جليلة بنت سيف الفهدي: المسرح سيمهد الطريق للسينما في عمان
عمان تستعد لافتتاح مسرحها الوطني لضم كل الفرق.
الأربعاء 2023/03/29
انشرWhatsAppTwitterFacebook
المسرح جاء به الشباب
يتمتع المسرح في سلطنة عمان بثراء ملامحه وخصوصياته وفرادة معالجاته لقضاياه التي تتخذ من البعد الإنساني محورا سواء منها ما ارتبط بالمجتمع المحلي أو الخليجي أو العربي، هذه المعالجات التي تشتغل على الكثير من التاريخ والتراث الشعبي العماني وتستلهمهما في مناقشة قضايا الواقع على اختلافها. ولتبين خصوصيات هذا المسرح كان لـ”العرب” هذا الحوار مع الناقدة العمانية المسرحية جليلة بنت سيف الفهدي.
اكتسب المسرح العماني حضورا متميزا في المهرجانات المسرحية العربية وحصد العديد من الجوائز تأليفا وإخراجا وتميثلا وسينوغرافيا. وفي هذا الحوار مع الناقدة المسرحية جليلة بنت سيف الفهدي، مديرة دائرة المسرح والسينما بوزارة الثقافة والرياضة والشباب، نكتشف تطورات المسرح العماني الأهلي والرسمي وانشغالاته.
بداية تؤكد الفهدي أن المسرح العماني بشكل خاص والمسرح الخليجي يحظى بجماهيرية كبيرة، فهنالك جماهير تعشق المسرح ومتذوقة للقضايا المطروحة في العروض المسرحية العمانية والخليجية، كما أن للمسرح العماني بشكل خاص حضورا دوليا وعربيا، إذ يتميز بعروضه التي تلامس المجتمعات بمختلف ثقافاتها، كما أن للعروض المسرحية الشعبية والعروض التي تحاكي الموروثات العمانية بشكل خاص والخليجية بشكل عام وقعا كبيرا على الجمهور سواء على الصعيد المحلي أو الإقليمي أو الدولي والعربي.
توضح الفهدي "توجد لدينا العديد من العروض المسرحية التي يكون طابعها والمواضيع التي تطرحها من الموروثات الشعبية والفنون التي تتميز بها كل محافظة من محافظات السلطنة، كما تمت إقامة مهرجان المسرح الشعبي وقد توقف بسبب الدعم لأن المهرجان نفذ عن طريق الجمعية العمانية للمسرح آنذاك بالتعاون مع وزارة التراث والثقافة، كما توقف أيضا بسبب دمج الجمعية العمانية للمسرح مع الجمعية العمانية للسينما وأصبحت الجمعيتان جمعية واحدة تابعة لوزارة التنمية الاجتماعية وليست للجهة المعنية وهي وزارة الثقافة والرياضة والشباب".
وتتابع "يوجد مهرجان المسرح العماني وهو المهرجان الذي تقوم بتنفيذه وزارة الثقافة والرياضة والشباب، كما توجد هناك مسابقة الأندية للإبداع الثقافي وتقوم بتنفيذها الوزارة، ومن ضمن فعاليات المسابقة عروض مسرحية تتنافس بها الأندية من خلال نوعية العروض المقدمة، فلكل دروة من دورات المسابقة يكون هناك نوع مختلف من حيث العروض التي يتم تقديمها في هذه المسابقة مثال عروض مسرحية منودرامية، أو ديرودرامية أو عروض مسرح العلبة، كما يوجد هناك مهرجان ليالي مسقط المستحدث وتنفذه بلدية مسقط بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية، وهناك أسابيع ثقافية ويقوم بها النادي الثقافي".
مسرح الشباب
◙ أجيال مبدعة زادها الخبرة على الخشبة
أما على المستوى النقدي فتقول "توجد لدينا حركة نقدية قوية، وأثناء إقامة المهرجانات سواء مهرجانات الفرق المسرحية والمهرجانات التي تقوم بتنفيذها الوزارة، تساعد الجلسات التي تقام في تقويم العروض المسرحية وتجويدها، كما تنظم الوزارة ورشات للنقد المسرحي ويكون هناك نتاج لمثل هذه الورش".
تأخذنا الفهدي إلى بدايات المشهد المسرحي في سلطنة عمان حيث تقول “تعود البدايات الأولى للمسرح في عمان مع ظهور التعليم النظامي، وكذلك الممارسات المسرحية داخل الأندية الرياضية، ضمت عناصر عايشت التجارب المسرحية في بعض دول الخليج العربي، إلى أن جاء مسرح الشباب عام 1980 ليحتضن هذا الفن الجميل، تلا ذلك ظهور فرق لمسارح الشباب في مختلف محافظات ومناطق السلطنة وأيضا فرق مسرحية أهلية، كذلك كان هنالك دور بارز للمسرح الجامعي، كل هذا ساعد على نهوض وتطوير المسرح في عمان".
وتضيف "عند حديثنا عن المسرح في الأندية، لا بد لنا من وقفة عند مسرح النادي الأهلي، لأنه يمثل النموذج المثالي للتجربة المسرحية في أندية السلطنة، ومن ثم يأتي نادي عمان الذي ازدهر فيه النشاط المسرحي في فترة السبعينات، ولا نغفل ذكر التجارب المتفرقة في أندية السلطنة الأخرى سواء في العاصمة مسقط أو في محافظات ومناطق السلطنة الأخرى".
وتؤكد أن مسرح النادي الأهلي قد ساهم في نشر الوعي المسرحي، كما استطاع أن يعرض 28 مسرحية قصيرة ـ إسكتش ـ خلال 6 سنوات وهي عمر المسرح في ذلك النادي من عام 1970 وحتى عام 1976. أما مسرح نادي عمان فيعتبر من أول الأندية التي قدمت العروض المسرحية، والتي كانت بمثابة مشاهد كوميدية بسيطة تعالج بعض القضايا الاجتماعية، ولا شك أن الممثلين في هذه العروض كانوا من أبناء عمان، ولكن للأسف لم تسجل هذه العروض في سجلات النادي. ولهذا لم نستطع التوصل إلى طبيعة المسرحيات التي كانت تعرض على خشبته، إضافة إلى عدم الاستدلال على أصل هذه المسرحيات.
◙ سلطنة عمان تولي اهتماما خاصا بالمسرح وهي بصدد إعداد دراسة شاملة عن أوضاع الفرق الأهلية لإعادة صياغة عملها
وحول ما يمكن أن يقال عنه مسرح الدولة، تقول “تأسست فرقة مسرح الشباب بمسقط عام 1980 برعاية وزارة الإعلام والشباب آنذاك كأول فرقة مسرحية رسمية في السلطنة مدعومة من قبل جهة حكومية. وضمت الفرقة لفيفا من الشباب والفتيات العمانيين المتحمسين، بعضهم كان يمارس الفن المسرحي لأول مرة وبعضهم كانت لدية تجارب سابقة في الأندية، منهم الفنانون صالح الفارسي وفخرية العجمي وسعود الدرمكي وطالب البلوشي ومحسن البلوشي وعبدالرزاق المحرمي وسعيد الهاشمي وحمد الحضرمي ومعصومة الذهب، بالإضافة إلى المخرجين محمد الشنفري وعبدالكريم جواد وغيرهم ممن ساهموا في وضع اللبنة الأولى لمسرح الشباب يحدوهم الأمل والرغبة الصادقة في تقديم عروض مسرحية مميزة تسهم في توعية الناس بأهمية المسرح كأداة ثقافية فاعلة، وصولا إلى تكوين تجربة مسرحية قادرة على الارتقاء بمكتسبات العصر الزاهر الذي تعيشه السلطنة”.
لتحقيق ذلك، كما تقول، فقد تم تعيين مصطفى حشيش لتدريب الممثلين وإخراج العروض المسرحية وأيضا منصور مكاوي لتأليف نصوص مسرحية مستوحاة من البيئة العمانية، كما تم إرسال مجموعة من الشباب العمانيين لمصر في دورة تدريبية لدراسة فن التمثيل بالمعهد العالي للفنون المسرحية. وكان أول عمل يقدمه مسرح الشباب “تاجر البندقية” لشكسبير ليكون باكورة أعمال الفرقة، بعدها توالت العروض تباعا بشكل ساعد في ترسيخ تقاليد العمل المسرحي وتكوين كوادر عمانية بارزة في مختلف المجالات المسرحية.
وتشدد الفهدي على أن مسرح الشباب شهد تطورا كبيرا قياسا بعمره الزمني القصير، تمثل ذلك في كمية الأعمال المقدمة وتنوعها وأيضا الجوائز التي تحصلت عليها بعض عروضه المسرحية، خلال مشاركاتها في المهرجانات العربية، حيث قدمت مجموعة من المسرحيات التاريخية المستمدة موضوعاتها من التاريخ العماني العريق كمسرحيات "الوطن"عام 1982 و"الراية" عام 1983، وأيضا مجموعة من المسرحيات الاجتماعية مثل "خيوط العنكبوت" عام 1988، "مليونير بالوهم" عام 1989، و"حلال المشاكل" عام 1990، و"المستمع عاقل والمتكلم.." عام 1993.
كما قدمت مسرحيات تعتمد على الأسطورة والموروث الشعبي مثل “أوبريت الفارس” عام 1990، ومسرحية “الفلج” عام 1992، و”رحلة السفينة سلطانة” عام 1993، ومن المسرحيات التي قدمتها اقتباسا من المسرح العربي مسرحية "أريد أن أفهم" عام 1986، ومسرحية "الجنس اللطيف" عام 1990. وأيضا قدمت من المسرح العالمي بالإضافة إلى مسرحية "تاجر البندقية"، مسرحية "عطيل" عام 1997، ومسرحية "طبيب رغم أنفه" عام 1998 وغيرها.
وحول فرق مسارح الشباب بالمحافظات والمناطق العمانية، توضح الفهدي أن المسرح بشكل عام ظهر في محافظات ومناطق السلطنة بداية عن طريق المدارس، حيث كانت تقدم في المناسبات الاحتفالية بعض المشاهد البسيطة المستمدة من المناهج الدراسية ذات الطابع التربوي التعليمي وتزامن في بعض المناطق ظهور مسارح الأندية إلى جانب المدارس، وإن كان ما يقدم في غاية البساطة ويفتقر إلى التخطيط.
◙ مسرح الشباب والمسرح الجامعي كان لهما الدور البارز في نهوض وتطوير الفن المسرحي في سلطنة عمان
وتضيف "في منتصف الثمانينات قامت إدارات شؤون الشباب آنذاك بتعيين أخصائيين ثقافيين وافدين والاستفادة منهم في تطوير قدرات الشباب لما يملكونه من دراية في الجانب المسرحي، ويعتبر عام 1990 البداية الحقيقية لظهور مسارح الشباب بالمحافظات والمناطق باستثناء فرقة محافظة ظفار والتي بدأت تقدم أعمالها عام 1985، أما باقي الفرق فقد تم تأسيسها إبان احتفالات البلاد بالعيد الوطني العشرين، حيث شاركت أغلب تلك الفرق في المهرجان الفني للشباب ما عدا فرقة محافظة مسندم وفرقة المنطقة الشرقية التي قدمت مسرحية “الهدف” بولاية صور ولم تشارك بها في فعاليات المهرجان بمسقط.
وتذكر الفهدي "من هذه الفرق فرقة مسرح الشباب بظفار التي قدمت حتى الآن ما يزيد عن 25 عرضا، كان أول عروضها المسرحية عام 1985 “الوصية” تأليف وإخراج أحمد عجيبة، وفرقة مسرح الشباب بالداخلية التي تأسست عام 1990 إبان احتفالات السلطنة بالعيد الوطني العشرين، حيث شاركت في المهرجان الفني للشباب بمسرحية “أنت طالق” تلتها بعد ذلك مجموعة من العروض المسرحية بلغت 20 عرضا، ساهمت في خلق قاعدة جماهيرية كبيرة متابعة لكل جديد يقدم مسرحيا. وفرقة مسرح الشباب بالظاهرة تأسست عام 1990 وقدمت 15 عرضا، وكان أول عرض لها في فعاليات المهرجان الفني للشباب والمقام ضمن احتفالات السلطنة بالعيد الوطني العشرين، تلتها أعمال كثيرة نالت رضى واستحسان الجمهور".
وتذكر أيضا فرقة مسرح الشباب بالباطنة التي تأسست عام 1990، وقدمت 15 عرضا نالت استحسان الجمهور، وأحدثت مسرحية “الموال” تأليف وإخراج عبدالله الفارسي نقلة نوعية هائلة في تاريخ عروض الفرقة، حيث إن المؤلف استفاد من الموروث الشعبي بما يحويه من حكايات وأساطير وفنون شعبية. كما خرج بالعرض المسرحي من مكانه التقليدي إلى الفضاء الخارجي ووظف البحر ومكوناته لذلك الغرض. وفرقة مسرح الشباب بالشرقية التي تأسست عام 1990، وقدمت أول عمل مسرحي لها “الهدف” بعدها قدمت "من صبر نال" التي عرضت بمسقط ضمن فعاليات المهرجان الفني لأندية المنطقة الشرقية عام 1991. وفرقة مسرح الشباب بمسندم التي تأسست عام 1993، وقدمت أولى مسرحياتها "بيت أبوهلال" تلتها أعمال مسرحية أخرى.
وتشير إلى أن الفرق المسرحية الأهلية والتي يبلغ عددها سبع عشرة فرقة، ساهمت بشكل كبير في تطور الفن المسرحي في السلطنة. جاءت فكرة تأسيسها تحت إشراف وزارة التراث والثقافة في عقد الثمانينات، وهي فرق جاءت لتواصل مسيرة المسرح العماني ويعول عليها كثيرا في تطوير الحركة المسرحية نحو المزيد من الحرفية والانتشار والتواصل مع الجمهور.
المسرح والسينما
◙ المسرح والسينما يكمّلان بعضهما البعض
بالرجوع إلى تاريخ الفرق المسرحية بالسلطنة، تعتبر فرقة الصحوة لفنون المسرح أول الفرق ظهورا بهذا المسمى، ولم يكن حبرا على ورق، فقدمت مسرحيات عديدة وأهمها “الصحوة الكبرى” وكذلك ” الكنز” و”المفتاح”.
وتتابع الفهدي “لتعاظم رسالة المسرح فقد أولت مختلف الأجهزة الحكومية بالسلطنة جل اهتمامها لتطوير المجال المسرحي، فعملت وزارة التراث والثقافة على تكوين نواة رئيسية لإيجاد مسرح عماني متخصص ومتكامل، الأمر الذي سارع في إنشاء مسرحين مجهزين بمسقط وصلالة خصصا لتدريب الكوادر المسرحية، وكذلك لإقامة العروض للفرق المسرحية. ولتنظيم العمل المسرحي بالسلطنة فقد أصدرت وزارة التراث والثقافة اللوائح المنظمة لإشهار الفرق المسرحية ضمن أهداف ومسارات واضحة، هيأت بذلك لخلق مستوى مسرحي مقنع ومحقق للطموح. وكسبا للمعرفة والاحتكاك، فقد تم إشراك الفرق في المهرجانات والملتقيات الفنية على المستوى المحلي والدولي”.
◙ الفرق المسرحية الأهلية والتي يبلغ عددها سبع عشرة فرقة، ساهمت في تطور الفن المسرحي في السلطنة
وتؤكد أن وزارة الثقافة والرياضة والشباب أولت اهتماما خاصا بالمسرح، وهي بصدد إعداد دراسة شاملة عن أوضاع الفرق الأهلية وكذلك إعادة الصياغة للائحة إشهار الفرق المسرحية بما يتناسب والتطور الهائل، حيث وصل عدد الفرق المسرحية في السلطنة خلال الأعوام من 2016 إلى 2022 “54 فرقة مسرحية أهلية”، وهي كذلك بصدد التعاون مع الجهات الحكومية التي تتعامل مع هذا القطاع لفتح الآفاق وإتاحة الفرص لتقديم أعمال مسرحية جماهيرية ويكون العائد المادي لهذه الفرق.
وترى أن أبرز وأهم التحديات التي يواجهها المسرحيون تتمثل ما يلي: “أولا عدم وجود مسارح في بعض محافظات سلطنة عمان. ثانيا قلة الدعم المالي أو شبه انعدام الدعم المالي للفرق المسرحية الأهلية، وذلك بسبب كثرة عدد الفرق الموجودة، فأغلب الأعمال والمشاركات التي تقوم بها الفرق المسرحية الأهلية عبارة عن جهود ذاتية. ثالثا يعتبر الدعم الذي تقدمه الوزارة للفرق المسرحية بسيطا جدا مقارنة بالفعاليات والأنشطة والمشاركات التي تقوم بها الفرق، ولكن في المقابل تقدم الوزارة دعما لوجستيا من حيث المخاطبات في حال تم طلب دعم من القطاع الخاص من قبل الفرق”.
وكشفت الفهدي أن المسرح الوطني سيكون الحاضن الأساسي لفعاليات وأنشطة الفرق المسرحية، لكنه لا يزال في الإنشاء وسيكون جاهزا في عام 2024، كما أن المسرح سيضم جميع المجالات الفنية. لقد أقامت الوزارة، ممثلة بدائرة المسرح والسينما، سبع دورات من مهرجان المسرح العماني الذي يحتضن ثماني فرق مسرحية تتنافس على المراكز الأولى من حيث جودة العروض المسرحية المقدمة خلال ثمانية أيام على التوالي، وقد توقف خلال السنوات الماضية بسبب جائحة كورونا وسيعود ولكن بحلة جديدة تحت عنوان “مهرجان الثقافة العمانية”، حيث تكون الثقافة العمانية هي الثيمة الجديدة للوزارة بالنسبة إلى المهرجانات التي تنفذها، بحيث يكون مهرجانا ثقافيا فنيا، ويوجد هناك مهرجان مسقط الدولي للسينما وتقيمه الجمعية العمانية للسينما والمسرح بالتعاون مع عدد من المؤسسات الحكومية، من ضمن هذه المؤسسات وزارة الثقافة والرياضة والشباب كون الوزارة بها دائرة معنية بالقطاع السينمائي.
وتلفت الفهدي إلى أنه “لا توجد لدينا ما يسمى بالسينما العمانية لأن الجمعية العمانية للسينما والمسرح هي الجهة المعنية بهذا القطاع ولأن القسم المختص لدينا ما هو إلا قسم إداري وليس بقسم تنفيذي، كذلك لا توجد لدينا دور للسينما، لكن مع وجود المسرح الوطني ستكون هناك دور للسينما وسيتم السعي لأن تكون هناك سينما عمانية، ويوجد لدينا العديد من الأفلام العمانية والكتاب السينمائيين.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
محمد الحمامصي
كاتب مصري
عمان تستعد لافتتاح مسرحها الوطني لضم كل الفرق.
الأربعاء 2023/03/29
انشرWhatsAppTwitterFacebook
المسرح جاء به الشباب
يتمتع المسرح في سلطنة عمان بثراء ملامحه وخصوصياته وفرادة معالجاته لقضاياه التي تتخذ من البعد الإنساني محورا سواء منها ما ارتبط بالمجتمع المحلي أو الخليجي أو العربي، هذه المعالجات التي تشتغل على الكثير من التاريخ والتراث الشعبي العماني وتستلهمهما في مناقشة قضايا الواقع على اختلافها. ولتبين خصوصيات هذا المسرح كان لـ”العرب” هذا الحوار مع الناقدة العمانية المسرحية جليلة بنت سيف الفهدي.
اكتسب المسرح العماني حضورا متميزا في المهرجانات المسرحية العربية وحصد العديد من الجوائز تأليفا وإخراجا وتميثلا وسينوغرافيا. وفي هذا الحوار مع الناقدة المسرحية جليلة بنت سيف الفهدي، مديرة دائرة المسرح والسينما بوزارة الثقافة والرياضة والشباب، نكتشف تطورات المسرح العماني الأهلي والرسمي وانشغالاته.
بداية تؤكد الفهدي أن المسرح العماني بشكل خاص والمسرح الخليجي يحظى بجماهيرية كبيرة، فهنالك جماهير تعشق المسرح ومتذوقة للقضايا المطروحة في العروض المسرحية العمانية والخليجية، كما أن للمسرح العماني بشكل خاص حضورا دوليا وعربيا، إذ يتميز بعروضه التي تلامس المجتمعات بمختلف ثقافاتها، كما أن للعروض المسرحية الشعبية والعروض التي تحاكي الموروثات العمانية بشكل خاص والخليجية بشكل عام وقعا كبيرا على الجمهور سواء على الصعيد المحلي أو الإقليمي أو الدولي والعربي.
توضح الفهدي "توجد لدينا العديد من العروض المسرحية التي يكون طابعها والمواضيع التي تطرحها من الموروثات الشعبية والفنون التي تتميز بها كل محافظة من محافظات السلطنة، كما تمت إقامة مهرجان المسرح الشعبي وقد توقف بسبب الدعم لأن المهرجان نفذ عن طريق الجمعية العمانية للمسرح آنذاك بالتعاون مع وزارة التراث والثقافة، كما توقف أيضا بسبب دمج الجمعية العمانية للمسرح مع الجمعية العمانية للسينما وأصبحت الجمعيتان جمعية واحدة تابعة لوزارة التنمية الاجتماعية وليست للجهة المعنية وهي وزارة الثقافة والرياضة والشباب".
وتتابع "يوجد مهرجان المسرح العماني وهو المهرجان الذي تقوم بتنفيذه وزارة الثقافة والرياضة والشباب، كما توجد هناك مسابقة الأندية للإبداع الثقافي وتقوم بتنفيذها الوزارة، ومن ضمن فعاليات المسابقة عروض مسرحية تتنافس بها الأندية من خلال نوعية العروض المقدمة، فلكل دروة من دورات المسابقة يكون هناك نوع مختلف من حيث العروض التي يتم تقديمها في هذه المسابقة مثال عروض مسرحية منودرامية، أو ديرودرامية أو عروض مسرح العلبة، كما يوجد هناك مهرجان ليالي مسقط المستحدث وتنفذه بلدية مسقط بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية، وهناك أسابيع ثقافية ويقوم بها النادي الثقافي".
مسرح الشباب
◙ أجيال مبدعة زادها الخبرة على الخشبة
أما على المستوى النقدي فتقول "توجد لدينا حركة نقدية قوية، وأثناء إقامة المهرجانات سواء مهرجانات الفرق المسرحية والمهرجانات التي تقوم بتنفيذها الوزارة، تساعد الجلسات التي تقام في تقويم العروض المسرحية وتجويدها، كما تنظم الوزارة ورشات للنقد المسرحي ويكون هناك نتاج لمثل هذه الورش".
تأخذنا الفهدي إلى بدايات المشهد المسرحي في سلطنة عمان حيث تقول “تعود البدايات الأولى للمسرح في عمان مع ظهور التعليم النظامي، وكذلك الممارسات المسرحية داخل الأندية الرياضية، ضمت عناصر عايشت التجارب المسرحية في بعض دول الخليج العربي، إلى أن جاء مسرح الشباب عام 1980 ليحتضن هذا الفن الجميل، تلا ذلك ظهور فرق لمسارح الشباب في مختلف محافظات ومناطق السلطنة وأيضا فرق مسرحية أهلية، كذلك كان هنالك دور بارز للمسرح الجامعي، كل هذا ساعد على نهوض وتطوير المسرح في عمان".
وتضيف "عند حديثنا عن المسرح في الأندية، لا بد لنا من وقفة عند مسرح النادي الأهلي، لأنه يمثل النموذج المثالي للتجربة المسرحية في أندية السلطنة، ومن ثم يأتي نادي عمان الذي ازدهر فيه النشاط المسرحي في فترة السبعينات، ولا نغفل ذكر التجارب المتفرقة في أندية السلطنة الأخرى سواء في العاصمة مسقط أو في محافظات ومناطق السلطنة الأخرى".
وتؤكد أن مسرح النادي الأهلي قد ساهم في نشر الوعي المسرحي، كما استطاع أن يعرض 28 مسرحية قصيرة ـ إسكتش ـ خلال 6 سنوات وهي عمر المسرح في ذلك النادي من عام 1970 وحتى عام 1976. أما مسرح نادي عمان فيعتبر من أول الأندية التي قدمت العروض المسرحية، والتي كانت بمثابة مشاهد كوميدية بسيطة تعالج بعض القضايا الاجتماعية، ولا شك أن الممثلين في هذه العروض كانوا من أبناء عمان، ولكن للأسف لم تسجل هذه العروض في سجلات النادي. ولهذا لم نستطع التوصل إلى طبيعة المسرحيات التي كانت تعرض على خشبته، إضافة إلى عدم الاستدلال على أصل هذه المسرحيات.
◙ سلطنة عمان تولي اهتماما خاصا بالمسرح وهي بصدد إعداد دراسة شاملة عن أوضاع الفرق الأهلية لإعادة صياغة عملها
وحول ما يمكن أن يقال عنه مسرح الدولة، تقول “تأسست فرقة مسرح الشباب بمسقط عام 1980 برعاية وزارة الإعلام والشباب آنذاك كأول فرقة مسرحية رسمية في السلطنة مدعومة من قبل جهة حكومية. وضمت الفرقة لفيفا من الشباب والفتيات العمانيين المتحمسين، بعضهم كان يمارس الفن المسرحي لأول مرة وبعضهم كانت لدية تجارب سابقة في الأندية، منهم الفنانون صالح الفارسي وفخرية العجمي وسعود الدرمكي وطالب البلوشي ومحسن البلوشي وعبدالرزاق المحرمي وسعيد الهاشمي وحمد الحضرمي ومعصومة الذهب، بالإضافة إلى المخرجين محمد الشنفري وعبدالكريم جواد وغيرهم ممن ساهموا في وضع اللبنة الأولى لمسرح الشباب يحدوهم الأمل والرغبة الصادقة في تقديم عروض مسرحية مميزة تسهم في توعية الناس بأهمية المسرح كأداة ثقافية فاعلة، وصولا إلى تكوين تجربة مسرحية قادرة على الارتقاء بمكتسبات العصر الزاهر الذي تعيشه السلطنة”.
لتحقيق ذلك، كما تقول، فقد تم تعيين مصطفى حشيش لتدريب الممثلين وإخراج العروض المسرحية وأيضا منصور مكاوي لتأليف نصوص مسرحية مستوحاة من البيئة العمانية، كما تم إرسال مجموعة من الشباب العمانيين لمصر في دورة تدريبية لدراسة فن التمثيل بالمعهد العالي للفنون المسرحية. وكان أول عمل يقدمه مسرح الشباب “تاجر البندقية” لشكسبير ليكون باكورة أعمال الفرقة، بعدها توالت العروض تباعا بشكل ساعد في ترسيخ تقاليد العمل المسرحي وتكوين كوادر عمانية بارزة في مختلف المجالات المسرحية.
وتشدد الفهدي على أن مسرح الشباب شهد تطورا كبيرا قياسا بعمره الزمني القصير، تمثل ذلك في كمية الأعمال المقدمة وتنوعها وأيضا الجوائز التي تحصلت عليها بعض عروضه المسرحية، خلال مشاركاتها في المهرجانات العربية، حيث قدمت مجموعة من المسرحيات التاريخية المستمدة موضوعاتها من التاريخ العماني العريق كمسرحيات "الوطن"عام 1982 و"الراية" عام 1983، وأيضا مجموعة من المسرحيات الاجتماعية مثل "خيوط العنكبوت" عام 1988، "مليونير بالوهم" عام 1989، و"حلال المشاكل" عام 1990، و"المستمع عاقل والمتكلم.." عام 1993.
كما قدمت مسرحيات تعتمد على الأسطورة والموروث الشعبي مثل “أوبريت الفارس” عام 1990، ومسرحية “الفلج” عام 1992، و”رحلة السفينة سلطانة” عام 1993، ومن المسرحيات التي قدمتها اقتباسا من المسرح العربي مسرحية "أريد أن أفهم" عام 1986، ومسرحية "الجنس اللطيف" عام 1990. وأيضا قدمت من المسرح العالمي بالإضافة إلى مسرحية "تاجر البندقية"، مسرحية "عطيل" عام 1997، ومسرحية "طبيب رغم أنفه" عام 1998 وغيرها.
وحول فرق مسارح الشباب بالمحافظات والمناطق العمانية، توضح الفهدي أن المسرح بشكل عام ظهر في محافظات ومناطق السلطنة بداية عن طريق المدارس، حيث كانت تقدم في المناسبات الاحتفالية بعض المشاهد البسيطة المستمدة من المناهج الدراسية ذات الطابع التربوي التعليمي وتزامن في بعض المناطق ظهور مسارح الأندية إلى جانب المدارس، وإن كان ما يقدم في غاية البساطة ويفتقر إلى التخطيط.
◙ مسرح الشباب والمسرح الجامعي كان لهما الدور البارز في نهوض وتطوير الفن المسرحي في سلطنة عمان
وتضيف "في منتصف الثمانينات قامت إدارات شؤون الشباب آنذاك بتعيين أخصائيين ثقافيين وافدين والاستفادة منهم في تطوير قدرات الشباب لما يملكونه من دراية في الجانب المسرحي، ويعتبر عام 1990 البداية الحقيقية لظهور مسارح الشباب بالمحافظات والمناطق باستثناء فرقة محافظة ظفار والتي بدأت تقدم أعمالها عام 1985، أما باقي الفرق فقد تم تأسيسها إبان احتفالات البلاد بالعيد الوطني العشرين، حيث شاركت أغلب تلك الفرق في المهرجان الفني للشباب ما عدا فرقة محافظة مسندم وفرقة المنطقة الشرقية التي قدمت مسرحية “الهدف” بولاية صور ولم تشارك بها في فعاليات المهرجان بمسقط.
وتذكر الفهدي "من هذه الفرق فرقة مسرح الشباب بظفار التي قدمت حتى الآن ما يزيد عن 25 عرضا، كان أول عروضها المسرحية عام 1985 “الوصية” تأليف وإخراج أحمد عجيبة، وفرقة مسرح الشباب بالداخلية التي تأسست عام 1990 إبان احتفالات السلطنة بالعيد الوطني العشرين، حيث شاركت في المهرجان الفني للشباب بمسرحية “أنت طالق” تلتها بعد ذلك مجموعة من العروض المسرحية بلغت 20 عرضا، ساهمت في خلق قاعدة جماهيرية كبيرة متابعة لكل جديد يقدم مسرحيا. وفرقة مسرح الشباب بالظاهرة تأسست عام 1990 وقدمت 15 عرضا، وكان أول عرض لها في فعاليات المهرجان الفني للشباب والمقام ضمن احتفالات السلطنة بالعيد الوطني العشرين، تلتها أعمال كثيرة نالت رضى واستحسان الجمهور".
وتذكر أيضا فرقة مسرح الشباب بالباطنة التي تأسست عام 1990، وقدمت 15 عرضا نالت استحسان الجمهور، وأحدثت مسرحية “الموال” تأليف وإخراج عبدالله الفارسي نقلة نوعية هائلة في تاريخ عروض الفرقة، حيث إن المؤلف استفاد من الموروث الشعبي بما يحويه من حكايات وأساطير وفنون شعبية. كما خرج بالعرض المسرحي من مكانه التقليدي إلى الفضاء الخارجي ووظف البحر ومكوناته لذلك الغرض. وفرقة مسرح الشباب بالشرقية التي تأسست عام 1990، وقدمت أول عمل مسرحي لها “الهدف” بعدها قدمت "من صبر نال" التي عرضت بمسقط ضمن فعاليات المهرجان الفني لأندية المنطقة الشرقية عام 1991. وفرقة مسرح الشباب بمسندم التي تأسست عام 1993، وقدمت أولى مسرحياتها "بيت أبوهلال" تلتها أعمال مسرحية أخرى.
وتشير إلى أن الفرق المسرحية الأهلية والتي يبلغ عددها سبع عشرة فرقة، ساهمت بشكل كبير في تطور الفن المسرحي في السلطنة. جاءت فكرة تأسيسها تحت إشراف وزارة التراث والثقافة في عقد الثمانينات، وهي فرق جاءت لتواصل مسيرة المسرح العماني ويعول عليها كثيرا في تطوير الحركة المسرحية نحو المزيد من الحرفية والانتشار والتواصل مع الجمهور.
المسرح والسينما
◙ المسرح والسينما يكمّلان بعضهما البعض
بالرجوع إلى تاريخ الفرق المسرحية بالسلطنة، تعتبر فرقة الصحوة لفنون المسرح أول الفرق ظهورا بهذا المسمى، ولم يكن حبرا على ورق، فقدمت مسرحيات عديدة وأهمها “الصحوة الكبرى” وكذلك ” الكنز” و”المفتاح”.
وتتابع الفهدي “لتعاظم رسالة المسرح فقد أولت مختلف الأجهزة الحكومية بالسلطنة جل اهتمامها لتطوير المجال المسرحي، فعملت وزارة التراث والثقافة على تكوين نواة رئيسية لإيجاد مسرح عماني متخصص ومتكامل، الأمر الذي سارع في إنشاء مسرحين مجهزين بمسقط وصلالة خصصا لتدريب الكوادر المسرحية، وكذلك لإقامة العروض للفرق المسرحية. ولتنظيم العمل المسرحي بالسلطنة فقد أصدرت وزارة التراث والثقافة اللوائح المنظمة لإشهار الفرق المسرحية ضمن أهداف ومسارات واضحة، هيأت بذلك لخلق مستوى مسرحي مقنع ومحقق للطموح. وكسبا للمعرفة والاحتكاك، فقد تم إشراك الفرق في المهرجانات والملتقيات الفنية على المستوى المحلي والدولي”.
◙ الفرق المسرحية الأهلية والتي يبلغ عددها سبع عشرة فرقة، ساهمت في تطور الفن المسرحي في السلطنة
وتؤكد أن وزارة الثقافة والرياضة والشباب أولت اهتماما خاصا بالمسرح، وهي بصدد إعداد دراسة شاملة عن أوضاع الفرق الأهلية وكذلك إعادة الصياغة للائحة إشهار الفرق المسرحية بما يتناسب والتطور الهائل، حيث وصل عدد الفرق المسرحية في السلطنة خلال الأعوام من 2016 إلى 2022 “54 فرقة مسرحية أهلية”، وهي كذلك بصدد التعاون مع الجهات الحكومية التي تتعامل مع هذا القطاع لفتح الآفاق وإتاحة الفرص لتقديم أعمال مسرحية جماهيرية ويكون العائد المادي لهذه الفرق.
وترى أن أبرز وأهم التحديات التي يواجهها المسرحيون تتمثل ما يلي: “أولا عدم وجود مسارح في بعض محافظات سلطنة عمان. ثانيا قلة الدعم المالي أو شبه انعدام الدعم المالي للفرق المسرحية الأهلية، وذلك بسبب كثرة عدد الفرق الموجودة، فأغلب الأعمال والمشاركات التي تقوم بها الفرق المسرحية الأهلية عبارة عن جهود ذاتية. ثالثا يعتبر الدعم الذي تقدمه الوزارة للفرق المسرحية بسيطا جدا مقارنة بالفعاليات والأنشطة والمشاركات التي تقوم بها الفرق، ولكن في المقابل تقدم الوزارة دعما لوجستيا من حيث المخاطبات في حال تم طلب دعم من القطاع الخاص من قبل الفرق”.
وكشفت الفهدي أن المسرح الوطني سيكون الحاضن الأساسي لفعاليات وأنشطة الفرق المسرحية، لكنه لا يزال في الإنشاء وسيكون جاهزا في عام 2024، كما أن المسرح سيضم جميع المجالات الفنية. لقد أقامت الوزارة، ممثلة بدائرة المسرح والسينما، سبع دورات من مهرجان المسرح العماني الذي يحتضن ثماني فرق مسرحية تتنافس على المراكز الأولى من حيث جودة العروض المسرحية المقدمة خلال ثمانية أيام على التوالي، وقد توقف خلال السنوات الماضية بسبب جائحة كورونا وسيعود ولكن بحلة جديدة تحت عنوان “مهرجان الثقافة العمانية”، حيث تكون الثقافة العمانية هي الثيمة الجديدة للوزارة بالنسبة إلى المهرجانات التي تنفذها، بحيث يكون مهرجانا ثقافيا فنيا، ويوجد هناك مهرجان مسقط الدولي للسينما وتقيمه الجمعية العمانية للسينما والمسرح بالتعاون مع عدد من المؤسسات الحكومية، من ضمن هذه المؤسسات وزارة الثقافة والرياضة والشباب كون الوزارة بها دائرة معنية بالقطاع السينمائي.
وتلفت الفهدي إلى أنه “لا توجد لدينا ما يسمى بالسينما العمانية لأن الجمعية العمانية للسينما والمسرح هي الجهة المعنية بهذا القطاع ولأن القسم المختص لدينا ما هو إلا قسم إداري وليس بقسم تنفيذي، كذلك لا توجد لدينا دور للسينما، لكن مع وجود المسرح الوطني ستكون هناك دور للسينما وسيتم السعي لأن تكون هناك سينما عمانية، ويوجد لدينا العديد من الأفلام العمانية والكتاب السينمائيين.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
محمد الحمامصي
كاتب مصري