علامات العلاقة غير الصحية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • علامات العلاقة غير الصحية

    للعلاقات غير الصحية تأثير شديد قد يكون مصيريًا في الصحة والسعادة والعافية عمومًا. صحيح أن السمّية والأذى قد يكونان واضحين في بعض العلاقات غير الصحية، لكنهما يكونان متخفيين في أنماط صعبة التمييز في علاقات أخرى.






    تناقش هذه المقالة بعض علامات العلاقة غير الصحية وكيفية تمييزها، كذلك تناقش الخطوات التي يمكننا اتخاذها لتحسين وضع العلاقة ووقت طلب المعونة من ذوي الاختصاص.


    العلامات الشائعة للعلاقة غير الصحية


    تميل العلاقات التي تحوي هذه العلامات إلى الحدة والنزاع والضغط. لا تقتصر هذه العلامات على العلاقات العاطفية، فقد توجد في علاقات الصداقة والزمالة والقرابة.
    السيطرة


    في العلاقة غير الصحية، قد يسعى أحد الطرفين إلى التحكم في حياة الطرف الآخر عبر التخويف وأساليب أخرى.




    قد يتعامل الشخص المتحكم بتصرفات تبدو حميمية عاطفية، لكنها في الواقع مصممة لتثقل الكاهل العاطفي للطرف الآخر وتبقيه ضمن نطاق السيطرة وتثنيه عن الخروج عنها.

    تتضمن السيطرة منع الطرف الآخر عن أصدقائه وعائلته. يحدث ذلك عبر الحصار النفسي بالتجاهل وإيقاف الرعاية المالية.

    قد تتمظهر السيطرة بالتملك والغيرة. صحيح أن هذين شعوران طبيعيان يختبرهما البشر من آونة لأخرى، لكنهما يتحولان إلى اللا صحيّة عندما يتسببان في التحكم بتصرفات الطرف الآخر أو الصراخ عليه أو اتهامه بالخيانة.
    غياب الثقة


    تتصف العلاقات غير الصحية بانعدام الثقة. قد تشعر بالرغبة في إخفاء الأمور عن شريكك أو بأن لدى شريكك ما يخفيه.




    لبناء ثقة صحية بين الطرفين، ينبغي لكليهما المكاشفة المتبادلة. يعني ذلك الإفصاح عن نفسك أكثر مع تعمق العلاقة ونموها. يسهم الاستماع والمشاركة بتكوين مشاعر الحميمية والقرب. لكن عندما تشعر بأنك غير قادر على الوثوق بالطرف الآخر، فإنه من المرجح ألا تشاركه بمشاعرك وأفكارك وذكرياتك.

    تتشكل الثقة بينك وبين شريكك بناءً على نمطي تعلقكما؛ يتشكل نمط التعلق بدوره من خلال تعامل الأبوين مع ابنهما في الطفولة، ليمتد إلى البلوغ فيحدد نمط تعامله مع شريكه العاطفي.

    إن اعتدت ألا تعتمد على الأشخاص المفوضين لأن يكونوا أهلًا لثقتك (الأبوان)، سيكون من الصعب أن تثق بشريكك العاطفي.
    تقليل الاحترام


    يتخذ تقليل الاحترام أشكالًا مختلفة. قد يقتصر أحيانًا على التجاهل، لكنه قد يصل إلى الاستهزاء بآراء الطرف الآخر واهتماماته والسخرية منها.




    يُترجم تقليل الاحترام إلى الرفض، ما يقود إلى مجموعة من المشاعر المؤلمة كالعار والذنب والوحدة والإحراج وقد يبعث حتى على القلق الاجتماعي.
    ضعف التواصل


    يعد حسن التواصل الحجر الأساس للعلاقة الصحية، فيصبح بذلك التواصل غير الفعال علامة على العلاقة غير الصحية. يتمظهر ضعف التواصل بتجنب الحديث عن المشكلات والمسائل الحساسة، والتوقع الضمني بأن يتمكن الشريك من قراءة الأفكار دون الإفصاح عنها، وغياب الاستماع إلى الشريك، والأسلوب الدفاعي، واللجوء إلى المماطلة لتجنب مواجهة المشكلات.

    عندما نتكلم عن مدى نجاح الزواج، فإن التواصل يعد متنبئًا أساسيًا بالطلاق إذ يتفوق على عناصر مثل الالتزام والضغط والشخصية.
    خلاصة ما سبق


    تشمل المؤشرات الشائعة إلى العلاقات غير الصحية: السيطرة وضعف الثقة وتقليل الاحترام وغياب التواصل.




    تنمو العلاقات العاطفية وتتحول وتتبدل، فقد تولد الضغوطات شرخًا في العلاقة؛ قد يستجيب الناس لذلك بأساليب تأقلم غير صحية وتصرفات مؤذية لصحة علاقاتهم.

    قد تشتمل تلك العلاقات على:
    • الخيانة
    • اللوم
    • التنمر
    • السيطرة
    • تقليل الاحترام
    • الكذب
    • الدراما
    • الأذى النفسي
    • الخوف
    • غياب الأمانة في الشؤون المالية أو استغلالها
    • الإيهام بالتقصير لقلب الأدوار
    • الذنب
    • الوقاحة
    • التخويف
    • العزلة
    • الغيرة
    • الوحدة
    • السلبية
    • الأذى الجسدي
    • ضعف التواصل
    • الاستهزاء
    • الضغط
    • اللاسعادة
    • الأذى الكلامي

    قد تشعر في العلاقة غير الصحية باضطرارك إلى توخي الحذر طوال الوقت قرب الشريك، وإخفاء مشاعرك وأفكارك، والتنازل عما تريد لإبقاء الشريك راضيًا.

    علامة أخرى على العلاقة غير الصحية هي الشعور بانعدام التوازن. العلاقات أحادية الجانب هي العلاقات التي يبذل فيها أحد الطرفين الجهد والطاقة والعاطفة كي يحافظ على العلاقة، علاقة كهذه غالبًا ما تكون غير صحية إذ تُشعر الشخص المضحي بغياب الدعم والاستهلاك والإقصاء.




    تتحول العلاقة إلى اللا صحية خلال أوقات الضغط الشديد، وقد تسوء التصرفات غير الصحية مع تطور العلاقة.

    في بعض الأحيان، يصح التعامل مع هذه المشكلات بأساليب المساعدة الذاتية أو اللجوء إلى المختصين. لكن، إذا حوت العلاقة أي نوع من أنواع الأذى الجسدي واللفظي والجنسي، فالأولوية تذهب لضمان السلامة.
    خلاصة ما سبق


    قد تجلب الضغوط على العلاقة أنماطًا غير صحية. لكن الضغوط مؤقتة، ما يعني أن استمرار الأنماط غير الصحية يدلنا على الحاجة إلى التغيير كي لا تؤول العلاقة إلى الزوال.
    كيف تصلح العلاقة غير الصحية؟


    يعد التواصل الاجتماعي والدعم العاطفي اللذان تتيحهما العلاقة أساسيين لكل من الصحة الجسدية والنفسية. تظهر الدراسات أن للعلاقات الصحية أثرًا إيجابيًا في حياتك على مختلف الأصعدة، فمن شأنها وقايتك من العزلة والوحدة بالإضافة إلى تقليل خطر الوفاة.


    هل العلاقة غير الصحية قابلة للإصلاح؟


    الخطوة الأولى هي تمييز إمكانية إصلاح العلاقة؛ يمكّن ذلك كلا الطرفين من معرفة توجه حياتهما المناسب وعلاج الخلل بالطريقة الأصح. من الضروري التحقق من أن كلا الطرفين على نفس الصفحة في حال رغبا في إصلاح العلاقة، لأنّ رفض أحد الطرفين تغيير تصرفاته يعني أن العلاقة غير قابلة للإصلاح.
    الاعتماد المتبادل


    تشجع العلاقات الصحية على الاعتماد المتبادل بدلًا من الاعتمادية المرضيّة. يدرك الأشخاص المتحلون بالاعتماد المتبادل أن بإمكانهم الاعتماد على شريكهم عند حاجتهم إلى الدعم، وعلى ذلك يدركون أهمية دعمهم لشريكهم. في الوقت نفسه، يحافظون على استقلاليتهم الذاتية وتمايزهم خارج شريكهم وعلاقتهم.

    عندما يسعى الطرفان إلى الاعتماد المتبادل، يتمكنان من الموازنة بين تقديم الدعم العاطفي وبين الحفاظ على استقلاليتهما متجنبين الاعتماد الكلي على بعضهما.
    بناء صلة صحية


    يعد بناء صلة صحية مع الطرف الآخر خطوةً أساسية في سبيل إصلاح العلاقة غير الصحية. فور ما تلحظ الأنماط السامة المؤثرة في مصير علاقتك، ينبغي لكليكما العمل معًا لبناء صلة أكثر صحةً ودعمًا. يمكنكما ذلك باتباع التالي:
    1. اعملا معًا على ملاحظة الأنماط غير الصحية في علاقتكما التي أدت إلى هذه الحالة من الانفصال العاطفي لتتجنباها.
    2. عدد حاجاتك العاطفية الأساسية. لا تتوقع أن يقرأ شريكك أفكارك ويلبي حاجاتك دون أن تفصح عنها بوضوح، لذا، لا بد من أن تتشاركا هذه الحاجات والأهداف العاطفية لتتمكنا من الوصول إلى تفاهم عاطفي حقيقي.
    3. قدم الدعم العاطفي لشريكك بنية طيبة خالية من الاستذناب والخداع لكي تكوّن صلة عاطفية أقوى.
    4. استمع بإصغاء عندما يتكلم شريكك. التواصل الكلامي جزء محوري من الصلة العاطفية، لذا احرص على احتواء الكلام بحوار قيّم يظهر الاهتمام العاطفي والتفهم والدعم.
    5. تجنب الخداع العاطفي. من الأساسي ألا تستخدم الصلة العاطفية وسيلةً تضطر بها شريكك إلى تصرفات لا يرغب بفعلها؛ من شأن ذلك أن يدمر العلاقة غير الصحية أكثر ويضعف الصلة بينكما.

    أساليب أخرى قد تساعد:
    • حافظ على حدود صحية.
    • احرص على سعيك نحو أهداف شخصية.
    • تجنب التقليل من شأنك لترضي الآخرين.
    • احرص على أن تعبر عن نفسك بصدق.
    • خصص وقتًا لتتعلم الأمور التي تعنيك.
    • توقع معاملة محترمة من الآخرين وبادلهم إياها.
    • حافظ على علاقاتك مع الآخرين خارج إطار العلاقة العاطفية.
    ملخص ما سبق


    توجد خطوات عملية يمكنك اتخاذها للتعامل مع الأنماط غير الصحية في العلاقة غير الصحية. إن رأيت أن علاقتكما قابلة للإصلاح، ابحث عن وسائل تبنيان بها الصلة العاطفية مع حفاظكما على الاعتماد المتبادل.
    متى تبحث عن المساعدة؟


    توجد أمور بإمكانكما فعلها لتقوية علاقتكما، ولكن طلب المعونة من مختص نفسي يكون ضروريًا أحيانًا.

    يساعد العلاج الثنائي على إيضاح المشكلات الفردية والمشتركة في العلاقة غير الصحية. مثلًا، يتمكن المختص من علاج الاضطرابات النفسية المتخفية المؤثرة سلبًا في تفاهم الشريكين في العلاقة.




    يستطيع المختص تقديم المساعدة في العلاقات التي يكون لدى الطرفين فيها توقعات مختلفة. مثلًا، في العلاقة غير الصحية أحادية الجانب، يتحمل طرف واحد كامل أعباء استمرار العلاقة بينما يكون الطرف الآخر أقل تشبثًا.

    يتمكن المختص النفسي كذلك من علاج أساليب التواصل السمية وتدريب كلا الطرفين على أنماط تواصل أكثر صحية وتطويرها للتعامل مع المشكلات بفاعلية أكبر.

    تجنب المشكلات ليس ممكنًا، وليس محبذًا حتى، فحتى العلاقات الصحية يمر طرفاها بخلافات ومشاكل، لأن الحل يكمن في كيفية التعامل معها عند ظهورها، وتسمح معرفة الكيفية للطرفين بإجراء التغييرات التي تصب في المصلحة العليا للعلاقة.
    خلاصة ما سبق


    بإمكان العلاج الثنائي مساعدة الأشخاص الذين يعانون العلاقة غير الصحية. بإمكان المعالج مساعدة كل طرف على التعامل مع مشكلاته الفردية وتعليمه أساليب صحية للتواصل الفعال. يكون العلاج أكثر فاعليةً عندما يكون كلا الطرفين مستعدين للالتزام وإجراء التغييرات.


    متى يجب أن تنتهي العلاقة غير الصحية؟


    ليست كل علاقة مستحقة الإصلاح. فإن فعلت ما تستطيع دون استجابة من الطرف الآخر، فقد آن الأوان لتترك العلاقة وتحتفظ بجهودك لعلاقة صحية أكثر دعمًا.

    إن لم يكن الطرف الآخر مستعدًا للتغير، أو إن تمخضت العلاقة عن أي نوع من أنواع التعنيف، فغالبًا ما يكون إنهاء العلاقة الخيار الأنسب لحماية نفسك والحفاظ على عافيتك.

    كل علاقة تختلف عن الأخرى، وما من علاقة مثالية طوال الوقت. كل شخص يمر بأيام يكون فيها سيئ المزاج ضيّق الخلق مرهقًا. ومن الطبيعي أن يتسلل جزء من هذه المزاجية إلى العلاقة.

    لكن، من الأساسي أن تذكر نفسك بأنك تستحق علاقة تشعر فيها بالعافية والدعم والسعادة. تستحق علاقات مع أشخاص يدعمونك أنت واهتماماتك.




    فإن شككت في أنك تختبر علامات العلاقة غير الصحية في علاقتك، خصص وقتًا لتفكر في أثر العلاقة في حياتك، وفي إمكانية إصلاح المشكلات، وفي احتمالية أن يكون أوان إنهاء العلاقة قد آن.
يعمل...
X