مترو غزة" رحلة متخيلة بقيادة فرنسية من جنين إلى غزة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مترو غزة" رحلة متخيلة بقيادة فرنسية من جنين إلى غزة

    مترو غزة" رحلة متخيلة بقيادة فرنسية من جنين إلى غزة


    عمل تجريبي يستلهم أسلوب صمويل بيكيت ويفتن الجمهور الفلسطيني.

    انشرWhatsAppTwitterFacebook

    كسر كل القواعد في العمل المسرحي

    يبقى الفن المسرحي على علاقة شديدة العمق بالواقع، إذ حتى في تجريبيته وخياليته يتقاطع مع بيئته ومحيطه وخفايا الحياة، لا ليعيد تجسيدها خياليا أو جماليا، وإنما ليكشف زواياها الخفية، ويستخرج منها الإنسان وما يحياه. وهكذا كانت مسرحية “مترو غزة” التي تتناول حياة فلسطينيي غزة، وما يعانونه بقالب فني مختلف.

    رام الله (الضفة الغربية) – بعد نحو عشر سنوات على إنتاج الفنان الفلسطيني محمد أبوسل للعمل التركيبي متعدد الوسائط “مترو غزة” الذي طرح من خلاله حلولا لحركة النقل في قطاع غزة، يشكل هذا العمل اليوم أساسا لعرض مسرحي من إخراج فرنسي وتمثيل فلسطيني.

    وكان أبوسل قد صمم عمله الفني آنذاك على أسس علمية بعد عملية بحث طويلة كان الهدف منها طرح إمكانية إنشاء شبكات قطارات تحت الأرض تصل الضفة الغربية بقطاع غزة وتصل مدن القطاع ببعضها البعض.
    بين واقع وحلم


    قال الفرنسي هيرفي لواشمول مخرج المسرحية التي حملت ذات الاسم “مترو غزة” بعد عرضها الأحد على مسرح القصبة في رام الله “بدت الفكرة كأنها مزحة أن تحوّل عملا فنيا إلى مسرحية”.

    وأضاف في حديث لرويترز “عرض العمل الفني كان في العام 2012 في المعهد الفرنسي، وبدأت بعد ذلك بورش عمل في قطاع غزة مع طلاب وممثلين شباب، لكني اعتقدت أنه من المستحيل أن ننجح في عمل مسرحية مبنية على العمل الفني”.


    المسرحية تقدم حكايات واقعية لسكان قطاع غزة وما يعيشونه أثناء الحرب المتكررة خلال السنوات الماضية


    وتابع قائلا “بعد مرور سنوات تذكرت عمل محمد أبوسل وبدأت أتخيل بعض الأشياء، وأعتقد أن الحلم أداة سياسية لتذكير العالم بطريقة مختلفة، فالحلم نوع من محاولات التغيير”.

    يبدأ العرض المسرحي بحلم فتاة كانت نائمة على مقاعد تشبه مقاعد القطار أخذها المترو من جنين إلى غزة لتبدأ من هناك أحداث المسرحية.

    واختار المخرج ألا يتجاوز ديكور المسرحية تلك المقاعد وخلفية بيضاء بدت في بعض الأحيان كأنها جدار وفي أحيان أخرى كانت تظهر عليها مقاطع فيديو لأحداث حقيقية شهدها قطاع غزة من قصف وتدمير على وقع مؤثرات صوتية.

    وجاءت نصوص المسرحية التي كتبتها خولة إبراهيم إلى جانب المخرج كأنها حكايات واقعية لسكان قطاع غزة وما يعيشونه أثناء الحرب المتكررة خلال السنوات الماضية.

    وقال لواشمول “صحيح أننا قدمنا في المسرحية الاحتلال والاستيطان الذي يعاني منه الفلسطينيون لكننا أيضا كشفنا أن للفلسطينيين أحلامهم وتخيلاتهم بأن يكون لديهم شيء مختلف في فلسطين”.

    واشتملت المسرحية التي أنتجها مسرح الحرية في مدينة جنين وشارك في أدائها كل من شادن سليم وأحمد الطوباسي وياسمين شلالدة على بعض أعمال الخفة إضافة إلى المزج بين ما بدا أنه خروج عن النص المسرحي في حين أنه كان جزءا منه ومن ذلك الخلاف بين الممثلين حول الحلم.

    وقال الممثل أحمد الطوباسي الذي أدى دور صاحب الحلم بأن يكون هناك مترو في قطاع غزة “دائما في مسرح الحرية نبحث عن طرق وأساليب جديدة نخاطب عبرها الجمهور، هذه المرة كان التعاون مع المخرج الفرنسي هيرفي”. وأضاف بعد العرض “قدمنا المسرحية بطريقة عمل مسرح بيكيت المبني على طرح القصص بأسلوب تجريبي في مكان متخيل”.

    وأوضح أن “اختيار غزة لأنها أصبحت بالنسبة إلينا عالما آخر، هم لا يقدرون على زيارتنا ولا نحن قادرون على الذهاب إليهم إلا في حالات خاصة”. ويحتاج التنقل بين الضفة الغربية وقطاع غزة إلى الحصول على تصاريح خاصة من إسرائيل والتي عادة لا تعطى إلا في حالات خاصة خلال الأعياد أو لأغراض العلاج.
    كسر القواعد



    البحث عن أساليب جديدة


    أشار الطوباسي إلى أن المسرحية التي بدأ الإعداد لها منذ عام 2020 تأخر عرضها بسبب جائحة كورونا كما كان لمشكلة التمويل دور في تعطل العمل كذلك. وقال “لكننا بدعم من عدد من المؤسسات نجحنا في إنتاج هذا العمل المسرحي واليوم يرى النور على خشبة المسرح”.

    وعلى مدى 65 دقيقة كان تفاعل الجمهور مؤشر واضح على نجاح العرض حيث كانت تتعالى ضحكاته خلال بعض المواقف، إذ حاول الممثلون إبراز طاقاتهم الفردية واستخدام لغة الجسد في أكثر من موقف.

    وعلق الكاتب والناقد المسرحي تحسين يقين على العرض قائلا “من الجيد أن يعرض في فلسطين مسرح تجريبي كما هو سائد في أوروبا اليوم، والذي يعتمد على تكسير كل القواعد في العمل المسرحي”. وأضاف “مضمون المسرحية، الحلم الفلسطيني، هو شيء معقد وبسيط استدعى هذا الشكل الفني”.

    وأوضح أنه عند الحديث عن الحلم كانت اللعبة الحركية على المسرح لعبة حالمة بدليل أن الممثلة كانت نائمة واستفاقت، لذلك “إذا أردنا مطابقة الشكل للمضمون فقد نجح العمل في جعل المتلقي الفلسطيني يرى الحلم على المسرح”.

    انشرWhatsAppTwitterFacebook

    علي صواف
يعمل...
X