يعود مصطلح نشوة الدماغ أو ما يسمى باستجابة القنوات الحسية الذاتية ASMR إلى شعور عرفه البعض مؤخرًا استجابًة لمحرضات محددة، قد يعرف بأسماء أخرى مثل (خدر المخ)، ويصف إحساسًا بالغبطة والسعادة والخدر الدافئ الذي يعبر الرأس والعنق والظهر عن طريق موجات تحرض على الاسترخاء.
تُحرَّض الظاهرة بالتجارب البصرية أو السمعية المنعشة أو بطريق مجموعة منبهات مهدئة مثل الهمس الناعم في مقاطع الفيديو أو الاهتمام الحثيث أو الأنشطة البسيطة المعتادة كتمشيط الشعر أو إجراء فحص العيون أو الأكل أو ترتيب الأوراق، أو بأصوات محرضة مثل صوت المضغ أو النقر أو الخدش أو التجعيد أو الضوضاء الإلكترونية، وقد تُحرَّض تجربة نشوة الدماغ في العالم الحقيقي لكن غالبًا ما يبحث عنها الناس على الإنترنت.
انتشرت ASMR على وسائل التواصل الاجتماعي منذ أن عرفت الظاهرة أول مرة عام 2010 ثم انقسم الناس نصفين، نصف يسعى لتجربة الشعور، و نصف لا يهتم به. وفي النهاية أصبح ASMR وفنانوه (صناع المحتوى الذي يحفز نشوة الدماغ) صناعة كاملة بحد ذاتها.
من ابتكر الاسم؟
ASMR هو الاسم العلمي الذي ابتكرته جينفر آلين لإضفاء المزيد من المشروعية على الإحساس، فقد ساورتها شكوك بألا تؤخذ مصطلحات نشوة الدماغ وخدر الرأس بجدية، فحددت عناصر الاسم (استجابة القنوات الحسية الذاتية) لتعبّر عن الشعور الداخلي المؤقت بذروة النشاط والطاقة الذي شعرت به هي كما شعر به الناس طوال حياتهم، وازدادت شعبية الظاهرة عندما عرف الناس اسمًا لها، وسرعان ما أعجب صناع المحتوى بالفكرة وأخذوا بإنتاج الكثير من مقاطع الفيديو التي تصف التجربة وتجذب المتابعين.
شاعت مصطلحات ASMR ونشوة الدماغ في السنوات الأخيرة حين اكتشف الملايين هذا المفهوم على وسائل التواصل الاجتماعي، وازداد السعي لخوض التجربة حتى أصبح جنونيًا، فقد أجريت منذ عام 2020 أكثر من 2.3 مليون عملية بحث شهريًا عن ASMR، وإذا أجريت بحثًا سريعًا على محرك البحث غوغل عن ASMR أو خدر الرأس فستجد عددًا هائلًا من مقاطع الفيديو التي تشرح ماهيته وكيفية تجربته، إضافة إلى المقاطع المتنوعة التي تحرضه، وستجد مقاطعًا لكل محرض يخطر في بالك.
رغم كثرة قصص الناس ومشاركاتهم لهذه التجربة، فليس واضحًا تمامًا كيف يعمل ASMR أو لماذا، فهو أشبه بنوبات صغيرة غير مؤذية، أو استجابة دماغية ممتعة لم تعرف سابقًا تؤدي إلى استرخاء شديد في أعصاب الرأس.
ما زلنا لا نعرف لماذا يبلغ الكثير من الأشخاص عن تجربتهم للشعور، بينما لا يبلغ عنه آخرون، ما يضعنا أمام تساؤل: هل بإمكان الجميع أن يشعر به؟
قد يشعر به البعض بسهولة، بينما يجده البعض الآخر صعبًا، أو أن بعض الأدمغة تستجيب له ببساطة وبعضها الآخر لا يستجيب.
وجدت دراسة في عام 2019 زيادة للنشاط العصبي في مناطق من القشرة متعلقة بالانتباه والسمع والعاطفة والحركة لدى الأشخاص المتأثرين بنشوة الدماغ عند مشاهدتهم لمحتواه، بينما لم يحصل ذلك عند الأشخاص الذين لا يتأثرون به، ما يشير إلى أنها تجربة معقدة يحدث بها نشاط دماغي مميز، وتحوي الصفات الحسية والعاطفية معًا.
ما دور ASMR في تعزيز الهدوء و النوم؟
يشبّه بعض صانعي محتوى ASMR التجربة بمكافأة بيولوجية راجعة تعزز الراحة وتقلل التوتر، محرضاتها الشائعة شبيهة جدًا بالطرق المستخدمة لتهدئة الرضع والأطفال الصغار ومن ضمنها الألحان والأصوات الهادئة والتنفس الناعم والاهتمام الحثيث.
تشبه الأصوات المتكررة اللطيفة مثل النقر الخفيف، والأصوات القوية مثل عضة التفاحة، أو صوت تسريح الشعر بالفرشاة أو صوت مرور فرشاة المكياج على الجلد، أو الأصوات المستخدمة في الآلات التي تصنع الضجة بغية مساعدة الناس على التركيز أو النوم، ويبدو أنه يستخدم للمساعدة على النوم أكثر مما يستخدم لإثارة الخدر.
هل تعد ASMR تجربة جنسية؟
لا تعد التجربة بحد ذاتها جنسية مع أن مصطلح نشوة الدماغ يعبر عن استجابة جنسية، بل إنها أقرب لأن تكون PG-13 (أي أنها قد تكون غير مناسبة للأطفال دون سن 13، مع ضرورة التوجيه الأبوي في أثناء المشاهدة)، ومع أنه يشبه الدفقات الدافئة المخدرة المعروفة في النشوة الجنسية التقليدية، فإن تجربة ASMR برأي البعض تشبه حالة من النشوة أو الغبطة أو الاسترخاء الشديد، ولا تشبه الاستجابة الجنسية أو الإباحية أو الشهوة، حتى أن بعضهم يرفض فكرة أنها شعور جنسي ولا يحبذ مصطلح نشوة الدماغ، قد يزعجهم الإيحاء بأن ما يفعلونه محرم أو يشبه الإباحية في طبيعته، خاصة إذا كانوا لا يصفون أية إثارة جنسية في تجاربهم، بينما لا يقلق البقية من اعتباره شعورًا جنسيًا ولا مشكلة لديهم مع المصطلح، فهم يجدونه وصفًا دقيقًا لإحساسهم.
ما دور نشوة الدماغ في تحريض الشعور بالتواصل؟
للألفة والاهتمام الشخصي دور كبير في إثارة الشعور، فأكثر محرضاته شيوعًا هي الهمس القريب وحركات اليد، وأصوات الجسد كالمضغ والخدش والحصول على التدليك أو على تنظيف الأسنان.
تولّد جميع محتويات ASMR شعورًا بالتواصل وكأنك في لقاء حميمي مع شخص آخر، وهذا ما يحرض على الاسترخاء والخدر المطلوبين.
في الوقت ذاته، يشير التزامن بين التنشيط والتعطيل للمشاعر الإيجابية التي تحرضها مقاطع الفيديو ويشعر بها الناس إلى تعقيد ASMR ومقارنته بالنوستالجيا أو الحنين إلى الماضي، أي السعادة الحلوة والمرة معًا.
كيف تعرف أن ما تجربه هو فعلًا ASMR؟
مثل اكتشاف إحدى الصور المخفية في الصورة المجسمة، أو جنون العين السحرية الذي عرف في التسعينات، أو الشعور بهزة الجماع الجنسي، ستعرف الشعور مباشرةً فور أن تجربه.
كيف تحصل على نشوة الدماغ؟
ما من فرصة للمحاولة برأي البعض، فإما أن تشعر به من البداية أو أنك لن تفعل أبدًا، لكن البعض الآخر يؤمن أنك قد تشعر به إذا بذلت مزيدًا من الجهد، فالكثير من الناس يكتشفون الشعور في الطفولة أو في المراهقة، وقد يحدث معهم يوميًا خاصة إذا كانوا من الأشخاص سريعي التأثر به.
تتعلق المنطقة المنبهة من الجسم بطاقة الشخص نفسه عندما يتعرض للمنبه، وتختلف من شخص لآخر، فتحدث الاستجابات الأقوى في أماكن أبعد من الجسم، على طول العمود الفقري وعلى الساقين أو الذراعين أحيانًا.
من الصعب أن تعرف كيف تشعر بالضبط عندما تخوض التجربة، لكن توجد بعض التقنيات المباشرة التي تستطيع اتباعها لتحريض ASMR.
كيف تحرض ASMR؟
بدايةً علينا أن ندرك أن المحرضات الأكثر فعالية هي الأكثر شيوعًا، لكنها مختلفة ومتنوعة بشدة بين الناس.
قد تثار الاستجابة المرجوة بأي شيء يشعرك بالاسترخاء أو الراحة، أو عندما تحصل على الرعاية والاهتمام، أو عندما يتحدث أحدهم معك بطريقة ما، لكن الطريقة الأفضل لتجربة ASMR هو البحث عن مقاطع الفيديو التي قد تروق لك وتجربتها.
ما الفوائد التي تحققها نشوة الدماغ؟
أمامنا الكثير لنتعلمه، فالدراسات ما زالت في بدايتها، لكن توجد براهين قاطعة على فوائد نشوة الدماغ على الصحة الجسدية والعقلية، إضافة إلى بعض الأدلة البحثية المستجدة التي تدعم هذه البراهين.
تتحدث جميع القصص التي بين أيدينا عن حالة من (التدفق) أي التركيز الشديد وعدم الشعور بمرور الوقت، ما يشبه حالة الأداء الأمثل التي نصل لها عند ممارسة نشاطات معينة مثل الرياضة.
أوجدت الدراسات أن عدة مشتركين يستخدمون نشوة الدماغ لتحقيق الفوائد التالية:
من الفوائد التي وجدتها الدراسات أيضًا أن نشوة الدماغ تؤدي إلى نتائج فيزيولوجية قابلة للقياس، مثل انخفاض معدل ضربات القلب وزيادة التوصيل في الجلد، وتقارن تلك الدراسات بين الانخفاض في معدل ضربات القلب الذي تحدثه تجربة نشوة الدماغ والانخفاض الذي تحدثه العلاجات الموسيقية المخففة للتوتر، وتجد أن نشوة الدماغ أكثر فعالية من بعض برامج تخفيف التوتر المعتمدة على التركيز الذهني الكامل.
يحسن الاندماج في محتوى ASMR من المزاج ويقلل التوتر لدى الغالبية، من ضمنهم أولئك الذين يعانون الاكتئاب أو القلق وهؤلاء أكثر من يستفيد منه.
لنشوة الدماغ أيضًا فعالية في مواجهة الأرق، فقد قال كثير من الناس أنه يساعدهم في الحصول على نوم أفضل في المساء، وتصنع بعض مقاطع الفيديو خصيصًا لهذا الغرض.
تظهر دراسة مهمة أن للعزلة الاجتماعية والوحدة دور في تدهور الصحة، بينما يحارب ASMR الوحدة ويزيد من مشاعر الناس بالتواصل، ما ينعكس إيجابًا على صحتهم الجسدية.
هل تشبه نشوة الدماغ نشوة الموسيقى؟
تشبه هذه النشوة ما يشعر به الناس عند الاستماع إلى الموسيقى أو عند مشاهدة شيء جميل، وتختلف أيضًا بطريقة ما، ومع أن الاستماع للموسيقى أو مشاهدة شيء جميل يؤديان إلى تغيرات فيزيولوجية تشبه الخدر ويزيدان معدل ضربات القلب، فإن ASMR بعكس ذلك إذ تخفضها.
ما الخطوات التي عليك اتباعها لتحصل على نشوة الدماغ؟
أولًا: اختر مكانًا يشعرك بالأمان والراحة بعيدًا عن التشتت، ومن الأفضل أن تكون الأضواء ضعيفة والضوضاء قليلة، فقد قال عدة مشاركين إن مشاهدة مقاطع الفيديو في بيئة هادئة ومريحة أكثر فعالية في تحريض استجابة الخدر الدماغي المطلوبة.
ثانيًا: حاول أن تعطي مقطع الفيديو تركيزك الكامل، لأن إنجاز عمل آخر في الوقت نفسه، كتصفح آخر الأخبار أو الرسائل على هاتفك يقلل من إمكانية شعورك بالنشوة المطلوبة.
ثالثًا: لأن كثيرًا من مقاطع الفيديو تحتوي على الهمس الناعم والأصوات الرقيقة الأخرى، فيُفضل استخدام سماعات الرأس وحجب أي ضوضاء في الخلفية، إذ يساعدك ذلك على سماعها بتركيز أكبر.
رابعًا: مثل كل شيء في الحياة، قد يؤدي تكرار نفس المحتوى إلى الملل أو عدم التفاعل، ويقل تأثر الناس بمقاطع الفيديو كلما شاهدوها أكثر، لذا يُفضل تنويع المؤثرات والمحتويات التي تشاهدها لتحصل على الاستجابة المطلوبة باستمرار.
من صفات نشوة الدماغ اللطف والسعادة والنشوة والخدر الدافئ وتخفيف التوتر والهدوء والنوم المريح. ويتغنى الناس الذين يجربون نشوة الدماغ بالراحة والانتعاش الذي تخلفه، و لا يشتكون من أي شيء. وتتميز الظاهرة بسهولة الوصول إليها فور مشاهدة محتواها المجاني على الإنترنت، فإذا أعجبتك وأردت أن تشعر ببعض الخدر اللطيف، أو احتجت محفزًا على النوم، جربها.
تُحرَّض الظاهرة بالتجارب البصرية أو السمعية المنعشة أو بطريق مجموعة منبهات مهدئة مثل الهمس الناعم في مقاطع الفيديو أو الاهتمام الحثيث أو الأنشطة البسيطة المعتادة كتمشيط الشعر أو إجراء فحص العيون أو الأكل أو ترتيب الأوراق، أو بأصوات محرضة مثل صوت المضغ أو النقر أو الخدش أو التجعيد أو الضوضاء الإلكترونية، وقد تُحرَّض تجربة نشوة الدماغ في العالم الحقيقي لكن غالبًا ما يبحث عنها الناس على الإنترنت.
انتشرت ASMR على وسائل التواصل الاجتماعي منذ أن عرفت الظاهرة أول مرة عام 2010 ثم انقسم الناس نصفين، نصف يسعى لتجربة الشعور، و نصف لا يهتم به. وفي النهاية أصبح ASMR وفنانوه (صناع المحتوى الذي يحفز نشوة الدماغ) صناعة كاملة بحد ذاتها.
من ابتكر الاسم؟
ASMR هو الاسم العلمي الذي ابتكرته جينفر آلين لإضفاء المزيد من المشروعية على الإحساس، فقد ساورتها شكوك بألا تؤخذ مصطلحات نشوة الدماغ وخدر الرأس بجدية، فحددت عناصر الاسم (استجابة القنوات الحسية الذاتية) لتعبّر عن الشعور الداخلي المؤقت بذروة النشاط والطاقة الذي شعرت به هي كما شعر به الناس طوال حياتهم، وازدادت شعبية الظاهرة عندما عرف الناس اسمًا لها، وسرعان ما أعجب صناع المحتوى بالفكرة وأخذوا بإنتاج الكثير من مقاطع الفيديو التي تصف التجربة وتجذب المتابعين.
شاعت مصطلحات ASMR ونشوة الدماغ في السنوات الأخيرة حين اكتشف الملايين هذا المفهوم على وسائل التواصل الاجتماعي، وازداد السعي لخوض التجربة حتى أصبح جنونيًا، فقد أجريت منذ عام 2020 أكثر من 2.3 مليون عملية بحث شهريًا عن ASMR، وإذا أجريت بحثًا سريعًا على محرك البحث غوغل عن ASMR أو خدر الرأس فستجد عددًا هائلًا من مقاطع الفيديو التي تشرح ماهيته وكيفية تجربته، إضافة إلى المقاطع المتنوعة التي تحرضه، وستجد مقاطعًا لكل محرض يخطر في بالك.
رغم كثرة قصص الناس ومشاركاتهم لهذه التجربة، فليس واضحًا تمامًا كيف يعمل ASMR أو لماذا، فهو أشبه بنوبات صغيرة غير مؤذية، أو استجابة دماغية ممتعة لم تعرف سابقًا تؤدي إلى استرخاء شديد في أعصاب الرأس.
ما زلنا لا نعرف لماذا يبلغ الكثير من الأشخاص عن تجربتهم للشعور، بينما لا يبلغ عنه آخرون، ما يضعنا أمام تساؤل: هل بإمكان الجميع أن يشعر به؟
قد يشعر به البعض بسهولة، بينما يجده البعض الآخر صعبًا، أو أن بعض الأدمغة تستجيب له ببساطة وبعضها الآخر لا يستجيب.
وجدت دراسة في عام 2019 زيادة للنشاط العصبي في مناطق من القشرة متعلقة بالانتباه والسمع والعاطفة والحركة لدى الأشخاص المتأثرين بنشوة الدماغ عند مشاهدتهم لمحتواه، بينما لم يحصل ذلك عند الأشخاص الذين لا يتأثرون به، ما يشير إلى أنها تجربة معقدة يحدث بها نشاط دماغي مميز، وتحوي الصفات الحسية والعاطفية معًا.
ما دور ASMR في تعزيز الهدوء و النوم؟
يشبّه بعض صانعي محتوى ASMR التجربة بمكافأة بيولوجية راجعة تعزز الراحة وتقلل التوتر، محرضاتها الشائعة شبيهة جدًا بالطرق المستخدمة لتهدئة الرضع والأطفال الصغار ومن ضمنها الألحان والأصوات الهادئة والتنفس الناعم والاهتمام الحثيث.
تشبه الأصوات المتكررة اللطيفة مثل النقر الخفيف، والأصوات القوية مثل عضة التفاحة، أو صوت تسريح الشعر بالفرشاة أو صوت مرور فرشاة المكياج على الجلد، أو الأصوات المستخدمة في الآلات التي تصنع الضجة بغية مساعدة الناس على التركيز أو النوم، ويبدو أنه يستخدم للمساعدة على النوم أكثر مما يستخدم لإثارة الخدر.
هل تعد ASMR تجربة جنسية؟
لا تعد التجربة بحد ذاتها جنسية مع أن مصطلح نشوة الدماغ يعبر عن استجابة جنسية، بل إنها أقرب لأن تكون PG-13 (أي أنها قد تكون غير مناسبة للأطفال دون سن 13، مع ضرورة التوجيه الأبوي في أثناء المشاهدة)، ومع أنه يشبه الدفقات الدافئة المخدرة المعروفة في النشوة الجنسية التقليدية، فإن تجربة ASMR برأي البعض تشبه حالة من النشوة أو الغبطة أو الاسترخاء الشديد، ولا تشبه الاستجابة الجنسية أو الإباحية أو الشهوة، حتى أن بعضهم يرفض فكرة أنها شعور جنسي ولا يحبذ مصطلح نشوة الدماغ، قد يزعجهم الإيحاء بأن ما يفعلونه محرم أو يشبه الإباحية في طبيعته، خاصة إذا كانوا لا يصفون أية إثارة جنسية في تجاربهم، بينما لا يقلق البقية من اعتباره شعورًا جنسيًا ولا مشكلة لديهم مع المصطلح، فهم يجدونه وصفًا دقيقًا لإحساسهم.
ما دور نشوة الدماغ في تحريض الشعور بالتواصل؟
للألفة والاهتمام الشخصي دور كبير في إثارة الشعور، فأكثر محرضاته شيوعًا هي الهمس القريب وحركات اليد، وأصوات الجسد كالمضغ والخدش والحصول على التدليك أو على تنظيف الأسنان.
تولّد جميع محتويات ASMR شعورًا بالتواصل وكأنك في لقاء حميمي مع شخص آخر، وهذا ما يحرض على الاسترخاء والخدر المطلوبين.
في الوقت ذاته، يشير التزامن بين التنشيط والتعطيل للمشاعر الإيجابية التي تحرضها مقاطع الفيديو ويشعر بها الناس إلى تعقيد ASMR ومقارنته بالنوستالجيا أو الحنين إلى الماضي، أي السعادة الحلوة والمرة معًا.
كيف تعرف أن ما تجربه هو فعلًا ASMR؟
مثل اكتشاف إحدى الصور المخفية في الصورة المجسمة، أو جنون العين السحرية الذي عرف في التسعينات، أو الشعور بهزة الجماع الجنسي، ستعرف الشعور مباشرةً فور أن تجربه.
كيف تحصل على نشوة الدماغ؟
ما من فرصة للمحاولة برأي البعض، فإما أن تشعر به من البداية أو أنك لن تفعل أبدًا، لكن البعض الآخر يؤمن أنك قد تشعر به إذا بذلت مزيدًا من الجهد، فالكثير من الناس يكتشفون الشعور في الطفولة أو في المراهقة، وقد يحدث معهم يوميًا خاصة إذا كانوا من الأشخاص سريعي التأثر به.
تتعلق المنطقة المنبهة من الجسم بطاقة الشخص نفسه عندما يتعرض للمنبه، وتختلف من شخص لآخر، فتحدث الاستجابات الأقوى في أماكن أبعد من الجسم، على طول العمود الفقري وعلى الساقين أو الذراعين أحيانًا.
من الصعب أن تعرف كيف تشعر بالضبط عندما تخوض التجربة، لكن توجد بعض التقنيات المباشرة التي تستطيع اتباعها لتحريض ASMR.
كيف تحرض ASMR؟
بدايةً علينا أن ندرك أن المحرضات الأكثر فعالية هي الأكثر شيوعًا، لكنها مختلفة ومتنوعة بشدة بين الناس.
قد تثار الاستجابة المرجوة بأي شيء يشعرك بالاسترخاء أو الراحة، أو عندما تحصل على الرعاية والاهتمام، أو عندما يتحدث أحدهم معك بطريقة ما، لكن الطريقة الأفضل لتجربة ASMR هو البحث عن مقاطع الفيديو التي قد تروق لك وتجربتها.
ما الفوائد التي تحققها نشوة الدماغ؟
أمامنا الكثير لنتعلمه، فالدراسات ما زالت في بدايتها، لكن توجد براهين قاطعة على فوائد نشوة الدماغ على الصحة الجسدية والعقلية، إضافة إلى بعض الأدلة البحثية المستجدة التي تدعم هذه البراهين.
تتحدث جميع القصص التي بين أيدينا عن حالة من (التدفق) أي التركيز الشديد وعدم الشعور بمرور الوقت، ما يشبه حالة الأداء الأمثل التي نصل لها عند ممارسة نشاطات معينة مثل الرياضة.
أوجدت الدراسات أن عدة مشتركين يستخدمون نشوة الدماغ لتحقيق الفوائد التالية:
- تقليل القلق.
- ضبط المشاعر.
- التسلية.
- الشعور بالتواصل مع الآخرين.
- تحسين المزاج.
- زيادة الطاقة الإيجابية.
- تركيز كامل للذهن.
- تقليل الألم.
- الاسترخاء.
- المساعدة في الحصول على نوم أفضل.
- تخفيف التوتر.
- خفض معدل ضربات القلب.
من الفوائد التي وجدتها الدراسات أيضًا أن نشوة الدماغ تؤدي إلى نتائج فيزيولوجية قابلة للقياس، مثل انخفاض معدل ضربات القلب وزيادة التوصيل في الجلد، وتقارن تلك الدراسات بين الانخفاض في معدل ضربات القلب الذي تحدثه تجربة نشوة الدماغ والانخفاض الذي تحدثه العلاجات الموسيقية المخففة للتوتر، وتجد أن نشوة الدماغ أكثر فعالية من بعض برامج تخفيف التوتر المعتمدة على التركيز الذهني الكامل.
يحسن الاندماج في محتوى ASMR من المزاج ويقلل التوتر لدى الغالبية، من ضمنهم أولئك الذين يعانون الاكتئاب أو القلق وهؤلاء أكثر من يستفيد منه.
لنشوة الدماغ أيضًا فعالية في مواجهة الأرق، فقد قال كثير من الناس أنه يساعدهم في الحصول على نوم أفضل في المساء، وتصنع بعض مقاطع الفيديو خصيصًا لهذا الغرض.
تظهر دراسة مهمة أن للعزلة الاجتماعية والوحدة دور في تدهور الصحة، بينما يحارب ASMR الوحدة ويزيد من مشاعر الناس بالتواصل، ما ينعكس إيجابًا على صحتهم الجسدية.
هل تشبه نشوة الدماغ نشوة الموسيقى؟
تشبه هذه النشوة ما يشعر به الناس عند الاستماع إلى الموسيقى أو عند مشاهدة شيء جميل، وتختلف أيضًا بطريقة ما، ومع أن الاستماع للموسيقى أو مشاهدة شيء جميل يؤديان إلى تغيرات فيزيولوجية تشبه الخدر ويزيدان معدل ضربات القلب، فإن ASMR بعكس ذلك إذ تخفضها.
ما الخطوات التي عليك اتباعها لتحصل على نشوة الدماغ؟
أولًا: اختر مكانًا يشعرك بالأمان والراحة بعيدًا عن التشتت، ومن الأفضل أن تكون الأضواء ضعيفة والضوضاء قليلة، فقد قال عدة مشاركين إن مشاهدة مقاطع الفيديو في بيئة هادئة ومريحة أكثر فعالية في تحريض استجابة الخدر الدماغي المطلوبة.
ثانيًا: حاول أن تعطي مقطع الفيديو تركيزك الكامل، لأن إنجاز عمل آخر في الوقت نفسه، كتصفح آخر الأخبار أو الرسائل على هاتفك يقلل من إمكانية شعورك بالنشوة المطلوبة.
ثالثًا: لأن كثيرًا من مقاطع الفيديو تحتوي على الهمس الناعم والأصوات الرقيقة الأخرى، فيُفضل استخدام سماعات الرأس وحجب أي ضوضاء في الخلفية، إذ يساعدك ذلك على سماعها بتركيز أكبر.
رابعًا: مثل كل شيء في الحياة، قد يؤدي تكرار نفس المحتوى إلى الملل أو عدم التفاعل، ويقل تأثر الناس بمقاطع الفيديو كلما شاهدوها أكثر، لذا يُفضل تنويع المؤثرات والمحتويات التي تشاهدها لتحصل على الاستجابة المطلوبة باستمرار.
من صفات نشوة الدماغ اللطف والسعادة والنشوة والخدر الدافئ وتخفيف التوتر والهدوء والنوم المريح. ويتغنى الناس الذين يجربون نشوة الدماغ بالراحة والانتعاش الذي تخلفه، و لا يشتكون من أي شيء. وتتميز الظاهرة بسهولة الوصول إليها فور مشاهدة محتواها المجاني على الإنترنت، فإذا أعجبتك وأردت أن تشعر ببعض الخدر اللطيف، أو احتجت محفزًا على النوم، جربها.