دراسة تؤكد: لا علاقة بين ألعاب الفيديو وأعمال العنف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دراسة تؤكد: لا علاقة بين ألعاب الفيديو وأعمال العنف

    قُتل أو جُرح أكثر من 80 شخصًا في إطلاق ناري جماعي في الولايات المتحدة الأمريكية في غضون أقل من 24 ساعة في شهر أغسطس عام 2019، ولم يستغرق الأمر طويلًا بعد هذه الصدمة حتى ألقى السياسيون والشخصيات العامة اللوم على ألعاب الفيديو على أنها مسبب للهجمات التي وقعت يومها.






    اجتمع كل من حاكم ولاية تكساس دان باتريك وزعيم الأقلية في مجلس النواب الأمريكي كيفين مكارثي، على أن ألعاب الفيديو هي المشكلة، وقالوا إنها «تجرد الأفراد من إنسانيتهم» وأن هذه الألعاب «مصممة ليطلق بها الأشخاص النار على غيرهم»، وأزالت متاجر وول مارت ألعاب الفيديو العنيفة من أقسامها، لكنها استمرت في بيع الأسلحة والذخيرة.



    ألقى الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب خطابًا انتقد فيه ألعاب الفيديو، ووصفها بالمروعة التي تُعزز ثقافة العنف لدى الشباب المضطرب.

    للوهلة الأولى، تبدو هذه الفكرة منطقية، فربما قضاء ساعات من اليوم في قتل الـ CGI (الصور المُنشأة بالحاسوب) سيسهّل القدرة على تطبيق الأمر على أرض الواقع، لكن نُشرت دراسة جديدة في مجلة Journal of Economic Behavior & Organization تبين عكس ذلك.




    قالت عالمة الاقتصاد الجزئي والمؤلفة الوحيدة لهذه المقالة أجني سوزيدليتي: «غالبًا ما تربط وسائل الإعلام الشعبية ألعاب الفيديو العنيفة مع العنف الواقعي، رغم قلة الأدلة التي تدعم هذا الرابط»، وأضافت: «لقد حللت تأثر السلوك العنيف للمراهقين بإصدارات ألعاب الفيديو العنيفة الجديدة في الولايات المتحدة الأمريكية، ولم أجد أي دليل على الرابط بينهما».

    هذه الدراسة هي أحدث دليل ضمن مجموعة متزايدة من الأدلة على عدم وجود رابط بين ممارسة ألعاب الفيديو العنيفة وارتكاب العنف على أرض الواقع. بل على العكس، فقد أُثبت أن مثل هذه الألعاب تقلل من مستويات العنف في المجتمع.

    لكن النتائج التي توصلت إليها العالمة سوزيدليتي إلى جانب التحليلات التي تدعمها، تتناقض مع سلسلة من الدراسات السليمة التي تربط ألعاب الفيديو العنيفة بالعدوانية المتزايدة. ومع ذلك، عندما نرى منهج العالمة سوزيدليتي في هذه الدراسة، نجد أنها ذكرت تحديدًا العنف ضد الأشخاص الآخرين، وهو نوع العنف الذي يهمنا أكثر من غيره. قد أبلغ الأهالي بالتأكيد عن زيادة عدوانية أطفالهم بعد ممارستهم لألعاب الفيديو العنيفة، لكن غالبًا ما اقتصرت هذه العدوانية على تدمير الأشياء فقط، وليس على مهاجمة الناس.

    وقالت سوزيدليتي: «تشير جميع هذه النتائج إلى أن ألعاب الفيديو العنيفة قد تثير غضب الأطفال، لكنها لا تُترجم إلى العنف ضد الآخرين».




    قد يكون السبب في ذلك عمليًا أكثر من كونه نفسيًا، مثلما توقعت العالمة سوزيدليتي، فقالت: «يعد المنزل المكان الأكثر احتمالية ليلعب فيه الطفل ألعاب الفيديو، الذي فيه تكون فرص مشاركة الطفل بأفعال عدوانية أقل»، وأضافت: «نحن لا ندافع هنا عن ألعاب الفيديو»، فهي شبهت تأثير ألعاب الفيديو على الأولاد الذين لديهم قابلية للعنف بأنهم مثل السجناء المعزولين عن المجتمع، وبذلك فهم غير قادرين على إظهار عنفهم تجاه الغير.

    ورغم عدم وقوع حوادث إطلاق نار جماعية على مدار الثمانية عشر شهرًا الماضية تقريبًا، فإن ألعاب الفيديو العنيفة ما تزال مثيرة للجدل مثلما كانت دائمًا، إضافة إلى طلب بعض السياسيين الأمريكيين فرض حظر على ألعاب معينة مؤخرًا هذا العام.

    لن يكون لهذه السياسات التأثير الذي يأمله المطالبين بها على الأرجح حسبما أشارت سوزيدليتي، وبما أن بحثها لم يُظهر أي زيادة في السلوك العدواني بعد ممارسة ألعاب الفيديو، اختتمت قائلةً: «من غير المرجح أن يقل العنف نتيجة السياسات التي تفرض قيودًا على مبيعات ألعاب الفيديو للقاصرين».
يعمل...
X