مالكي (عدنان)
Al-Malki (Adnan-) - Al-Malki (Adnan-)
المالكي (عدنان ـ)
(1338ـ 1375هـ/1919ـ 1955م)
الشهيد العقيد عدنان بن محمد شمس الدين بن عمر بن إبراهيم بن عمر بن يوسف بن محمد بن شمس الدين المالكي.
تعود أصول هذه الأسرة إلى بلاد الحجاز في الجزيرة العربية، وشاركت بعض من بطونها الأولى في الفتوح الإسلامية في شمالي إفريقيا، واستقرّت هناك، ثم انتقل أحد أحفاد أولئك الفاتحين الأوائل من المغرب إلى بلاد الشام وأقام في دمشق، ومنه تحدّرت فروع عديدة ألفت أسرة المالكي الدمشقية، ويذكر أبو الفضل المرادي في كتابه «سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر» أن يوسف المالكي أحد أجداد هذه الأسرة الذي توفي عام 1173هـ/1759م كان مفتياً للمالكية في دمشق الشام.
ولد عدنان في دمشق في حي الشاغور واستشهد في 22 نيسان/إبريل في الملعب البلدي عندما اغتيل في أثناء مشاهدته مباراة في كرة القدم، اغتيل لأنه وقف بالمرصاد للمشروعات الاستعمارية التي تحاول التدخل في شؤون سورية الداخلية وسياستها الاستقلالية.
انتسب عدنان المالكي إلى المدرسة الحربية في حمص عام 1937 وتخرّج فيها برتبة مرشح ضابط عام 1939، وتدرّج في المراتب العسكرية من ملازم ثانٍ عام 1941 إلى ملازم أول عام 1944، والتحق بالقوى الوطنية المناهضة للاستعمار الفرنسي في عام 1945، وعهد إليه تأسيس مدرسة الاختصاصيين، فلم يمض كبير وقت حتى كان طلاب المدرسة مفخرة من مفاخر الجيش السوري بمظهرهم وتدريبهم وخاصة بروحهم العسكرية العالية.
نقل إلى الكلية العسكرية مدرباً لطلابها، وحاز ثناء رئاسة الأركان العامة في 2/7/1947 للجهود التي بذلها في وضع الأنظمة العسكرية باللغة العربية في الوقت الذي لم يكن لدى الجيش السوري آنذاك أي مرجع باللغة العربية، كما ألف مع بعض مساعديه من ضباط مدرسة الاختصاصيين والكلية العسكرية «رتيب المشاة» من ثلاثة أجزاء، وكان أول كتاب طبع بعد الاستقلال باللغة العربية ليصار إلى تدريسه في المدارس العسكرية،ولاحظ عدنان في الوقت نفسه افتقار المكتبة العربية إلى معاجم تحوي المصطلحات العسكرية الحديثة باللغة العربية فعمد إلى ترجمة تلك المصطلحات من اللغة الفرنسية إلى العربية.
في عام 1948 عندما اندلعت حرب فلسطين حاول عدنان إقناع القيادة العامة بالسماح له ولطلابه بالالتحاق بقوات جيش الإنقاذ، ولكن القيادة أصرّت على أن تستمر الدراسة في الكلية العسكرية حتى تبلغ غايتها، وبعد صدور قرار التقسيم وإعلان سورية الحرب لإنقاذ الأرض المغتصبة توصل عدنان إلى إقناع القيادة باختصار دورة الكلية العسكرية التي كان آمراً لها، وبالتحاقه هو ومعاونيه وطلابه بجبهة القتال، فكان له ما أراد، وتم التحاق الجميع بالقوات المقاتلة في الخطوط الأمامية من الحدود السورية الفلسطينية، وتجلت شجاعة عدنان وحنكته في القتال عندما تولى قيادة إحدى سرايا المشاة، وأمام «تل أبو الريش» الحصين المجاور مستعمرة مشمار هايردن قاد عدنان سريته مقتحماً التل، ثم مدافعاً مستميتاً عن هذا التل الذي أطلق عليه منذ ذلك التاريخ اسم «تل المالكي» اعترافاً ببسالته وشجاعته، كما منح قدماً ممتازاً مدة سنة في عام 1948 وكان قبلها قد رُفع إلى رتبة رئيس في العام نفسه، وفي عام 1949 رفع إلى رتبة مقدم ومنح قدماً ممتازاً مدته سنة واحدة لكفايته.
أوفد مرتين إلى فرنسا للتخصص واتباع دورة كلية الأركان، ودورة المدرسة العليا، وسمي في نهاية الدورتين مقدّم ركن مجاز، ورفّع بتاريخ 1954 إلى رتبة عميد بعد إعادته إلى الخدمة في الجيش إثر سقوط حكومة الشيشكلي الذي كان قد اعتقله مرتين، وأنهى خدمته بسبب مناهضته الحكم الفردي.
حاز عدنان ارفع الأوسمة العسكرية والمدنية، منها وسام الإخلاص مع النجمة الفضية المذهبة، ووسام الاستحقاق السوري من الدرجة الأولى، ووسام جرحى الحرب لإصابته في أثناء العمليات الحربية في فلسطين والوسام الحربي، ووسام فلسطين، وميدالية الاستحقاق اللبنانية الفضية، وميدالية فلسطين التذكارية اللبنانية، ووسام الكوكب الأردني، ونال بعد استشهاده وسام الشرف.
إن ما دبجته أقلام الكتاب وقرائح الشعراء في رثائه بعد اغتياله يظهر بعض ما كان يتمتع به الشهيد عدنان المالكي من صفات وشمائل، ومن محبة الشعب، وتقدير رجالات الأمة مزاياه وتضحيته، وقد صَدرت تلك الكتابات والأقوال والقصائد في عدة كتب ونشرات، منها مذاكرات المجلس النيابي لعام 1955، والجريدة الرسمية بدمشق، كتاب «المالكي رجل وقضية» وكتاب «شهيد العروبة عدنان المالكي» من منشورات المجلس الأعلى لرعاية الشباب بالقاهرة وكتاب «في موكب الشهداء» شركة الطباعة المتحدة في حمص، وكتاب «الجيش والقضية الوطنية» من منشورات الطليعة بدمشق.
رياض المالكي
Al-Malki (Adnan-) - Al-Malki (Adnan-)
المالكي (عدنان ـ)
(1338ـ 1375هـ/1919ـ 1955م)
الشهيد العقيد عدنان بن محمد شمس الدين بن عمر بن إبراهيم بن عمر بن يوسف بن محمد بن شمس الدين المالكي.
تعود أصول هذه الأسرة إلى بلاد الحجاز في الجزيرة العربية، وشاركت بعض من بطونها الأولى في الفتوح الإسلامية في شمالي إفريقيا، واستقرّت هناك، ثم انتقل أحد أحفاد أولئك الفاتحين الأوائل من المغرب إلى بلاد الشام وأقام في دمشق، ومنه تحدّرت فروع عديدة ألفت أسرة المالكي الدمشقية، ويذكر أبو الفضل المرادي في كتابه «سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر» أن يوسف المالكي أحد أجداد هذه الأسرة الذي توفي عام 1173هـ/1759م كان مفتياً للمالكية في دمشق الشام.
انتسب عدنان المالكي إلى المدرسة الحربية في حمص عام 1937 وتخرّج فيها برتبة مرشح ضابط عام 1939، وتدرّج في المراتب العسكرية من ملازم ثانٍ عام 1941 إلى ملازم أول عام 1944، والتحق بالقوى الوطنية المناهضة للاستعمار الفرنسي في عام 1945، وعهد إليه تأسيس مدرسة الاختصاصيين، فلم يمض كبير وقت حتى كان طلاب المدرسة مفخرة من مفاخر الجيش السوري بمظهرهم وتدريبهم وخاصة بروحهم العسكرية العالية.
نقل إلى الكلية العسكرية مدرباً لطلابها، وحاز ثناء رئاسة الأركان العامة في 2/7/1947 للجهود التي بذلها في وضع الأنظمة العسكرية باللغة العربية في الوقت الذي لم يكن لدى الجيش السوري آنذاك أي مرجع باللغة العربية، كما ألف مع بعض مساعديه من ضباط مدرسة الاختصاصيين والكلية العسكرية «رتيب المشاة» من ثلاثة أجزاء، وكان أول كتاب طبع بعد الاستقلال باللغة العربية ليصار إلى تدريسه في المدارس العسكرية،ولاحظ عدنان في الوقت نفسه افتقار المكتبة العربية إلى معاجم تحوي المصطلحات العسكرية الحديثة باللغة العربية فعمد إلى ترجمة تلك المصطلحات من اللغة الفرنسية إلى العربية.
في عام 1948 عندما اندلعت حرب فلسطين حاول عدنان إقناع القيادة العامة بالسماح له ولطلابه بالالتحاق بقوات جيش الإنقاذ، ولكن القيادة أصرّت على أن تستمر الدراسة في الكلية العسكرية حتى تبلغ غايتها، وبعد صدور قرار التقسيم وإعلان سورية الحرب لإنقاذ الأرض المغتصبة توصل عدنان إلى إقناع القيادة باختصار دورة الكلية العسكرية التي كان آمراً لها، وبالتحاقه هو ومعاونيه وطلابه بجبهة القتال، فكان له ما أراد، وتم التحاق الجميع بالقوات المقاتلة في الخطوط الأمامية من الحدود السورية الفلسطينية، وتجلت شجاعة عدنان وحنكته في القتال عندما تولى قيادة إحدى سرايا المشاة، وأمام «تل أبو الريش» الحصين المجاور مستعمرة مشمار هايردن قاد عدنان سريته مقتحماً التل، ثم مدافعاً مستميتاً عن هذا التل الذي أطلق عليه منذ ذلك التاريخ اسم «تل المالكي» اعترافاً ببسالته وشجاعته، كما منح قدماً ممتازاً مدة سنة في عام 1948 وكان قبلها قد رُفع إلى رتبة رئيس في العام نفسه، وفي عام 1949 رفع إلى رتبة مقدم ومنح قدماً ممتازاً مدته سنة واحدة لكفايته.
أوفد مرتين إلى فرنسا للتخصص واتباع دورة كلية الأركان، ودورة المدرسة العليا، وسمي في نهاية الدورتين مقدّم ركن مجاز، ورفّع بتاريخ 1954 إلى رتبة عميد بعد إعادته إلى الخدمة في الجيش إثر سقوط حكومة الشيشكلي الذي كان قد اعتقله مرتين، وأنهى خدمته بسبب مناهضته الحكم الفردي.
حاز عدنان ارفع الأوسمة العسكرية والمدنية، منها وسام الإخلاص مع النجمة الفضية المذهبة، ووسام الاستحقاق السوري من الدرجة الأولى، ووسام جرحى الحرب لإصابته في أثناء العمليات الحربية في فلسطين والوسام الحربي، ووسام فلسطين، وميدالية الاستحقاق اللبنانية الفضية، وميدالية فلسطين التذكارية اللبنانية، ووسام الكوكب الأردني، ونال بعد استشهاده وسام الشرف.
إن ما دبجته أقلام الكتاب وقرائح الشعراء في رثائه بعد اغتياله يظهر بعض ما كان يتمتع به الشهيد عدنان المالكي من صفات وشمائل، ومن محبة الشعب، وتقدير رجالات الأمة مزاياه وتضحيته، وقد صَدرت تلك الكتابات والأقوال والقصائد في عدة كتب ونشرات، منها مذاكرات المجلس النيابي لعام 1955، والجريدة الرسمية بدمشق، كتاب «المالكي رجل وقضية» وكتاب «شهيد العروبة عدنان المالكي» من منشورات المجلس الأعلى لرعاية الشباب بالقاهرة وكتاب «في موكب الشهداء» شركة الطباعة المتحدة في حمص، وكتاب «الجيش والقضية الوطنية» من منشورات الطليعة بدمشق.
رياض المالكي