حارم مدينة سورية تقع في حوض العاصي الأدنى شمال غربي مدينة إدلب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حارم مدينة سورية تقع في حوض العاصي الأدنى شمال غربي مدينة إدلب

    حارم

    Harem - Harem

    حارم
    حارم مدينة سورية تقع في حوض العاصي الأدنى عند سفوح النهاية الشمالية الغربية لجبل الأعلى، إلى الشمال الغربي من مدينة إدلب، وترتفع عن سطح البحر 138م، وهي تطل على لواء اسكندرونة غرباً، وتبعد عن حلب 67كم. وتعد حارم عقدة مواصلات مهمة، كونها تتصل مع ما يجاورها من المدن (حلب، إدلب، جسر الشغور، أنطاكية) بطرق معبدة، وتتصل مع خارج القطر عبر نقطة الحدود في باب الهوى. وتشتهر بأشجارها وحدائقها الكثيرة ومياهها الغزيرة وأوديتها المتجهة نحو سهل العمق، فمعدل أمطارها السنوية قرابة 500مم، ولكثرة فواكهها وينابيعها أطلق عليها مؤرخو العصر الوسيط اسم «دمشق الصغرى».
    إن الموقع الجغرافي والفلكي لحارم عند تقاطع خط الطول 36 درجة و30 دقيقة مع خط العرض 36 درجة و13 دقيقة، جعلها تتمتع بمناخ لطيف، فهي غير باردة شتاءً وصيفها حار قليلاً، وأجمل فصولها الربيع. وحارم مركز المنطقة المسماة باسمها، والتي تبلغ مساحتها 820كم2 (14% من إجمالي مساحة محافظة إدلب).
    تقع منطقة حارم طبيعياً بين جبل سمعان في الشمال الشرقي، وسهل الروج وإدلب من الجنوب، ووادي العاصي وسهل العمق من الغرب والشمال، ويجاورها لواء اسكندرونة من الشمال والغرب، ومنطقة جسر الشغور من الجنوب الغربي، ومنطقة إدلب من الجنوب والجنوب الشرقي، ومحافظة حلب من الشرق.
    إعمارها قديم، يعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد، ومن أهم معالم حارم الأثرية قلعتها الحصينة التي بناها البيزنطيون عام 959م على ذروة تل مساحته 4.5 هكتار وارتفاعه 45م، احتلها الصليبيون عام 1098م، فأصبحت من ممتلكات إمارة أنطاكية الصليبية، وحرّرها السلاجقة عام 1164م، وجدَّد بناءها وعدَّل شكلها الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين الأيوبي عام 1199م، فقد كانت القلعة قديماً مثلثة الشكل، فجعلها من جهة القبلة على شكل نصف دائرة عدا شماليها فإنه على خط مستقيم، وبنى أبراجها مربَّعة، وأحاطها بخندق اصطناعي، قسم منه محفور بالصخر، ورصفت منحدراته بالبلاط، على غرار قلعة حلب، عدا المنحدر الشمالي العمودي، وهكذا صارت من القلاع العربية الإسلامية المهمة. وفي سنة 1260م استولى هولاكو على حارم فقتل أهلها وخرَّبها.
    ظلت حارم أطلالاً إلى سنة 1234هـ، حيث بدأ عمرانها والتف حولها السكان، وعادت إلى نشاطها من جديد قرب القلعة، وصارت مركز القضاء، وبحسب تقديرات عام 2002، بلغ عدد سكانها 10194 نسمة، بعد أن كان 1000 نسمة فقط عام 1882، أما منطقة حارم فبلغ عدد سكانها 161368 نسمة (7.13% من مجموع سكان محافظة إدلب)، وتجدر الإشارة هنا إلى أن حارم كانت في عام 1903 مركز قضاء يسكنه 28981 نسمة، وكان يضم آنذاك الريحانية، باريشا، قصبة سلقين، قصبة كفر تخاريم.
    تمتد مدينة حارم بمبانيها البيضاء إلى الشمال من القلعة، مساكنها القديمة من الحجارة والطين مسقوفة بالخشب، والحديثة من الإسمنت، وقد تطورت عمرانياً وفق مخطط تنظيمي في كل الاتجاهات، وفيها عدد من الدوائر الحكومية والمجمعات والمؤسسات الاستهلاكية والكثير من المحلات التجارية وعدد من المدارس الثانوية ومركز ثقافي ومركز للبريد والبرق والهاتف ومحطة للرصد الجوي، ويشرب أهلها من شبكة موزعة على المساكن تستمد مياهها من عدة ينابيع حولها.
    وتعد حارم من المراكز الزراعية الجيدة والخصبة، وتتميز أراضيها بقلة الأحجار فيها، وتتخللها أقنية الري الترابية، وتكثر فيها الينابيع وخاصة في شرقيها، وتبلغ مساحة أراضيها الزراعية 180 ألف دونم (76% منها مشجر)، ومن أشجارها المثمرة اليوم المشمش والجوز والجانرك والكاكي (تعرف محلياً باسم مشمش اليابان) والخوخ والدراق والعنب والرمان والحمضيات والتفاح، وأراضيها البعلية مزروعة بالزيتون وخاصة على سفوح جبل الأعلى، ومن محاصيلها الحقلية القطن والتبغ وعباد الشمس والخضراوات الشتوية والصيفية. وفي منطقة حارم أحراج من أشجار السنديان والبلوط والدلب، تقدَّر مساحتها بنحو 400 هكتار، كما يعمل بعض السكان في تربية الحيوانات، حيث يربون الأغنام والماعز والدجاج والبط وخلايا النحل. ويعمل بعض شبابها في معامل ومؤسسات الدولة، وتنشط فيها صناعة تجفيف التبغ وعصر الزيتون، يضاف إلى ذلك تمتع مدينة حارم وظهيرها بمقومات سياحية كثيرة، مما يجعل منها منطقة سياحية مهمة فيما لو استغلَّت هذه المقومات.
    ممدوح الدبس

يعمل...
X