"فانوس رمضان".. ذكريات تراثية
نورس علي
طرطوس
ضوؤه أنار دروب المصلين في ظلمة الليل لبدء فترة السحور والإمساك، فعلق على مآذن المساجد ليراه الجميع كطقس شعبي تراثي في شهر رمضان.
السيد "محمود إبراهيم" من أبناء ريف مدينة "بانياس" وخلال لقائه مدونة وطن eSyria بتاريخ 25/7/2013 أكد أن فانوس رمضان طقس متوارث منذ عقود طويلة وهو مستمر ولكن بخجل، مضيفاً: «استخدم الفانوس في القديم لزينة الشوارع في المناسبات السعيدة، وخلال استضافة الوجهاء والملوك والأمراء، دلالة على البهجة في حدث غير عادي لا يتكرر كل يوم، وكنا نراه في مضافة المختار إلى جانب ضوء السراج عندما يزوره أحد من الوجهاء أو قاصديه لأمر مهم، إضافة إلى أن هذا الفانوس كان يزين منازل العرسان ومنازل المواليد الحديثه بعيداً عن رائحة احتراق زيت السراج المكشوف».
السيد "علي بهجت" من ريف مدينة "طرطوس" قال: «بما أننا في الريف ولم يكن في السابق يوجد منبهات أو هواتف أو حتى ساعات تنبه أو تنوه إلى قدوم وقت الإفطار والسحور، خاصة أن المنازل البعيدة عن المساجد والمنتشرة على حواف القرى كانت تراقب مئذنة المسجد لحين يشعل الفانوس دلالة على بدء وقت الإفطار ليطفأ بعدها إلى وقت السحور والإمساك، فيعيد إمام المسجد بإنارته مرة أخرى ليدرك الأهالي أن وقت السحور بدأ. فالفانوس ارتبط ارتباطاً وثيقاً بطقوس شهر رمضان وتبريكاته، وكان له وقع خاص في نفوس الصائمين وأصبح عرفاً وتقليداً من تقاليده التي استمرت عقوداً وعقوداً إلى أن وصلت إلى مرحلة من الزمن أصبحت فيها تقاليد خجلة نوعاً ما».
فانوس قديم
ويضيف السيد "بهجت": «اعتدنا في سهراتنا الرمضانية على اشعال الفانوس كنوع من التغيير عن ضوء البصبوص الذي كان معروفاً ومنتشراً في تلك الفترة الزمنية أي قبل أربعينيات القرن الماضي، ليضفي على أجواء السهر بهجة هذا الشهر الكريم، وكانت تحكى القصص اليومية ليستمع إليها كل من يجلس فيدرك الواحد منا أخبار الآخر في ألفة اجتماعية، وتستمر سهرتنا حتى بعد منتصف الليل لحين موعد السحور، فنتناوله معاً أو يتناوله كل منا مع أسرته».
السيد "محمد حاتم" من أبناء قرية "بعمرائيل" قال: «في كثير من الأحيان كان أبناء الريف يحملون في أيديهم الفانوس عند التنقل في فترة المساء ومنتصف الليل لينيروا دربهم ويبعدوا كلاب وضباع الليل المنتشرة في الغابات والأحراش المتاخمة للمنازل».
الباحث التراثي "حسن اسماعيل" تحدث عن تاريخ وقصة الفانوس فقال: «بحسب معلوماتي وكتب التاريخ التي اطلعت عليها فإن تقليد استخدام الفانوس انتشر في "بلاد الشام" من "مصر"، فقد استخدمه المصريون في الفترة الفاطمية عندما استقبل أهالي القاهرة "المعز لدين الله الفاطمي" باليوم الخامس من شهر الرحمة "رمضان" عام /358/ هـجرية، ولشدة أعجاب الخليفة بالفوانيس أصدر قراراً بتعليق الفوانيس فوق الأبواب أبتداءً من فترة غروب الشمس وحتى مطلع الفجر وعلى مدار أيام شهر رمضان».
ويتابع: «تعددت أشكال الفوانيس وأحجامها عبر الزمن وطرأ عليها التغيير والتطور لتتماشى مع العصر، حيث كانت فيما مضى ذات أشكال تقليدية بدائية تضاء بوسائل تقليدية، واليوم أصبحت تحفاً فنية تضاء بوسائل حديثه، وقد اختلفت تصاميمها من دولة إلى أخرى، وذلك بهدف التميز والتباين، كما ظهر في وقتنا الحالي فوانيس الكترونية تحمل شرائح ضوئية سجلت عليها بعض الأغاني الدينية، إضافة إلى بعض الأنوار والمصابيح الملونة بأشكال وأحجام مختلفة. وأياً كانت قصة الفانوس وحكايته فهو دليل شهر الخير، يبعث في النفوس أجمل ذكريات الطفولة والصفاء، فلا يمكن أن يأتي شهر رمضان إذا لم تضاء الفوانيس في بعض المناطق كعرف تقليدي مستمر لم يندثر».
نورس علي
طرطوس
ضوؤه أنار دروب المصلين في ظلمة الليل لبدء فترة السحور والإمساك، فعلق على مآذن المساجد ليراه الجميع كطقس شعبي تراثي في شهر رمضان.
السيد "محمود إبراهيم" من أبناء ريف مدينة "بانياس" وخلال لقائه مدونة وطن eSyria بتاريخ 25/7/2013 أكد أن فانوس رمضان طقس متوارث منذ عقود طويلة وهو مستمر ولكن بخجل، مضيفاً: «استخدم الفانوس في القديم لزينة الشوارع في المناسبات السعيدة، وخلال استضافة الوجهاء والملوك والأمراء، دلالة على البهجة في حدث غير عادي لا يتكرر كل يوم، وكنا نراه في مضافة المختار إلى جانب ضوء السراج عندما يزوره أحد من الوجهاء أو قاصديه لأمر مهم، إضافة إلى أن هذا الفانوس كان يزين منازل العرسان ومنازل المواليد الحديثه بعيداً عن رائحة احتراق زيت السراج المكشوف».
في كثير من الأحيان كان أبناء الريف يحملون في أيديهم الفانوس عند التنقل في فترة المساء ومنتصف الليل لينيروا دربهم ويبعدوا كلاب وضباع الليل المنتشرة في الغابات والأحراش المتاخمة للمنازل
السيد "علي بهجت" من ريف مدينة "طرطوس" قال: «بما أننا في الريف ولم يكن في السابق يوجد منبهات أو هواتف أو حتى ساعات تنبه أو تنوه إلى قدوم وقت الإفطار والسحور، خاصة أن المنازل البعيدة عن المساجد والمنتشرة على حواف القرى كانت تراقب مئذنة المسجد لحين يشعل الفانوس دلالة على بدء وقت الإفطار ليطفأ بعدها إلى وقت السحور والإمساك، فيعيد إمام المسجد بإنارته مرة أخرى ليدرك الأهالي أن وقت السحور بدأ. فالفانوس ارتبط ارتباطاً وثيقاً بطقوس شهر رمضان وتبريكاته، وكان له وقع خاص في نفوس الصائمين وأصبح عرفاً وتقليداً من تقاليده التي استمرت عقوداً وعقوداً إلى أن وصلت إلى مرحلة من الزمن أصبحت فيها تقاليد خجلة نوعاً ما».
فانوس قديم
ويضيف السيد "بهجت": «اعتدنا في سهراتنا الرمضانية على اشعال الفانوس كنوع من التغيير عن ضوء البصبوص الذي كان معروفاً ومنتشراً في تلك الفترة الزمنية أي قبل أربعينيات القرن الماضي، ليضفي على أجواء السهر بهجة هذا الشهر الكريم، وكانت تحكى القصص اليومية ليستمع إليها كل من يجلس فيدرك الواحد منا أخبار الآخر في ألفة اجتماعية، وتستمر سهرتنا حتى بعد منتصف الليل لحين موعد السحور، فنتناوله معاً أو يتناوله كل منا مع أسرته».
السيد "محمد حاتم" من أبناء قرية "بعمرائيل" قال: «في كثير من الأحيان كان أبناء الريف يحملون في أيديهم الفانوس عند التنقل في فترة المساء ومنتصف الليل لينيروا دربهم ويبعدوا كلاب وضباع الليل المنتشرة في الغابات والأحراش المتاخمة للمنازل».
الباحث التراثي "حسن اسماعيل" تحدث عن تاريخ وقصة الفانوس فقال: «بحسب معلوماتي وكتب التاريخ التي اطلعت عليها فإن تقليد استخدام الفانوس انتشر في "بلاد الشام" من "مصر"، فقد استخدمه المصريون في الفترة الفاطمية عندما استقبل أهالي القاهرة "المعز لدين الله الفاطمي" باليوم الخامس من شهر الرحمة "رمضان" عام /358/ هـجرية، ولشدة أعجاب الخليفة بالفوانيس أصدر قراراً بتعليق الفوانيس فوق الأبواب أبتداءً من فترة غروب الشمس وحتى مطلع الفجر وعلى مدار أيام شهر رمضان».
ويتابع: «تعددت أشكال الفوانيس وأحجامها عبر الزمن وطرأ عليها التغيير والتطور لتتماشى مع العصر، حيث كانت فيما مضى ذات أشكال تقليدية بدائية تضاء بوسائل تقليدية، واليوم أصبحت تحفاً فنية تضاء بوسائل حديثه، وقد اختلفت تصاميمها من دولة إلى أخرى، وذلك بهدف التميز والتباين، كما ظهر في وقتنا الحالي فوانيس الكترونية تحمل شرائح ضوئية سجلت عليها بعض الأغاني الدينية، إضافة إلى بعض الأنوار والمصابيح الملونة بأشكال وأحجام مختلفة. وأياً كانت قصة الفانوس وحكايته فهو دليل شهر الخير، يبعث في النفوس أجمل ذكريات الطفولة والصفاء، فلا يمكن أن يأتي شهر رمضان إذا لم تضاء الفوانيس في بعض المناطق كعرف تقليدي مستمر لم يندثر».