ساندموسه (اكسل) Sandemose (Aksel-) روائي ولد في نيكوبنغ Nykøbing لأب يعمل في الحدادة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ساندموسه (اكسل) Sandemose (Aksel-) روائي ولد في نيكوبنغ Nykøbing لأب يعمل في الحدادة

    ساندِموسِه (آكسل ـ)
    (1899 ـ 1965)

    آكسل ساندِموسِه (نيلسن (Nielsen Aksel Sandemose، روائي ولد في نيكوبنغNykøbing، وهي مدينة صغيرة في جزيرة مورس Mors جنوبي الدنمارك، لأب يعمل في الحدادة. كانت أمه نروجية، وكان السابع بين تسعة أطفال، ونشأ في هذه البيئة المعدمة والجو المغلق إلى أن غادر مسقط رأسه عام 1916 ليعمل بحاراً على ظهر سفينة نقل، وجرّب مهناً عدة أخرى في البر والبحر قبل دخوله عالم الكتابة.
    بدأت مسيرة ساندِموسِه الأدبية عام 1923 بنشره مجموعة حكايات حول أسفاره في العالم الجديد، وخاصة في لابرادور الكندية، متأثراً بكل من جوزيف كونراد[ر] وجاك لندن[ر]. وفي عام 1930 غادر إلى النروج للاستقرار فيها ولتعلم لغة أمه، وبدأ هناك كتابة «عودة البحار» (1931) En Sjømann går iland وهي الأولى في سلسلة روايات تحكي قصة البحار إسبِن آرنَكِهEspen Arnakke الذي قتل منافساً لـه في أثناء مشادة. وتشكل هذه الخلفية موضوع روايته التالية «الهارب يجد أثره» (1933) En flykting krysser sitt spor ـ بمعنى العودة إلى نقطة البداية ـ التي تحمل العنوان الفرعي «حكاية طفولة قاتل»، وهنا تعود شخصية إسبن بعد مرور سبعة عشر عاماً إلى الظهور، ويحلل فيها الكاتب الأسباب الفعلية والجذور النفسية والاجتماعية لتلك الجريمة بتأثير من فرويد[ر]. لاقت الرواية نجاحاً كبيراً وحصلت على استحسان النقاد في جريدة نيويورك تايمز، وترجمت إلى الإنكليزية عام 1936، واشتُهر كاتبها عالمياً، وأُنتجت فيلماً بعنوان «ميناء التعاسة أو الهروب من يانته» Misery Harbour eller Flugten fra Jante عام 1999. وتعود شخصية إسبن إلى الظهور في روايته التالية «كان هناك مقعد في الحديقة» (1937) Der stod en benk i haven.
    اعتمد ساندِموسِه في هذه الروايات كافة على ذكريات طفولته ونشأته وسيرته الذاتية، وعلى حقيقة ألا شيء يأتي من فراغ وما الإنسان إلا نتيجة ظروفه وبيئته. إلا أنه لم يسمِ الأشياء بمسمياتها إذ تأخذ نيكوبنغ اسم يانته Jante وتأخذ الشخصيات التي عرفها في الواقع أسماء مستعارة. ويبحث الكاتب في هذه المؤلفات في سلوك الفرد ضمن الجماعة، التي يحدد قمعها لـه سلوكه ومن ثم يولد العنف. فقانون يانتهJantelagen، الذي أصبح مصطلحاً في اللغات الاسكندنافية، القائل» إياك والظن أنك متميز» هو السائد في هذا المجتمع حيث الانصياع للجماعة هو المطلب الأول والأخير. ويصبح أفراد مجتمع «يانته» معاقين نفسياً نتيجة تخاذلهم أمام طغيان الجماعة تتجاذبهم عقد النقص والحسد ومراقبة الآخر كي لا ينفلت أحد من هذه القبضة الحديدية. وعند معالجته هذه الظاهرة كان ساندِموسِه مدركاً شموليتها، فهي تتعدى الحدود كلها، وتتمثل في «إسبن» شخصية الثائر عليها المدرك أن مساواة الناس بهذه الطريقة هو الفهم الأسوأ للديمقراطية ويمهد للفاشية، فيتمرد ويحاول الخروج عن هذا الخنوع والبلاهة الجماعية.
    كان ساندِموسِه من أبرز الكتاب المقاومين للاحتلال النازي للنروج عام 1940، وكاد أن يقع في قبضة الغستابو إلا أنه لجأ إلى السويد حيث أقام حتى نهاية الحرب. كتب بعد ذلك روايات عدة منها «الماضي هو حلم» (1946) Den svundne er en drøm، وروايتا «الإنسان ـ الذئب» (1958)Varulven، و«زفاف فيليسيا» (1961)Felicias Bryllup اللتان عالج فيهما موضوع الاحتلال وكيفية استغلال النازيين نفسية القطيع لدى البشر مما سهل تسييرهم، وهو ما كان الكاتب يحذر منه في مجمل أعماله.
    كانت لدى ساندِموسِه قدرة استثنائية على الوصف، وعلى منح كلماته حياة خاصة بها، وكتب، وهو الاسكندنافي بامتياز، بلغة اسكندنافية موحدة، وعاد في النهاية ليكرّم ويموت في كوبنهاغن.
    طارق علوش
يعمل...
X