التصوير الجوي طائرات طوافات ومناطيد
بعد جولتنا الشاملــة للتصوير الفوتوغرافي وسط الادغال والجبال ومن ثم تحت الماء والكهوف والمغاور ، ننتقل الآن إلى التصوير الفوتوغرافي الجوي من الطائرات والطوافات والمناطيد ورغم اعتبار هذا المرفق باهظ التكاليف وغير متاح لأكثرية هواتنا ومحترفينا ، لكننا نجد أنه لا بد من نظرة عليه ضمن تغطيتنا الشاملة للتصوير الفوتوغرافي وسط كل الظروف .
يسمح التـصـويـر الفوتوغرافي الجوي بالحصول على مناظر مختلفة كل الاخـتـلاف للـعـالم الطبيعي فالطائـرات والطوافـات هليكوبتر - وحتى المناطيد - البالونات - تمثـل جميعهـا منصات مناسبة للكاميرا ، وعلى الرغم من ان استنجـار إحـدى وسائل النقل الجوي هذه قد يكون باهظ التكاليف في بعض البلدان يبقى أن التحليق جيد التخطيط يستطيـع إفـادة المـصـور الفوتوغرافي بشكل رائع فوجهـة النظر تختلف تماما عن تلك التي نتم من مستوى الأرض خصوصاً عنـدمـا تـؤخذ اللقطات بإتجـاه الأسفل نحو الأرض مباشرة وتختلف إلى حد يجعل للتصوير الفـوتـوغـرافي الجـوي لغتـه الخـاصـة - مـجـال مـمـيـز من المـواضيـع وأساليب تصـويـر محددة جدا ـ والأنظمة المخططة التي يستحيـل مشـاهـدتـهـا من الأرض على سبيل المثال يمكن ان تتسلط على المنظر الجوي كما ان الأشكال الأرضية الواسعة كالجبال والبحيرات كثيراً ما يمكن مشاهدتها من الأعلى باكتمال يفـوق مـا يتـوفـر من مستـوى الأرض .
- المواضيع :
عند النظر من الجو ، نشاهـد عـدداً اقـل من الاشكال الكبيرة المحددة ، بالمقارنة مع ما نشاهده من الأرض ، كما ان مـعـظم المواضيع تقع في المسطح ذاته لهذا السبب ، يحدث للكثير من المناظر الجوية ان تظهر كتلة مضطربة من التفاصيل ، مما يعني اسـتـحـالة نـجـاح الالتـقـاط العشوائي .
لذلك فمن الأفضل ان نخطط للتحليق مسبقاً مع إستشارة الطيار للحصول على فكرة جيدة للمواضيع المحتملة ، بدلا من التجول دونمـا هـدف ففترة التحليق تكلف ما لا ـ وهذا ما يدعو لاستغلال كل دقيقة على أفضل ما يرام .
- خطوط واشكال نقشية :
تحقـق المـزايـا الواضحة والقوية أفضل النتائج بالتصوير الفوتوغرافي الجيد ، ويمكن توقع مشـاهـدة الكثير من ذلك ضمن خارطة كبيرة المقياس فالحدود المـائيـة والأرضيـة ـ شواطيء بحرية وضفاف بحيرات وانهـار وجـزر صغيرة - جـديـرة بالاستكشاف دائما ، مثلما هي حـواف خـط الثلج في هـذه الحالات جميعها ، عادة ما يوجد تباين لوني جيد التدرج . اما غطاء اخرى ، فتميل إلى إخفاء الخطوط القوية وتعطي صوراً أكثر تسطحاً النبـاتـات المكتظة من نـاحـيـة واقل فتورا مع تباين ضوئي اقل .
واما المنطقة القاحلة فهي اكثـر نقشأ بكثير على وجه العموم ثم نصل إلى الصحاري والمناطق الصخرية والبركانية فنجدها جميعها وفيها احتمالات جيدة . خصوصاً عندما تعمل الشمس المنخفضة على إبراز أشكال سطوحها ببعثها ظلالا طويلة .
- انظمة :
من الممكن للمنظر الطبيعي الرتيب الذي قد يبدو مفتقراً إلى الإثارة والالهـام من الأرض ان يسترجع اهميته بإظهاره انظمـة مميزة من وجهـة نـظـر جـويـة . والأنظمة الرتيبة المتكررة شائعة إلى حد ما ، لأن الظروف التي تبعث بمظهر واحد معين في ذلك ـ كليب رملي او تـكـتـل لـصـفـوف اشجار على سبيل المثال ـ غالباً ما تتواجد في منطقة واسعة . هكذا هي الانظمة من هذا القبيل ثـاني أكثر وضوحاً ومرتفعة التباين الضوئي ، يزداد مظهرهـا تاثيـراً على الدوام تقـريبـا بـالضوء المنحدر من شمس بحالة الشروق أو المغيب . اما الانظمة التي لا تكرر ذاتهـا فتشيع على وجه الخصوص حـول تـرسـبـات من مصدر مائي ، امثـال العـر اوح الملحـيـة فـي صـحـراء مـا أو مسـطـحـات الطمى عنـد مصب نهري .
- الوان متباينة :
ليست الألوان قوية الاختلافات ميزة شائعة على وجه الخصوص فـي المـنـظر الجـوي ، ولكـن باستطاعة المكان حيث يحـدث شيء من ذلك ان يصنـع صـوراً فوتوغرافية ممتعة جدا . فمع وجود نباتات مثلا ، يزيد مقياس التصوير الفوتوغرافي الجوي من صعوبة التمييز بين ازهار إفرادية ، إلا ان الشجـرة الكاملة المكتظة بالازهـار تستطيع بعث تاثیر دراماتيكي ، وفي الخريف . تبعث حقول الحور او . القيقب الأحمر ، باحتمال آخر . اما ينابيع المياه الحارة فتنتج الوانا زاهية ، في بعض الاحيان . خصوصاً من الطحالب التي تزدهر في المياه الحارة .
- الاضاءة
علينا قبـل كـل شيء آخـر ان نستفيد من الإضاءة إلى اقصى حد ، ولاي موضوع معين ، هنالك ظروف جوية تختلف عن بعضها البعض إلى حد هائل في الفترات المختلفة من النهار ، الأمر الذي يجعل من اختيار للتحليق مهارة لها أهميتها على ان الإضاءة الأفـضـل لـمـعـظم المناظر الجوية هي تلك المنعكسة من شمس منخفضة ، ذلك أنها
تعطي التباين الضوئي الأكبر كما ان الظلال الطويلة تجلب تفاصيل ستظل مخفية في طقس غائم او تحت شمس عـالـيـة في منتصف النهار تجدر الإشارة إلى ان نوعية الإضاءة تلعب دورا حاسماً في التصوير الفوتوغرافي الجوي بسبب المقياس الكبير لمعظم المناظر ، فالأشجار والتلال والصخور التي ستظهر كمزايـا واضحة في المنظر الطبيعي في مستوى الأرض بسبب إرتفاعها ،
غالباً ما تبدو غير ملفتة للنظر من الطائرة ، إلا إذا حدث لأشعة شمسية قوية الانحناء ان شددت على إبراز شكلها بمشرقات في جانب وظلال بارزة في الجانب الآخر على أن الصباح الباكر واواخر بعد الظهر هي فترات لا يمكن التكهن بها للتحليق في اجزاء عديدة من العالم . وكثيراً ما لا يمكن ضمان صفاء الأحوال الجوية من هنا يقتضي الأمر الاعتياد على الأحوال الجوية المحلية ودراسة الظروف القائمة لتحسين احتمالات القيام برحلة ناجحة .
- الحياة الضارية
من الجو قليلة هي مـواضيـع الحياة الضارية التي تعد بنتاج جيد في التصوير الفوتوغرافي الجوي وذلك بسبب المقياس مرة أخرى فالتحليق على علو منخفض بارتفاع ۱۰۰ قدم -30 متراً -مثلا لن يكون محفوفة بالمخاطر فقط بل وسيصيب معظم الكائنات بالذعر كذلك . من هنا تصبـح القـطـعـان والأسـراب هي أكثـر المواضيـع نجـاحـاً في مجـال التصوير الفوتوغرافي الجوي ، وخصوصاً مع وجود تباين كبير في اللون أو التدرج اللوني بين الطيور أو الحيوانات وخلفيتها فطيور البجع البيضاء مقابل مياه داكنة على سبيل المثال أو قطيع من الحيوانات البرية السوداء مقابل ارض عشبية بلون القش . تستطيع صنع صورة قوية ، كما انها ستملا الاطار عند تصويرها من مسافة بعيدة هذا ، ولما كان هدير وقرب الطائرة سيدفعان بمعظم الكائنات إلى الهرب ، لذا لا ينبغي للتحليق على ارتفاع منخفض فوقها ان يتم
عشوائيا ، بل ينبغي أخذ مصلحة الحياة البرية بعين الاعتبار اولا : و إذا ظهر أن الطائرة سببت الذعر بالفعل ، علينـا حصر التصوير الفوتوغرافي بمسار واحد وحيد .
- اسلوب التحليق :
مهما كان نوع الطائرة التي نستخد مها ، تصبح هذه بالنسبة للتصوير الفوتوغرافي منصة جوية للكاميرا وبناء على ذلك القيام بها لجعل هذه المنصة أكثر يوجد عدد من الاشياء التي لا يمكن ثباتاً وملاءمة .
علينا اختيار الطائرة الأكثـر ملاءمة باديء ذي بدء . قد يكون هذا واضحاً ، ولكن مقتضيـات التصوير الفـوتـوغـرافي ليست كمقتضيات التحليق ذاتـهـا بالضرورة .
ذلك أننـا نحتاج إلى مشاهدة المنظر صافياً ودون أي عائق قبل كل شيء ، وفي الطائرة ثابتة الجناح يحتاج هذا إلى شيئين : المقدرة على فتح باب أو
نافذة ، طالما أن التصوير من خلال النـوافـذ يسيء إلى نوعية الصورة ، وإلى وجود الجناح في اعلى الطائرة ، هذا ومع طائرة منخفضة الجناح بشكل أكبر امـثـال نـمـاذج بعض البيتشكـرافـت ، نسـتـطيـع الالتقاط من مقصورة امتعة في الخلف . مهمـا كـانت الحـال يستحسن أن تناقش هذه المسالة مع الطيار قبل الإقلاع او نافذة مفتوحة قد يكون صعباً على ان الطيران بباب مفتـوح تحت بعض الظروف ، فإذا كـان ممكناً ، علينا إبقاء النافذة مغلقة إلا عند التقاط الصور بالفعل ، على أن تحذر الطيار من أننا على وشك فتحها حينذاك .
أما الاختيار ما بين طائرة ثـابتـة الجناح وطوافة - هليكوبتر » فعادة ما يتحدد بنوعية المهمة المعنية ، ولكن القانون العام يقول ان العمل من طائرات الهليكوبتر يحتاج إلى خبرة أكبر ، كما أن كلفة فترة التحليق تصـل إلى عـدة اضعاف أكثر . وعلى الرغم من ان احـدى الحسنات الكبيرة للهليوكبتـر هـي مقـدرتـهـا على الحوم ، يبقى هذا التحـويم سيئاً للتصوير طالما أن الهليوكبتـر خلاله تتسبب باهتزازات قوية . من هنا تصبح الطائرات ذات الجناح الثابت في الأبسط للاستعمال على وجه العموم ، رغم أنها لا توازي الهليوكبتـر بمـقـدرتـهـا عـلى المناورة .
بالمقارنة ، نجد البـالـونـات ، المناطيد ، بعيدة كل البعد عن الاهتزاز ، والتحليق بها هو تجربة ممتعة . نستطيع معها ان نعمـل بعدسات اطوال وسرعات مغـلاق ابطا ، كما يتوفر المزيد من الوقت لاختيار المواضيع وضبط محتوى الصورة على ان البالون يتحرك تبعاً لاتجـاه الريح ، ولا مجـال تقريباً للتحكم بحركته . فإذا من موضوع استرعى الاهتمام ، لا نستطيع العودة إليه .
- اسلوب الكاميرا :
نستـطيـع إستعمـال مـعـظم الكاميرات من الجو ، إلا ان بعضها مناسب أكثر من غيره . فالمنظر من الطائرة محدود ، والظروف صعبة عادة - هدير المحرك وريح وحيّز ضيق وحرارة منخفضة عادة - لهذا السبب من الأفضل عادة العمل بكاميرا غير معقدة ، فيها من الضوابط ما إعتدنا عليه إضـافة إلى بساطة التشغيل - المشاهدة من مستوى العين أمر لا مفر منه هنا ويفضل تصميم الكـاميـرا العاكسة أحادية العدسة على كاميرا محـدد النظر المباشرة - طالما أن دعائم الطائرة والعجلات والمعيقات الأخرى ستكون مرئية بوضوح من خلال عدسة العين - كما ان الهدير داخل الطائـرة الخفيفة سيكون أكثر ارتفاعاً عادة من ان يسمـح بسـمـاع مـغـلاق الكاميرا وهـو يعمل ، وإرتخاء التوتر على مسكة اللف سيكون الإشارة الوحيدة الى أن الكاميرا التقطت غالباً .
امـا الحكم على التعريض الضوئي فهو الأسهل بتعبير من خلال العدسة . فإذا إستعملنا عداداً يدوياً علينا أن نتذكر تغطية نافذة الاستقبال فيه لمنعها من مشاهدة السماء ، وإلا فقد تتسبب هي مع بحدوث تعريض ضوئي منخفض يهدد بتلف الصورة . ومثلما الحال التصوير الفوتوغرافي في مستوى الأرض ناخذ بعين الاعتبار ذلك التعريض الضوئي الذي نريده عوضاً عن القيمة التي يشير إليها العداد فإذا كنا على سبيل المثال نلتقط
صوراً لسرب من الطيور فاتحـة الألوان على خلفيـة داكنـة لن تاتي قراءة العداد صحيحة سوف تعطي تعريضاً ضوئياً صحيحاً للخلفية التي تسيطر على منطقة الصورة ، أمـا الطيـور فستحصل على تعريض ضوئي يتجـاوز مـا ينبغي كثيـراً ، مما يتطلب وقفة تعريض ضوئي او وقفتين اقل من قراءة العداد .
- العدسة
نصـل إلى اختيـار الـعـدسـة فنجده محدوداً بمشكلة الاهتزاز والوهج الجوي وعلى الرغم من ان عدسات التركيز الطويل مغرية الاستعمال بسبب المسافة بين الطائرة والموضوع ، يبقى انها اصعب ما يمكن العمل به جيداً . ذلك ان عدسة التركيز الطويـل لا تكبر الصورة فقط ، بل وتؤثر على الاهتزاز ، ومثلما ان عدسة الطول البؤري العادي عند العمل بها من الطائرة تحتاج إلى سرعة مغلاق تبلغ ١/٥٠٠ من الثانية تقريباً لتجنب اهتزاز الكاميرا ، لا بد للعدسات الأطول أن تتميز حتى بسـرعـات اكبـر من المصاعب الاضافية أيضاً أن الصور التي تلتقط بعدسات تركيز طويل تعاني من تأثيرات الوهـج الجـوي - وحيث ان معظم الصور الجـوية تلتقط من خلال ما لا يقل عن 500 قدم من الهواء ، يستطيع هذا ان يضعف الصورة كثيراً وبالنسبة للتباين الضوئي الكبير ، يحدث للـعـدسـة واسعة الزاويـة عنـد استخدامها من علو منخفض إنها ستعطي نتائج جيدة ، رغم ان هذه ستنتج مناظر بانورامية عوضاً عن تفاصيل مختارة ، هذا ، وتجدر الإشارة اخيرا إلى ان مرشحات الاستقطاب أو فـوق البنفسجي ستقلل الوهج وتحسن صورة أية عدسة .
مهما كـانـت العـدسـة المستعملة ، علينا وضع سرعة المغلاق عند أعلى موقع ممكن ولا أهمية لعمق المجال المنخفض عند فتحة دنيا ، ففي ارتفاعات التحليق العادية ، ستكون الأرض وحدة مسطحة مهما كانت الأهداف والمقاصد . لهذا السبب ذاته ، وفي معظم الظروف ، يمكن وضع حلقة التركيز على اللائهـايـة .
الاستثناء الوحيد عندما تدعو الضرورة إلى إعادة تركيز ، هو عند صنع تمـريـرات منخفضة قصوى عندما يكون الموضوع عبارة عن طيور محلقة .
بعد جولتنا الشاملــة للتصوير الفوتوغرافي وسط الادغال والجبال ومن ثم تحت الماء والكهوف والمغاور ، ننتقل الآن إلى التصوير الفوتوغرافي الجوي من الطائرات والطوافات والمناطيد ورغم اعتبار هذا المرفق باهظ التكاليف وغير متاح لأكثرية هواتنا ومحترفينا ، لكننا نجد أنه لا بد من نظرة عليه ضمن تغطيتنا الشاملة للتصوير الفوتوغرافي وسط كل الظروف .
يسمح التـصـويـر الفوتوغرافي الجوي بالحصول على مناظر مختلفة كل الاخـتـلاف للـعـالم الطبيعي فالطائـرات والطوافـات هليكوبتر - وحتى المناطيد - البالونات - تمثـل جميعهـا منصات مناسبة للكاميرا ، وعلى الرغم من ان استنجـار إحـدى وسائل النقل الجوي هذه قد يكون باهظ التكاليف في بعض البلدان يبقى أن التحليق جيد التخطيط يستطيـع إفـادة المـصـور الفوتوغرافي بشكل رائع فوجهـة النظر تختلف تماما عن تلك التي نتم من مستوى الأرض خصوصاً عنـدمـا تـؤخذ اللقطات بإتجـاه الأسفل نحو الأرض مباشرة وتختلف إلى حد يجعل للتصوير الفـوتـوغـرافي الجـوي لغتـه الخـاصـة - مـجـال مـمـيـز من المـواضيـع وأساليب تصـويـر محددة جدا ـ والأنظمة المخططة التي يستحيـل مشـاهـدتـهـا من الأرض على سبيل المثال يمكن ان تتسلط على المنظر الجوي كما ان الأشكال الأرضية الواسعة كالجبال والبحيرات كثيراً ما يمكن مشاهدتها من الأعلى باكتمال يفـوق مـا يتـوفـر من مستـوى الأرض .
- المواضيع :
عند النظر من الجو ، نشاهـد عـدداً اقـل من الاشكال الكبيرة المحددة ، بالمقارنة مع ما نشاهده من الأرض ، كما ان مـعـظم المواضيع تقع في المسطح ذاته لهذا السبب ، يحدث للكثير من المناظر الجوية ان تظهر كتلة مضطربة من التفاصيل ، مما يعني اسـتـحـالة نـجـاح الالتـقـاط العشوائي .
لذلك فمن الأفضل ان نخطط للتحليق مسبقاً مع إستشارة الطيار للحصول على فكرة جيدة للمواضيع المحتملة ، بدلا من التجول دونمـا هـدف ففترة التحليق تكلف ما لا ـ وهذا ما يدعو لاستغلال كل دقيقة على أفضل ما يرام .
- خطوط واشكال نقشية :
تحقـق المـزايـا الواضحة والقوية أفضل النتائج بالتصوير الفوتوغرافي الجيد ، ويمكن توقع مشـاهـدة الكثير من ذلك ضمن خارطة كبيرة المقياس فالحدود المـائيـة والأرضيـة ـ شواطيء بحرية وضفاف بحيرات وانهـار وجـزر صغيرة - جـديـرة بالاستكشاف دائما ، مثلما هي حـواف خـط الثلج في هـذه الحالات جميعها ، عادة ما يوجد تباين لوني جيد التدرج . اما غطاء اخرى ، فتميل إلى إخفاء الخطوط القوية وتعطي صوراً أكثر تسطحاً النبـاتـات المكتظة من نـاحـيـة واقل فتورا مع تباين ضوئي اقل .
واما المنطقة القاحلة فهي اكثـر نقشأ بكثير على وجه العموم ثم نصل إلى الصحاري والمناطق الصخرية والبركانية فنجدها جميعها وفيها احتمالات جيدة . خصوصاً عندما تعمل الشمس المنخفضة على إبراز أشكال سطوحها ببعثها ظلالا طويلة .
- انظمة :
من الممكن للمنظر الطبيعي الرتيب الذي قد يبدو مفتقراً إلى الإثارة والالهـام من الأرض ان يسترجع اهميته بإظهاره انظمـة مميزة من وجهـة نـظـر جـويـة . والأنظمة الرتيبة المتكررة شائعة إلى حد ما ، لأن الظروف التي تبعث بمظهر واحد معين في ذلك ـ كليب رملي او تـكـتـل لـصـفـوف اشجار على سبيل المثال ـ غالباً ما تتواجد في منطقة واسعة . هكذا هي الانظمة من هذا القبيل ثـاني أكثر وضوحاً ومرتفعة التباين الضوئي ، يزداد مظهرهـا تاثيـراً على الدوام تقـريبـا بـالضوء المنحدر من شمس بحالة الشروق أو المغيب . اما الانظمة التي لا تكرر ذاتهـا فتشيع على وجه الخصوص حـول تـرسـبـات من مصدر مائي ، امثـال العـر اوح الملحـيـة فـي صـحـراء مـا أو مسـطـحـات الطمى عنـد مصب نهري .
- الوان متباينة :
ليست الألوان قوية الاختلافات ميزة شائعة على وجه الخصوص فـي المـنـظر الجـوي ، ولكـن باستطاعة المكان حيث يحـدث شيء من ذلك ان يصنـع صـوراً فوتوغرافية ممتعة جدا . فمع وجود نباتات مثلا ، يزيد مقياس التصوير الفوتوغرافي الجوي من صعوبة التمييز بين ازهار إفرادية ، إلا ان الشجـرة الكاملة المكتظة بالازهـار تستطيع بعث تاثیر دراماتيكي ، وفي الخريف . تبعث حقول الحور او . القيقب الأحمر ، باحتمال آخر . اما ينابيع المياه الحارة فتنتج الوانا زاهية ، في بعض الاحيان . خصوصاً من الطحالب التي تزدهر في المياه الحارة .
- الاضاءة
علينا قبـل كـل شيء آخـر ان نستفيد من الإضاءة إلى اقصى حد ، ولاي موضوع معين ، هنالك ظروف جوية تختلف عن بعضها البعض إلى حد هائل في الفترات المختلفة من النهار ، الأمر الذي يجعل من اختيار للتحليق مهارة لها أهميتها على ان الإضاءة الأفـضـل لـمـعـظم المناظر الجوية هي تلك المنعكسة من شمس منخفضة ، ذلك أنها
تعطي التباين الضوئي الأكبر كما ان الظلال الطويلة تجلب تفاصيل ستظل مخفية في طقس غائم او تحت شمس عـالـيـة في منتصف النهار تجدر الإشارة إلى ان نوعية الإضاءة تلعب دورا حاسماً في التصوير الفوتوغرافي الجوي بسبب المقياس الكبير لمعظم المناظر ، فالأشجار والتلال والصخور التي ستظهر كمزايـا واضحة في المنظر الطبيعي في مستوى الأرض بسبب إرتفاعها ،
غالباً ما تبدو غير ملفتة للنظر من الطائرة ، إلا إذا حدث لأشعة شمسية قوية الانحناء ان شددت على إبراز شكلها بمشرقات في جانب وظلال بارزة في الجانب الآخر على أن الصباح الباكر واواخر بعد الظهر هي فترات لا يمكن التكهن بها للتحليق في اجزاء عديدة من العالم . وكثيراً ما لا يمكن ضمان صفاء الأحوال الجوية من هنا يقتضي الأمر الاعتياد على الأحوال الجوية المحلية ودراسة الظروف القائمة لتحسين احتمالات القيام برحلة ناجحة .
- الحياة الضارية
من الجو قليلة هي مـواضيـع الحياة الضارية التي تعد بنتاج جيد في التصوير الفوتوغرافي الجوي وذلك بسبب المقياس مرة أخرى فالتحليق على علو منخفض بارتفاع ۱۰۰ قدم -30 متراً -مثلا لن يكون محفوفة بالمخاطر فقط بل وسيصيب معظم الكائنات بالذعر كذلك . من هنا تصبـح القـطـعـان والأسـراب هي أكثـر المواضيـع نجـاحـاً في مجـال التصوير الفوتوغرافي الجوي ، وخصوصاً مع وجود تباين كبير في اللون أو التدرج اللوني بين الطيور أو الحيوانات وخلفيتها فطيور البجع البيضاء مقابل مياه داكنة على سبيل المثال أو قطيع من الحيوانات البرية السوداء مقابل ارض عشبية بلون القش . تستطيع صنع صورة قوية ، كما انها ستملا الاطار عند تصويرها من مسافة بعيدة هذا ، ولما كان هدير وقرب الطائرة سيدفعان بمعظم الكائنات إلى الهرب ، لذا لا ينبغي للتحليق على ارتفاع منخفض فوقها ان يتم
عشوائيا ، بل ينبغي أخذ مصلحة الحياة البرية بعين الاعتبار اولا : و إذا ظهر أن الطائرة سببت الذعر بالفعل ، علينـا حصر التصوير الفوتوغرافي بمسار واحد وحيد .
- اسلوب التحليق :
مهما كان نوع الطائرة التي نستخد مها ، تصبح هذه بالنسبة للتصوير الفوتوغرافي منصة جوية للكاميرا وبناء على ذلك القيام بها لجعل هذه المنصة أكثر يوجد عدد من الاشياء التي لا يمكن ثباتاً وملاءمة .
علينا اختيار الطائرة الأكثـر ملاءمة باديء ذي بدء . قد يكون هذا واضحاً ، ولكن مقتضيـات التصوير الفـوتـوغـرافي ليست كمقتضيات التحليق ذاتـهـا بالضرورة .
ذلك أننـا نحتاج إلى مشاهدة المنظر صافياً ودون أي عائق قبل كل شيء ، وفي الطائرة ثابتة الجناح يحتاج هذا إلى شيئين : المقدرة على فتح باب أو
نافذة ، طالما أن التصوير من خلال النـوافـذ يسيء إلى نوعية الصورة ، وإلى وجود الجناح في اعلى الطائرة ، هذا ومع طائرة منخفضة الجناح بشكل أكبر امـثـال نـمـاذج بعض البيتشكـرافـت ، نسـتـطيـع الالتقاط من مقصورة امتعة في الخلف . مهمـا كـانت الحـال يستحسن أن تناقش هذه المسالة مع الطيار قبل الإقلاع او نافذة مفتوحة قد يكون صعباً على ان الطيران بباب مفتـوح تحت بعض الظروف ، فإذا كـان ممكناً ، علينا إبقاء النافذة مغلقة إلا عند التقاط الصور بالفعل ، على أن تحذر الطيار من أننا على وشك فتحها حينذاك .
أما الاختيار ما بين طائرة ثـابتـة الجناح وطوافة - هليكوبتر » فعادة ما يتحدد بنوعية المهمة المعنية ، ولكن القانون العام يقول ان العمل من طائرات الهليكوبتر يحتاج إلى خبرة أكبر ، كما أن كلفة فترة التحليق تصـل إلى عـدة اضعاف أكثر . وعلى الرغم من ان احـدى الحسنات الكبيرة للهليوكبتـر هـي مقـدرتـهـا على الحوم ، يبقى هذا التحـويم سيئاً للتصوير طالما أن الهليوكبتـر خلاله تتسبب باهتزازات قوية . من هنا تصبح الطائرات ذات الجناح الثابت في الأبسط للاستعمال على وجه العموم ، رغم أنها لا توازي الهليوكبتـر بمـقـدرتـهـا عـلى المناورة .
بالمقارنة ، نجد البـالـونـات ، المناطيد ، بعيدة كل البعد عن الاهتزاز ، والتحليق بها هو تجربة ممتعة . نستطيع معها ان نعمـل بعدسات اطوال وسرعات مغـلاق ابطا ، كما يتوفر المزيد من الوقت لاختيار المواضيع وضبط محتوى الصورة على ان البالون يتحرك تبعاً لاتجـاه الريح ، ولا مجـال تقريباً للتحكم بحركته . فإذا من موضوع استرعى الاهتمام ، لا نستطيع العودة إليه .
- اسلوب الكاميرا :
نستـطيـع إستعمـال مـعـظم الكاميرات من الجو ، إلا ان بعضها مناسب أكثر من غيره . فالمنظر من الطائرة محدود ، والظروف صعبة عادة - هدير المحرك وريح وحيّز ضيق وحرارة منخفضة عادة - لهذا السبب من الأفضل عادة العمل بكاميرا غير معقدة ، فيها من الضوابط ما إعتدنا عليه إضـافة إلى بساطة التشغيل - المشاهدة من مستوى العين أمر لا مفر منه هنا ويفضل تصميم الكـاميـرا العاكسة أحادية العدسة على كاميرا محـدد النظر المباشرة - طالما أن دعائم الطائرة والعجلات والمعيقات الأخرى ستكون مرئية بوضوح من خلال عدسة العين - كما ان الهدير داخل الطائـرة الخفيفة سيكون أكثر ارتفاعاً عادة من ان يسمـح بسـمـاع مـغـلاق الكاميرا وهـو يعمل ، وإرتخاء التوتر على مسكة اللف سيكون الإشارة الوحيدة الى أن الكاميرا التقطت غالباً .
امـا الحكم على التعريض الضوئي فهو الأسهل بتعبير من خلال العدسة . فإذا إستعملنا عداداً يدوياً علينا أن نتذكر تغطية نافذة الاستقبال فيه لمنعها من مشاهدة السماء ، وإلا فقد تتسبب هي مع بحدوث تعريض ضوئي منخفض يهدد بتلف الصورة . ومثلما الحال التصوير الفوتوغرافي في مستوى الأرض ناخذ بعين الاعتبار ذلك التعريض الضوئي الذي نريده عوضاً عن القيمة التي يشير إليها العداد فإذا كنا على سبيل المثال نلتقط
صوراً لسرب من الطيور فاتحـة الألوان على خلفيـة داكنـة لن تاتي قراءة العداد صحيحة سوف تعطي تعريضاً ضوئياً صحيحاً للخلفية التي تسيطر على منطقة الصورة ، أمـا الطيـور فستحصل على تعريض ضوئي يتجـاوز مـا ينبغي كثيـراً ، مما يتطلب وقفة تعريض ضوئي او وقفتين اقل من قراءة العداد .
- العدسة
نصـل إلى اختيـار الـعـدسـة فنجده محدوداً بمشكلة الاهتزاز والوهج الجوي وعلى الرغم من ان عدسات التركيز الطويل مغرية الاستعمال بسبب المسافة بين الطائرة والموضوع ، يبقى انها اصعب ما يمكن العمل به جيداً . ذلك ان عدسة التركيز الطويـل لا تكبر الصورة فقط ، بل وتؤثر على الاهتزاز ، ومثلما ان عدسة الطول البؤري العادي عند العمل بها من الطائرة تحتاج إلى سرعة مغلاق تبلغ ١/٥٠٠ من الثانية تقريباً لتجنب اهتزاز الكاميرا ، لا بد للعدسات الأطول أن تتميز حتى بسـرعـات اكبـر من المصاعب الاضافية أيضاً أن الصور التي تلتقط بعدسات تركيز طويل تعاني من تأثيرات الوهـج الجـوي - وحيث ان معظم الصور الجـوية تلتقط من خلال ما لا يقل عن 500 قدم من الهواء ، يستطيع هذا ان يضعف الصورة كثيراً وبالنسبة للتباين الضوئي الكبير ، يحدث للـعـدسـة واسعة الزاويـة عنـد استخدامها من علو منخفض إنها ستعطي نتائج جيدة ، رغم ان هذه ستنتج مناظر بانورامية عوضاً عن تفاصيل مختارة ، هذا ، وتجدر الإشارة اخيرا إلى ان مرشحات الاستقطاب أو فـوق البنفسجي ستقلل الوهج وتحسن صورة أية عدسة .
مهما كـانـت العـدسـة المستعملة ، علينا وضع سرعة المغلاق عند أعلى موقع ممكن ولا أهمية لعمق المجال المنخفض عند فتحة دنيا ، ففي ارتفاعات التحليق العادية ، ستكون الأرض وحدة مسطحة مهما كانت الأهداف والمقاصد . لهذا السبب ذاته ، وفي معظم الظروف ، يمكن وضع حلقة التركيز على اللائهـايـة .
الاستثناء الوحيد عندما تدعو الضرورة إلى إعادة تركيز ، هو عند صنع تمـريـرات منخفضة قصوى عندما يكون الموضوع عبارة عن طيور محلقة .
تعليق