سعيد (رضا ـ)
(1876 ـ 1946)
رضا سعيد أو رضا سعيد الإيتوني طبيب ترأس الجامعة السورية (جامعة دمشق اليوم)، وعمل على إرساء قواعدها ورفع مستواها العلمي وإغناء فروعها وكلياتها.
ولد رضا سعيد في دمشق وتوفي فيها. تلقى علومه في المدرسة الرشدية العسكرية وتابعها في المدرسة الطبية العسكرية وأنهى دراسته فيها عام 1903. سمي بعد تخرجه مساعداً للسريريات العينية في المدرسة الطبية العسكرية فعمل معاوناً للفريق التركي أسعد باشا.
أوفد في عام 1908 إلى باريس للتخصص بالأمراض العينية فمكث فيها سنتين عُيّن على أثرهما طبيب عيون في المستشفى العسكري المركزي في دمشق. ثم اشترك رضا سعيد في حرب البلقان وأسندت إليه بعد انتهائها رئاسة أطباء الخط الحديدي الحجازي والخطوط الحديدية السورية. وحينما قامت الحرب العالمية الأولى (1914ـ1918) سمي رئيساً لبلدية دمشق استطاع في أثنائها التخفيف من وطأة شح الأغذية والمجاعة التي عانتها المدينة.
وحينما استقر الرأي في عهد الحكومة العربية الفيصلية على إنشاء مدرسة لتعليم الطب والصيدلة باللغة العربية في دمشق، خلفاً للمدرسة العثمانية التي تأسست عام 1903، تقرر افتتاحها في 23 كانون الثاني 1919. وقد تألفت الهيئة التعليمية فيها يومئذٍ من رئيسها عبد القادر زهراء، وكلف تدريس التشريح الناحيوي والجراحة الكبرى والصغرى، وسعيد السيوطي ليساعده على ذلك كله، وأحمد راتب الصبان ليدرس الأمراض والسريريات الخارجية (الجراحة) والأعضاء الصناعية، وأديب الجعفري للأمراض والسريريات الداخلية والعصبية والعقلية، ومحمد صادق الطرابيشي للأمراض الأذنية والحنجرية والأنفية، وأحمد قدري للأمراض الجلدية والزهرية، وحسام الدين أبو السعود للجراثيم والطفيليات، وميشيل شامندي لمفردات الطب والسموم والنبات والحيوان، وأمين الحلبي للتشريح الوصفي، وجميل الخاني للنسج والتشريح المرضي، وحمدي أمين للطب القانوني (الطب الشرعي)، وعبد القادر الراضي للأمراض العمومية، وخيري القباني لأمراض النساء والولادة، وفيليب بركات لأمراض الأطفال ومنافع الأعضاء (الفيزيولوجية)، وعلى رضا الجندي للكيمياء العضوية والحيوية، وعبد الله مظهر التيناوي لحفظ الصحة، والصيدلاني توفيق لطوف لتحضير الأدوية والكيمياء الصيدلانية، والصيدلاني عبد الوهاب القنواتي للكيمياء المعدنية والتحليلية، كما كلف رضا سعيد الإيتوني تدريس الأمراض العينية.
وافتتحت في العام نفسه في 25 أيلول مدرسة الحقوق، وكانت هذه المدرسة قد أسست عام 1913 بعد إعلان الدستور في الدولة العثمانية وكان مقرها في بيروت، ونقلت في أثناء الحرب العالمية الأولى إلى دمشق ثم أعيدت بعد انتهاء الحرب إلى بيروت.
انتخب رضا سعيد في عام 1920 رئيساً للمعهد الطبي (وهو الاسم الجديد الذي سميت به مدرسة الطب) فأنشأ عام 1921 قسماً لطب الأسنان ألحق بالمعهد مع قسم الصيدلة المؤسس سابقاً. وفي عام 1923 أُطلق اسم الجامعة السورية على معهدي الطب والحقوق والمجمع العلمي العربي (مجمع اللغة العربية اليوم) ودار الآثار (متحف دمشق) وتم تعيين رضا سعيد رئيساً لها. ثم اختير ليكون وزيراً للمعارف (وزارة التربية اليوم) عام 1925، لكنه أعيد في عام 1926 إلى رئاسة الجامعة السورية إضافة إلى رئاسة المعهد الطبي وتدريس أمراض العيون، واستمر في مناصبه هذه حتى عام 1936 حينما أحيل على التقاعد.
عمل رضا سعيد في أثناء عمله على توسيع فروع الجامعة فأنشأ مطبعة جامعة دمشق، كما صدرت في عهده مجلة «المعهد الطبي» سنة 1924، فكتب في افتتاحية العدد الأول أن خدمة اللغة العربية تأتي في أول أهداف المجلة مع خدمة الطب والأطباء.
لم يترك رضا سعيد آثاراً علمية أو طبية سوى كتاب واحد ترجمه عن الفرنسية أسماه: «مبحث في أمراض العيون للمتمرنين»، وهو من تأليف آ. كانتونه A.Cantonnet.
صرف رضا سعيد جهوده واهتمامه لحماية الجامعة ورفع مستواها، ومما يذكر له تطبيقه لبرنامج موسع أوفد فيه أساتذة المعهد الطبي جميعهم إلى فرنسا للتعمق في اختصاصاتهم واطلاعهم على المستحدثات الطبية.
نال رضاسعيد خلال حياته عدداً من الأوسمة من الدولة العثمانية والنمسا وفرنسا ومصر وسورية.
عدنان تكريتي
(1876 ـ 1946)
رضا سعيد أو رضا سعيد الإيتوني طبيب ترأس الجامعة السورية (جامعة دمشق اليوم)، وعمل على إرساء قواعدها ورفع مستواها العلمي وإغناء فروعها وكلياتها.
ولد رضا سعيد في دمشق وتوفي فيها. تلقى علومه في المدرسة الرشدية العسكرية وتابعها في المدرسة الطبية العسكرية وأنهى دراسته فيها عام 1903. سمي بعد تخرجه مساعداً للسريريات العينية في المدرسة الطبية العسكرية فعمل معاوناً للفريق التركي أسعد باشا.
أوفد في عام 1908 إلى باريس للتخصص بالأمراض العينية فمكث فيها سنتين عُيّن على أثرهما طبيب عيون في المستشفى العسكري المركزي في دمشق. ثم اشترك رضا سعيد في حرب البلقان وأسندت إليه بعد انتهائها رئاسة أطباء الخط الحديدي الحجازي والخطوط الحديدية السورية. وحينما قامت الحرب العالمية الأولى (1914ـ1918) سمي رئيساً لبلدية دمشق استطاع في أثنائها التخفيف من وطأة شح الأغذية والمجاعة التي عانتها المدينة.
وحينما استقر الرأي في عهد الحكومة العربية الفيصلية على إنشاء مدرسة لتعليم الطب والصيدلة باللغة العربية في دمشق، خلفاً للمدرسة العثمانية التي تأسست عام 1903، تقرر افتتاحها في 23 كانون الثاني 1919. وقد تألفت الهيئة التعليمية فيها يومئذٍ من رئيسها عبد القادر زهراء، وكلف تدريس التشريح الناحيوي والجراحة الكبرى والصغرى، وسعيد السيوطي ليساعده على ذلك كله، وأحمد راتب الصبان ليدرس الأمراض والسريريات الخارجية (الجراحة) والأعضاء الصناعية، وأديب الجعفري للأمراض والسريريات الداخلية والعصبية والعقلية، ومحمد صادق الطرابيشي للأمراض الأذنية والحنجرية والأنفية، وأحمد قدري للأمراض الجلدية والزهرية، وحسام الدين أبو السعود للجراثيم والطفيليات، وميشيل شامندي لمفردات الطب والسموم والنبات والحيوان، وأمين الحلبي للتشريح الوصفي، وجميل الخاني للنسج والتشريح المرضي، وحمدي أمين للطب القانوني (الطب الشرعي)، وعبد القادر الراضي للأمراض العمومية، وخيري القباني لأمراض النساء والولادة، وفيليب بركات لأمراض الأطفال ومنافع الأعضاء (الفيزيولوجية)، وعلى رضا الجندي للكيمياء العضوية والحيوية، وعبد الله مظهر التيناوي لحفظ الصحة، والصيدلاني توفيق لطوف لتحضير الأدوية والكيمياء الصيدلانية، والصيدلاني عبد الوهاب القنواتي للكيمياء المعدنية والتحليلية، كما كلف رضا سعيد الإيتوني تدريس الأمراض العينية.
وافتتحت في العام نفسه في 25 أيلول مدرسة الحقوق، وكانت هذه المدرسة قد أسست عام 1913 بعد إعلان الدستور في الدولة العثمانية وكان مقرها في بيروت، ونقلت في أثناء الحرب العالمية الأولى إلى دمشق ثم أعيدت بعد انتهاء الحرب إلى بيروت.
انتخب رضا سعيد في عام 1920 رئيساً للمعهد الطبي (وهو الاسم الجديد الذي سميت به مدرسة الطب) فأنشأ عام 1921 قسماً لطب الأسنان ألحق بالمعهد مع قسم الصيدلة المؤسس سابقاً. وفي عام 1923 أُطلق اسم الجامعة السورية على معهدي الطب والحقوق والمجمع العلمي العربي (مجمع اللغة العربية اليوم) ودار الآثار (متحف دمشق) وتم تعيين رضا سعيد رئيساً لها. ثم اختير ليكون وزيراً للمعارف (وزارة التربية اليوم) عام 1925، لكنه أعيد في عام 1926 إلى رئاسة الجامعة السورية إضافة إلى رئاسة المعهد الطبي وتدريس أمراض العيون، واستمر في مناصبه هذه حتى عام 1936 حينما أحيل على التقاعد.
عمل رضا سعيد في أثناء عمله على توسيع فروع الجامعة فأنشأ مطبعة جامعة دمشق، كما صدرت في عهده مجلة «المعهد الطبي» سنة 1924، فكتب في افتتاحية العدد الأول أن خدمة اللغة العربية تأتي في أول أهداف المجلة مع خدمة الطب والأطباء.
لم يترك رضا سعيد آثاراً علمية أو طبية سوى كتاب واحد ترجمه عن الفرنسية أسماه: «مبحث في أمراض العيون للمتمرنين»، وهو من تأليف آ. كانتونه A.Cantonnet.
صرف رضا سعيد جهوده واهتمامه لحماية الجامعة ورفع مستواها، ومما يذكر له تطبيقه لبرنامج موسع أوفد فيه أساتذة المعهد الطبي جميعهم إلى فرنسا للتعمق في اختصاصاتهم واطلاعهم على المستحدثات الطبية.
نال رضاسعيد خلال حياته عدداً من الأوسمة من الدولة العثمانية والنمسا وفرنسا ومصر وسورية.
عدنان تكريتي