السّد العالي High Dam - Haut barrage : هو إنجاز حضاري كبير لا يقل أهمية عن منجزات مصر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السّد العالي High Dam - Haut barrage : هو إنجاز حضاري كبير لا يقل أهمية عن منجزات مصر

    السد العالي
    السد العالي، ويطلق عليه أيضا اسم سد أسوان العالي Aswan High Dam، وهو أحد السدود الكبرى الضخمة في العالم لتخزين المياه، تم إنجازه على نهر النيل في صعيد جمهورية مصر العربية عام 1970م، إلى الجنوب من سد أسوان، الذي شيد قبله ( منذ عام 1902م) ويبعد عنه نحو 7كم. لذا فهو يعد امتداداً وتطويراً هائلاً لسابقه، لزيادة المخزون المائي من 4ر5مليار م3 إلى 157 مليار م3 تقريباً. يأخذ مقطع جسم السد الشاقولي شكل شبه منحرف متساوي الساقين : ارتفاعه عن قاع المجرى111مترًا، وعرض قاعدته يقرب من 1000م، وفي الأعلى 40 مترًا. أما طول السد فهو 3600متر. تم من خلاله سد مجرى النهر الأصلي كلياً، وحُوّل القسم الرئيس من الجريان إلى قناة للري، يتم التحكم في كمية ما يجري فيها من ماء تبعاً للحاجة، كما حوّل قسم آخر إلى عنفات المحطة الكهرمائية الضخمة لتوليد طاقة تقدر بنحو10 مليارات كيلواط/ ساعة . يتسع السد لـما يعادل ضعفي الصبيب السنوي لنهر النيل في مصر. فهو قادر على حجز مياه الفيضان ليقي مصر غائلة الفيضان المنخفض (كما حدث في الستينات والثمانينات من القرن العشرين)، كما يدرأ عن هذا البلد غائلة الفيضانات المرتفعة. تكوّنت خلفه بحيرة ناصر التي تقارب أعماقها القصوى نحواً من 100م، بعرض وسطي يقدر بنحو 10كم، كما تمتد طولانيا باتجاه جنوبي السد على مسافة 500كم، بينها 200كم ضمن أراضي السودان، مما يعمم فوائد مخزون السد على البلدين. وعلى هذا فقد طال الغمر مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية المجاورة لمجرى النيل السابق، كما نال عدداً كبيراً من التجمعات السكنية الريفية في البلدين، إضافة إلى مواضع مهمة من الأوابد الأثرية، كمعبد أبي سنبل، مما اضطر حكومة جمهورية مصر العربية والمهتمين بالحفاظ على التراث العالمي في أنحاء العالم كافة إلى توجيه نداء لدول العالم عبر منظمة الأمم المتحدة يُطلب فيه مساعدة الدول الغنية والمتقدمة تقنياً وعلمياً لإنقاذ ما سيتعرض للغمر من تراث مصر والسودان العالميين في أراضي النوبة. كما قامت حكومة جمهورية مصر العربية بالتعويض على المتضررين بالغمر في كلا البلدين.
    أنهى السد العالي عهود ما يسمى «بري الحياض»، الذي كان يعتمد على مواسم الفيضان الموسمي وعلى القدر الذي قد يكون كارثياً في الزيادة والنقصان. وحوّل مليون فدان (أي أكثر من 400000هكتار) من أراضي جمهورية مصر العربية إلى مزارع تروى دائماً بصورة وافية، ولاسيما تلك المحاصيل التي تحتاج إلى ري غزير كالأرز والذرة والقطن وقصب السكر والبرسيم، مما زاد في القدرة الإنتاجية للأراضي شاقولياً زيادة كبيرة، ورفع دخل الفرد المصري عامة وإمكانات التصدير لإنتاج الزراعات النقدية، كما زادت إمكانات تصنيع المنتجات الزراعية والحيوانية، سواء الغذائية منها أم النسيجية أم الجلدية، وحسنت المستوى المعيشي لابن الريف في مصر، وارتقى به كل من الأمن المائي والأمن الغذائي لمواطني جمهورية مصر العربية نحو الأفضل، كما وفر بما ينتجه من الطاقة الكهربائية النظيفة، غير الملوثة،على مصر ما يقابل ذلك من وقود أحفوري. وبذلك أسهم في تحسين البيئة على امتداد الأراضي والمدن التي استفادت منه، وهو إنجاز حضاري كبير لا يقل أهمية عن منجزات مصر الحضارية الخالدة المتمثلة بأهراماتها ومعابدها.
    عماد الدين الموصلي
يعمل...
X