مئوية نزار قباني رؤية ـ أديب مخزوم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مئوية نزار قباني رؤية ـ أديب مخزوم


    مئوية نزار قباني
    رؤية ـ أديب مخزوم ـ 25 / 3 / 2023
    مرت في 21 أذار 2023 مناسبة مرور مئة عام على ولادة الشاعر الدمشقي نزار قباني، وفي هذه المناسبة سأتحدث ولأول مرة عن أغلفة ورسومات بعض مجموعاته الشعرية (وهذه ناحية لم يتطرق إليها أحد، رغم أنه قد يكون أكثر شاعر عربي معاصر تناولته أقلام النقاد والباحثين والكتاب).
    وبداية استعدت من مكتبتي نسخة نادرة ، من كتابه الشعري ( سامبا ) وهي صادرة عن دار الآداب في بيروت عام 1957 ( والملفت أن غلافها ورسوماتها الداخلية للفنان الرائد أدهم اسماعيل ) . ونجد في ديوانه ( هكذا أكتب تاريخ النساء ) رسومات تعبيرية ورمزية لعناصر إنسانية مبسطة ومرسومة برؤوس أقلام رفيعة للفنان العراقي المعروف ضياء العزاوي . والشيء نفسه ينطبق على رسومات راكان دبدوب في ديوانيه ( كل عام وأنت حبيبتي ، وأحبك أحبك والبقية تأتي ) ونجد لوحة للفنان الإسباني خوان ميرو، على غلاف مجموعته ( الأوراق السرية لعاشق قرمطي ) ولوحة للفنانة الإيطالية كلارا بونفيليو على غلاف مجموعته ( لاغالب إلا الحب ) أما ديوانه ( هل تسمعين صهيل أحزاني ) فتتصدره لوحة للفنان الياباني شيغيهير وأوشيكي . وهناك دواوين تصدرتها لوحات لفنانين عالميين وسوريين ، دون الإشارة إلى أسماء أصحابها، كلوحة فازاريللي رائد فن الخداع البصري على غلاف كتابه ( ما هو الشعر ) .
    وكان نزار قباني ينشر على أغلفة بعض دواوينه رسومات لفنانين أو هواة من شجرة عائلته، وعلى سبيل المثال ، جعل غلاف مجموعته ( إضاءات ) من تصميم حفيده توفيق بيهم، وهو يقع في إطار التشكيل الحروفي .
    ورغم رحابة المسافة التي تفصل بين لغة الفن التشكيلي البصرية ، ولغة الشعر السمعية والخطابية ، إلا أن ذلك لم يقف عائقاً أوعقبة، في وجه وطريق لقاء التشكيل بالشعر، ولم يساهم في طغيان الجانب الواقعي والتقريري ، على اللوحات التي تتصدر أغلفة دواوينه وكتبه، بل على العكس كانت بعض أغلفة كتبه، متطرفة في حداثتها، وتصل في أحيان كثيرة، إلى حدود التجريد اللوني ، الذي يتكون من عدة حركات وضربات لونية سريعة متداخلة أو متجاورة ، كغلاف مجموعته ( أشعار مجنونة ) .
    ونجد أن العديد من اللوحات التجريدية ، التي تتصدر أغلفة كتبه ، مغرقة في عفويتها وحداثتها، مع العلم أن معظم قراء شعره، تنقصهم الحساسية البصرية وثقافة فنون العصر، التي تمكنهم من تلمس جماليات اللوحة الفنية الحديثة، وأكثر من ذلك ليس لديهم اهتمامات تذكر في مجال الفن التشكيلي، لكون شعره موجه للعامة وليس للنخبة فقط ، وهنا تبرز حدة المفارقة الجمالية الصارخة .
    ـ موقع الثورة أون لاين ـ 25 / 3 / 2023



يعمل...
X