الستيروئيدات Steroids - Stéroïdes .

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الستيروئيدات Steroids - Stéroïdes .

    الستيروئيدات

    الستيروئيدات steroids هي مجموعة كبيرة من المركبات الكيمياوية العديدة الحلقة، تشترك فيما بينها بمركب أساسي هو «سيكلوبنتافوبيرهدروفينانثرين»cyclopentanoperhydrophenantherene. ومما تتضمنه هذه المجموعة: الكوليسترول، والهرمونات الجنسية، والهرمونات القشرية الكظرية adrenocortical hormones، والحموض الصفراوية، وطلائع بعض الفيتامينات، والستيرولات، وبعض الهيدروكربونات المسرطنة. ويأتي الكوليسترول في مقدمة هذه المجموعة إذ تشتق منه جميع الهرمونات الستيروئيدية.
    تقسم الهرمونات الستيروئيدية إلى مجموعتين:
    المجموعة الأولى: هي الهرمونات الجنسية وتشمل الإستروجين والبروجيستيرون عند الإناث، ويفرزان بصورة رئيسية من المبيضين، والتيستوستيرون عند الذكور ويفرز بصورة رئيسية من الخصيتين. وهذه الهرمونات مسؤولة عن ظهور الصفات الجنسية الثانوية.
    أما المجموعة الثانية من الهرمونات الستيروئيدية فهي الهرمونات القشرية الكظرية. وهي تفرز من الطبقة الخارجية (القشر) للغدة الكظرية adrenal gland، وتشتمل على ثلاثة مركبات:
    ـ الستيروئيدات القشرية السكريةglucocorticoids مثل الكورتيزول. وهي مسؤولة عن استقلاب metabolismالكربوهيدرات في الجسم، كما أنها تزيد من تدرك degradation الدسم (الشحميات) lipidsوالبروتينات، ولها تأثير مضاد للالتهاب، وهي تمكن الإنسان من تحمل الشدات (الكروب)stress المرضية.
    ـ الستيروئيدات القشرية المعدنيةmineralocorticoids مثل الألدوستيرون. وهي مسؤولة عن توازن الصوديوم والبوتاسيوم في الجسم.
    ـــ الأندروجينات androgens وهي تمتاز بصفات مشابهة للستيروئيدات الذكرية المفرزة من الخصيتين.
    يؤدي اضطراب مستوى الهرمونات الستيروئيدية في الدم إلى ظهور أمراض خطيرة، لذا كان لابد للجسم من التحكم الدقيق بنسبة هذه الهرمونات للمحافظة على وظائفه الطبيعية، و يتم هذا التحكم عن طريق الغدة النخامية pituitary gland بما تفرزه من هرمونات خاصة تنظم عمل الغدد الأخرى. ويختلف مستوى الستيروئيدات القشرية بالدم في اليوم الواحد، إذ يكون مرتفعاً صباحاً ومنخفضاً مساءً.
    إضافة إلى ما تقدم من تأثيرات مهمة للستيروئيدات في الجملة الاستقلابية وتوازن الماء والأملاح، وعلى تطور الصفات الجنسية، فإن للستيروئيدات تأثيرات عدة أخرى، كتأثيرها في الجملة العصبية، وفي الجملة المناعية، وفي نقي العظام. فنقص الستيروئيدات القشرية (كما في داء أديسون) يؤدي إلى الخمول apathyوالاكتئاب وفقر الدم، في حين تؤدي زيادة الستيروئيدات القشرية (كما في داء كوشينغ) إلى زيادة الاستثارة excitability والشمق (النشاط) euphoria وتثبط الجهاز المناعي.
    تستخدم الستيروئيدات في المعالجة الدوائية لعدد من الأمراض منذ سنوات بعيدة. وتشبه الأدوية الستيروئيدية كيمياوياً الهرمونات الستيروئيدية الطبيعية. وقد استخدم الأطباء كل أنواع الستيروئيدات: فالإستروجين والبروجيستيرون يستعملان في أقراص منع الحمل وفي المعالجة الهرمونية المعيضة بعد انقطاع الطمث.
    والتيستوستيرون والمركبات المشابهة له تستعمل لإظهار الصفات الجنسية الذكرية. وهناك مجموعة من الستيروئيدات تدعى الستيروئيدات الإبتنائية anabolic steroids، وهي من المشتقات الصنعية للتيستوستيرون ذات خواص ابتنائية قوية وخواص ذكرية ضعيفة، وتستعمل على نحو رئيس لتحريض النمو وتجديد النسج الهرمة، كما تستعمل في الأمراض المدنفة وفي فترات النقاهة. ومن المؤسف أن هذه المجموعة من الستيروئيدات يساء استخدامها كثيراً من قبل الرياضيين لزيادة الكتلة العضلية، وزيادة القوة العضلية، وتحسين الأداء في أثناء المباريات الرياضية. وتسبب إساءة استخدام هذه المواد مع الوقت إلى ظهور مضاعفات صحية خطيرة إذ إنها تزيد من الإصابة بالنوب القلبية والسكتة stroke، إضافة إلى مضاعفات كبدية وتغيرات بدنية وجلدية.
    أما الستيروئيدات القشرية (الهيدروكورتيزون، والبريدنيزولون، والديكساميثازون، وغيرها) فلها استخدامات طبية واسعة في معالجة أمراض المفاصل والأمراض التحسسية والربو القصبي وداء أديسون والسرطانات، كما تستعمل أيضاً لتثبيط المناعة عند مرضى زرع الأعضاء لمنع حدوث ظاهرة الرفض organ rejection.
    عُدّت الستيروئيدات القشرية دواء سحرياً منذ بداية استخدامها في الأربعينيات من القرن الماضي وذلك لتحسينها الكبير لأعراض التهاب المفاصل، إلا أن استعمالها المديد ترافق بظهور تأثيرات جانبية عدة كزيادة الوزن، وارتفاع سكر الدم، وضعف العضلات، ووهن العظام، وتشكل السادcataract في العين، وارتفاع الضغط الشرياني، ونقص المناعة، واحتباس السوائل، وحدوث تشققات أرجوانية على الجذع، واضطرابات عصبية، ولكن أهم وأخطر آثارها الجانبية هي تثبيط قشر الكظر وما يتضمنه ذلك من عدم قدرة هذه الغدة على زيادة إفراز الستيروئيدات القشرية استجابة للشدات المرضية. ولعل هذه التأثيرات الجانبية المتعددة هي التي أعطت السمعة السيئة لهذه المجموعة الدوائية المهمة، إلا أن حكمة الطبيب في طريقة استعمالها، وتحديد مدة الاستعمال وطريقته تخفف إلى حد كبير من التأثيرات الجانبية المذكورة من دون أن تحرم عدداً كبيراً من المرضى من تأثيراته المفيدة.
    عبد الساتر رفاعي
يعمل...
X