نحن فقط نتوق إلى المزيد من الحب:
لا تزال ظاهرة وصم كبيرة تحوم حول اضطراب الشخصية الحدية؛ إذ ما زال البعض بسبب أعراض هذا الاضطراب، أن المصابين به يتحولون إلى أشخاص متلاعبين وخطرين على محيطهم. ورغم أنه الحال بالنسبة إلى فئة ضئيلة، فإن الوضع بالنسبة للفئة العظمى ما هو إلا نتيجة لمعاناتهم مع تحقيق إحساسهم بالذات وكيفية التعامل في نطاق علاقاتهم.
ينبغي إدراك أن مصابي الاضطراب الحدي ليسوا خطرين، بل في الواقع هم غير قادرين على إيذاء أي شخص عدا أنفسهم!
6- الأمر مرهق ومحير. ومن الصعب حقًا إيجاد علاج فعال وذو ثمن زهيد:
لا يتلقى بعض مصابي الاضطراب علاجًا؛ إذ إنه ليس خيارًا سهل المنال بالنسبة إليهم. فعلاج اضطراب الشخصية الحدية ليس كعلاج أي مرض نفسي آخر. مثلًا، لا يُعالج اضطراب الشخصية الحدية بالأدوية، بينما يُعد العلاج النفسي وحده قادرًا على علاجه، مثل العلاج السلوكي الجدلي (DPT) والمعرفي السلوكي (CBT). ولا توجد أدوية ثبتت قدرتها على علاج اضطراب الشخصية الحدية (رغم أن الأدوية تُستخدم دون تصريح أحيانًا). وأحيانًا ما يزعم الأطباء صعوبة التوصل إلى علاج فعال لحالات مرضى اضطراب الشخصية الحدية.
يمكن لكثير من حالات اضطراب الشخصية الحدية الانتفاع من برنامج سلوك جدلي علاجي مُكثف، ولكن الولوج إلى جلساته ليس سهلًا ومتاحًا دائمًا. لذلك؛ إذا لاحظت عدم تحسن إحدى حالات الاضطراب، لا تسرع بإلقاء اللوم عليهم؛ فتلقي المساعدة ليس سهلًا في كل الأوقات.
7- لسنا عاجزين عن الحب، بل لدينا الكثير من الحب لنمنحه:
يمكن أن يغمر الحب مصابي اضطراب الشخصية الحدية، لدرجة أن تصبح علاقاتهم بمثابة دوامة أحيانًا. وهذا لأنه فور أن تصنع الشخصية الحدية -خاصة تلك التي تصارع الإحساس المزمن بالفراغ والوحدة- رابطًا حقيقيًا بينها وبين شخص ما؛ ستكون بهذا الرابط أقوى من أي شخص آخر. ما قد يشكل تحديًا في العلاقة. ولأن مصابي اضطراب الشخصية الحدية يرغبون في الشعور بأن مشاعرهم متبادلة، فقد يكونوا بحاجة إلى بعض الطمأنينة للتأكد من اكتفاء الطرفين بالعلاقة.
من المهم البحث في اضطراب الشخصية الحدية سواء كنت نفسك حديًا في علاقة، أو كنت في علاقة مع شخصية حدية. فمثلما لن تود أن ينشر أحدهم الشائعات والأحكام عنك، بالتأكيد لن يكون من العدل أبدًا أن تنشر أنت الادعاءات عن أحدهم. كما أن العمل تجاه إبداء الفهم لما يمر به الشخص الحدي، وكيف يمكنك أن تتكيف معه وتساعده، هو أساس استمرارية العلاقة. ويمكن للمعالجين والأطباء توجيهك إلى الطريق الصحيح لعلاقة صحية. فأفضل ما يمكنك تقديمه لشريكك هو الاهتمام بصحتك النفسية، لتستطيع أن تكون حاضرًا عندما يكون بحاجة إليك.
غالبًا ما يخشى مرضى اضطراب الشخصية الحدية الهجر، ويعانون للإبقاء على علاقاتهم صحية وسليمة. وتنبعث منهم المشاعر الجياشة، إلى جانب التصرفات المندفعة، والإصابة بجنون الشك والانفصال. ما يجعله مرضًا من الصعب التعايش معه.
لذلك؛ من المهم أن يكون لدى العائلة والأصدقاء معرفة كافية لطبيعة هذا الاضطراب، لكي يستطيعوا أن يقدموا الدعم والمساعدة.
يخشى الكثير من مصابي اضطراب الشخصية الحدية مناقشة مشاعرهم مع أحد؛ نظرًا إلى خوفهم من التشهير جراء فيض المفاهيم الخاطئة التي تحوم حول هذا الاضطراب. وهنا سنتناول سبع نقاط يتمنى عدد من مصابي اضطراب الشخصية الحدية أن يدركها الناس عن حالتهم:
1- ترعبنا فكرة رحيل من نحبهم حتى إذا كانت الأمور تسير على ما يرام، ونشعر بالأسى حيال ذلك:
يظل الخوف من الهجر أحد أكثر الأعراض تمييزًا لاضطراب الشخصية الحدية، وهذا الشعور لا يرتبط بمدى قوة العلاقة، إذ تتملكنا تلك المخاوف المتفشية بأن الناس سيتخلون عنا، وأننا لسنا جيدين بما فيه الكفاية لنستحق أن نكون مع أحدٍ في المقام الأول. ولو أن هذا قد يبدو غير منطقي ومثير لدهشة الآخرين.
وبدافع الخوف، قد نفعل أي شيء لمنع حدوث ذلك. فنصبح أكثر تعلقًا وتطلبًا في علاقاتنا، ما يبدو مثيرًا لشفقة الآخرين أحيانًا.
2- إن الأمر يشبه العيش مع حروق عاطفية من الدرجة الثالثة؛ فيصبح كل شيء محفزًا لمزيد من مشاعر الأسى:
يختبر مصابو اضطراب الشخصية الحدية الألم أضعاف ما يختبره الآخرون. هذا الألم قد يدوم بضعة ساعات وقد يستمر عدة أيام.
تتغير حالتنا المزاجية بسرعة كبيرة؛ فربما نشعر بالسعادة الغامرة تارة، والحزن والأسى تارة أخرى. فالحياة مع هذا الاضطراب بمثابة السير على أرض هشة؛ لا يمكننا أبدًا توقع كيف سيكون شعورنا خلال الـدقائق الخمس القادمة. وأحيانًا ما يصعب علينا السيطرة على مشاعرنا أيًا كانت حالتها. ولهذا السبب قد يأخذ الآخرون عنا فكرة أننا مرهفي المشاعر.
3- يصبح الجيد رائعًا، والسيئ مروعًا. وما قد يراه الناس من حولنا مبالغة، هو في الواقع كيفية معالجة أدمغتنا لمشاعرنا:
يمكن لهذا التأرجح بين الحدين أن يكون مرهقًا لنا ولمن حولنا. ولكن من المهم دائمًا إدراك أن جميع ما يشعر به الشخص الحدي، بالنسبة إليه يعد أكثر حدة مما هو عليه حقًا. وهو أمر يجب مراعاته عبر تجنب تكذيب مشاعر الشخصية الحدية والتقليل أو السخرية منها، أو إلقاء الأحكام عليها. ونظرًا لحدة وقوة تلك المشاعر، ينبغي منح مصابي الاضطراب المساحة والوقت اللازمين لمعالجتها وإدراكها.
4- لسنا متعددي الشخصيات:
نظرًا لكون اضطراب الشخصية الحدية مندرجًا تحت اضطرابات الشخصية؛ فغالبًا ما يخلط بينه وبين اضطراب الهوية التفارقي، (حين يطور الفرد شخصيات متعددة). ولكن الأمر ليس هكذا على الإطلاق بالنسبة لاضطراب الشخصية الحدية؛ فلا يطور مصابو الأخير شخصيات أخرى، بل هم في الأصل يعانون صعوبة في تكوين صورة واضحة عن أنفسهم وعن الآخرين من حولهم، وينعكس الأمر على حياتهم.
بتحليلنا لحالة اضطراب الشخصية الحدية، لا ندعو إلى وصم اضطراب الهوية التفارقي. في الواقع لا ينبغي وصم أي اضطراب شخصية مهما كانت آثاره، كما لا ينبغي الخلط بين أيٍ منهم.
5- لسنا متلاعبين ولا نشكل خطرًا أو تهديدًا على من حولنا، نحن فقط نتوق إلى المزيد من الحب:
لا تزال ظاهرة وصم كبيرة تحوم حول اضطراب الشخصية الحدية؛ إذ ما زال البعض بسبب أعراض هذا الاضطراب، أن المصابين به يتحولون إلى أشخاص متلاعبين وخطرين على محيطهم. ورغم أنه الحال بالنسبة إلى فئة ضئيلة، فإن الوضع بالنسبة للفئة العظمى ما هو إلا نتيجة لمعاناتهم مع تحقيق إحساسهم بالذات وكيفية التعامل في نطاق علاقاتهم.
ينبغي إدراك أن مصابي الاضطراب الحدي ليسوا خطرين، بل في الواقع هم غير قادرين على إيذاء أي شخص عدا أنفسهم!
6- الأمر مرهق ومحير. ومن الصعب حقًا إيجاد علاج فعال وذو ثمن زهيد:
لا يتلقى بعض مصابي الاضطراب علاجًا؛ إذ إنه ليس خيارًا سهل المنال بالنسبة إليهم. فعلاج اضطراب الشخصية الحدية ليس كعلاج أي مرض نفسي آخر. مثلًا، لا يُعالج اضطراب الشخصية الحدية بالأدوية، بينما يُعد العلاج النفسي وحده قادرًا على علاجه، مثل العلاج السلوكي الجدلي (DPT) والمعرفي السلوكي (CBT). ولا توجد أدوية ثبتت قدرتها على علاج اضطراب الشخصية الحدية (رغم أن الأدوية تُستخدم دون تصريح أحيانًا). وأحيانًا ما يزعم الأطباء صعوبة التوصل إلى علاج فعال لحالات مرضى اضطراب الشخصية الحدية.
يمكن لكثير من حالات اضطراب الشخصية الحدية الانتفاع من برنامج سلوك جدلي علاجي مُكثف، ولكن الولوج إلى جلساته ليس سهلًا ومتاحًا دائمًا. لذلك؛ إذا لاحظت عدم تحسن إحدى حالات الاضطراب، لا تسرع بإلقاء اللوم عليهم؛ فتلقي المساعدة ليس سهلًا في كل الأوقات.
7- لسنا عاجزين عن الحب، بل لدينا الكثير من الحب لنمنحه:
يمكن أن يغمر الحب مصابي اضطراب الشخصية الحدية، لدرجة أن تصبح علاقاتهم بمثابة دوامة أحيانًا. وهذا لأنه فور أن تصنع الشخصية الحدية -خاصة تلك التي تصارع الإحساس المزمن بالفراغ والوحدة- رابطًا حقيقيًا بينها وبين شخص ما؛ ستكون بهذا الرابط أقوى من أي شخص آخر. ما قد يشكل تحديًا في العلاقة. ولأن مصابي اضطراب الشخصية الحدية يرغبون في الشعور بأن مشاعرهم متبادلة، فقد يكونوا بحاجة إلى بعض الطمأنينة للتأكد من اكتفاء الطرفين بالعلاقة.
من المهم البحث في اضطراب الشخصية الحدية سواء كنت نفسك حديًا في علاقة، أو كنت في علاقة مع شخصية حدية. فمثلما لن تود أن ينشر أحدهم الشائعات والأحكام عنك، بالتأكيد لن يكون من العدل أبدًا أن تنشر أنت الادعاءات عن أحدهم. كما أن العمل تجاه إبداء الفهم لما يمر به الشخص الحدي، وكيف يمكنك أن تتكيف معه وتساعده، هو أساس استمرارية العلاقة. ويمكن للمعالجين والأطباء توجيهك إلى الطريق الصحيح لعلاقة صحية. فأفضل ما يمكنك تقديمه لشريكك هو الاهتمام بصحتك النفسية، لتستطيع أن تكون حاضرًا عندما يكون بحاجة إليك.