ابن سعد (محمد-) Ibn Sa’d (Mohammad-)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ابن سعد (محمد-) Ibn Sa’d (Mohammad-)

    ابن سعد (محمد ـ)
    (168 ـ 230هـ /784 ـ 845م)

    أبو عبد الله محمد بن سعد بن مَنِيْع البصري البغدادي. مؤرخ ثقة و كاتب الواقدي (ت207هـ)، وصاحب الطبقات الكبير.
    ولد في البصرة،وهو من موالي الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب.
    طلب العلم في صباه في البصرة،و جلس في حلقات شيوخها، حتى إنه لحق بالكبار منهم طلباً لعلو الإسناد، ثم رحل في طلب العلم على عادة ذلك العصر، فطوَّف في الكوفة و مكة والمدينة وغيرها، يسمع من شيوخها و يكتب عنهم، فممن سمع منهم هُشَيم ابن بشير الواسطي (ت183هـ)، وسفيان ابن عُيينة (ت198هـ)، و إسماعيل بن إبراهيم (ت193هـ) وعُلَيّة أمه، ووكيع ابن الجرَّاح الرَُؤاسي (ت197هـ)، وكانت بغداد من أهم المدن التي رحل إليها، وهناك تعرف إلى شيخه محمد بن عمر الواقدي صاحب كتاب المغازي والطبقات، و لازمه حتى عرف به، فصار يقال له كاتب الواقدي، وقد جمع بينهما اهتمامهما بالتاريخ وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم بخاصة، فكانت أكثر مؤلفات الواقدي تنعقد عليها، وكان لهذه العلاقة التأثير الأول في اتجاه ابن سعد نحو كتابة السيرة وتراجم الصحابة، حتى إنه تأثر بمنهج شيخه في إيراد التراجم على طريقة الطبقات. وعلى الرغم من اعتماده في كثير من أخباره على شيخه الواقدي إلا أن ما حصله من مرويات عن شيوخه الآخرين أكسب كتابه ثقة عند المؤرخين والمحدثين لم ينلها شيخه الواقدي، الذي أجمع المحدثون على تضعيفه،لأنه خرج عن منهجهم في إيراده الأسانيد مجموعة، ثم إنه لم يتحرَّ حال من يروي عنهم من عدالة وضبط، وهو ما تجنبه ابن سعد، فحاز توثيق المحدثين له.
    وقد عقد ابن سعد كتابه «الطبقات الكبير» على السيرة النبوية وعلى تراجم الصحابة والتابعين حتى عصره، فجاء ت السيرة النبوية في جزأين، ثم أضاف فصلا ًعن الذين كانوا يفتون بالمدينة في عهد رسول اللهr، ثم أخذ يسرد تراجم الصحابة والتابعين، وكانت السابقة إلى الإسلام هي المحور الأكبر في طبقاتهم. فبدأ مثلاً بالمهاجرين البدريين ثم بالأنصار البدريين، ثم من أسلم قديماً ولم يشهد بدراً وإنما هاجر إلى الحبشة أوشهد أُحُداً، ثم من أسلم قبل فتح مكة.. وهكذا. وكأنه كان في ذلك يعتمد ديوان عمر بن الخطاب حين قسم الصحابة في أعطيا تهم حسب سابقتهم إلى الإسلام. وبعد أن انتهى من ترتيبهم على حسب السابقة رتب تراجمهم حسب المكان الذي نزلوا فيه حين الفتوحات، فترجم لمن كان منهم بالمدينة ومكة والطائف واليمن واليمامة، ثم لمن نزل منهم بالكوفة، ثم لمن نزل منهم بالبصرة، وهكذا.
    ومفهوم الطبقة عنده مفهوم زمني يراوح تقديره نحو عشرين سنة، وإذا كان لهذه الطريقة من عيب فهو أنها قد تكرر بعض المترجمين في غير ما موضع من الكتاب.
    وابن سعد من أوائل من ألف في هذه الطريقة، وليس ثمة كتاب سبقه إلا «طبقات الواقدي»، فهو من هذه الناحية من أوائل النماذج في تراجم الرجال، وقد تأثر في هذه الطريقة من جاء بعده من المؤرخين والمحدثين.
    وقد غدا كتابه لاتساع مادته مصدراً مهماً للقدامى والمُحدثين، لا يستطيع الاستغناء عنه كل من يتصدّى لكتابة التاريخ الإسلامي في قرونه الأولى.
    ومع أن لابن سعد كتباً أخرى غير كتاب «الطبقات الكبير»، فقد ألف في الفقه وغريب الحديث إلا أن الطبقات يبقى كتابه الكبير الذي عرف فيه.
    توفي ابن سعد في بغداد عن اثنتين وستين سنة، ودفن في مقبرة الشام.
    غزوة بدير
يعمل...
X