وردة شامية و اشواك غازية ،،،،
عبدالله ابراهيم،
على ساق الوردة البيضاء تنتفض اشواك الخريف،،،
و يأبى الخد أن يلطم بيد صفراء تسللت مزاميرها،،
تلك الأشواك التي جائت بها الاساطير فلصقت عبثا بجمالها،،،
و تلك الوردة التي حضنت ربيعها أبت أن تميل مع الردى،،
لم تذبل نواصيها ولم يك الرحيق يوما جافيا ولا حافيا،،،
و في عصور السجال سنت محياها بسنن البقاء و الرفق،،
من تحتها تقاتل الاشواك بعضها و الاوراق تنتصر بربيع معتق المنى ،،،
وردة عمرها آلاف الفصول
و في كل فصل معركة صاخبة فاجرة ،،،
اشواك لها انياب في الفضاء لكن هيهات هيهات أن تبقى معلقة في ثوبها،،
و هل كانت ارض كنعان يوما مسلوخة عن مهاد عشاقها؟
تهبط الأشواك مرتدية بردة سوداء ماكر لونها،،،
تلك الأشواك التي تجول بين الساق و الفضاء إحترقت أوصالها،،،
لم يبقى إلا معاطف الصبر و أكاد أبصر عاقبة صبرها،،،
في حقول التاريخ نجول و نسري بين اوراقها،،،
ولم تزل رائحة كنعان تسري في حضنها،،،
فلسطين ايتها الوردة الثائر لونها ،،،
هاهي اشواك الدهر تردي بعضها ،،،
و إن طالت حروب الأشواك غيظا فيما بينها
فشمسك باسطة أذرع المنى في مشرق انت فيه نزلها،،،
لن تمضغ الريح اوراق كينونتنا ما دامت الأشواك تدنو من معاجمها،،،
هنا الوردة الشامية هنا فلسطين ولن تسقط أوراقها ،،،
و مهما تهجنت العصور خواصرها
تبقى الأم وردة و اشواكها الأصيلة تحمي مداخلها،،،
و الأشواك الهجينة كالعقارب قبل الرحيل تفني بعضها،،،
و تبقى الحديقة العربية زاهرة بنبضها،،،
فلسطين وردة شامية و القدس معبر العصور و ليت قومي يتهافتون على حضنها
عبدالله ابراهيم جربوع