حسن (حامد)
Hassan (Hamed-) - Hassan (Hamed-)
حسـن (حامد-)
(1333-1420هـ/1915-1999م)
حامد حسن، شاعر متميز ولد في قرية «حبسو» في منطقة الدريكيش، وهي قرية هادئة ووادعة تتربع في أحضان ريف جبلي متميز المناظر والإطلالات الرائعة.
نشأ حامد حسن في أسرة عريقة النسب والانتماء، رفيعة المكانة دينياً واجتماعياً وأدبياً، بدأ بالقرآن الكريم تلاوة وحفظاً على يد والده، ثم حفظ قواعد اللغة العربية، وعكف على ما تيسر له من كتب الأدب والشعر والفكر والتاريخ دراسة واستيعاباً
تابع حامد حسن تحصيله العلمي في معهد الآداب الشرقية - قسم اللغة العربية في مدينة طرطوس وفي بعض مدارسها، واستمر في التحصيل العلمي بنفسه وارتفع بمستواه الثقافي بلا معلم حتى صار معلماً ومدرساً للعربية وآدابها في الكثير من المدارس والثانويات الخاصة، وأول عمل متميز قام به في المجال الثقافي كان في مجلة «النهضة» لصاحبها وجيه محيي الدين إذ عمل رئيساً لتحرير هذه المجلة.
وفي عام 1938 شارك في اليوبيل الذهبي الذي أقيم للشيخ سليمان الأحمد والد الشاعر «بدوي الجبل» في اللاذقية بالتعاون بين المجمع العلمي العربي والفعاليات الأدبية والسياسية من لبنان وسورية، فقد ألقى قصيدة أثنى عليها المحتفى به. كما أعاد ترتيب وتصوير قصة «امرؤ القيس والعذارى» فلفت إليه أنظار كبار الشعراء والأدباء في الوطن العربي ومطلع هذه القصيدة:
أزف الترحل فالمطهمة العتاق الهوج تُسرج
إلى أن يقول:
وحِسان كندة جئن بعد الركب ماء غدير جلجلْ
فرمين بالحبرات واستسلمن للماء المسلسلْ
ووراءهن فتى يذوب جوى بمخبئه تململْ
سرق الثياب وعاد يطفح بين جانحتيه مأملْ.
وفي المسابقة التي أعلنت عنها الأمانة العامة للجامعة العربية في عام 1948، على مستوى الوطن العربي لاعتماد نشيد دائم للجامعة، فازت قصيدته واحتلت الدرجة الأولى على جميع القصائد واعتمدت نشيداً للجامعة العربية حتى اليوم، مطلع هذه القصيدة:
سائلي التاريخ والأجيال عنَّا ... كيف كنَّا؟
المعالي والعوالي والهدى .... عنَّا ومنّا
استقر في بلدة «الدريكيش» يُعلم ويُدرس في مدارسها، وفي بداية الستينات انتقل إلى دمشق ليعمل في وزارة الثقافة حيث أشرف على مجلتي(أسامة والمعرفة)، ثم عاد في الثمانينات إلى طرطوس ليؤسس فيها مع بعض الأدباء الشعراء من أبناء المحافظة فرعاً لاتحاد الكتّاب العرب، وتسلم رئاسة هذا الفرع مدة أربع سنوات تقاعد بعدها ليتفرغ للكتابة والتأليف في حقلي الشعر والدراسات الأدبية. وجه الشاعر حامد حسن في شعره الوطني اهتماماً خاصاً للحركة التصحيحية وإنجازاتها ولحرب تشرين التحريرية وللقيادة التاريخية للقائد الخالد الرئيس حافظ الأسد، ومما قاله في إحدى المناسبات الوطنية:
وطن وهبت له، وللأسد الذي
يحميه كل غدي، وما ملكت يدي
عمَّدت شعري باللظى، وغمسته
بالطيب سفوحاً، وبالشفق الندي
وحملته زلفى إلى الأسد الذي
أعطى ويعطي ألف تشرين الغدِ
وقف حامد حسن بين شعراء عصره الكبار أمثال بدوي الجبل[ر] وعمر أبو ريشة[ر] ونديم محمد[ر] وشفيق جبري[ر] والجواهري[ر] ونزار قباني[ر] وغيرهم، فكان نظيراً لهم، له من أسلوبه وعباراته وقوافيه وسحر الوزن والاختيار في البحور الخليلية ما جعله يتفرد بخصائص شعرية حققت عناصر الإبداع في العمل الأدبي، فهو محافظ ومجدد في آن واحد يتمتع بالأصالة والبساطة المتوارثة ويحافظ عليها، ويتطلع إلى الحاضر بعين الرسام الماهر فتأتي لوحته واضحة المعالم والسمات ممزوجة بفنية منتقاة من الواقع تجسد هموم الإنسان العربي في وطنه المطعون بآلاف المدى والخناجر.
وكان من أهم إصداراته الشعرية: ديوان «ثورة العاطفة» في عام1940م صدر في أربعة أجزاء وكان لهذا الديوان أثر طيب في الساحة الشعرية، وديوان «عبق» في عام1960، وديوان «أضاميم الأصيل» في عام 1969 تمثيلية شعرية بعنوان «المهوى السحيق» في عام1945، «الريف الثائر» «أفراح الريف» (أوبريت) والأعمال الشعرية الكاملة، وقد صدر منها المجلد الأول من مطلع الثمانينات.
وأهم دراساته الأدبية والفكرية: تحقيق «المكزون السنجاري» أربعة أجزاء، و«وجهاً لوجه أمام التاريخ» و«صالح العلي ثائراً وشاعراً».
ومن مخطوطاته المعدة للطباعة: مجموعة «أغاريد» وهي شعر للأطفال، و«محاكمة التاريخ العربي» و«الخنساء» تمثيلية و«المتنبي ماله وما عليه» و«المعري ما له وما عليه».
جابر خير بك
Hassan (Hamed-) - Hassan (Hamed-)
حسـن (حامد-)
(1333-1420هـ/1915-1999م)
نشأ حامد حسن في أسرة عريقة النسب والانتماء، رفيعة المكانة دينياً واجتماعياً وأدبياً، بدأ بالقرآن الكريم تلاوة وحفظاً على يد والده، ثم حفظ قواعد اللغة العربية، وعكف على ما تيسر له من كتب الأدب والشعر والفكر والتاريخ دراسة واستيعاباً
تابع حامد حسن تحصيله العلمي في معهد الآداب الشرقية - قسم اللغة العربية في مدينة طرطوس وفي بعض مدارسها، واستمر في التحصيل العلمي بنفسه وارتفع بمستواه الثقافي بلا معلم حتى صار معلماً ومدرساً للعربية وآدابها في الكثير من المدارس والثانويات الخاصة، وأول عمل متميز قام به في المجال الثقافي كان في مجلة «النهضة» لصاحبها وجيه محيي الدين إذ عمل رئيساً لتحرير هذه المجلة.
وفي عام 1938 شارك في اليوبيل الذهبي الذي أقيم للشيخ سليمان الأحمد والد الشاعر «بدوي الجبل» في اللاذقية بالتعاون بين المجمع العلمي العربي والفعاليات الأدبية والسياسية من لبنان وسورية، فقد ألقى قصيدة أثنى عليها المحتفى به. كما أعاد ترتيب وتصوير قصة «امرؤ القيس والعذارى» فلفت إليه أنظار كبار الشعراء والأدباء في الوطن العربي ومطلع هذه القصيدة:
أزف الترحل فالمطهمة العتاق الهوج تُسرج
إلى أن يقول:
وحِسان كندة جئن بعد الركب ماء غدير جلجلْ
فرمين بالحبرات واستسلمن للماء المسلسلْ
ووراءهن فتى يذوب جوى بمخبئه تململْ
سرق الثياب وعاد يطفح بين جانحتيه مأملْ.
وفي المسابقة التي أعلنت عنها الأمانة العامة للجامعة العربية في عام 1948، على مستوى الوطن العربي لاعتماد نشيد دائم للجامعة، فازت قصيدته واحتلت الدرجة الأولى على جميع القصائد واعتمدت نشيداً للجامعة العربية حتى اليوم، مطلع هذه القصيدة:
سائلي التاريخ والأجيال عنَّا ... كيف كنَّا؟
المعالي والعوالي والهدى .... عنَّا ومنّا
استقر في بلدة «الدريكيش» يُعلم ويُدرس في مدارسها، وفي بداية الستينات انتقل إلى دمشق ليعمل في وزارة الثقافة حيث أشرف على مجلتي(أسامة والمعرفة)، ثم عاد في الثمانينات إلى طرطوس ليؤسس فيها مع بعض الأدباء الشعراء من أبناء المحافظة فرعاً لاتحاد الكتّاب العرب، وتسلم رئاسة هذا الفرع مدة أربع سنوات تقاعد بعدها ليتفرغ للكتابة والتأليف في حقلي الشعر والدراسات الأدبية. وجه الشاعر حامد حسن في شعره الوطني اهتماماً خاصاً للحركة التصحيحية وإنجازاتها ولحرب تشرين التحريرية وللقيادة التاريخية للقائد الخالد الرئيس حافظ الأسد، ومما قاله في إحدى المناسبات الوطنية:
وطن وهبت له، وللأسد الذي
يحميه كل غدي، وما ملكت يدي
عمَّدت شعري باللظى، وغمسته
بالطيب سفوحاً، وبالشفق الندي
وحملته زلفى إلى الأسد الذي
أعطى ويعطي ألف تشرين الغدِ
وقف حامد حسن بين شعراء عصره الكبار أمثال بدوي الجبل[ر] وعمر أبو ريشة[ر] ونديم محمد[ر] وشفيق جبري[ر] والجواهري[ر] ونزار قباني[ر] وغيرهم، فكان نظيراً لهم، له من أسلوبه وعباراته وقوافيه وسحر الوزن والاختيار في البحور الخليلية ما جعله يتفرد بخصائص شعرية حققت عناصر الإبداع في العمل الأدبي، فهو محافظ ومجدد في آن واحد يتمتع بالأصالة والبساطة المتوارثة ويحافظ عليها، ويتطلع إلى الحاضر بعين الرسام الماهر فتأتي لوحته واضحة المعالم والسمات ممزوجة بفنية منتقاة من الواقع تجسد هموم الإنسان العربي في وطنه المطعون بآلاف المدى والخناجر.
وكان من أهم إصداراته الشعرية: ديوان «ثورة العاطفة» في عام1940م صدر في أربعة أجزاء وكان لهذا الديوان أثر طيب في الساحة الشعرية، وديوان «عبق» في عام1960، وديوان «أضاميم الأصيل» في عام 1969 تمثيلية شعرية بعنوان «المهوى السحيق» في عام1945، «الريف الثائر» «أفراح الريف» (أوبريت) والأعمال الشعرية الكاملة، وقد صدر منها المجلد الأول من مطلع الثمانينات.
وأهم دراساته الأدبية والفكرية: تحقيق «المكزون السنجاري» أربعة أجزاء، و«وجهاً لوجه أمام التاريخ» و«صالح العلي ثائراً وشاعراً».
ومن مخطوطاته المعدة للطباعة: مجموعة «أغاريد» وهي شعر للأطفال، و«محاكمة التاريخ العربي» و«الخنساء» تمثيلية و«المتنبي ماله وما عليه» و«المعري ما له وما عليه».
جابر خير بك