المسرح البصري خطوة فنية جديدة إلى فضاءات عصرية
فن عربي يمتلك طاقات كبيرة يوحد بين شرائح الجمهور بلغة واحدة.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
مسرح يستغل طاقات الضوء
لا يتوقف فن المسرح عن تقديم المبتكر والجديد، فمنذ القدم ظهر في التاريخ البشري في المعابد والمسارح الحجرية وغيرها ليقدم القصص التراجيدية والكوميدية التي تحاكي هموم الناس وأحلامهم. وفي العصر الحديث يقدم المسرح أشكالا جديدة فيها عناصر مبهرة تعتمد لغة الضوء والجسد. ومنها المسرح البصري الذي يعتبر شكلا مسرحيا جديدا يفتح آفاقا جديدة. وقد ظهر في سوريا من خلال تجارب مميزة.
“ليس المهم كيف يتحرك الناس، بل المهم هو ما يحركهم” هكذا عبرت الراقصة الألمانية الشهيرة بينا باوش عن العلاقة بين فن حركة المشخص أو الراقص على المسرح وبين الجمهور. وفي مسار تطور المسرح وطرق الكتابة له والإخراج فيه تبدلت النظرة إليه.
الحوار المسرحي الذي يقدم أفكار المسرحية للمتلقي قد لا يكون هو المنبر الوحيد الذي يمكن المبدعين من التواصل والتفاعل مع الجمهور، بل يمكن لهم أن يحققوا ذلك من خلال لغة الجسد والإيماءات التي تقدم أو من خلال فن الرقص الذي يمتلك خاصتي الجسد والموسيقى بايقاعاتها المختلفة، ولا شك أنه ستكون للضوء مكانة كبرى في ذلك، فالضوء يمكن أن يوجد في العرض المسرحي الكثير من المعاني والأفكار وفق ما يعده ويصممه له مخرج العرض ومصمم الإضاءة من حيث استخدام عدد الألوان وشدتها وتباينها وغير ذلك من التفاصيل.
عروض بصرية
فكرة عرض "السلام" أن قاع البحر هو أبعد نقطة عن سطح الأرض، ورغم ذلك فهو مكان بحاجة إلى السلام والأمان
فن المسرح الراقص ظهر في أميركا وأوروبا مواكبا لتطور فن السينما في بداياته، وعرف تطورا كبيرا فيهما قبل أن ينتشر في شتى أنحاء العالم ويتشعب إلى العديد من التجارب والأشكال المختلفة حسب الثقافات والبيئة المحيطة به.
عربيا لم يكن لفن المسرح الراقص وجود كبير واضح، وربما كانت أولى التجارب العربية فرقة “كركلا” في لبنان التي أسسها الكريوغراف عبدالحليم كركلا، ومنها خرج الكريوغراف جهاد مفلح، والذي أسس لاحقا فرقة إنانا التي أوجدت هذا الفن في سوريا، وحققت نجاحات عربية ودولية كبرى.
ويعتبر الفنان بسام حميدي من أوائل من قدموا تجارب مسرحية في فن المسرح البصري، وهو الذي عمل مصمما للإضاءة في مسارح سوريا ومن ثم في الدراما التلفزيونية السورية، ومن خلال رحلته تلك امتلك ناصية الفن البصري وكيفية تقديمه في عمل مسرحي متكامل.
وقدم حميدي أولى تجاربه في هذا الفن من خلال مسرحية “ضوء القمر” التي طرح فيها بعضا من الأحداث التي جرت في سوريا أثناء الحرب. ولاقت المسرحية الكثير من النجاح وتمسك الجمهور بها كشكل فني جديد يعتمد لغة العصر باستخدام المشهدية البصرية بألوانها الحيوية وحركتها السريعة طريقا للوصول إلى شريحة الجمهور، خاصة لدى الشباب والأطفال. وقدم لاحقا عرض “المنديل”، الذي حقق به خطوة أكبر إلى الأمام في هذا النمط المسرحي. ومن خلال هذا العرض رسخ مكانته كمخرج للمسرح البصري في سوريا يعتمد لغة العصر في تصميم أعماله.
وقدم عرض “المنديل” في العراق ومصر والأردن وتونس، وجاء في ورقة نقدية عنه قدمت في الدورة الثالثة لمهرجان بغداد الدولي للمسرح أن “المخرج عمل بشكل رائع على الإضاءة والتقنيات الضوئية التي أبهرت المتلقي من خلال رسم البقع المختلفة من الظلال على خشبة المسرح كتجسيد لما هو قائم في الخلفية بشكل رائع ومنسجم أعطت إحساسا للمشاهد بحقيقة الصور الغرافيكية على المسرح، وضمنت له حضورا دراميا فاعلا من خلال رسم طقس المشاهد ومساعدة الممثل لتجسيد ردود الأفعال المتباينة لكل مشهد من مشاهد هذه السيمفونية الدرامية”.
“السلام” كان العرض الأحدث الذي قدمه بسام حميدي في تجربة المسرح البصري، حيث قدمه أواخر شهر نوفمبر المنقضي في دار الأسد للثقافة والفنون “أوبرا دمشق” وهو عرض تضافرت لتقديمه جهود العديد من الجهات. وكان ثمرة تعاون بين أكاديمية سوريانا التي أسست عام 2017 من قبل فادي بهلوان وديانا درويش وحققت حضورا في المشهد الفني السوري وتعنى بتعليم فنون الرقص المعاصر والباليه والأكروبات والأداء التمثيلي والجمباز، وبين الفنان بسام حميدي الذي قدم الرؤية البصرية للعرض.
رؤية للمستقبل
الاعتماد على لغة الجسد
يقول بسام حميدي عن تجربته في عرض السلام “الأطفال هم أسمى ما نملك، هذه وجهة نظر جمعتني مع مدربة الرقص في أكاديمية سوريانا ديانا درويش. اتفقنا على تقديم شيء لهم يخاطب وجدانهم وعقولهم معا. فكرنا بتقديم شيء عن الصراع بين الخير والشر وانتصار الخير في النهاية، بدأنا الفكرة بأن نصنع كل المشاهد وليس واحدا فحسب، كانت الفكرة بأن نستخدم أجواء البحر، اخترنا قاع البحر لأنه بعيد عن سطح الأرض، والفكرة أن قاع البحر هو أبعد نقطة عن سطح الأرض، ورغم ذلك فهو مكان بحاجة إلى السلام، فأي مخلوق سواء كان الإنسان أو الحيوان وحتى النبات فهو بحاجة إلى السلام والأمان”.
ويضيف “بدأنا بتصميم اللوحات المتعلقة بالأفكار التي سنقدمها، وبدأنا بوضع لوحات توضح أفكارنا، فوضعت فرضيات تتعلق بصناعة البيئة البصرية المتعلقة بوجود الأسماك ومواضع الجمال في البحر. ففي هذا الوسط البحري الجميل هنالك ملكة تمثل الخير، التي تحيط بها مواطن الجمال، وهدفت إلى الدمج بين السينما والمسرح على مستوى الإسقاط والأبعاد، فصورت الراقصين في الهواء وظهروا كأنهم يسبحون في الماء”.
ويتابع حميدي “على الجانب الآخر هنالك ملكة تسيطر على قوى الشر وتحاول حثهم على الفعل الشرير. واخترت لها اللونين الأسود والأحمر، وبينت كيف دخلوا إلى مملكة الخير الجميلة لتخريب المكان الذي كان مليئا بالجمال وحولوه إلى مكان دموي. فظهرت أسماك لها شكل جميل خارجيا لكنها في الحقيقة مخيفة، وفي النهاية دمجنا بين الخير والشر من خلال الرقص، وبيّنا كيف استطاع الخير إقناع الشر بأن يكونا معا فريقا واحدا يتشاركان في الحياة والمستقبل. كانت الرسالة أن الأطفال بحاجة إلى الكبار والكبار بحاجة إلى الصغار والكل بحاجة إلى السلام، الأجيال التي نعدها للغد هي التي سوف تصنع السلام الذي تحتاجه البشرية كلها، العرض يقدم أفكارا وقيما عليا لكي نصنع من خلالهم أفكارا تنفع للمستقبل”.
يرى حميدي أن المسرح البصري فن عربي جديد ما زال يمتلك طاقات كامنة يمكنها أن تقدم مزيدا من التشويق. ويقول عن جولته العربية في عرض “المنديل” والآفاق التي يمكن أن تترتب عليه “العمل المسرحي البصري ‘المنديل’ أصاب نجاحا كبيرا في سوريا وخارجها، خاصة لدى شريحة الأطفال الذين وجدوا فيه عناصر بصرية معاصرة ومعاشة يوميا، واندمجوا فيه بخيالاتهم وصار نمطا مسرحيا محببا لهم، والذي يمكنهم من فهم المسرح بطريقة مختلفة”.
المسرح البصري فن عربي جديد ما زال يمتلك طاقات كامنة يمكنها أن تقدم مزيدا من التشويق والأعمال اللافتة
ويتابع “ظهور شخصية حالمة مثلا يمكن أن يتم التفاعل معها من خلال إظهار ذلك الحلم ضوئيا على المنصة. المسرح البصري تقنيا عملية متعبة جدا لأنها تتطلب تضافر جهود عدد من المبدعين يعملون بروح واحدة. وهي تجربة نجحت في سوريا وكذلك عربيا، المنديل شارك في العديد من المهرجانات والندوات العربية التي طلبت بقوة بترسيخ هذا الشكل المسرحي والصعوبة فيه تكمن في ضرورة إيجاد توافق بين الصوت والصورة والحركة، ووضع موازين بالغة الدقة بينها، بحيث أن أي خلل في أحدها سوف يشوه الصورة الكاملة للعرض، لكن النتيجة التي تصل إليها في حال النجاح ستكون جميلة وأخاذة”.
ويواصل حميدي “الدليل على قوتها أن عرضنا سافر إلى خمس دول والأمور ما زالت تسير بنجاح إلى الأمام. والعالم العربي يتوسع بتنشيط وجود هذا الفن المسرحي، فبعد عرض ‘المنديل’ دعيت إلى الكويت والعراق لتنفيذ ورشات عمل للحديث عن العرض وفن المسرح البصري عموما، وهذا ما سنقوم به مستقبلا بالتوازي مع تحضيرات عرضي المسرحي الجديد الذي يحمل عنوان علاء الدين والمصباح السحري”.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
نضال قوشحة
كاتب سوري
فن عربي يمتلك طاقات كبيرة يوحد بين شرائح الجمهور بلغة واحدة.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
مسرح يستغل طاقات الضوء
لا يتوقف فن المسرح عن تقديم المبتكر والجديد، فمنذ القدم ظهر في التاريخ البشري في المعابد والمسارح الحجرية وغيرها ليقدم القصص التراجيدية والكوميدية التي تحاكي هموم الناس وأحلامهم. وفي العصر الحديث يقدم المسرح أشكالا جديدة فيها عناصر مبهرة تعتمد لغة الضوء والجسد. ومنها المسرح البصري الذي يعتبر شكلا مسرحيا جديدا يفتح آفاقا جديدة. وقد ظهر في سوريا من خلال تجارب مميزة.
“ليس المهم كيف يتحرك الناس، بل المهم هو ما يحركهم” هكذا عبرت الراقصة الألمانية الشهيرة بينا باوش عن العلاقة بين فن حركة المشخص أو الراقص على المسرح وبين الجمهور. وفي مسار تطور المسرح وطرق الكتابة له والإخراج فيه تبدلت النظرة إليه.
الحوار المسرحي الذي يقدم أفكار المسرحية للمتلقي قد لا يكون هو المنبر الوحيد الذي يمكن المبدعين من التواصل والتفاعل مع الجمهور، بل يمكن لهم أن يحققوا ذلك من خلال لغة الجسد والإيماءات التي تقدم أو من خلال فن الرقص الذي يمتلك خاصتي الجسد والموسيقى بايقاعاتها المختلفة، ولا شك أنه ستكون للضوء مكانة كبرى في ذلك، فالضوء يمكن أن يوجد في العرض المسرحي الكثير من المعاني والأفكار وفق ما يعده ويصممه له مخرج العرض ومصمم الإضاءة من حيث استخدام عدد الألوان وشدتها وتباينها وغير ذلك من التفاصيل.
عروض بصرية
فكرة عرض "السلام" أن قاع البحر هو أبعد نقطة عن سطح الأرض، ورغم ذلك فهو مكان بحاجة إلى السلام والأمان
فن المسرح الراقص ظهر في أميركا وأوروبا مواكبا لتطور فن السينما في بداياته، وعرف تطورا كبيرا فيهما قبل أن ينتشر في شتى أنحاء العالم ويتشعب إلى العديد من التجارب والأشكال المختلفة حسب الثقافات والبيئة المحيطة به.
عربيا لم يكن لفن المسرح الراقص وجود كبير واضح، وربما كانت أولى التجارب العربية فرقة “كركلا” في لبنان التي أسسها الكريوغراف عبدالحليم كركلا، ومنها خرج الكريوغراف جهاد مفلح، والذي أسس لاحقا فرقة إنانا التي أوجدت هذا الفن في سوريا، وحققت نجاحات عربية ودولية كبرى.
ويعتبر الفنان بسام حميدي من أوائل من قدموا تجارب مسرحية في فن المسرح البصري، وهو الذي عمل مصمما للإضاءة في مسارح سوريا ومن ثم في الدراما التلفزيونية السورية، ومن خلال رحلته تلك امتلك ناصية الفن البصري وكيفية تقديمه في عمل مسرحي متكامل.
وقدم حميدي أولى تجاربه في هذا الفن من خلال مسرحية “ضوء القمر” التي طرح فيها بعضا من الأحداث التي جرت في سوريا أثناء الحرب. ولاقت المسرحية الكثير من النجاح وتمسك الجمهور بها كشكل فني جديد يعتمد لغة العصر باستخدام المشهدية البصرية بألوانها الحيوية وحركتها السريعة طريقا للوصول إلى شريحة الجمهور، خاصة لدى الشباب والأطفال. وقدم لاحقا عرض “المنديل”، الذي حقق به خطوة أكبر إلى الأمام في هذا النمط المسرحي. ومن خلال هذا العرض رسخ مكانته كمخرج للمسرح البصري في سوريا يعتمد لغة العصر في تصميم أعماله.
وقدم عرض “المنديل” في العراق ومصر والأردن وتونس، وجاء في ورقة نقدية عنه قدمت في الدورة الثالثة لمهرجان بغداد الدولي للمسرح أن “المخرج عمل بشكل رائع على الإضاءة والتقنيات الضوئية التي أبهرت المتلقي من خلال رسم البقع المختلفة من الظلال على خشبة المسرح كتجسيد لما هو قائم في الخلفية بشكل رائع ومنسجم أعطت إحساسا للمشاهد بحقيقة الصور الغرافيكية على المسرح، وضمنت له حضورا دراميا فاعلا من خلال رسم طقس المشاهد ومساعدة الممثل لتجسيد ردود الأفعال المتباينة لكل مشهد من مشاهد هذه السيمفونية الدرامية”.
“السلام” كان العرض الأحدث الذي قدمه بسام حميدي في تجربة المسرح البصري، حيث قدمه أواخر شهر نوفمبر المنقضي في دار الأسد للثقافة والفنون “أوبرا دمشق” وهو عرض تضافرت لتقديمه جهود العديد من الجهات. وكان ثمرة تعاون بين أكاديمية سوريانا التي أسست عام 2017 من قبل فادي بهلوان وديانا درويش وحققت حضورا في المشهد الفني السوري وتعنى بتعليم فنون الرقص المعاصر والباليه والأكروبات والأداء التمثيلي والجمباز، وبين الفنان بسام حميدي الذي قدم الرؤية البصرية للعرض.
رؤية للمستقبل
الاعتماد على لغة الجسد
يقول بسام حميدي عن تجربته في عرض السلام “الأطفال هم أسمى ما نملك، هذه وجهة نظر جمعتني مع مدربة الرقص في أكاديمية سوريانا ديانا درويش. اتفقنا على تقديم شيء لهم يخاطب وجدانهم وعقولهم معا. فكرنا بتقديم شيء عن الصراع بين الخير والشر وانتصار الخير في النهاية، بدأنا الفكرة بأن نصنع كل المشاهد وليس واحدا فحسب، كانت الفكرة بأن نستخدم أجواء البحر، اخترنا قاع البحر لأنه بعيد عن سطح الأرض، والفكرة أن قاع البحر هو أبعد نقطة عن سطح الأرض، ورغم ذلك فهو مكان بحاجة إلى السلام، فأي مخلوق سواء كان الإنسان أو الحيوان وحتى النبات فهو بحاجة إلى السلام والأمان”.
ويضيف “بدأنا بتصميم اللوحات المتعلقة بالأفكار التي سنقدمها، وبدأنا بوضع لوحات توضح أفكارنا، فوضعت فرضيات تتعلق بصناعة البيئة البصرية المتعلقة بوجود الأسماك ومواضع الجمال في البحر. ففي هذا الوسط البحري الجميل هنالك ملكة تمثل الخير، التي تحيط بها مواطن الجمال، وهدفت إلى الدمج بين السينما والمسرح على مستوى الإسقاط والأبعاد، فصورت الراقصين في الهواء وظهروا كأنهم يسبحون في الماء”.
ويتابع حميدي “على الجانب الآخر هنالك ملكة تسيطر على قوى الشر وتحاول حثهم على الفعل الشرير. واخترت لها اللونين الأسود والأحمر، وبينت كيف دخلوا إلى مملكة الخير الجميلة لتخريب المكان الذي كان مليئا بالجمال وحولوه إلى مكان دموي. فظهرت أسماك لها شكل جميل خارجيا لكنها في الحقيقة مخيفة، وفي النهاية دمجنا بين الخير والشر من خلال الرقص، وبيّنا كيف استطاع الخير إقناع الشر بأن يكونا معا فريقا واحدا يتشاركان في الحياة والمستقبل. كانت الرسالة أن الأطفال بحاجة إلى الكبار والكبار بحاجة إلى الصغار والكل بحاجة إلى السلام، الأجيال التي نعدها للغد هي التي سوف تصنع السلام الذي تحتاجه البشرية كلها، العرض يقدم أفكارا وقيما عليا لكي نصنع من خلالهم أفكارا تنفع للمستقبل”.
يرى حميدي أن المسرح البصري فن عربي جديد ما زال يمتلك طاقات كامنة يمكنها أن تقدم مزيدا من التشويق. ويقول عن جولته العربية في عرض “المنديل” والآفاق التي يمكن أن تترتب عليه “العمل المسرحي البصري ‘المنديل’ أصاب نجاحا كبيرا في سوريا وخارجها، خاصة لدى شريحة الأطفال الذين وجدوا فيه عناصر بصرية معاصرة ومعاشة يوميا، واندمجوا فيه بخيالاتهم وصار نمطا مسرحيا محببا لهم، والذي يمكنهم من فهم المسرح بطريقة مختلفة”.
المسرح البصري فن عربي جديد ما زال يمتلك طاقات كامنة يمكنها أن تقدم مزيدا من التشويق والأعمال اللافتة
ويتابع “ظهور شخصية حالمة مثلا يمكن أن يتم التفاعل معها من خلال إظهار ذلك الحلم ضوئيا على المنصة. المسرح البصري تقنيا عملية متعبة جدا لأنها تتطلب تضافر جهود عدد من المبدعين يعملون بروح واحدة. وهي تجربة نجحت في سوريا وكذلك عربيا، المنديل شارك في العديد من المهرجانات والندوات العربية التي طلبت بقوة بترسيخ هذا الشكل المسرحي والصعوبة فيه تكمن في ضرورة إيجاد توافق بين الصوت والصورة والحركة، ووضع موازين بالغة الدقة بينها، بحيث أن أي خلل في أحدها سوف يشوه الصورة الكاملة للعرض، لكن النتيجة التي تصل إليها في حال النجاح ستكون جميلة وأخاذة”.
ويواصل حميدي “الدليل على قوتها أن عرضنا سافر إلى خمس دول والأمور ما زالت تسير بنجاح إلى الأمام. والعالم العربي يتوسع بتنشيط وجود هذا الفن المسرحي، فبعد عرض ‘المنديل’ دعيت إلى الكويت والعراق لتنفيذ ورشات عمل للحديث عن العرض وفن المسرح البصري عموما، وهذا ما سنقوم به مستقبلا بالتوازي مع تحضيرات عرضي المسرحي الجديد الذي يحمل عنوان علاء الدين والمصباح السحري”.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
نضال قوشحة
كاتب سوري