سجلماسة
مدينة في الجنوب الشرقي للمغرب الأقصى بمنطقة تافيلالت. تقع أطلالها حول موقع ريساني على بعد ثلاثة عشر ميلاً جنوب مدينة ايرفود الحالية. وكان لموقعها أثر عميق في تاريخها، فهي على وادي زير الغزير المياه في فصل الأمطار، وعند آخر المعمور على آخر تخوم الصحراء التي كانت تفصلها مسيرة شهرين عن غربي إفريقية مصدر الذهب الرئيسي لحوض المتوسط منذ العصور القديمة. وقد جعل هذا كله منطقتها سوقاً ومحطة تجارية مزروعة وأدى لانتشار العمران فيها.
يبدو أن هذه الأوضاع جعلت ليون الإفريقي يعتقد أن مدينة سجلماسة من بناء الاسكندر أو أحد القادة الرومان. لكن المقبول علمياً لدى الدارسين أنها من بناء المسلمين. كانت البداية سنة 140هـ/757ـ758م يوم نزلت بموقع سجلماسة جماعة من الخوارج الصفرية، من قبيلة مكناسة الزناتية يقودها أبو القاسم سمعون بن يزيلان (أونزول أو واسول) الملقب بالمدرار، وتكامل بناؤها في سنوات بقية القرن، فأحيطت المدينة بغابة نخل ثم بسور. كما أضحت قاعدة لدولة نسبت إلى لقب المؤسس فعرفت بالدولة المدرارية، وتوسعت منها لتضم وادي درعة إلى الغرب منها، الوادي المهم بموقعه على خط تجارة الذهب وبغناه بالثروة الزراعية والمعدنية وخاصة الحديد.
تسرب إلى الدولة المدرارية الصفرية المذهب نفوذ الرستميين من المغرب الأوسط، وهم خوارج إباضية، عن طريق المصاهرة. واستغل أمويو الأندلس وضع سجلماسة مركزَ تجمع لتجار من جميع أنحاء العالم الإسلامي، وبثوا عيونهم فيها لجمع المعلومات عن دٌوَله.
وتعرّضت سجلماسة، كغيرها من أصقاع المغرب، للاختراق من قبل الدعوة الفاطمية، إذ وصلها متنكراً بزي التجار إمامها عبيد الله المهدي، فاشتبه به أميرها وسجنه، مما جعل داعيته يسارع، بعد إعلانه قيام الدولة في المغرب الأدنى، إلى اكتساح سجلماسة وقتل أميرها المدراري أليسع ابن المنتصر في ذي الحجة سنة 297هـ/آب 910م.
حكم الفاطميون بعد تحرير الإمام سجلماسة حكماً مباشرا بولاة لهم، ثم حكماً غير مباشر بإعادة أمراء مدراريين تابعين، اتقاء لشغب المدينة. وعندما أظهر هؤلاء أمارات الاستقلال قضوا على حكمهم سنة 349هـ/960ـ961م.
أدى نقل الإمام الفاطمي قاعدته إلى مصر سنة 361هـ/972ـ973م واتخاذ نوابه الزيريين للقيروان في المغرب الأدنى عاصمة إلى تراخي قبضتهم على المغرب الأقصى، فيسر على خصومهم الأمويين في الأندلس احتلال سجلماسة سنة 374هـ/984ـ985م. وحين شغلتهم الفتنة في بلدهم قام مسعود بن وانودين المغراوي باحتلال سجلماسة سنة 400هـ/1009ـ1010م، وأقام فيها إمارة لمغراوة الزناتية ومضت عدة عقود سيطرت بعدها على الصحراء دعوة المرابطين[ر]، وسرعان ما انتقلوا لاحتلال سجلماسة، سنة 445هـ/1053ـ1054م، بدعوى تلبية طلب فقهائها.
وقد اتخذ المرابطون سجلماسة قاعدة انطلاق لهم، لإتمام فتح المغرب الأقصى، ليتابعوا منه استكمال توسعة دولتهم لتشمل أغلب أراضي المغرب مع الصحراء وغرب افريقية جنوباً والأندلس الإسلامية شمالاً. وأضحت سجلماسة بعدها في قلب الدولة، واستمر وضعها على حاله زمن الموحدين الذين خلفوا المرابطين 524ـ668هـ/1130ـ1269م.
ظلت سجلماسة في القرون الخمسة التي تلت بناءها، على الرغم مماحفلت به من تقلبات، مدينة مزدهرة غنية، وفرت لها ذلك ثروتها الزراعية في منطقتها، من نخيل وأعناب وما هو أهم منها من زراعات يكثر الطلب عليها في التجارة الخارجية: الحنة والكمون والكراويا والقطن والسكر. وتبقى مع ذلك تجارة الذهب الواردة من غربي أفريقيا مقابل مواد رخيصة كالملح المصدر الرئيسي لثروتها، إذ كانت بوابة تجهّز فيها القوافل العابرة للصحراء ذهاباً، وتستفيد من مردود استقبالها إياباً، حيث تتفرع الطرق منها نحو المغرب وموانئه. وقد تعاظم دور سجلماسة في تجارة الذهب وأصبحت البوابة الوحيدة لمصدر الذهب بعد أن أغلق أحمد بن طولون (254ـ270هـ/868ـ884م) بوابة مصر، إثر تقلبات مناخية وعواصف رملية أدت إلى ضياع قوافل على الطريق المتجهة منها.
تعددت القرائن على مدى غنى سجلماسة، فالرحالة ابن حوقل يقدر دخل الدولة من سجلماسة، أواسط القرن الرابع الهجري/العاشر الميلادي، بأربعمئة ألف دينار، في حين بلغ دخلها من المغرب كله ثمانمئة ألف دينار، ورأى صكاً بحق تاجر منها على آخر من مدينة أودغست، على طريق تجارة الذهب، بمبلغ اثنين وأربعين ألف دينار، وهو مالم يجد لها شبيهاً حتى في المشرق. وبعد قرن غنم المرابطون خمسين ألف جمل منها دفعة واحدة، كانت لأميرها المغراوي وحده.
واستمر عمران سجلماسة، وعاشت المدينة الازدهار ذاته في القرنين التاليين، زمن المرابطين والموحدين، إذ توحدت فيهما منطقة تجارة الذهب، بين مصادره وموانئ توزيعه، في ظل سلطة واحدة . كما أن المرابطين حموا أهل سجلماسة من تسلط اليهود على هذه التجارة بمنعهم من مزاولتها بعدما تقاطروا على المدينة، وحاولوا السيطرة على هذه التجارة بالغش والخداع.
بانهيار دولة الموحدين تغيرت الظروف المحيطة بسجلماسة، وأدت إلى سيرها على دروب الانحدار، إذ احتلتها عنوة، في صفر 673هـ/1274م، قوات أبي يوسف يعقوب، سلطان المرينيين الذين ورثوا من تركة الموحدين المغرب الأقصى، واتخذوا من فاس عاصمة لهم، وأصبحت سجلماسة مدينة حدودية جعلها المرينيون قاعدة لوحدة إدارية هي «سجلماسة ودرعة وسائر بلاد القبلة»، وجعلوا حكمها لأفراد من الأسرة السلطانية ولأبناء السلاطين في الغالب. واحتاطوا من محاولة الاستقلال بها فوضعوا إلى جانب الحاكم صاحب جباية وقائداً لمسلحة الجند. لكن هذه التدابير لم تحل دون وقوع المحذور إذ تمرد بسجلماسة الولاة من الأسرة المرينية الذين كانوا يتولون حكمها ويسر على التمرد بها بعدها عن العاصمة، فاس، وطمع دولة بني عبد الواد المجاورة في المغرب الأوسط بها، ووجود عرب المعقل داخلها وحولها. أسفر هذا الاضطراب عن إيقاع الخراب بالمدينة وسورها عند موت السلطان المريني أحمد عام 796هـ/1393م.
بينما كانت دولة المرينيين تتفكك وتنهار كان البرتغاليون يتوسعون على الشواطئ الأطلسية للمغرب. وعجز أقرباء المرينيين وخلفاؤهم في السيادة على المغرب الأقصى، وهم الوطاسيون (875ـ957هـ/1470ـ1550م)، من وقف هذا التقدم الذي وصل إلى جنوب المغرب الأقصى، وتوغل نحو الداخل، ليصل إلى وادي درعة القريب من سجلماسة. تصدت للرد الجماعات المنظمة في أوساط الشعب، وكانت كل منها تلتف إما حول شيخ طريقة صوفية «مرابط» أوحول شيخ ينتمي إلى آل البيت «شريف»، وكانت منطقة سجلماسة وما حولها غنية بهذه الجماعات واستطاع بنو سعد الذين يدّعون هذا النسب أن يقيموا حكماً وراثياً تحت راية الجهاد (916ـ1069هـ/1511ـ1659م)، منطلقين من وادي درعة، وظلت سجلماسة في عهدهم بلداً متطرفاً يغري بالثورة، كما حصل حين ثأر بها المأمون على مولاي أحمد المنصور الذهبي (986ـ1012هـ/1578ـ1602م)، كما كانت ملائمة لعقد الاتصالات الخارجية، إذ استقبل بها مولاي زيدان سفارة لمراد الرابع، السلطان العثماني الطامح للسيطرة على المغرب سنة 1012هـ/1603م.
خلفت الأسرة السعدية في السيطرة على المغرب الأقصى الأسرة العلوية التي تنحدر من الحسن بن علي بن أبي طالب، نزل المؤسس مولاي على الشريف في سجلماسة، وقد انطلق منها مولاي الرشيد بن مولاي علي لتأسيس الدولة سنة 1075هـ/1664م، كما استخدمها مولاي إسماعيل (1083ـ 1139هـ/1672ـ1727م)، مركزاً لتنشئة أبنائه الكثر بعيداً عن البلاط ومشكلاته، وكان اسم المنطقة «تافيلالت» قد صار علماً على المدينة، فصارت سجلماسة تعرف باسم تافيلالت، لذلك اشتهرت الأسرة باسم «الأشراف الفلالية» التي تحكم في المغرب حتى اليوم.
تمتعت سجلماسة في عهد الأسرة العلوية بمكانة سامية، لكنها كانت معنوية فحسب، أما مكانتها الاقتصادية وأساس ازدهارها فقد انهارت نتيجة للاضطراب فيها وفيما حولها وأخذت دورها في تسيير قوافل تجارة الذهب مدينة عكا إلى الغرب منها وعلى مقربة من الساحل.
أحمد بدر
مدينة في الجنوب الشرقي للمغرب الأقصى بمنطقة تافيلالت. تقع أطلالها حول موقع ريساني على بعد ثلاثة عشر ميلاً جنوب مدينة ايرفود الحالية. وكان لموقعها أثر عميق في تاريخها، فهي على وادي زير الغزير المياه في فصل الأمطار، وعند آخر المعمور على آخر تخوم الصحراء التي كانت تفصلها مسيرة شهرين عن غربي إفريقية مصدر الذهب الرئيسي لحوض المتوسط منذ العصور القديمة. وقد جعل هذا كله منطقتها سوقاً ومحطة تجارية مزروعة وأدى لانتشار العمران فيها.
تسرب إلى الدولة المدرارية الصفرية المذهب نفوذ الرستميين من المغرب الأوسط، وهم خوارج إباضية، عن طريق المصاهرة. واستغل أمويو الأندلس وضع سجلماسة مركزَ تجمع لتجار من جميع أنحاء العالم الإسلامي، وبثوا عيونهم فيها لجمع المعلومات عن دٌوَله.
وتعرّضت سجلماسة، كغيرها من أصقاع المغرب، للاختراق من قبل الدعوة الفاطمية، إذ وصلها متنكراً بزي التجار إمامها عبيد الله المهدي، فاشتبه به أميرها وسجنه، مما جعل داعيته يسارع، بعد إعلانه قيام الدولة في المغرب الأدنى، إلى اكتساح سجلماسة وقتل أميرها المدراري أليسع ابن المنتصر في ذي الحجة سنة 297هـ/آب 910م.
حكم الفاطميون بعد تحرير الإمام سجلماسة حكماً مباشرا بولاة لهم، ثم حكماً غير مباشر بإعادة أمراء مدراريين تابعين، اتقاء لشغب المدينة. وعندما أظهر هؤلاء أمارات الاستقلال قضوا على حكمهم سنة 349هـ/960ـ961م.
أدى نقل الإمام الفاطمي قاعدته إلى مصر سنة 361هـ/972ـ973م واتخاذ نوابه الزيريين للقيروان في المغرب الأدنى عاصمة إلى تراخي قبضتهم على المغرب الأقصى، فيسر على خصومهم الأمويين في الأندلس احتلال سجلماسة سنة 374هـ/984ـ985م. وحين شغلتهم الفتنة في بلدهم قام مسعود بن وانودين المغراوي باحتلال سجلماسة سنة 400هـ/1009ـ1010م، وأقام فيها إمارة لمغراوة الزناتية ومضت عدة عقود سيطرت بعدها على الصحراء دعوة المرابطين[ر]، وسرعان ما انتقلوا لاحتلال سجلماسة، سنة 445هـ/1053ـ1054م، بدعوى تلبية طلب فقهائها.
وقد اتخذ المرابطون سجلماسة قاعدة انطلاق لهم، لإتمام فتح المغرب الأقصى، ليتابعوا منه استكمال توسعة دولتهم لتشمل أغلب أراضي المغرب مع الصحراء وغرب افريقية جنوباً والأندلس الإسلامية شمالاً. وأضحت سجلماسة بعدها في قلب الدولة، واستمر وضعها على حاله زمن الموحدين الذين خلفوا المرابطين 524ـ668هـ/1130ـ1269م.
ظلت سجلماسة في القرون الخمسة التي تلت بناءها، على الرغم مماحفلت به من تقلبات، مدينة مزدهرة غنية، وفرت لها ذلك ثروتها الزراعية في منطقتها، من نخيل وأعناب وما هو أهم منها من زراعات يكثر الطلب عليها في التجارة الخارجية: الحنة والكمون والكراويا والقطن والسكر. وتبقى مع ذلك تجارة الذهب الواردة من غربي أفريقيا مقابل مواد رخيصة كالملح المصدر الرئيسي لثروتها، إذ كانت بوابة تجهّز فيها القوافل العابرة للصحراء ذهاباً، وتستفيد من مردود استقبالها إياباً، حيث تتفرع الطرق منها نحو المغرب وموانئه. وقد تعاظم دور سجلماسة في تجارة الذهب وأصبحت البوابة الوحيدة لمصدر الذهب بعد أن أغلق أحمد بن طولون (254ـ270هـ/868ـ884م) بوابة مصر، إثر تقلبات مناخية وعواصف رملية أدت إلى ضياع قوافل على الطريق المتجهة منها.
تعددت القرائن على مدى غنى سجلماسة، فالرحالة ابن حوقل يقدر دخل الدولة من سجلماسة، أواسط القرن الرابع الهجري/العاشر الميلادي، بأربعمئة ألف دينار، في حين بلغ دخلها من المغرب كله ثمانمئة ألف دينار، ورأى صكاً بحق تاجر منها على آخر من مدينة أودغست، على طريق تجارة الذهب، بمبلغ اثنين وأربعين ألف دينار، وهو مالم يجد لها شبيهاً حتى في المشرق. وبعد قرن غنم المرابطون خمسين ألف جمل منها دفعة واحدة، كانت لأميرها المغراوي وحده.
واستمر عمران سجلماسة، وعاشت المدينة الازدهار ذاته في القرنين التاليين، زمن المرابطين والموحدين، إذ توحدت فيهما منطقة تجارة الذهب، بين مصادره وموانئ توزيعه، في ظل سلطة واحدة . كما أن المرابطين حموا أهل سجلماسة من تسلط اليهود على هذه التجارة بمنعهم من مزاولتها بعدما تقاطروا على المدينة، وحاولوا السيطرة على هذه التجارة بالغش والخداع.
بانهيار دولة الموحدين تغيرت الظروف المحيطة بسجلماسة، وأدت إلى سيرها على دروب الانحدار، إذ احتلتها عنوة، في صفر 673هـ/1274م، قوات أبي يوسف يعقوب، سلطان المرينيين الذين ورثوا من تركة الموحدين المغرب الأقصى، واتخذوا من فاس عاصمة لهم، وأصبحت سجلماسة مدينة حدودية جعلها المرينيون قاعدة لوحدة إدارية هي «سجلماسة ودرعة وسائر بلاد القبلة»، وجعلوا حكمها لأفراد من الأسرة السلطانية ولأبناء السلاطين في الغالب. واحتاطوا من محاولة الاستقلال بها فوضعوا إلى جانب الحاكم صاحب جباية وقائداً لمسلحة الجند. لكن هذه التدابير لم تحل دون وقوع المحذور إذ تمرد بسجلماسة الولاة من الأسرة المرينية الذين كانوا يتولون حكمها ويسر على التمرد بها بعدها عن العاصمة، فاس، وطمع دولة بني عبد الواد المجاورة في المغرب الأوسط بها، ووجود عرب المعقل داخلها وحولها. أسفر هذا الاضطراب عن إيقاع الخراب بالمدينة وسورها عند موت السلطان المريني أحمد عام 796هـ/1393م.
بينما كانت دولة المرينيين تتفكك وتنهار كان البرتغاليون يتوسعون على الشواطئ الأطلسية للمغرب. وعجز أقرباء المرينيين وخلفاؤهم في السيادة على المغرب الأقصى، وهم الوطاسيون (875ـ957هـ/1470ـ1550م)، من وقف هذا التقدم الذي وصل إلى جنوب المغرب الأقصى، وتوغل نحو الداخل، ليصل إلى وادي درعة القريب من سجلماسة. تصدت للرد الجماعات المنظمة في أوساط الشعب، وكانت كل منها تلتف إما حول شيخ طريقة صوفية «مرابط» أوحول شيخ ينتمي إلى آل البيت «شريف»، وكانت منطقة سجلماسة وما حولها غنية بهذه الجماعات واستطاع بنو سعد الذين يدّعون هذا النسب أن يقيموا حكماً وراثياً تحت راية الجهاد (916ـ1069هـ/1511ـ1659م)، منطلقين من وادي درعة، وظلت سجلماسة في عهدهم بلداً متطرفاً يغري بالثورة، كما حصل حين ثأر بها المأمون على مولاي أحمد المنصور الذهبي (986ـ1012هـ/1578ـ1602م)، كما كانت ملائمة لعقد الاتصالات الخارجية، إذ استقبل بها مولاي زيدان سفارة لمراد الرابع، السلطان العثماني الطامح للسيطرة على المغرب سنة 1012هـ/1603م.
خلفت الأسرة السعدية في السيطرة على المغرب الأقصى الأسرة العلوية التي تنحدر من الحسن بن علي بن أبي طالب، نزل المؤسس مولاي على الشريف في سجلماسة، وقد انطلق منها مولاي الرشيد بن مولاي علي لتأسيس الدولة سنة 1075هـ/1664م، كما استخدمها مولاي إسماعيل (1083ـ 1139هـ/1672ـ1727م)، مركزاً لتنشئة أبنائه الكثر بعيداً عن البلاط ومشكلاته، وكان اسم المنطقة «تافيلالت» قد صار علماً على المدينة، فصارت سجلماسة تعرف باسم تافيلالت، لذلك اشتهرت الأسرة باسم «الأشراف الفلالية» التي تحكم في المغرب حتى اليوم.
تمتعت سجلماسة في عهد الأسرة العلوية بمكانة سامية، لكنها كانت معنوية فحسب، أما مكانتها الاقتصادية وأساس ازدهارها فقد انهارت نتيجة للاضطراب فيها وفيما حولها وأخذت دورها في تسيير قوافل تجارة الذهب مدينة عكا إلى الغرب منها وعلى مقربة من الساحل.
أحمد بدر