حبيش اعسم
Hubaysh al-A’sam - Hubaysh al-A’sam
حُبيش الأعسم
حُبيش بن الحسن الدمشقي نسبة إلى دمشق مسقط رأسه ولقب بالأعسم ليبس في ساعده. لم تذكر المراجع عام ولادته وعام وفاته، ولكن من المعروف أنه كان حياً في العقد الثالث حتى العقد الأخير من القرن الثالث الهجري، إذ كان في خدمة المتوكل العباسي الذي تولى الخلافة سنة 232هـ /847م، واستمر في خدمة الخلفاء العباسيين من بعده إلى عهد المقتدر الذي تولى الخلافة سنة 295هـ /908م.
طبيب أخذ صناعة الطب في مجلس خاله حنين بن إسحاق[ر] وأجادها ممارسة وتصنيفاً، ناقل ومترجم بارع، يعد أنبغ مساعدي خاله حنين في الترجمة من السريانية إلى العربية. ومن أبرز تراجمة بيت الحكمة في بغداد الذي كان يشرف عليه حنين ابن إسحاق وفي صدد ذلك يقول القفطي في «تاريخ الحكماء»: «وقيل: من جملة سعادة حُنين صحبة حُبيش له، فإن أكثر ما نقله حبيش نُسب إلى حنين، وكثيراً ما يرى الجُهال شيئاً من الكتب القديمة مترجماً بنقل حبيش فيظن الغِرُّ منهم أن الناسخ أخطأ في الاسم. ويغلب على ظنه أنه حنين وقد صُحّف فيكشطه ويجعله حنين...» فقد كان حنين أكثر شهرة من ابن أخته حبيش، واسمه أكثر تداولاً بين أوساط الوراقين والنساخين. وأعمال حبيش ومؤلفاته كثيرة فُقِد معظمها، وما بقي منها لايزال موجوداً في مكتبة حكيم بحلب ومكتبة دانشكاه ومجلس الشورى في طهران.
عرف حبيش بالذكاء وحسن الفهم والتدبير في الترجمة والنقل، والنظر الثاقب سواء في التأليف أو في إتمام بعض مؤلفات حُنين وإخراجها أو إدخال بعض الزيادات عليها. وكانت أكثر أعماله في الترجمة والنقل الدقيق من السريانية إلى العربية، ولا يعرف له ترجمات من الإغريقية إلى العربية مباشرة ومعظم ترجماته التي بلغت 35 كتاباً ورسالة كان يترجمها لخاله حنين وبعضها لمحمد بن موسى ابن شاكر، ومعظم هذه الترجمات لمؤلفات العالم اليوناني جالينوس إذ بلغت خمسة وعشرين مؤلفاً من أهمها: كتاب «الحيلة لحفظ الصحة» و «تفسير عهد أبقراط» وكتاب «تركيب الأدوية» وكتاب «قوى الأدوية» كما ترجم كتاب «الحشائش» لديسقوريدس.
أما أهم أعماله التي اجتهد في إتمامها فكانت كتابي خاله حنين وهما:
- «كتاب المسائل» الذي وضعه حنين ليكون مدخلاً لصناعة الطب، وقد أضاف إليه حبيش بعض الزيادات.
- «كتاب العشر مقالات في العين» وهو من أشهر كتب حنين الذي وضعه لمساعدة الطلاب والمتعلمين.
أما أهم مؤلفاته التي صنفها فهي: كتاب «تعريف أمراض العين»، كما يسميه سيزكين، وهو مفقود ولم يُعثر عليه كما يقول «هيرشبورغ»، ويسميه كتاب «العين في المعالجة»، وأول من ذكره الكحال خليفة بن أبي المحاسن الحلبي[ر] في كتابه «الكافي في الكحل» إذ اعتمد عليه مرجعاً في أهم مراجع كتابه هذا. ووصفه بقوله: «وكتاب حبيش - ابن أخته - ويعني حنين وضعه لتعريف أمراضها. وذلك أنه وضع شكل العين وشكل مرضها. كالظفرة الكبيرة والظفرتين الملتقيتين - وهي زيادة غشائية تمتد على العين من جهة المؤق الأعظم - والعين المسبولة - وتعني امتلاء عروق الطبقة الملتحمة - بياض العين - حتى تظهر عليها كالنسيجة الحمراء - وما أمكنه وضع أمراضها في التشكيل وسماه كتاب «تعريف أمراض العين».
وهذا القول يدل على أن هذا الكتاب غني بالصور والأشكال التوضيحية التي تظهر أمراض العين. وقد وضع حبيش شرحاً وافياً لمصطلحات الأمراض.
ومع أهمية هذا الكتاب من الناحية العلمية. فقد مال عنه معظم النساخ لصعوبة نسخ ما فيه من صور وأشكال تشريحية، وقد ذكر ابن أبي أصيبعة[ر] والنديم[ر] مؤلفات أخرى لحبيش منها: كتاب «صلاح الأدوية المسهلة» ومقالة في «النبض على جهة التقسيم».
زهير حميدان
Hubaysh al-A’sam - Hubaysh al-A’sam
حُبيش الأعسم
حُبيش بن الحسن الدمشقي نسبة إلى دمشق مسقط رأسه ولقب بالأعسم ليبس في ساعده. لم تذكر المراجع عام ولادته وعام وفاته، ولكن من المعروف أنه كان حياً في العقد الثالث حتى العقد الأخير من القرن الثالث الهجري، إذ كان في خدمة المتوكل العباسي الذي تولى الخلافة سنة 232هـ /847م، واستمر في خدمة الخلفاء العباسيين من بعده إلى عهد المقتدر الذي تولى الخلافة سنة 295هـ /908م.
طبيب أخذ صناعة الطب في مجلس خاله حنين بن إسحاق[ر] وأجادها ممارسة وتصنيفاً، ناقل ومترجم بارع، يعد أنبغ مساعدي خاله حنين في الترجمة من السريانية إلى العربية. ومن أبرز تراجمة بيت الحكمة في بغداد الذي كان يشرف عليه حنين ابن إسحاق وفي صدد ذلك يقول القفطي في «تاريخ الحكماء»: «وقيل: من جملة سعادة حُنين صحبة حُبيش له، فإن أكثر ما نقله حبيش نُسب إلى حنين، وكثيراً ما يرى الجُهال شيئاً من الكتب القديمة مترجماً بنقل حبيش فيظن الغِرُّ منهم أن الناسخ أخطأ في الاسم. ويغلب على ظنه أنه حنين وقد صُحّف فيكشطه ويجعله حنين...» فقد كان حنين أكثر شهرة من ابن أخته حبيش، واسمه أكثر تداولاً بين أوساط الوراقين والنساخين. وأعمال حبيش ومؤلفاته كثيرة فُقِد معظمها، وما بقي منها لايزال موجوداً في مكتبة حكيم بحلب ومكتبة دانشكاه ومجلس الشورى في طهران.
عرف حبيش بالذكاء وحسن الفهم والتدبير في الترجمة والنقل، والنظر الثاقب سواء في التأليف أو في إتمام بعض مؤلفات حُنين وإخراجها أو إدخال بعض الزيادات عليها. وكانت أكثر أعماله في الترجمة والنقل الدقيق من السريانية إلى العربية، ولا يعرف له ترجمات من الإغريقية إلى العربية مباشرة ومعظم ترجماته التي بلغت 35 كتاباً ورسالة كان يترجمها لخاله حنين وبعضها لمحمد بن موسى ابن شاكر، ومعظم هذه الترجمات لمؤلفات العالم اليوناني جالينوس إذ بلغت خمسة وعشرين مؤلفاً من أهمها: كتاب «الحيلة لحفظ الصحة» و «تفسير عهد أبقراط» وكتاب «تركيب الأدوية» وكتاب «قوى الأدوية» كما ترجم كتاب «الحشائش» لديسقوريدس.
أما أهم أعماله التي اجتهد في إتمامها فكانت كتابي خاله حنين وهما:
- «كتاب المسائل» الذي وضعه حنين ليكون مدخلاً لصناعة الطب، وقد أضاف إليه حبيش بعض الزيادات.
- «كتاب العشر مقالات في العين» وهو من أشهر كتب حنين الذي وضعه لمساعدة الطلاب والمتعلمين.
أما أهم مؤلفاته التي صنفها فهي: كتاب «تعريف أمراض العين»، كما يسميه سيزكين، وهو مفقود ولم يُعثر عليه كما يقول «هيرشبورغ»، ويسميه كتاب «العين في المعالجة»، وأول من ذكره الكحال خليفة بن أبي المحاسن الحلبي[ر] في كتابه «الكافي في الكحل» إذ اعتمد عليه مرجعاً في أهم مراجع كتابه هذا. ووصفه بقوله: «وكتاب حبيش - ابن أخته - ويعني حنين وضعه لتعريف أمراضها. وذلك أنه وضع شكل العين وشكل مرضها. كالظفرة الكبيرة والظفرتين الملتقيتين - وهي زيادة غشائية تمتد على العين من جهة المؤق الأعظم - والعين المسبولة - وتعني امتلاء عروق الطبقة الملتحمة - بياض العين - حتى تظهر عليها كالنسيجة الحمراء - وما أمكنه وضع أمراضها في التشكيل وسماه كتاب «تعريف أمراض العين».
وهذا القول يدل على أن هذا الكتاب غني بالصور والأشكال التوضيحية التي تظهر أمراض العين. وقد وضع حبيش شرحاً وافياً لمصطلحات الأمراض.
ومع أهمية هذا الكتاب من الناحية العلمية. فقد مال عنه معظم النساخ لصعوبة نسخ ما فيه من صور وأشكال تشريحية، وقد ذكر ابن أبي أصيبعة[ر] والنديم[ر] مؤلفات أخرى لحبيش منها: كتاب «صلاح الأدوية المسهلة» ومقالة في «النبض على جهة التقسيم».
زهير حميدان