ستيرن (لورنس) Sterne (Laurence-) روائي إنكليزي إيرلندي المولد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ستيرن (لورنس) Sterne (Laurence-) روائي إنكليزي إيرلندي المولد

    ا ستيرن (لورنس ـ)
    (1713 ـ 1768)

    لورنس ستيرن Laurence Sterne روائي إنكليزي إيرلندي المولد كتب رواية «تريسترام شاندي» Tristram Shandy في تسعة مجلدات، وتعد من أشهر الأعمال الروائية في القرن الثامن عشر، جعلت كاتبها يحتل مكانة مرموقة في تاريخ الأدب الإنكليزي عامة. ولد في كلونميل Clonmel، وتوفي في لندن. كان والده ملازماً في الجيش يتنقل من مكان إلى آخر. وبعد انتهاء دراسته الثانوية انتسب إلى جامعة كمبردجCambridgeوذلك بمساعدة ابن عمه ريتشارد ستيرن، لكنه لم يكن متميزاً في دراسته، ومع هذا حصل على درجة الإجازة الجامعية عام 1737 وعلى الماجستير عام 1740.
    عُين ستيرن عام 1737 شماساً ثم قسيساً بمساعدة عمه جاك ستيرن الذي كان رجل دين بارزاً في أبرشية مدينة يورك، وتزوج بعد ثلاث سنوات من إليزابيث لمليElizabeth Lumley، ورزق منها بابنته ليدياLydia، التي قامت بتحرير رسائل والدها. كانت حياة ستيرن العائلية مملوءة بالعواصف بسبب مزاج الزوجين، يضاف إلى ذلك تقلب الزوجة ومغامرات الزوج العاطفية، مما أدى إلى عدم الاتفاق، ومما زاد في مشكلات ستيرن أنه ابتلي بمطالب أخته وأمه الأرملة ثم تدهورت صحته بسبب النزيف الذي عاناه منذ أيام الدراسة واستمر يضعف رئتيه. كانت المدة بين زواجه وشهرته الأدبية عام 1760 سنوات عمل مكثف، إذ عمل في الزراعة من دون نجاح يذكر، وقرأ كثيراً وخاصة في أثناء زياراته لصديقه جون هول ستيفنسون John Hall Stevenson الذي كان يملك مكتبة تضم مؤلفات نادرة. وتابع هواياته في الموسيقى والرسم، وقد ظهر ذلك فيما بعد في «تريسترام شاندي» الذي ضمنه رسومات عدة.
    نشر ستيرن في أوائل عام 1759 كراسة صغيرة اسماها «قصة غرام سياسية»A Political Romance وهي قصة رمزية ساخرة مبنية على شجار كنسي سخيف في يورك، فمنعت بسرعة، إلا أنه اكتشف منها موهبته الأدبية. وبدأ بعد ذلك بالمجلدين الأولين من «حياة وآراء السيد تريسترام شاندي» The Life and Opinions of Tristram Shandy بهدف إنتاج عمل فيه فكاهة وسخرية. وقد تطور أسلوبه عبر المجلدات اللاحقة التي نشرت بين عامي 1759ـ1767، فأصبحت السخرية أقل وضوحاً، كما اقترب من الذوق الشعبي وأدخل مسحة من العاطفة، وما انفك يضيف ويعدّل فيها حتى نَشْرِ آخر جزء منها.
    على الرغم من النقد الشديد الذي تعرضت إليه رواية «تريسترام شاندي» من قبل معاصري ستيرن لأسباب جمالية وأخلاقية، فقد صارت مرجعاً مهماً للأفكار والشخصيات والتقنيات الروائية نهل منه كثير من الكتّاب، وبداية لأسلوب تيار الوعي الذي ظهر في فن الرواية في بدايات القرن العشرين مع روايات جيمس جويس. و»تريسترام شاندي» ليست رواية بالمفهوم التقليدي، أي إنها لا تستخدم التقنيات الشائعة، وإنما هي نص طويل في تسعة مجلدات يروي فيه تريسترام (الراوي والشخصية الرئيسة) سيرة حياة أفراد عائلته ومجتمعه بالتفصيل الدقيق في مزيج من الأحداث والتأملات والوصف والسرد المسهب يتخلله الكثير من الشطط والابتعاد عن الموضوعات الرئيسة. فالفكرة الأساسية أو «الثيمة» التي تميز أي رواية ليست على قدر من الأهمية في «تريسترام شاندي»، بل الأهم هي الطريقة التي تروى بها الأحداث وتُعرَض الشخصيات التي لا تتبع نسقاً أفقياً للزمن، ويستخدم ستيرن من خلالها الإمكانات اللامحدودة للفضاء الروائي الحر الذي تتيحه الكتابة من دون قيود الحبكة وتقنية السبب والنتيجة وإيجاد الخاتمة، بل بعبثية الزمن وفوضى الحدث. ويستخدم في الرواية تقنيات تسبب تقطعاً مقصوداً في النص، مثل استخدام علامات الترقيم بكثرة، وترك الصفحات البيضاء، والرسومات والأشكال المقحمة ليؤكد عدم واقعية الرواية. ويتعرّف القارئ من الراوي تريسترام جميعَ الشخصيات التي تمثل جوانب متعددة من الحياة في تناقضاتها وأفكارها وتصرفاتها وكلامها.
    كان المجلدان الأولان من «تريسترام شاندي» سبب إطلاق شهرة ستيرن، وعندما زار لندن عام 1760 وقوبل بكثير من التكريم والترحيب من قبل الأوساط الأدبية، اغتنم الفرصة فنشر في أيار عام 1760 مجلدين من «مواعظ السيد يوريك»Sermons of Mr. Yorick، كان قد كتبهما سابقاً. ثم نشرت مجموعات أخرى منها في العامين 1766 و1769. وقد حاول في هذه المرحلة أن يستعيد صحته المتدهورة، فسافر متجولاً في فرنسا بين عامي 1762و1764. وعندما قررت زوجته وابنته الاستقرار هناك كان عليه أن يعود إلى إنكلترا وحده. وفي عام 1765 ذهب إلى إيطاليا وخرج من أسفاره بالمجلد السابع من «تريسترام شاندي» الذي كان الأساس لعمله الأخير «رحلة عاطفية في فرنسا وإيطاليا» (1768) A Sentimental Journey Through France and Italy وهي وصف للرحلة التي قام بها في أوربا، وأنهى مجلدين آخرين من هذا العمل قبل وفاته. قابل ستيرن في عام 1767 السيدة اليزابيث دريبر Elizabeth Draper التي كانت في زيارة للندن، فأحبها وكانت ملهمته في «رسائل إلى إليزا» (1767) Journal to Eliza، ولكنها لم تُنشر إلا بعد 140عاماً.
    يعد ستيرن رائد الأدب النفسي الحديث، وينظر إلى أسلوبه الروائي بوصفه البوادر الأولى للثورة على التطرف في العقلانية الذي ساد القرن الثامن العشر، وأسس البوادر الأولى للبطل الضد (اللا بطل)، ولا يزال يشكل مدرسة مستقلة في فن الرواية.
    نبيلة شمس الدين
يعمل...
X