مغارة نبع بيت الوادي رحلة جيولوجية فوتوغرافية تحت الارض
رحلة تصوير إلى موقع طبيعي مميز في سوريا ، قام بها الزميل فريد ظفور مع عدد من الجيولوجيين والمصورين والمهتمين ، الموقع هو مغارة نبع بيت الوادي قرب مدينة الدريكيش .. ومع القاء الضوء على الرحلة عموماً نستعرض الظروف الطبيعية للمغارة التي يعود تاريخها إلى مئات الآلاف من السنين .
مغارة نبع بيت الوادي إحـدى الظواهـر الطبيعية النادرة في العالم نعرف مثيلاتها في لبنان - مـغـارة جعيتا ـ وفي فـرنسـا أكثر من واحدة بينها مغارة أكبر بكثير من جعيتا ، ومن مغارة نبـع بيت الوادي ، التي تعتبر بدورها أكبر بكثير من مغارة جعيتا ، المغارة الفرنسية من جهتها كبيرة بحيث يتم التنقل بها بقطار صغير .
الجديد في مغارة بيت الوادي أنها لا تزال أرضـاً بكـراً لم يتم اكتشافها بالشكل المطلوب ، ولا إستغلالها لأغراض سياحية كما هي الحال مع مثيلاتها وخصوصاً جعيتا ، .
تقع مغارة نبع بيت الوادي » في السلسلة الجبلية الساحلية في سوريا ، على الحدود الشرقيـة لمحافظة طرطوس بين الدريكيش ومصياف ، وذلك ضمن واد بعمق مائة متر ، ناحيـة دوير رسلان التابعة لمدينة الدريكيش
وكمـا هي الحـال مـع مـغـارة جعينا ، يخترق مغارة نبع بيت الوادي نهر صغير ، أما فتحتها الخارجية فهي بإرتفـاع مـتـرين ونصف المتر والمدخل عبارة عن تشكيلات كلسية وفي الداخل طبقة طينية تشكلت عبر الأزمان من - براز ، الخفافيش التي تعيش بين ثلاثين وخمسين سنـة إلى جانب الحشرات الأخرى .
الصواعد و النوازل ، من التراكمات الكلسية منتشرة في هذه المغارة ، وكما هو معلوم فإن الصـواعد هي عبارة عن أعمدة كلسيـة تتشكل من أسفل إلى أعلى ، والعكس هـو الصحيـح بالنسبة للنوازل التي تتشكل من أعلى إلى أسفل .
وكـل مـن هـذه الصـواعـد والنوازل قد تشكلت في زمن معين وهذا يبدو واضحاً خصوصاً وان بعضها لا يزال طور التشكيل .. اما بالنسبـة للألوان فتختلف هـي الأخـرى لظروف طبيعية أهمها تركيب الماء .
فاللون الأحمر يعـود لوجـود الحديد المؤكسد داخل الماء الذي تشكل منه العمـود . أمـا اللون الأصفر فيعود لوجود حديد غير مؤكسد بينما يعود اللون الأسود إلى وجود نسبة من المانغانيـز ، والأبيض إلى وجود الكـلس والأخضر إلى الفطريـات الصغيرة .
الاختصاصيـون قـدروا عمـر المغارة بين مائة ألف سنة كحـد ادنى ومليون سنة كحد أقصى ودوير رسلان التي تقع فيها المغارة هي قرية تعداد سكانها ثلاثة آلاف نسمة وتشتهر بالجوز واللوز والتفاح والإجاص والحمضيات ، وترتفع ١١٦٠ متراً عن سطح البحر ، وهناك توجـد محطة للبث التلفزيوني ـ محطة النبي صالح - وتحد دوير رسلان القرى التالية بمحصر ، عين بالوج ، بشمشة بمنة . الحاموش ـ وفيها عين المنشرة - البريخية ، بيضة وبيضة الشيخ مسلم .
على مقربة من نبع بيت الوادي يقع نبع بمحصر الذي إستثمرته الدولة في تعبئة مياه الدريكيش المعدنية - نسبة إلى مـدينـة الدريكيش - امـا ميـاه المغـارة نفسها فهي معدنية ايضاً .
' رحلة الاستكشاف .
من جهتي فقد إندفعت نحو هذا المـوقـع مـتـاثـرا بـالـحـكـايـات والأساطير التي كانت تتردد هنا وهناك ، وقد وصلت إلى حد الكلام عن وجـود كنز ثمين ، وهذا ما دفعني - وبعد ان تعرفت مبدئيا الطبيعية فوتوغرافية ، وقد إنضم إلى البعثة بعض هـواة الإستكشاف الذين دفعهم الفضول العلمي والفني لمرافقتناء على المـوقـع ـ إلى إصطحاب مجمـوعـة من الجيـولـوجـييـن والمهتمين بالتصوير في مجالات كهذه للقيام برحلة : إستكشاف جماعية لتغطية هذه الظاهرة بحيث ضمت الرحلة الدكتور الجيولوجي الفرنسي لوران شـوبـيـل وهـو مصـور وإختصاصي بالطيور .
الدكـتـورة الجـبـولوجـيـة الفرنسية المصورة فيـرونيـك كاندايز .
المصور والسائـح الأميركي جان ورن .
الدكتـور الجيولوجي عبد المنير نجم .
المصـور فـاهـي شـاهنـيـان . ومصـور الفيـديـو محـمـد ديب والمصورة إبتسام ظفور .
إضافة لعازف الناي الأول في مـدينـة حمص غسان كوسى مع عدد من الزملاء والزميلات الفنيين والجـامعيين وسكان المنطقة الخبراء بالمغارة . وبين هذه المجمـوعـة إتفق الجميع على تنصيبي كابتن الرحـلة .
وقد شملت رحلتنا إستعدادات إستثنائية نذكر منها : المـلابس شبيـهـة بملابس البحر ، وعلى كل فرد أن يكون مزوداً بوسيلة إضاءة - بطارية ، او - لوکس ، على الغـاز او أي وسيلة مشابهة .
علاوة عن الحبال و ادوات الانقاذ والـجـنـازيـر والأحزمة .
مع دخولنا إلى المغارة اصبح التعارف بيننا بالأرقام بدل الأسماء وكان علينا ترداد الأرقام بين فترة واخـرى لضمان عدم فقدان أي واحد منا .
في الداخـل كـان عمق المـاء يتراوح بيـن ثـلاثين وستين سنتيمتراً ، وتارة كنا نقفز ، وتارة اخـرى نغطس او نزحف ، وفي بعض الممـرات كان علينـا أن نتزحلق على الطين ، ولا بد من تعرض كل منا إلى دفعة من زميل أو إصطدام بجسم ما من اجسام المغارة وإستمرت هذه الحالة مدة أربع ساعات قطعنا خلالها ما يقارب الأربع كيلو مترات ، وكانت الفلاشات شبـه المستمرة تكشف لنـا بين اللحـظة والأخـرى تلك الصواعد والنوازل التي تبدو تـحـت تـاثـيـر الضـوء أشبـه بالحوريات . وكان ناي الزميل غسان كوسى يضفي على رحلتنا
اجواء من الأمان والفرح .
رغم عدم خلو الأمر من حوادث سقوط ووقوع في هذه الحفرة أو تلك هذا عدا عن الرعب الذي كانت تشكله الخفافيش الطائرة بيننا بين لحظة وأخرى ، وقد تعاون الجميع على مد يد العون او من الحبال لانقاذ من أسقطته الظلمة وسط الطين والماء .
ولدى خروجنا من المغارة وجدنا الأهالي بانتظارنا ، حيث إستقبلنـا إستقبال الفاتحين .... ذبحت الخراف وكانت بـانتـظار ظهورنا لبدء عملية الشواء وإلى جـائب كـل ذلك تشكلت حلقـات الدبكة والرقص . وقد استمرت الاحتفالات حتى غياب الشمس في مقصف النبـع الذي يفتقر للكهرباء .
- دعوة للزملاء .
في الختام نتـوجـه بـدعـوة للزملاء المـصـوريـن والاختصاصيين لزيارة المغارة ، خصـوصـاً لزملائنـا فـي .فن التصوير ، مع أصدقاء المجلة ، خصوصاً وان هناك العديد من المغـاور الصغيرة المجـاورة وللراغبين في زيارة الموقع نذكر بعض الضروريات وهي : الملابس والوسائل الضوئية المذكورة كاميرا مع فلاش وكاشف ضوئي ، كما يمكن حمل اكثـر مـن كـاميـرا ، مع حقيبـة للعدسات وافضـل الـعـدسـات المطلوبة في هذا المجال هي واسعة الزاوية والزووم والتيليفوتو ونادرا العادية - ٥٠ ملم ـ أمـا الأفلام فيفضـل منهـا شـديدة الحسـاسيـة ، هـذا بالإضافة إلى الحاجة للمحارم وورق تنظيف العـدسـة وواقي للكاميرا مع مرشح عادي .
رحلة تصوير إلى موقع طبيعي مميز في سوريا ، قام بها الزميل فريد ظفور مع عدد من الجيولوجيين والمصورين والمهتمين ، الموقع هو مغارة نبع بيت الوادي قرب مدينة الدريكيش .. ومع القاء الضوء على الرحلة عموماً نستعرض الظروف الطبيعية للمغارة التي يعود تاريخها إلى مئات الآلاف من السنين .
مغارة نبع بيت الوادي إحـدى الظواهـر الطبيعية النادرة في العالم نعرف مثيلاتها في لبنان - مـغـارة جعيتا ـ وفي فـرنسـا أكثر من واحدة بينها مغارة أكبر بكثير من جعيتا ، ومن مغارة نبـع بيت الوادي ، التي تعتبر بدورها أكبر بكثير من مغارة جعيتا ، المغارة الفرنسية من جهتها كبيرة بحيث يتم التنقل بها بقطار صغير .
الجديد في مغارة بيت الوادي أنها لا تزال أرضـاً بكـراً لم يتم اكتشافها بالشكل المطلوب ، ولا إستغلالها لأغراض سياحية كما هي الحال مع مثيلاتها وخصوصاً جعيتا ، .
تقع مغارة نبع بيت الوادي » في السلسلة الجبلية الساحلية في سوريا ، على الحدود الشرقيـة لمحافظة طرطوس بين الدريكيش ومصياف ، وذلك ضمن واد بعمق مائة متر ، ناحيـة دوير رسلان التابعة لمدينة الدريكيش
وكمـا هي الحـال مـع مـغـارة جعينا ، يخترق مغارة نبع بيت الوادي نهر صغير ، أما فتحتها الخارجية فهي بإرتفـاع مـتـرين ونصف المتر والمدخل عبارة عن تشكيلات كلسية وفي الداخل طبقة طينية تشكلت عبر الأزمان من - براز ، الخفافيش التي تعيش بين ثلاثين وخمسين سنـة إلى جانب الحشرات الأخرى .
الصواعد و النوازل ، من التراكمات الكلسية منتشرة في هذه المغارة ، وكما هو معلوم فإن الصـواعد هي عبارة عن أعمدة كلسيـة تتشكل من أسفل إلى أعلى ، والعكس هـو الصحيـح بالنسبة للنوازل التي تتشكل من أعلى إلى أسفل .
وكـل مـن هـذه الصـواعـد والنوازل قد تشكلت في زمن معين وهذا يبدو واضحاً خصوصاً وان بعضها لا يزال طور التشكيل .. اما بالنسبـة للألوان فتختلف هـي الأخـرى لظروف طبيعية أهمها تركيب الماء .
فاللون الأحمر يعـود لوجـود الحديد المؤكسد داخل الماء الذي تشكل منه العمـود . أمـا اللون الأصفر فيعود لوجود حديد غير مؤكسد بينما يعود اللون الأسود إلى وجود نسبة من المانغانيـز ، والأبيض إلى وجود الكـلس والأخضر إلى الفطريـات الصغيرة .
الاختصاصيـون قـدروا عمـر المغارة بين مائة ألف سنة كحـد ادنى ومليون سنة كحد أقصى ودوير رسلان التي تقع فيها المغارة هي قرية تعداد سكانها ثلاثة آلاف نسمة وتشتهر بالجوز واللوز والتفاح والإجاص والحمضيات ، وترتفع ١١٦٠ متراً عن سطح البحر ، وهناك توجـد محطة للبث التلفزيوني ـ محطة النبي صالح - وتحد دوير رسلان القرى التالية بمحصر ، عين بالوج ، بشمشة بمنة . الحاموش ـ وفيها عين المنشرة - البريخية ، بيضة وبيضة الشيخ مسلم .
على مقربة من نبع بيت الوادي يقع نبع بمحصر الذي إستثمرته الدولة في تعبئة مياه الدريكيش المعدنية - نسبة إلى مـدينـة الدريكيش - امـا ميـاه المغـارة نفسها فهي معدنية ايضاً .
' رحلة الاستكشاف .
من جهتي فقد إندفعت نحو هذا المـوقـع مـتـاثـرا بـالـحـكـايـات والأساطير التي كانت تتردد هنا وهناك ، وقد وصلت إلى حد الكلام عن وجـود كنز ثمين ، وهذا ما دفعني - وبعد ان تعرفت مبدئيا الطبيعية فوتوغرافية ، وقد إنضم إلى البعثة بعض هـواة الإستكشاف الذين دفعهم الفضول العلمي والفني لمرافقتناء على المـوقـع ـ إلى إصطحاب مجمـوعـة من الجيـولـوجـييـن والمهتمين بالتصوير في مجالات كهذه للقيام برحلة : إستكشاف جماعية لتغطية هذه الظاهرة بحيث ضمت الرحلة الدكتور الجيولوجي الفرنسي لوران شـوبـيـل وهـو مصـور وإختصاصي بالطيور .
الدكـتـورة الجـبـولوجـيـة الفرنسية المصورة فيـرونيـك كاندايز .
المصور والسائـح الأميركي جان ورن .
الدكتـور الجيولوجي عبد المنير نجم .
المصـور فـاهـي شـاهنـيـان . ومصـور الفيـديـو محـمـد ديب والمصورة إبتسام ظفور .
إضافة لعازف الناي الأول في مـدينـة حمص غسان كوسى مع عدد من الزملاء والزميلات الفنيين والجـامعيين وسكان المنطقة الخبراء بالمغارة . وبين هذه المجمـوعـة إتفق الجميع على تنصيبي كابتن الرحـلة .
وقد شملت رحلتنا إستعدادات إستثنائية نذكر منها : المـلابس شبيـهـة بملابس البحر ، وعلى كل فرد أن يكون مزوداً بوسيلة إضاءة - بطارية ، او - لوکس ، على الغـاز او أي وسيلة مشابهة .
علاوة عن الحبال و ادوات الانقاذ والـجـنـازيـر والأحزمة .
مع دخولنا إلى المغارة اصبح التعارف بيننا بالأرقام بدل الأسماء وكان علينا ترداد الأرقام بين فترة واخـرى لضمان عدم فقدان أي واحد منا .
في الداخـل كـان عمق المـاء يتراوح بيـن ثـلاثين وستين سنتيمتراً ، وتارة كنا نقفز ، وتارة اخـرى نغطس او نزحف ، وفي بعض الممـرات كان علينـا أن نتزحلق على الطين ، ولا بد من تعرض كل منا إلى دفعة من زميل أو إصطدام بجسم ما من اجسام المغارة وإستمرت هذه الحالة مدة أربع ساعات قطعنا خلالها ما يقارب الأربع كيلو مترات ، وكانت الفلاشات شبـه المستمرة تكشف لنـا بين اللحـظة والأخـرى تلك الصواعد والنوازل التي تبدو تـحـت تـاثـيـر الضـوء أشبـه بالحوريات . وكان ناي الزميل غسان كوسى يضفي على رحلتنا
اجواء من الأمان والفرح .
رغم عدم خلو الأمر من حوادث سقوط ووقوع في هذه الحفرة أو تلك هذا عدا عن الرعب الذي كانت تشكله الخفافيش الطائرة بيننا بين لحظة وأخرى ، وقد تعاون الجميع على مد يد العون او من الحبال لانقاذ من أسقطته الظلمة وسط الطين والماء .
ولدى خروجنا من المغارة وجدنا الأهالي بانتظارنا ، حيث إستقبلنـا إستقبال الفاتحين .... ذبحت الخراف وكانت بـانتـظار ظهورنا لبدء عملية الشواء وإلى جـائب كـل ذلك تشكلت حلقـات الدبكة والرقص . وقد استمرت الاحتفالات حتى غياب الشمس في مقصف النبـع الذي يفتقر للكهرباء .
- دعوة للزملاء .
في الختام نتـوجـه بـدعـوة للزملاء المـصـوريـن والاختصاصيين لزيارة المغارة ، خصـوصـاً لزملائنـا فـي .فن التصوير ، مع أصدقاء المجلة ، خصوصاً وان هناك العديد من المغـاور الصغيرة المجـاورة وللراغبين في زيارة الموقع نذكر بعض الضروريات وهي : الملابس والوسائل الضوئية المذكورة كاميرا مع فلاش وكاشف ضوئي ، كما يمكن حمل اكثـر مـن كـاميـرا ، مع حقيبـة للعدسات وافضـل الـعـدسـات المطلوبة في هذا المجال هي واسعة الزاوية والزووم والتيليفوتو ونادرا العادية - ٥٠ ملم ـ أمـا الأفلام فيفضـل منهـا شـديدة الحسـاسيـة ، هـذا بالإضافة إلى الحاجة للمحارم وورق تنظيف العـدسـة وواقي للكاميرا مع مرشح عادي .
تعليق