فانوس رمضان هل يبقى مجرد ذكرى؟
- سمير الزعبي
دمشق
تكاد لا ترى شرفة منزل هذه الأيام في شهر رمضان المبارك إلا وتراها قد زينت بأشرطة كهربائية تمثل شكل هلال أو عبارة رمضان كريم.
موقع eSyria حاول رصد هذه الظاهرة القديمة الجديدة، وسألنا السيد "أحمد قره بلا" أحد مواطني مدينة "دمشق" عن هذه التزينات فقال: «في شهر رمضان تتلألأ النفوس ابتهاجاً وفرحاً بحلول هذا الشهر الفضيل، ومثلما تنبض وتسطع القلوب بالرحمة والمودة، تسطع الأنوار من مشاعل ومصابيح وفوانيس متراقصة فرحاً بهذا الشهر الكريم، لكن الأمور تبدلت ولم تعد الفوانيس دارجة هذه الأيام مع تواجد الإنارة الكهربائية في كل مكان، فبدأ الناس باستخدام التزيينات الكهربائية».
كما كانت البيوت تضاء بالفوانيس وتعلق على الجدران، أو تتدلى من السقف ثابتة، ومع قدوم شهر رمضان المبارك تحمل هذه الفوانيس أثناء التنقل ليلاً، وخاصة المسحر الذي كان يحمله مع الطبلة والسلة
وعن فانوس رمضان قال: «كنا فيما مضى نصنع الفانوس من اليقطين حيث نقوم بتفريغها من محتوياتها، ومن ثم نضع الشموع فيها، ونسير في المساء مجموعة من الأطفال بجانب بعضنا البعض، حاملين اليقطين وبداخلها الشموع، فينار الشارع كما لو كان بلجكتور ينير الطريق أمامنا».
ويضيف السيد "قره بلا" فيقول: «كما كانت البيوت تضاء بالفوانيس وتعلق على الجدران، أو تتدلى من السقف ثابتة، ومع قدوم شهر رمضان المبارك تحمل هذه الفوانيس أثناء التنقل ليلاً، وخاصة المسحر الذي كان يحمله مع الطبلة والسلة».
صاحب محل شرقيات السفير في منطقة "باب الجابية" وبتاريخ 22/9/2008 قال: «رغم وجود فوانيس رمضان في محلي، إلا أن حركة البيع لها تكاد تكون معدومة للمواطن المحلي، والبيع يقتصر إلى حد بعيد على الزائرين العرب والسياح الأجانب، وأعتقد أن عادة حمل الفوانيس في سورية قد انقرضت منذ زمن بعيد، وخاصة مع دخول الكهرباء إلى كل منزل في سورية، فأصبح الاحتفال برمضان المبارك من خلال التزيينات الكهربائية وبأشكال مختلفة جميلة، لكن أعتقد كما أسمع من السياح أن عادة حمل الفوانيس ما زالت موجودة في مصر».
بدايات:
في أحد محلات الشرقيات بباب الجابية
وتشير كتب التاريخ إلى أن عادة حمل فانوس رمضان وصلت إلينا من مصر، حيث عرفها المصريون منذ أيام الفاطميين عندما استقبل أهالي القاهرة "المعز لدين الله الفاطمي" في الخامس من رمضان سنة/ 358/هـ وهم يحملون المشاعل والمصابيح.
وتورد كتب التاريخ أيضاً أنه في عهد "الحاكم بأمر الله الفاطمي" حرمت النساء الحرائر من الخروج ليلاً، فإذا جاء شهر رمضان سمح لهن شرط أن يتقدمهن صبي صغير يحمل فانوساً مضاءً، ليفسح لهن المارة الطريق، واستمرت هذه العادة في رمضان داخل مصر لتتعداها إلى الدول العربية قاطبة.
هذا ويعتبر البعض الفانوس مظهراًً من مظاهر شهر رمضان حيث تعلق الفوانيس الكبيرة الحجم على واجهات المحلات التجارية والفنادق، وأما الصغيرة منها فتكون في متناول أيدي الأطفال، وقد دخلت الصناعة الآلية لهذه الفوانيس، فأصبحت مستوردة ليس فيها حياة أو روح الصانع العربي المبدع، فهي مستوردة ومصنوعة من البلاستيك، وتعمل على البطارية وفي داخلها مصباح صغير.