هل من لديه وشم أكثر طيشاً وتهوراً؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل من لديه وشم أكثر طيشاً وتهوراً؟

    هل الأشخاص الذين لديهم وشوم أكثر طيشًا وتهورًا؟






    يتذكُر غالبية الأشخاص ممن أعمارهم فوق 40 عامًا عصرًا كان يُعد فيه الوشم صفة مميزة لمن قضوا فترة زمنية في السجون أو عملوا في البحرية أو في السيرك، لكن الكثير من الأفكار قد تغيرت منذ ذلك الوقت، فالآن نرى الوشوم على أشخاص من مختلف الفئات والثقافات.



    تشيع الآن رؤية أشخاص يستخدمون الوشوم للتعبير عن مبادئهم. ومع أن الأبحاث الحديثة التي تؤكد أن وجود الوشم لم يعد يُشير إلى «سلوكيات منحرفة»، مثل التمرد على المجتمع والمخاطرة الشديدة وإلحاق الأذى بالنفس، فإن الصور النمطية السلبية لا تختفي بسهولة، خصوصًا بين الأجيال الأكبر سنًا، وهي الأجيال التي ينتمي إليها المسؤولون عن التوظيف والأشخاص في مناصب السلطة بصرف النظر عن خلفيتهم الاجتماعية.

    في الحقيقة أشار 60% من خبراء الموارد البشرية في جامعة يورك في بنسلفانيا في استبيان وطني خضع له قرابة 400 فرد من هؤلاء الخبراء في عام 2013، إلى أن الوشم على منطقة ظاهرة من الجسم مثل الوجه واليدين والعنق، هي أحد أسباب الرفض في مقابلات العمل.




    لذلك ينبغي للشخص الذي يفكر في الحصول على وشم أن يفكر في الصعوبات المحتملة بخصوص مستقبله المهني التي قد يتعرض لها بسبب التمييز في أماكن العمل بناءً على الخلفية السلبية للأفكار النمطية حول رؤية وشم مقابل صورة الفرد الشخصية الحالية والمكاسب التي ستضاف إلى هوية المجموعة عند تواجده معهم.

    اتخاذ قرار الوشم هو تنازل ممن يفضلون الرغبات والفوائد الحالية على النتائج المستقبلية، فهل يتمسك الأشخاص بقرارهم المندفع للحصول على وشم؟
    الأساليب المتبعة في دراسة أفكار الأشخاص الذين يملكون وشمًا:


    صمم الكاتب برفقة عالمة النفس الاجتماعية آنا ويلسون من جامعة ويلفريد لورير تجربة إلكترونية يدعمها التحفيز المالي، إضافةً إلى استبيان موسع يساعد على تقييم احتمالية أن يتخذ الشخص الذي يملك وشمًا قرارات اندفاعية مقارنة بالذين لا يملكون وشومًا.

    فقد استُقدم 1100 متطوعًا أمريكيًا تقريبًا من المنصة (Amazon Mechanical Turk) -منصة تساعد على إعداد الأبحاث التي تتألف من استبيانات وتجارب مضبوطة- ويضيف بقوله: «بدأنا تجربتنا باختبار تجريبي حول اختيار طريقة الحصول على التعويض المادي لقاء المشاركة في الدراسة إذ قدمنا للمشاركين خيارين: إما استلام دولار يوميًا وإما الانتظار ثلاثة أسابيع للحصول على مجموع 1.10 دولار يوميًا، واستمرينا بزيادة قيمة المبلغ المدفوع تدريجيًا بعد ثلاثة أسابيع حتى أصبح المتطوعون مستعدين للتخلي عن استلام دولار يوميًا للحصول على مجموع أكبر بعد ثلاثة أسابيع».




    كلما زاد المجموع الذي يطلبه المتطوعون بعد ثلاثة أسابيع زادت القدرة على التخلي عن استلام الدولار الآن وبذلك يقل احتمال افتقار الفرد إلى رؤية مستقبلية واضحة وتصبح نسبة قراراته قصيرة الأمد أقل مقارنة بالتركيز الأكبر في النتائج المستقبلية إذ إن انتظار الفرد ثلاثة أسابيع للحصول على مجموع أكبر من دولار واحد في اليوم يجعله يميل أكثر للتركيز في الوجهة المستقبلية.
    نتائج الدراسة:


    وجد الباحثون أن الأفراد الذين لا يملكون وشومًا تخلوا عن استلام دولار واحد في اليوم للحصول على مبلغ أكبر في المستقبل، بينما اختلف تصرف معظم الأشخاص الذين يملكون وشمًا واحدًا مرئيًا على الأقل، وأظهر المتطوعون الذين يملكون وشمًا يمكن إخفاؤه بالملابس حالة وسطية.

    ببساطة، وجدوا أيضًا أن الأفراد الذين ليس لديهم وشم أكثر تركيزًا في المستقبل، وأن الأشخاص الذين لديهم وشم واضح للعيان هم، وسطيًا، أكثر تركيزًا في الحاضر في هذا الاختبار.

    عد الباحثون الاختبار من إحدى طرق قياس أفضلية تقسيم الوقت والأمور المهمة من طريق عملية تبادل محددة بين الوقت والنقود، وجمعوا السلوكيات التي لا تملك رؤية مستقبلية ومقاييس الهوايات في مجالات الصحة والأمور الاجتماعية والمالية.




    فضمن هذه المجالات، وجدوا أن الأشخاص الذين لا يملكون وشمًا أبدوا سلوكيات قصيرة الأمد أقل من الذين لديهم وشوم مخبأة وهؤلاء أبدوا بدورهم سلوكيات قصيرة الأمد أقل من الذين لديهم وشم ظاهر.

    مثلًا، الأشخاص غير الموشومين يميلون إلى دفع مصاريف بطاقاتهم المصرفية بوقتها غالبًا، واستهلاك كحول أقل وتدخين سجائر أقل، وهم غالبًا أقل الأشخاص وضعًا للآراء المثيرة للجدل والعدوانية إلكترونيًا، ويشكلون النسبة الأقل في تأييد أن تنطبق عليهم عبارة «أريد قضاء وقت اجتماعي ممتع الآن بصرف النظر عن أضراره المستقبلية اللاحقة».

    وترتبط الاندفاعية ارتباطًا وثيقًا بالأفكار الخالية من الرؤية المستقبلية، وكلاهما يملك انعكاسات تعطي فكرة قليلة عن النتائج المستقبلية والتداعيات، وأكمل جميع المتطوعين أربعة أنماط من أسئلة اختبارات الانعكاس المعرفي (CRT)، فكل سؤال من هذه الأسئلة يملك إجابة بديهية لكنها غير صحيحة.

    إن التفكير ضروري من أجل التغلب على الغريزة البشرية للوصول إلى الإجابة الصحيحة. ومجددًا الأفراد الذين لا يملكون وشمًا أبدوا أداءً أفضل وأقل اندفاعية من الذين لديهم وشوم مخبأة، وبدورهم الأفراد الأخيرين كان أداؤهم أفضل من الأشخاص الذين لديهم وشوم ظاهرة.




    فكل النتائج السابقة للدراسات على السلوكيات الاندفاعية التي لا تملك رؤية مستقبلية، تشجع على إهمال الدافع المحفز للحصول على وشم واحد أو عدة وشوم وإهمال كمية الوقت المستهلكة في التفكير قبل الحصول على الوشم الأول والوقت الذي يمضي منذ حصولك على آخر وشم.
    التوقعات:


    عندما قورنت بيانات الذكور بالإناث، اكتُشف اختلاف واحد عن المعلومات السابقة وهو أن النساء اللواتي لديهن وشوم مخبأة أقل عرضة لأن يبدين سلوكيات اندفاعية من النساء اللواتي ليس لديهن وشوم ظاهرة.

    ولماذا يعد الرجال الذين لديهم وشوم مخبأة أكثر اندفاعية وتركيزًا على الحاضر من الرجال الذين لا يملكون وشومًا، بينما لا يوجد اختلاف من هذه الناحية عند النساء؟

    لقد خمنّا أن الوشوم عند النساء تُعد أمرًا بسيطًا لأن تزيين الوجه والجسم عند النساء أكثر قبولًا اجتماعيًا من الرجال.


    دراسة السببية:


    يلوح سؤال حول اتجاه العلاقة السببية بين الوشوم والسلوكيات الخالية من الرؤية المستقبلية. فهل ذوو السلوكيات غير الواضحة مستقبلًا يميلون أكثر إلى الحصول على وشم أم الوشوم هي من تجعل سلوكيات الأشخاص خالية من الرؤية المستقبلية؟

    مع أن الجزء الأخير مستبعد، أظهرت الباحثة شاه في دراستها عام 2012 أن الموارد المالية المحدودة قد تسبب تفكيرًا قصير الأمد، حتى لو كان الاختيار عشوائيًا في التجربة.

    لم تدعم نتائج أبحاثنا اتجاه العلاقة السببية التي تنص على أن الوشم يؤدي إلى رؤية غير واضحة مستقبلًا، فقد سُئِلَ المتطوعون عن احتمالية الحصول على وشم آخر في السنة القادمة. وكانت النتائج تشير إلى أن الأفراد الذين لا يملكون وشمًا يدعمون بنسبة كبيرة احتمال الحصول على وشم في السنة القادمة والأفراد الذين يملكون وشمًا لديهم رؤية غير واضحة مستقبلًا.

    وهذه النتائج تدعم الفكرة التي تنص على أن الأشخاص الذين يملكون رؤية غير واضحة مستقبلًا يميلون أكثر للحصول على وشم.


    الأبحاث المستقبلية:


    تتبقى الكثير من المعلومات لمعرفتها حول العلاقة بين الوشم وتقسيم الوقت. إذ إن الدراسة لم تهتم بشكل الوشم أو نوعه أو محتواه، فإحدى الدراسات تتخيل أن بعض الوشوم الخطيرة أو العدوانية قد توحي بأن الأفراد في الغالب تزداد لديهم الاندفاعية وعدم وضوح الرؤية المستقبلية أكثر من الأفراد الذين لديهم وشم مدروس.

    وأيضًا يبدو أنه من المثير للاهتمام اكتشاف انعكاس الزيادة في الوشوم على تشوش الرؤية المستقبلية عند الأجيال الحديثة وتقليل مجتمع سيغما الكاره للوشم وزيادة قبوله من المجتمع.
يعمل...
X