الحروق burns ضياع جزئي أو كلي لمساحة من الجلد بسبب مصدر حروري جاف (النار)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحروق burns ضياع جزئي أو كلي لمساحة من الجلد بسبب مصدر حروري جاف (النار)

    حروق

    Burns - Brûlures

    الحروق

    الحروق burns ضياع جزئي أو كلي لمساحة من الجلد بسبب مصدر حروري جاف (النار) أو معدن حار أو ماء حار (سلق)، أو مواد كيمياوية (حرق كيمياوي) أو أشعة عادية (حرق شعاعي) أو أشعة ذرية (حرق ذري).
    ويقسم الحرق عمقاً إلى:
    حرق كامل الثخانة ويشمل كامل ثخانة الجلد مع قسم من الأنسجة تحت الجلد، وحرق جزئي الثخانة ويشمل البشرة أو البشرة مع جزء من الأدمة ويقسم إلى: جزئي سطحي وجزئي متوسط وجزئي عميق.
    ويقسم الحرق الجزئي السطحي إلى: صغير ومتوسط وكبير.
    وتقدر مساحة السطح المحروق حسب قاعدة ويلس Willis أو ما تسمى بقاعدة الـ 9 ومضاعفاتها فالرأس يشكل 9% من مساحة الجسم والطرف العلوي 9% من مساحة الجسم كذلك، في حين يشكل الطرف السفلي 18% والبطن والصدر 18% والظهر 18% من مساحة الجسم.
    أما درجات الحرق فتقسم إلى:
    حرق البطن وأعلى الفخذين
    ـ الدرجة الأولى: وهي حرق البشرة السطحي، كالإصابة بضربة الشمس ولايحتاج المريض من أجلها إلى المعالجة في المستشفى.
    ـ الدرجة الثانية: وهي حروق البشرة مع جزء من الأدمة، وتنفصل فيها البشرة عن الأدمة وتشكل نفاطات (عنبات) تمتلئ بسائل رائق وينصح بتفريغ النفاطات من سائلها لتحاشي التخريش المحلي، كما يحتاج المريض لمعالجتها البقاء في المستشفى عدة أيام. ويعوض الجلد المحروق بهجرة الخلايا البشرية التي لم تحترق من بصلة الشعر أو الغدد الدهنية والعرقية إلى سطح الجلد لتجديده؛ ويعوّق هذه الهجرة حدوث خمج موضعي خرَّب هذه الخلايا، فعندها سيحتاج المريض إلى عملية تطعيم جزئي الثخانة واحدة أو متعددة ذاتية auto-graft من الشخص نفسه تحت التخدير العام وذلك بعد إجراء عملية التنضير اللازمة debridement، ويسمى مكان أخذ هذه الطعوم المكان المعطي donnor ويشفى هذا المكان تلقائياً بعد تطبيق ضماد عليه في مدة تمتد من 3 أسابيع إلى 6 بوساطة الخلايا البشرية المهاجرة.
    ـ الدرجة الثالثة: وهي حرق البشرة مع معظم الأدمة، وهذا النوع من الحروق هو الذي يترك ندبات دائمة مشوهة ويحتاج إلى التطعيم الحر المتكرر بعد إجراء عمليات التنضير لنزع الجلد الميت (الخشكريشة eschar) مع البقاء في المستشفى مدة طويلة، وإذا لم تتوافر الطعوم الذاتية تستعمل طعوم مثلية homo-graft لمدة 4 أيام ثم تنزع وتطبق طعوم أخرى لمدة 4 أيام وهكذا للمحافظة على سوائل الجسم في هذه المرحلة الحرجة.
    وقد يحتاج الأمر إلى طعوم غيرية hetero-graft من حيوان إلى إنسان، وفي الأسواق طعوم جاهزة ومعقمة (مجفدة) lyophilised للاستعمال المؤقت محضرة من جلد العجول، وقد تستعمل طعوم اصطناعية artificial مصنعة بأخذ عدد من خلايا المريض ووضعها ضمن شبكة لاصقة اصطناعية تطبق على المريض composite cultured skin.
    الإسعافات الأولية خارج المستشفى
    تحدث معظم الحروق في البيت أو مكان العمل أو في أثناء النزهة، ولا يجوز تطبيق المراهم أو أي دواء موضعي كدواء الأسنان مثلاً لأن ذلك يسيئ إلى الحرق وتحدث بإزالته آلام إضافية عدا عن إمكانية التلوث الجرثومي.
    ـ إسعاف الحروق من الدرجة الأولى: لا تطبق علاجات موضعية وإنما يطبق ضماد جاف لتحاشي الرض الموضعي مع إعطاء بعض المسكنات.
    ـ إسعاف الحروق من الدرجة الثانية: تعطى مسكنات الألم ثم ينظف الحرق بلطف بالماء والصابون اللطيف (صابون أطفال) ثم ينشف ويضمد بضماد جاف معقم. ولا يطبق القطن الماص لأنه قد يلتصق بالحرق فيصعب رفعه، وتسحب سوائل النفاطات بمحقنة معقمة ويمنع استعمال الماء البارد ويتم تحاشي الماء المثلج أو إضافة الملح.
    ـ إسعافات الحروق من الدرجة الثالثة: وهي الحروق التي تصيب مساحة تزيد على 10% من سطح الجسم في الأطفال أو 15% في الكهول. ولا ينصح بتنظيف هذه الحروق أو فتح النفاطات وإنما يجب تغطية الحرق بضماد معقم جاف.
    وإذا كانت الأيدي مصابة فيجب رفعها إلى الأعلى، وإذا كانت الساقان مصابتين فيجب عدم السماح بالمشي.
    وينصح برفع الرأس عند وجود حروق في الوجه، ولا يسمح بتناول المشروبات الكحولية.
    الأعراض
    ـ الوجع: الآلام الشديدة التي ترافق الحروق تزداد من الدرجة الأولى إلى الدرجة الثانية أما في الدرجة الثالثة فتخف الآلام أو تختفي بسبب تخرب النهايات العصبية في الجلد.
    ـ الفزع: يخاف المريض أولاً من أن الحرق قد يسبب له الموت، وحين يستعيد وعيه الكامل يتساءل عن نتيجة العلاج وهل زال عنه خطر الموت على نحو مؤكد فيرتاح نفسياً.
    ـ الهلع: وبعد أن يطمئن المحروق على حياته تقفز إلى ذهنه إمكانية حدوث المضاعفات والتشوهات التي يمكن أن تنتهي بها الحروق، كما أنه يتذكر مرأى المحروقين الذين سبق أن شاهدهم ويتساءل دوماً هل سيترك الحرق آثاراً دائمة تشوه صورته الاجتماعية ومركزه العائلي.
    وهذا الهلع هو الذي يسبب له الأعراض النفسية ويعقد شخصيته، كما أنه يتسبب بحدوث قرحة كرلنغ Curling وهي قرحة معدية أو عفجية غالباً ما تكون نازفة وثاقبة تحدث في ثلث المحروقين وتعالج بأدوية القرحة عن طريق الوريد مع نقل الدم.
    المعالجة بالمستشفى
    ـ ارتداء جميع العاملين الألبسة المعقمة وقناع الوجه وأغطية الرأس.
    ـ تقييم الحالة العامة للمريض وتصنيف نوعية الحرق والرضوض الأخرى.
    ـ تأمين مجرى هوائي دائم.
    ـ إعطاء أكسجين O2 مرطب.
    ـ إعطاء المخدرات والمسكنات عن طريق الوريد ثم تؤخذ صورة للصدر ويجرى تخطيط كهربائية القلب.
    ـ إعطاء السوائل العلاجية حقناً في الوريد وبصورة مستمرة وحسب برنامج مدروس.
    ـ إعطاء المصل المضاد للكزاز.
    ـ الصادات التي تؤثر في الجراثيم إيجابية الغرام (+) Gram وسلبية الغرام (-) Gram واللاهوائيات وذلك بعد أخذ مسحة من الجلد وزرعها ويكرر بعد ذلك عند الطلب.
    ـ برامج السوائل عن طريق الفم: لا شيء عن طريق الفم في اليوم الأول. سوائل في اليوم الثاني والثالث. ثم حمية غنية بالبروتئين والسكاكر والفيتامينات.
    ـ فحوص مخبرية بحسب حالة المصاب.
    ـ تطبيق قثطرة دائمة (فولي Foley) وتجمع كمية البول كل ساعة وتسجل والمطلوب 50 ـ 75 سم/ساعة.
    ـ وتعطى المعالجات الضرورية.
    ـ العمليات التنضيرية وكانت تجرى في الأسبوع الثاني من الحرق ولكنها تجرى حالياً ابتداءً من اليوم الثاني من الحرق.
    ـ تطعيم الجلد بطعوم جلدية ذاتية أو مثلية أو غيرية أو اصطناعية حسب مقتضى الحال وتجرى ابتداءً من الأسبوع الأول.
    حروق الوجه
    أسبابها كالحروق العامة وقد تصيب جزءاً من الوجه وقد تكون سطحية أو عميقة أو تشمل كامل ثخانة الجلد.
    ومن أهم مضاعفاتها:
    ـ العمى: وهو قليل الحدوث، ومعظم الإصابات تحصل مضاعفاتٍ لجفاف القرنية الناتج عن ضياع الغطاء الجفني كما يحصل في الشتر الجفني الخارجي ectropion، وتؤدي إصابة الأجفان بالحرق مع الانكماشات إلى التهاب المنضمة الذي يتطلب مداخلة إسعافية جراحية.
    ويحتاج ضياع جزء من الجفن العلوي إلى طعم جزئي الثخانة في حين يحتاج ضياع جزء من الجفن السفلي إلى طعم كامل الثخانة من خلف الأذن.
    ـ المضاعفات حول الفم: تؤدي الحروق حول الفم إلى مشكلة سنية (الحفر المؤلم ـ الخراجات ـ عدم إمكان لبس البدلة السنية) ولا تسبب الانكماشات الفموية مشكلة في التغذية، ويجب الانتباه إلى جلد الوجه فهو يختلف عن بقية جلد البدن بسبب التوعية الزائدة والتعرض للعوامل الخارجية وينصح فيه باستعمال طعوم كاملة الثخانة، ويجعل الطعم أوسع قليلاً من المساحة المطلوبة ويُثبت بخيطان فوق القالب stent.
    ـ الانكماشات العنقية: يحدث مع تشوه الفم انقلاب الشفة السفلى وفي الحالات الشديدة تثبت الشفة في الناحية القصية.
    ـ الرقبة: إذا كان الحرق منحصراً بالرقبة والندبات ضيقة وشاقولية خطية، فيمكن معالجتها بوساطة تصنيع large Z plasty وفي الحالات الأكثر شدة يجب وضع طعوم ثخينة جزئية الثخانة وتثبيت الرقبة بصورة مستمرة لمدة شهرين بحالة فرط البسط وتستعمل الرقبة المثبتة بدون ضغط على الطعم.
    ـ الأذن: (التهاب غضروف الأذن) التهاب محيط الغضروف بالنسبة لغضاريف الأذن المكشوفة وهي من أكثر الآفات إيلاماً ترافق الحروق الشديدة مع ضياع ثخانة الجلد كلها. وإذا حصل خمج فيجب إجراء زرع وإعطاء الصادات المناسبة.
    المعالجة: تكون بإحداث شقوق واسعة وتفجير المجامع القيحية مع تنضير البقايا الميتة من الغضاريف، ويجب استئصال الغضروف المصاب بصورة محافظة لأن فقدان الغضروف يعرض المريض لعملية تصنيع معقدة.
    ـ فروة الرأس scalp: حين تتخرب الفروة بالحرق لا يمكن استبدالها، ويمكن أحياناً إخفاء ذلك في الرجال كما يمكن أن يغطى خط الشعر بسويقات شعرية، أما الحروق في وسط الفروة فتغطى بالشعر المجاور. وقد تقدمت كذلك صناعة الشعر الاصطناعي (الباروكات).
    ـ الحواجب: تستعمل طعوم قحفية في الأطفال أما في الكهول فتستعمل سويقة قحفية مشعرة لأن الثقة بنجاحها أكثر.
    ـ الحروق الكهربائية بالتيار العالي التوتر: حروق من الدرجة الثالثة وتحتاج إلى تطعيم جلدي كامل الثخانة.
    ـ الحروق الكيمياوية:
    أ- الحرق بالحامض: يغسل بماء الكربونات ثم بالماء العادي لإزالة آثار الحرق ويعالج بعد ذلك كبقية الحروق.
    ب- الحرق بالأساس: يغسل أولاً بماء الخل ثم بالماء العادي ويعالج بعد ذلك كبقية الحروق.
    مضاعفات الحروق
    أذية المجرى التنفسي: يجب ملاحظة حالة المجرى التنفسي وتقييمه حالما يصل الإسعاف الحرقي، والتأكد من نفوذ المجرى الهوائي لأن أي إهمال في ذلك يؤدي إلى الموت السريع، فكل مريض مصاب بحروق حول الوجه والمرضى المحروقين في أماكن مغلقة معرضون لهذا النوع من الأذية لاستنشاقهم الدخان. وبصورة عامة فإن مشكلات المجرى التنفسي على نوعين:
    ـ نوع يمثل الإصابة التنفسية الباكرة المصاحبة بوذمة في الرأس والعنق مع عائق تنفسي ميكانيكي (24-48 ساعة بعد الحرق) وأفضل طريقة لعلاج هؤلاء المرضى هو تنبيب الرغامى وتمرير O2 المرطب في الأيام الثلاثة إلى الخمسة الأولى حتى تزول الوذمة، وينصح بعدم اللجوء إلى خزع الرغامى في هذه الحالة، وتزول الوذمة المؤقتة مع العائق الميكانيكي تلقائياً في 4-5 أيام لدى جميع المرضى ويمكن سحب الأنبوب الرغامي في اليوم السابع.
    ـ ونوع يسمى (متلازمة حرق الرئة) وتتظاهر سريرياً في اليوم الثاني حتى الخامس بعد الحرق، وقد تبدو أولاً بزيادة النظم التنفسي التي يتبعها بصورة مترقية صعوبة متزايدة في التنفس، وفي هذه المرحلة تظهر قياسات غاز الدم وقياس حموضة الدم pH نقصاً في كثافة الأكسجين الشرياني؛ وصورة الصدر الشعاعية تكون طبيعية. ثم يزداد الوضع سوءاً ويظهر تصوير الصدر ارتشاحات بقعية متصاحبة مع خراخر مسموعة مع زلة وخزع الرغامى مع التهوية الميكانيكية، وإعطاء كميات مدروسة من الستيروئيد في المرحلة الباكرة ويمكن إعادة إعطائه كل 4-6 ساعات مرة أو مرتين. وقد يفيد إعطاء الأمينوفلين مع الموسعات القصبية وتعالج الأعراض والمضاعفات المرافقة أو التالية كالصدمة الحادة بسبب الحرق الواسع الشديد، والأخماج التنفسية والبولية وإنتانات الدم وقرحة كرلنغ والانكماشات الانقباضية في المفاصل والمضاعفات العظمية المفصلية.
    كما تعالج المضاعفات الاستقلابية: كزيادة تولد الحرارة واضطراب استقلاب السكاكر والتوازن البروتيئيني السلبي وانحباس الصوديوم والكلور والماء بالعلاج المناسب لكل منها. وينصح بتعويض الضائعات البروتيئينية والدهون والڤيتامينات وخاصة الڤيتامين E بإعطاء البلازما مع إطعام المريض عن طريق الأنبوب وأحياناً عن طريق الوريد.
    والاضطراب النفساني التسممي الذي يحدث في الأيام الأولى من الحرق يعالج بالسوائل الوريدية والڤيتامينات والمهدئات.
    كما يعالج كل من التهاب الوريد واضطراب الشوارد والخراجات الانتقالية البعيدة والصمامات الرئوية بالمعالجة الخاصة المعروفة لكل منها.
    أما الجدرة keloid فتستعمل لها مركبات الكورتيزون حقناً فيها ولكن العلاج الأمثل هو تطبيق الضغط pressure موضعياً.
    وتستعمل الجبائر للوقاية من التشوهات الممكن حدوثها بسبب الانكماشات الحرقية التي تحاول عقب الحرق عطف الرقبة والطرفين العلويين والسفليين.
    شفيق نظام
يعمل...
X