استغلال الظروف الضوئية طيلة نهار کامل
لقد أشرنا مراراً إلى أن إستغلال كافة الظروف الضوئية ـ الطبيعية ـ من قبل المصور هو أمر ضروري للهواة والمحترفين . .
هذه الظروف الضوئية قد تتبدل بأشكال متفاوتة جداً حتى خلال النهار الواحد فجراً ، في الصباح ، ظهراً ، عند الغروب والغسق ـ فكيف يمكننا الاستفادة من هذه الظروف لتحقيق لقطات ناجحة ومميزة غالباً ؟ !
النور هو المادة الأهم بين المواد التي تصنع التصوير الفوتوغرافي وإذا اردنا إستخدام الضوء الخارجي على أفضل ما يرام ، ينبغي ان نعرف كيف تتغير طبيعـة هـذا الضوء في أوقات مختلفة من النهار طوال السنة .
- ضوء طبيعي
ياتي الضوء الطبيعي عادة من مصدر واحد وحيد هو الشمس إلا ان نـور الشمس يسـتـطيـع التشتت والانـعـكـاس بـطرق مختلفة بحيث انه يتصرف بمقدار من البراعة يتجـاوز ما يفعله من ذلك اي مصدر ضوئي وحيد في الاستديو .
ومثلما هي الحال مع الاشعة الشمسية المباشرة ، من الممكن صنع الضوء الطبيعي من اشعة زرقاء مبعثرة صادرة عن السماء . ومن اشعة منعكسة من الغيوم ، واخرى منعكسة من الأرض ، ومن
الأبنية واشياء اخرى ، والادغال التي ينعكس الضوء منها متسللا .
تجدر الإشارة هنا إلى ان لون الأشعة الشمسية يتبـدل تبعاً لموقع الشمس في السماء وتبعاً للأحوال الجوية . كما أن قوتها تتغير على مدى النهار ومدى السنة . فعندما تكون الشمس ظهـراً عند أعلى نقطة لها في السمـاء صيفاً ، يكون ضـوءهـا اقـوى بكثير مما هو عليـه عنـد الغسق او الفجر في الشتاء . كما ان اتجاه الأشعة الشمسية يتبدل باستمرار ، فالبناء أو المنظر الطبيعي المضاء باشعة شمسية منبسطة مباشرة في صبيحة يوم صيفي ، سوف تعكس إضـاءة مختلفة كلياً عما تفعله بعد ظهر يوم شتوي .
للعنصر الجغرافي اهميتـه أيضاً في هذا المجال ، فنوعيـة الضوء قوته وحدتـه ولونه ومعدل التباين الضوئي بين اجزاء الموضوع المضاءة باشعة شمسية مباشرة وتلك الواقعة في الظل - تتـأثر بكل من العـوامـل الطبيعية والعوامل الصناعية من صنع الانسـان ـ ففي بعض المناطق أمثـال البحر الأبيض المـتـوسـط وكـالـيـفـورنـيـا واوستراليا ، يكون الضوء على وجه العموم اكثر صفاء وبريقاً مما هو عليه في مناطق مشحونة بالمصانع واكثر ارتفاعاً ، امثال الشمال الشرقي للولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا مع ذلك ، وعلى الرغم من هذه التأثيرات التي تنصب على مزايا الضوء الطبيعي ، لا بد من اعتبار الضوء في الخارج هو المصدر لجزئين رئيسيين : اشعة شمسية مبـاشـرة ، واشعـة شمسية منعكسة ، وطريقة تفاعل هذين المحتويين تحدد شكل الضوء وطبيعته .
- الشمس
من مسافة يبلغ معدلها ٩٠ مليـون ميلا ، تبقى الشمس هي النـجـم الأقرب إلى الأرض . والمسافات الأرضية لا أهمية لها بالمقارنة ، مما يعني ان الأشعة الشمسية هي مصدر ضوئي لا يتاثر بالقانون التربيعي العكسي عنـدمـا يتعلق الأمـر بـاهـداف التصوير الفوتوغرافي العملي ومثلما يشاهـد من الأرض ، ياتي قطر الزاوية للشمس بقياس نصف درجة صغيراً جداً . معنى هذا ان الأشعة الشمسية اقرب لتكون مصدراً ضوئيا هـو عبارة عن نقطة ، وستعطي ظلالا حـادة الحواف وتبايناً ضوئياً كبيراً جداً بين مناطق الموضوع المضاءة وغيـر المضاءة لولا تـاثيـرات التنعيم التي يبعثهـا العديد من مصـادر الضـوء المنعكس على الأرض .
هـذا . وللاشعة الشمسية حرارة لونية بحدود ٥٥٠٠ ( k ) ، وهي بيضاء صفراوية إلى حد ما . إلا ان جو الأرض يستطيع التـاثـيـر على لون الأشـعـة الشمسية كثيراً .
- السمـاء
السماء في فترة النهـار وحسبما تشاهد من الأرض ، هي قبـة يبدو أن الشمس والغيـوم تتحرك على مداها أما اللون الأزرق للسمـاء الصافيـة فهو نتيجة التبعثـر والامتصاص الاختياري للاشعة الشمسية في الفضاء .
وعندما تقع الأشياء في الخلل تحت سماء صافية ستضاء هذه باشعة السماء أساسياً ، وستكون ذات مسحة زرقـاويـة عـنـد تصـويـرهـا على فيلم ملون والجـديـر بـالذكر ان الحرارة اللونية لسماء زرقـاء صافية هي بحدود ١٠ آلاف ( k ) .
ولكن تشبع المسحة الزرقاوية للسمـاء يتاثر بما يحمله الهواء من غبار ومن رذاذ ماء في الجو . من هنا نجد ان السماوات في المـدن الصناعية نادراً ما تكون ذات لون ازرق عميق بذات المقدار ، كما تكون عليه فوق منطقة ريفية . حيث الهواء يحمل مقداراً اقل من الجزيئات عادة .
عندما تكون السماء زرقاء أكثر شحوباً ، تاتي الظلال اقل عمقاً وثاني الصور بتباين ضوئي اقـل بسبب إنعكاس مقدار اكبر من الضـوء نسبياً عن السـمـاء والصور الماخوذة تحت سماوات من هذا القبيل ، غالباً ما تكون حافلة بتفاصيـل ظلية افضل من تلك التي تاتي تحـت سمـاوات يطغى عليها اللون الأزرق مع استمرار احتفـاظـهـا بعـظهـر شمسي ، مع ذلك قد تحتاج إلى الاستعانة بمرشح صفراوي سلسلة ٨١ ـ لنحصل على صور فوتوغرافية ملونة ذات مظهر طبيعي ، حتى عندما لا يكـون الموضوع في الظل .
على ان الضـوء الصادر عن السماء يختلف تماماً عندما يكون الجو غائماً ، فعند الظهر ، تكون الحرارة اللونية للضوء الساقط على موضوع ما من سماء غائمة بحدود ۷۰۰۰ ( k ) ، وهذه مميـزة بـالـزرقـة . وبدون الأشعة الشمسية المبـاشـرة ، تكون الإضاءة خفيفة دونما ظلال ، إلا انها قد تحتاج إلى مرشح ۸۱ ( c ) لتوازن لوني متعادل . هذا وعلينا إعتماد الدقة والعناية لثلا نبالغ بتصحيح الحرارة اللونية على كل حال .
- يوم مشمس : فجر .
لما كان لموقع الشمس ذلك التأثير الكبير على نوعية الضوء الطبيعي ، من المفيـد ان ننتبع تأثيرات موقع الشمس في السماء خـلال يـوم نـمـوذجي بشمسه الساطعة .
فقبـل شروق الشمس بقليـل . تاخذ السماء إلى التوهج قليلا . وتتوقف فترة توهجها هـذه على حوال الجـويـة وعلى خـط العرض في المنطقة المعنية ففي المناطق الأبعـد عن خـط الاستواء ، تتحرك الشمس نحـو الأفق بمزيد من الانحراف ، مما يعني ان الشـروق والغـروب يستغرقـان فـتـرة أطول مما يستغرقانـه في مناطق قريبة من خط الاستواء كما انه إذا كان الجو مكتظاً بالكثير من جزيئات الغـبـار الـنـاعـم أو المـلـوثـات الأخرى ، فسينحرف قسم أكبر من الضوء عائداً بإتجاه السماء قبل الشروق ، حيث سيكون الفجـر اكثـر امتداداً .
مـع ذلك ، وعلى الرغم من ان الضوء الذي يبلغ المنظر الطبيعي هو بجوهره ضوء سماء زرقاء يبقى انه توجيهي ( * ) اكثـر من ضوء السماء في وقت لاحق من النهار فالظلال طويلة ولكنها ضعيفة لأن الضوء ياتي من زاوية منخفضة
من الناحية الفوتوغرافية ، يبعث توهج الفجر الباكر ببعض المعضلات وحتى مـع الفيلم بالغ السرعة ، تبقى التعريضات الضوئية طويلة والركيزة ثلاثية الأرجـل ضروريـة عادة ، كمـا أن المواضيع الساكنـة كـالمناظر الطبيعية والأبنية هي ملائمة اكثر من المواضيـع الحية ، مع ذلك يمكن للتدرجـات اللونيـة الزرقاء الباردة في الصباح الباكر ان تكون جذابة جدا . وعلينا عدم تجـاهل اهمية البداية المبكرة وفائدتها للتصوير الفوتوغرافي . فالمدن الكبيرة عادة ما تكاد تكون مهجـورة فـي هـذا الوقت من النهار ، ولها طباع خاصة لا تتوفر في أي وقت آخـر .
كذلك يمكن تحقیق تـاثيـرات ممتعة في التصوير الفوتوغرافي للمناظر الطبيعية ، والجبـال منهـا على وجـه الخصوص ، ذلك ان ضـوء الشمس ، الحمراوي ، المباشر سيضرب قمم الجبال ، بينما تظل بقيـة المنظر الطبيعي مضـاءة بـالنسور الزرقـاوي البـارد من السماء ، باعثـاً هكذا بتناقضات ممتعة من البريق واللون .
ثم عندما ترتفع الشمس فوق الأفق ، تصـبـح الظلال الطويلة ذات حواف حادة فإذا كان الليل صافياً ، يكون الهـواء نظيفاً والمـنـاظر البـعـيـدة مـمـيـزة بالموضوع الكبير . هذا ، وتجدر
الإشارة إلى ان لاشعة الشمس البـاكـرة حـرارة لونيـة تقـل عن حرارتها اللونية في وقت لاحق من النـهـار . كما ان التـبـايـنـات الضوئية كبيرة بين المناطق المضاءة بالشمس من جهة وتلك الواقعة في الظل من جهة اخرى ، وهذا فارق يشتد ببرودة الظلال والتدرج اللوني الحـار لاشعـة الشمس ، من هنـا فـان المنـاظر الطبيعية ذات الظلال الطويلة والمشرقات الذهبية تبدو فعـالة بشكـل خـاص مـمـيـز . ذلك ان التباينات الضوئية القوية تعطى مظهراً ذا حدة بروز اكبر .
امـا عـن الصـور الوجهـيـة الملتقطة في هذا الوقت من النهار فلهـا تشكيل اقـوى ، كما ان لون الأشعة الشمسيـة يـحـشـن التدرجات اللونية على البشرة اما إذا كان التباين الضوئي بين الأجـزاء المظللة والمـضـاءة بالشمس في موضوع ما يتجاوز القـوة المستسـاغـة ، فيمكن الاستعانة بعاكس لتوجيه بعض الضوء الاضافي نحـو الظلال هنا يمكن الاستعانة بشريحـة من الكـرتـون الأبيض أو قـطـعـة من رقائق الألومنيوم ملصقة على لوح .
- الصباح
مع ازدياد الشمس ارتفاعاً في السماء ، يزداد التوازن بين اشعة الشمس واشعة السماء اقتراباً من المعدل الذين صمم الفيلم على أساسه ، وهنا تتضاءل نسبـة الانحناء في اشعة الشمس من خلال جـو الأرض ، كمـا تـزداد حـرارتهـا اللونيـة . أمـا بـريق السمـاء والتباين الضوئي بين المناطق المشـرقـة والمظللة فيقلان كمـا تصـبـح الظلال قصيرة ، ولكنها تظل بطول يكفي لإعطاء تشكيل ممتع للمواضيع هذا ، ويتوقف مدى الارتفاع الذي تبلغـه الشمس على الوقت من السنـة وعلى خـط الـعـرض في المنطقة المعنية إلا ان اواسط الصباح في الأيام الصافية يعطي على وجه العموم ضوءاً جيداً يناسب الأهداف كلها ، مع تشكيل رائـع وتـوازن لوني قريب من التوازن المتعادل الذي لا يحتاج إلى ايـة تصفية حمراء أو زرقاء تصحيحية .
- الظهر :
عند الظهر ، تكون الشمس في أعلى ارتفاع لها ، وهي سترتفع في المناطق الاستوائية لتصبح فوق الرأس مبـاشـرة في بعض الأوقـات من السنـة . في هكذا اوقات ، تكون الظلال قصيرة إلى حـد بالغ ، بينما أشعة الشمس قوية جداً . وحتى في خطوط العرض الأبعد عن خط الاستواء ، سيتميز النور هنا بتباين ضوئي كبير نسبيا وبظلال عميقة ، إلا ان التوازن اللوني الشامل سيكون متعادلا .
إذا كنا نعمل بفيلم « سلايد - ملون في ظروف تبـاين ضوئي كبير ، من الأفضل عادة ان نعطي تعريضاً ضوئيا يقل عما ينبغي بقليل بدلا من تعريض ضوئي بالغ - فالمناطق الشاحبة غير مرغوب بها بالنسبة للمناطق المضاءة والغنـيـة بـالألوان والأشعة البراقة عند الظهر تعطي الوانأ جيدة إذا لم نبالغ بتعريض الفيلم ضوئياً .
ثم إذا كانت الشمس عالية جداً في السمـاء ، يـمـكـن للصـور الوجهية ان تكون غير مرضية ... باستطاعة الظلال العميقة تحت العينين والائف ان تخفي بعض المعالم الوجهية ومرة أخرى يصبح الوقت مناسباً لاستعمال عاكسات التعبئة ، إما اصطناعية أو طبيعيـة ذلك ان الشاطيء الرمـلي يـؤدي عـمـله جيداً كعاكس ، أن بإستطاعتنـا نقـل المـوضـوع إلى مـا تحت بعض الأشجـار ، وذلك لاستغلال مـزايا التشتيت الضوئي الطبيعي لأوراق النبات . على ان التوازن اللوني ربما يبعث بمشكلة في ظل الاشجار ـ إذ ان النور الزرقاوي للظل يمتزج مع نور اخضر تتم تصفيته مـن خـلال اوراق الأشجار ـ وقـد يستدعي الأمـر الاستعـانـة بـمـرشـح تـعـويض باللون الفوشيني وتصحيـح cci0m يكفي عادة .
- بعد الظهر .
عندما تبدأ الشمس هبوطها في السماء تعود نوعية التشكيـل إلى الضوء من جديد ، كمـا في الصباح . تستطيل الظلال ثانية ولكن في اتجـاه معاكس للظلال التي تنشأ صباحـاً .
وهكذا فـان المواضيـع التي لم تكن عـنـد الصباح مضاءة بالشكل الذي نريده ، قد تكون الآن منـاسبـة اكثـر ، وعندما نصور مـواضيع سـاكنـة .. كـابـنيـة أو منـاظر طبيعية ، علينـا التمهـل دائماً لنفكر في كيفية تـأثيـر الاتجاه المتغير لأشعة الشمس على مظهر هذه المواضيع .
تجدر الاشارة إلى ان اشعـة السماء عادة ما تكون أكثر شحوباً بعد الظهر ، خصوصا فـوق تلك المدن ، حيث النشاطات النهارية تثير غباراً وجزيئات أخرى في الجو معنى هذا ان ضوء بعد الظهر هو اكثر حرارة على وجـه العموم من ضوء فترات اخرى من النهار . والضباب ينغم الألوان في المسافات البعيـدة ، كمـا باستطاعة هذا البعد الهوائي ان يبرز مقيـاس مـنـاظر المـدينـة والمناظر الطبيعية .
- الغروب :
نصل إلى نهاية النهار لنجـد الأشعة الشمسية وقد تحولت الى اللون الأصفر الذهبي ثـانيـة ،
مثلما كانت عند الفجر ، على انه بسبب الضباب الهوائي ، من المحتمل للون ان يكون حتى اكثر احمراراً مما كان عليه فجـراً ، كما انه سينتشر على منطقة اوسع من السماء ، وفي الأيام الصـافـيـة تماماً ، قد يكون هذا التأثير مخيباً للأمـال ـ ذلك ان حالات الغروب الامتع للعين هي تلك التي تتميز بوجود بعض الغيوم التي تؤثر على طبيـعـة إنعـكـاس اشعـة الشمس .
على القراءات الضوئية هنا أن تؤخذ من الغيوم الأكثر بريقاً . بدلا من الشمس بحد ذاتها ، إلا ان التغييرات البسيطة في التعريض الضوئي تستـطيـع التسبب بفروقات ملحوظة تطرا على التأثير النهائي ، من الصعب تصوير الغروب بشكل سيء . إذا شاهدنا غروباً ممتعاً للنظر بشكل مميز ، يمكن أخـذ عـدة لقطات بتعريضات ضوئية مختلفة وسنجد أنها ستكـون مـرضية بطريقتها الخاصة .
إذا كـان ضـوء الصبـاح من النوع الذي يـحـسـن الصـور الوجهية ، فضوء ما بعد الظهر أو ضـوء الغـروب يعملان على تحسين هـذه الصور أكـثـر فالتدرجات اللونية الذهبية في البـشـرة ، والألوان الغنية ، والسماوات ذات اللون الأزرق العميق المتضارب في الخلفية تتيح الحصول عليها جميعها وغالباً ما يكون الموضوع قادراً على مواجهة الشمس مباشرة في سبيل تحقيق إضاءة ضعيفة ولكنها كاشفة . ذلك ان الاشع الشمسية وقت الغروب يضعفها الضباب الجوي بحيث لا تجبر المـوضـوع على زم عينيـه كمـا يحدث صباحاً .
- الغسق :
بعد هبوط الشمس تحـت الأفق تكـون للنـور المـتبـقي والصادر عن السماء حرارة لونية كبيرة جداً . وفي نـاحيـة أفق الغروب ، عادة ما تخلف بعض الآثار الحمراء والقرنفلية الأخـذة إلى الزوال بـسـرعـة ، إلا ان الألوان تـكـون بنفسجية وزرقاء . هذا ولا نحتـاج هنا إلى محاولة تصحيح الحرارة اللونية بالمرشحات في هذا الوقت من اليوم ذلك ان الضوء يـتـبـدل بسرعة كبيرة جداً من نـاحـيـة اللون والشدة ، حتى اننـا رغم استعمـال عـداد بـاهـظ الثمن للحرارة اللونية ، فالاحتمال عدم التمكن من تحويل قراءاته إلى رزمة مرشحـات تصحيحية قبـل تبدل الضوء .
لكن بـوجـود ركيزة ثـلاثية الأرجل مع فيلم وإمكانية العمل بسرعة ، يمكننا في هذا الوقت من النهار ان نصنع للأبنية والمدن صوراً تلتقط الانطباع الليلي بفعالية مميزة إذ يبقى هناك مقدار من الضوء في السماء يكفي للكشف على اشكال الأبنية ، إلا ان الأضواء الداخلية المتوهجة
من خلال النوافذ تعطي الصـور احساساً بمشاعر الوقت الليلي .
على ان الفترة التي يحدث فيها للضوء المنعكس من السماء أن يتوازن مع الضوء المنبعث من النوافذ فقصيـرة . لذلك علينـا تجهيز الكاميرا مسبقاً ، والعمل بفيلم تـانـغـسـتـن لإبـراز زرقـة السماء ، ثم نصنع اكبر قدر ممكن من التعريضات الضوئية قبـل زوال كل أثر لضوء النهار .
لقد أشرنا مراراً إلى أن إستغلال كافة الظروف الضوئية ـ الطبيعية ـ من قبل المصور هو أمر ضروري للهواة والمحترفين . .
هذه الظروف الضوئية قد تتبدل بأشكال متفاوتة جداً حتى خلال النهار الواحد فجراً ، في الصباح ، ظهراً ، عند الغروب والغسق ـ فكيف يمكننا الاستفادة من هذه الظروف لتحقيق لقطات ناجحة ومميزة غالباً ؟ !
النور هو المادة الأهم بين المواد التي تصنع التصوير الفوتوغرافي وإذا اردنا إستخدام الضوء الخارجي على أفضل ما يرام ، ينبغي ان نعرف كيف تتغير طبيعـة هـذا الضوء في أوقات مختلفة من النهار طوال السنة .
- ضوء طبيعي
ياتي الضوء الطبيعي عادة من مصدر واحد وحيد هو الشمس إلا ان نـور الشمس يسـتـطيـع التشتت والانـعـكـاس بـطرق مختلفة بحيث انه يتصرف بمقدار من البراعة يتجـاوز ما يفعله من ذلك اي مصدر ضوئي وحيد في الاستديو .
ومثلما هي الحال مع الاشعة الشمسية المباشرة ، من الممكن صنع الضوء الطبيعي من اشعة زرقاء مبعثرة صادرة عن السماء . ومن اشعة منعكسة من الغيوم ، واخرى منعكسة من الأرض ، ومن
الأبنية واشياء اخرى ، والادغال التي ينعكس الضوء منها متسللا .
تجدر الإشارة هنا إلى ان لون الأشعة الشمسية يتبـدل تبعاً لموقع الشمس في السماء وتبعاً للأحوال الجوية . كما أن قوتها تتغير على مدى النهار ومدى السنة . فعندما تكون الشمس ظهـراً عند أعلى نقطة لها في السمـاء صيفاً ، يكون ضـوءهـا اقـوى بكثير مما هو عليـه عنـد الغسق او الفجر في الشتاء . كما ان اتجاه الأشعة الشمسية يتبدل باستمرار ، فالبناء أو المنظر الطبيعي المضاء باشعة شمسية منبسطة مباشرة في صبيحة يوم صيفي ، سوف تعكس إضـاءة مختلفة كلياً عما تفعله بعد ظهر يوم شتوي .
للعنصر الجغرافي اهميتـه أيضاً في هذا المجال ، فنوعيـة الضوء قوته وحدتـه ولونه ومعدل التباين الضوئي بين اجزاء الموضوع المضاءة باشعة شمسية مباشرة وتلك الواقعة في الظل - تتـأثر بكل من العـوامـل الطبيعية والعوامل الصناعية من صنع الانسـان ـ ففي بعض المناطق أمثـال البحر الأبيض المـتـوسـط وكـالـيـفـورنـيـا واوستراليا ، يكون الضوء على وجه العموم اكثر صفاء وبريقاً مما هو عليه في مناطق مشحونة بالمصانع واكثر ارتفاعاً ، امثال الشمال الشرقي للولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا مع ذلك ، وعلى الرغم من هذه التأثيرات التي تنصب على مزايا الضوء الطبيعي ، لا بد من اعتبار الضوء في الخارج هو المصدر لجزئين رئيسيين : اشعة شمسية مبـاشـرة ، واشعـة شمسية منعكسة ، وطريقة تفاعل هذين المحتويين تحدد شكل الضوء وطبيعته .
- الشمس
من مسافة يبلغ معدلها ٩٠ مليـون ميلا ، تبقى الشمس هي النـجـم الأقرب إلى الأرض . والمسافات الأرضية لا أهمية لها بالمقارنة ، مما يعني ان الأشعة الشمسية هي مصدر ضوئي لا يتاثر بالقانون التربيعي العكسي عنـدمـا يتعلق الأمـر بـاهـداف التصوير الفوتوغرافي العملي ومثلما يشاهـد من الأرض ، ياتي قطر الزاوية للشمس بقياس نصف درجة صغيراً جداً . معنى هذا ان الأشعة الشمسية اقرب لتكون مصدراً ضوئيا هـو عبارة عن نقطة ، وستعطي ظلالا حـادة الحواف وتبايناً ضوئياً كبيراً جداً بين مناطق الموضوع المضاءة وغيـر المضاءة لولا تـاثيـرات التنعيم التي يبعثهـا العديد من مصـادر الضـوء المنعكس على الأرض .
هـذا . وللاشعة الشمسية حرارة لونية بحدود ٥٥٠٠ ( k ) ، وهي بيضاء صفراوية إلى حد ما . إلا ان جو الأرض يستطيع التـاثـيـر على لون الأشـعـة الشمسية كثيراً .
- السمـاء
السماء في فترة النهـار وحسبما تشاهد من الأرض ، هي قبـة يبدو أن الشمس والغيـوم تتحرك على مداها أما اللون الأزرق للسمـاء الصافيـة فهو نتيجة التبعثـر والامتصاص الاختياري للاشعة الشمسية في الفضاء .
وعندما تقع الأشياء في الخلل تحت سماء صافية ستضاء هذه باشعة السماء أساسياً ، وستكون ذات مسحة زرقـاويـة عـنـد تصـويـرهـا على فيلم ملون والجـديـر بـالذكر ان الحرارة اللونية لسماء زرقـاء صافية هي بحدود ١٠ آلاف ( k ) .
ولكن تشبع المسحة الزرقاوية للسمـاء يتاثر بما يحمله الهواء من غبار ومن رذاذ ماء في الجو . من هنا نجد ان السماوات في المـدن الصناعية نادراً ما تكون ذات لون ازرق عميق بذات المقدار ، كما تكون عليه فوق منطقة ريفية . حيث الهواء يحمل مقداراً اقل من الجزيئات عادة .
عندما تكون السماء زرقاء أكثر شحوباً ، تاتي الظلال اقل عمقاً وثاني الصور بتباين ضوئي اقـل بسبب إنعكاس مقدار اكبر من الضـوء نسبياً عن السـمـاء والصور الماخوذة تحت سماوات من هذا القبيل ، غالباً ما تكون حافلة بتفاصيـل ظلية افضل من تلك التي تاتي تحـت سمـاوات يطغى عليها اللون الأزرق مع استمرار احتفـاظـهـا بعـظهـر شمسي ، مع ذلك قد تحتاج إلى الاستعانة بمرشح صفراوي سلسلة ٨١ ـ لنحصل على صور فوتوغرافية ملونة ذات مظهر طبيعي ، حتى عندما لا يكـون الموضوع في الظل .
على ان الضـوء الصادر عن السماء يختلف تماماً عندما يكون الجو غائماً ، فعند الظهر ، تكون الحرارة اللونية للضوء الساقط على موضوع ما من سماء غائمة بحدود ۷۰۰۰ ( k ) ، وهذه مميـزة بـالـزرقـة . وبدون الأشعة الشمسية المبـاشـرة ، تكون الإضاءة خفيفة دونما ظلال ، إلا انها قد تحتاج إلى مرشح ۸۱ ( c ) لتوازن لوني متعادل . هذا وعلينا إعتماد الدقة والعناية لثلا نبالغ بتصحيح الحرارة اللونية على كل حال .
- يوم مشمس : فجر .
لما كان لموقع الشمس ذلك التأثير الكبير على نوعية الضوء الطبيعي ، من المفيـد ان ننتبع تأثيرات موقع الشمس في السماء خـلال يـوم نـمـوذجي بشمسه الساطعة .
فقبـل شروق الشمس بقليـل . تاخذ السماء إلى التوهج قليلا . وتتوقف فترة توهجها هـذه على حوال الجـويـة وعلى خـط العرض في المنطقة المعنية ففي المناطق الأبعـد عن خـط الاستواء ، تتحرك الشمس نحـو الأفق بمزيد من الانحراف ، مما يعني ان الشـروق والغـروب يستغرقـان فـتـرة أطول مما يستغرقانـه في مناطق قريبة من خط الاستواء كما انه إذا كان الجو مكتظاً بالكثير من جزيئات الغـبـار الـنـاعـم أو المـلـوثـات الأخرى ، فسينحرف قسم أكبر من الضوء عائداً بإتجاه السماء قبل الشروق ، حيث سيكون الفجـر اكثـر امتداداً .
مـع ذلك ، وعلى الرغم من ان الضوء الذي يبلغ المنظر الطبيعي هو بجوهره ضوء سماء زرقاء يبقى انه توجيهي ( * ) اكثـر من ضوء السماء في وقت لاحق من النهار فالظلال طويلة ولكنها ضعيفة لأن الضوء ياتي من زاوية منخفضة
من الناحية الفوتوغرافية ، يبعث توهج الفجر الباكر ببعض المعضلات وحتى مـع الفيلم بالغ السرعة ، تبقى التعريضات الضوئية طويلة والركيزة ثلاثية الأرجـل ضروريـة عادة ، كمـا أن المواضيع الساكنـة كـالمناظر الطبيعية والأبنية هي ملائمة اكثر من المواضيـع الحية ، مع ذلك يمكن للتدرجـات اللونيـة الزرقاء الباردة في الصباح الباكر ان تكون جذابة جدا . وعلينا عدم تجـاهل اهمية البداية المبكرة وفائدتها للتصوير الفوتوغرافي . فالمدن الكبيرة عادة ما تكاد تكون مهجـورة فـي هـذا الوقت من النهار ، ولها طباع خاصة لا تتوفر في أي وقت آخـر .
كذلك يمكن تحقیق تـاثيـرات ممتعة في التصوير الفوتوغرافي للمناظر الطبيعية ، والجبـال منهـا على وجـه الخصوص ، ذلك ان ضـوء الشمس ، الحمراوي ، المباشر سيضرب قمم الجبال ، بينما تظل بقيـة المنظر الطبيعي مضـاءة بـالنسور الزرقـاوي البـارد من السماء ، باعثـاً هكذا بتناقضات ممتعة من البريق واللون .
ثم عندما ترتفع الشمس فوق الأفق ، تصـبـح الظلال الطويلة ذات حواف حادة فإذا كان الليل صافياً ، يكون الهـواء نظيفاً والمـنـاظر البـعـيـدة مـمـيـزة بالموضوع الكبير . هذا ، وتجدر
الإشارة إلى ان لاشعة الشمس البـاكـرة حـرارة لونيـة تقـل عن حرارتها اللونية في وقت لاحق من النـهـار . كما ان التـبـايـنـات الضوئية كبيرة بين المناطق المضاءة بالشمس من جهة وتلك الواقعة في الظل من جهة اخرى ، وهذا فارق يشتد ببرودة الظلال والتدرج اللوني الحـار لاشعـة الشمس ، من هنـا فـان المنـاظر الطبيعية ذات الظلال الطويلة والمشرقات الذهبية تبدو فعـالة بشكـل خـاص مـمـيـز . ذلك ان التباينات الضوئية القوية تعطى مظهراً ذا حدة بروز اكبر .
امـا عـن الصـور الوجهـيـة الملتقطة في هذا الوقت من النهار فلهـا تشكيل اقـوى ، كما ان لون الأشعة الشمسيـة يـحـشـن التدرجات اللونية على البشرة اما إذا كان التباين الضوئي بين الأجـزاء المظللة والمـضـاءة بالشمس في موضوع ما يتجاوز القـوة المستسـاغـة ، فيمكن الاستعانة بعاكس لتوجيه بعض الضوء الاضافي نحـو الظلال هنا يمكن الاستعانة بشريحـة من الكـرتـون الأبيض أو قـطـعـة من رقائق الألومنيوم ملصقة على لوح .
- الصباح
مع ازدياد الشمس ارتفاعاً في السماء ، يزداد التوازن بين اشعة الشمس واشعة السماء اقتراباً من المعدل الذين صمم الفيلم على أساسه ، وهنا تتضاءل نسبـة الانحناء في اشعة الشمس من خلال جـو الأرض ، كمـا تـزداد حـرارتهـا اللونيـة . أمـا بـريق السمـاء والتباين الضوئي بين المناطق المشـرقـة والمظللة فيقلان كمـا تصـبـح الظلال قصيرة ، ولكنها تظل بطول يكفي لإعطاء تشكيل ممتع للمواضيع هذا ، ويتوقف مدى الارتفاع الذي تبلغـه الشمس على الوقت من السنـة وعلى خـط الـعـرض في المنطقة المعنية إلا ان اواسط الصباح في الأيام الصافية يعطي على وجه العموم ضوءاً جيداً يناسب الأهداف كلها ، مع تشكيل رائـع وتـوازن لوني قريب من التوازن المتعادل الذي لا يحتاج إلى ايـة تصفية حمراء أو زرقاء تصحيحية .
- الظهر :
عند الظهر ، تكون الشمس في أعلى ارتفاع لها ، وهي سترتفع في المناطق الاستوائية لتصبح فوق الرأس مبـاشـرة في بعض الأوقـات من السنـة . في هكذا اوقات ، تكون الظلال قصيرة إلى حـد بالغ ، بينما أشعة الشمس قوية جداً . وحتى في خطوط العرض الأبعد عن خط الاستواء ، سيتميز النور هنا بتباين ضوئي كبير نسبيا وبظلال عميقة ، إلا ان التوازن اللوني الشامل سيكون متعادلا .
إذا كنا نعمل بفيلم « سلايد - ملون في ظروف تبـاين ضوئي كبير ، من الأفضل عادة ان نعطي تعريضاً ضوئيا يقل عما ينبغي بقليل بدلا من تعريض ضوئي بالغ - فالمناطق الشاحبة غير مرغوب بها بالنسبة للمناطق المضاءة والغنـيـة بـالألوان والأشعة البراقة عند الظهر تعطي الوانأ جيدة إذا لم نبالغ بتعريض الفيلم ضوئياً .
ثم إذا كانت الشمس عالية جداً في السمـاء ، يـمـكـن للصـور الوجهية ان تكون غير مرضية ... باستطاعة الظلال العميقة تحت العينين والائف ان تخفي بعض المعالم الوجهية ومرة أخرى يصبح الوقت مناسباً لاستعمال عاكسات التعبئة ، إما اصطناعية أو طبيعيـة ذلك ان الشاطيء الرمـلي يـؤدي عـمـله جيداً كعاكس ، أن بإستطاعتنـا نقـل المـوضـوع إلى مـا تحت بعض الأشجـار ، وذلك لاستغلال مـزايا التشتيت الضوئي الطبيعي لأوراق النبات . على ان التوازن اللوني ربما يبعث بمشكلة في ظل الاشجار ـ إذ ان النور الزرقاوي للظل يمتزج مع نور اخضر تتم تصفيته مـن خـلال اوراق الأشجار ـ وقـد يستدعي الأمـر الاستعـانـة بـمـرشـح تـعـويض باللون الفوشيني وتصحيـح cci0m يكفي عادة .
- بعد الظهر .
عندما تبدأ الشمس هبوطها في السماء تعود نوعية التشكيـل إلى الضوء من جديد ، كمـا في الصباح . تستطيل الظلال ثانية ولكن في اتجـاه معاكس للظلال التي تنشأ صباحـاً .
وهكذا فـان المواضيـع التي لم تكن عـنـد الصباح مضاءة بالشكل الذي نريده ، قد تكون الآن منـاسبـة اكثـر ، وعندما نصور مـواضيع سـاكنـة .. كـابـنيـة أو منـاظر طبيعية ، علينـا التمهـل دائماً لنفكر في كيفية تـأثيـر الاتجاه المتغير لأشعة الشمس على مظهر هذه المواضيع .
تجدر الاشارة إلى ان اشعـة السماء عادة ما تكون أكثر شحوباً بعد الظهر ، خصوصا فـوق تلك المدن ، حيث النشاطات النهارية تثير غباراً وجزيئات أخرى في الجو معنى هذا ان ضوء بعد الظهر هو اكثر حرارة على وجـه العموم من ضوء فترات اخرى من النهار . والضباب ينغم الألوان في المسافات البعيـدة ، كمـا باستطاعة هذا البعد الهوائي ان يبرز مقيـاس مـنـاظر المـدينـة والمناظر الطبيعية .
- الغروب :
نصل إلى نهاية النهار لنجـد الأشعة الشمسية وقد تحولت الى اللون الأصفر الذهبي ثـانيـة ،
مثلما كانت عند الفجر ، على انه بسبب الضباب الهوائي ، من المحتمل للون ان يكون حتى اكثر احمراراً مما كان عليه فجـراً ، كما انه سينتشر على منطقة اوسع من السماء ، وفي الأيام الصـافـيـة تماماً ، قد يكون هذا التأثير مخيباً للأمـال ـ ذلك ان حالات الغروب الامتع للعين هي تلك التي تتميز بوجود بعض الغيوم التي تؤثر على طبيـعـة إنعـكـاس اشعـة الشمس .
على القراءات الضوئية هنا أن تؤخذ من الغيوم الأكثر بريقاً . بدلا من الشمس بحد ذاتها ، إلا ان التغييرات البسيطة في التعريض الضوئي تستـطيـع التسبب بفروقات ملحوظة تطرا على التأثير النهائي ، من الصعب تصوير الغروب بشكل سيء . إذا شاهدنا غروباً ممتعاً للنظر بشكل مميز ، يمكن أخـذ عـدة لقطات بتعريضات ضوئية مختلفة وسنجد أنها ستكـون مـرضية بطريقتها الخاصة .
إذا كـان ضـوء الصبـاح من النوع الذي يـحـسـن الصـور الوجهية ، فضوء ما بعد الظهر أو ضـوء الغـروب يعملان على تحسين هـذه الصور أكـثـر فالتدرجات اللونية الذهبية في البـشـرة ، والألوان الغنية ، والسماوات ذات اللون الأزرق العميق المتضارب في الخلفية تتيح الحصول عليها جميعها وغالباً ما يكون الموضوع قادراً على مواجهة الشمس مباشرة في سبيل تحقيق إضاءة ضعيفة ولكنها كاشفة . ذلك ان الاشع الشمسية وقت الغروب يضعفها الضباب الجوي بحيث لا تجبر المـوضـوع على زم عينيـه كمـا يحدث صباحاً .
- الغسق :
بعد هبوط الشمس تحـت الأفق تكـون للنـور المـتبـقي والصادر عن السماء حرارة لونية كبيرة جداً . وفي نـاحيـة أفق الغروب ، عادة ما تخلف بعض الآثار الحمراء والقرنفلية الأخـذة إلى الزوال بـسـرعـة ، إلا ان الألوان تـكـون بنفسجية وزرقاء . هذا ولا نحتـاج هنا إلى محاولة تصحيح الحرارة اللونية بالمرشحات في هذا الوقت من اليوم ذلك ان الضوء يـتـبـدل بسرعة كبيرة جداً من نـاحـيـة اللون والشدة ، حتى اننـا رغم استعمـال عـداد بـاهـظ الثمن للحرارة اللونية ، فالاحتمال عدم التمكن من تحويل قراءاته إلى رزمة مرشحـات تصحيحية قبـل تبدل الضوء .
لكن بـوجـود ركيزة ثـلاثية الأرجل مع فيلم وإمكانية العمل بسرعة ، يمكننا في هذا الوقت من النهار ان نصنع للأبنية والمدن صوراً تلتقط الانطباع الليلي بفعالية مميزة إذ يبقى هناك مقدار من الضوء في السماء يكفي للكشف على اشكال الأبنية ، إلا ان الأضواء الداخلية المتوهجة
من خلال النوافذ تعطي الصـور احساساً بمشاعر الوقت الليلي .
على ان الفترة التي يحدث فيها للضوء المنعكس من السماء أن يتوازن مع الضوء المنبعث من النوافذ فقصيـرة . لذلك علينـا تجهيز الكاميرا مسبقاً ، والعمل بفيلم تـانـغـسـتـن لإبـراز زرقـة السماء ، ثم نصنع اكبر قدر ممكن من التعريضات الضوئية قبـل زوال كل أثر لضوء النهار .
تعليق