كلمة العدد
في أحلك الظروف وأكثرها قسوة على لبنان تصدر « فن التصوير » في مواعيدها المحددة ، ملتزمة بكل ما أخذته على نفسها من الاستمرارية بخط تصاعدي لتطوير الفهم الفوتوغرافي على الساحة العربية ، إضافة للإسهام في رفد هذه الساحة بفنانين فوتوغرافيين يقفون صفاً واحداً بجانب أشهر المصورين في العالم .
في هذه الظروف بالذات ، ونحن كسائر المواطنين اللبنانيين نعيش الآلام المضاعفة من جراء اشتداد المعارك على أكثر من جبهة ، رفضنا إلا أن نؤكد معاندتنا للظروف . والمساهمة مع كل الأيادي المخلصة في إطفاء النار المشتعلة هنا وهناك ، مدركين أن دورنا في هذا المجال يتمثل بمتابعة الطريق الذي بدأناه قبل ثلاث سنوات حين كانت « فن التصوير » مجرد فكرة في رؤوسنا .. يومها عائدنا الظروف وصدرنا على أرض وطن يفتقر إلى الاستقرار ، واليوم باستمراريتنا نؤكد أن شعبأ يصدر مجلات تقنية وفنية ـ قد يعتبرها الكثيرون ممن ينعمون بالاستقرار مجرد كماليات - لهو جدير بالاحترام ، وهو جدير بان تتكاتف كل الأيادي معه لانهاء ما يجري على أرضه بشتى الوسائل .
فن التصوير ، من وسط المعارك والأزمات ، والبركان الملتهب ضرورة برأينا ، أولا لأنها لا تتعاطى السياسة وثانياً لأنها لا تستعطف الحلول للأزمة الكبيرة التي يتخبط بها الوطن ، وثالثاً لأنها « مجرد كماليات » - برأي البعض - لكنها برأينا ضرورة لأنها الشاهد على شعب يرفض الموت ، كما يرفض التخلف عن ركب الحضارة باصغر تفاصيلها .
من هنا نحن مستمرون اليوم من وسط هذه الظروف ، ومن إستمر متجاوزا هذه الظروف لن توقفه ظروف أخرى براينا .
- رئيس التحرير
فلاش يقدمه مالك حلاوي
المزيد من الصور على الصفحة العاشرة !!
في جريدة الصباح فتحت عيني مع خيوط الشمس الأولى على صورة جثة مشوهة من حرب لبنان ، أشحت بناظري عنها إلى عمود آخر في نفس الصفحة لتطالعني أكوام من الجثث ، لكن هذه المرة لضحايا كرة القدم على ملاعب بروکسل ....
هربت من العناوين والصور البارزة أعلى الصفحة منحدراً ببصري للحظة إلى أسفل ، عدت بعدها سريعاً لأترحم على الصورتين الأولى والثانية ... إنها صورة لضحايا المجاعة في اثيوبيا و ... و « المزيد من الصور عن لبنان وأثيوبيا وبروكسل على الصفحة العاشرة » ... هذا ما تقوله الصفحة الأولى في جريدة الصباح لذلك اليوم العادي ، والذي لا يكاد يختلف بشيء عن البارحة ولا الغد ... نفس الصور تحتل الأولى والعاشرة وما بينهما من صفحات في جرائد الصباح نتناولها مع القهوة أو كوب العصير لنهار أكثر إشراقا وأملا وتفاؤلا ! ...
***
قدرنا نحن أبناء هذا الجيل أن نستبق إفطارنا وقوتنا بوجبات أكثر دسامة من الصور التي تتحدى الكوابيس وسلسلة أفلام « زومبي » وليس ذنبنا إلا أننا من مواليد القرن العشرين في ربعه الأخير .. هذا الربع الذي شهد قفزة عالية في صناعة الصورة قابلتها قفزة أعلى بكثير في صناعة السلاح ووسائل التدمير والموت المتزايدة والتي طغت على كل ما عداها من السلاح المباشر ، إلى السلاح المتخفي بين البيوت والمصانع ووسائل الراحة والترفيه ، وصولا إلى بعض الأغذية والأدوية وكرة القدم !
صور الصباح في هذه الجريدة ، وغيرها من الصحف الصادرة بألف لغة ولغة ، حولت نعمة التصوير في قاموسي إلى نقمة ... !
***
يقول صديق لي ، أكثر مني تفاؤلا ورغبة بالتغاضي عن هذه « الصغائر » ان على أصحاب الحساسية الزائدة أمثالي أن يكتفوا بالصفحات الثقافية وصفحات المنوعات في جريدة الصباح ، خصوصاً وأنها تحوي صوراً لانتخاب ملكات الجمال وأخرى لنجمات تجاوزن الملكات بجمالهن وروعتهن . عدا عن صور للوحات تشكيلية وتجريدية تمنح
الهدوء والسكينة إلى جانب الوعي والثقافة . ويضيف صديقي .
- وعلى أصحاب الحساسية ممن ترعبهم صور الجثث - وهو يقصدني بالطبع ـ أن يكتفوا بهذه الصفحات - الثقافية والمنوعات - حتى إذا أرادوا إلقاء نظرة على الوضع السياسي ، سيمكنهم رؤية أقطاب السياسة أيضاً .. لكن من زاوية أخرى ، فهنا صور ريغان يمارس شتى الهوايات ـ عدا التمثيل ـ من القفز العالي إلى القفز على الحبال .
وهناك زوجته تمارس الرقص ، وعلى جانب آخر صورة لمارغريت تاتشر وهي تعزف على آلة موسيقية ، وأميرات موناكو وبريطانيا يمارسن كل ما يخطر أو لا يخطر على بال !!
***
لصديقي أقول .. تعودت قراءة كل ما يقع تحت يدي إنطلاقاً من الصفحة الأولى ، عكس كل « المثقفين » الذين يفاخرون بقراءة الصحف والمجلات بدءاً من الصفحة الأخيرة ، وهذه العادة السيئة أورثتني ما أنا فيه من هم ومن غم فبعد صورة الجثة العاشرة على الصفحة الرابعة من الصحيفة تختلط الرؤية عندي في الصفحات التالية وتصبح كل الصور .. لا بل الكلمات والأحرف جثثأ مشوهة ، حتى صورة بروك شيلدز نفسها ... ولتعذرني لجان إنتخاب ملكات الجمال .. وقوافل المتفائلين على سوء حالتي .
في أحلك الظروف وأكثرها قسوة على لبنان تصدر « فن التصوير » في مواعيدها المحددة ، ملتزمة بكل ما أخذته على نفسها من الاستمرارية بخط تصاعدي لتطوير الفهم الفوتوغرافي على الساحة العربية ، إضافة للإسهام في رفد هذه الساحة بفنانين فوتوغرافيين يقفون صفاً واحداً بجانب أشهر المصورين في العالم .
في هذه الظروف بالذات ، ونحن كسائر المواطنين اللبنانيين نعيش الآلام المضاعفة من جراء اشتداد المعارك على أكثر من جبهة ، رفضنا إلا أن نؤكد معاندتنا للظروف . والمساهمة مع كل الأيادي المخلصة في إطفاء النار المشتعلة هنا وهناك ، مدركين أن دورنا في هذا المجال يتمثل بمتابعة الطريق الذي بدأناه قبل ثلاث سنوات حين كانت « فن التصوير » مجرد فكرة في رؤوسنا .. يومها عائدنا الظروف وصدرنا على أرض وطن يفتقر إلى الاستقرار ، واليوم باستمراريتنا نؤكد أن شعبأ يصدر مجلات تقنية وفنية ـ قد يعتبرها الكثيرون ممن ينعمون بالاستقرار مجرد كماليات - لهو جدير بالاحترام ، وهو جدير بان تتكاتف كل الأيادي معه لانهاء ما يجري على أرضه بشتى الوسائل .
فن التصوير ، من وسط المعارك والأزمات ، والبركان الملتهب ضرورة برأينا ، أولا لأنها لا تتعاطى السياسة وثانياً لأنها لا تستعطف الحلول للأزمة الكبيرة التي يتخبط بها الوطن ، وثالثاً لأنها « مجرد كماليات » - برأي البعض - لكنها برأينا ضرورة لأنها الشاهد على شعب يرفض الموت ، كما يرفض التخلف عن ركب الحضارة باصغر تفاصيلها .
من هنا نحن مستمرون اليوم من وسط هذه الظروف ، ومن إستمر متجاوزا هذه الظروف لن توقفه ظروف أخرى براينا .
- رئيس التحرير
فلاش يقدمه مالك حلاوي
المزيد من الصور على الصفحة العاشرة !!
في جريدة الصباح فتحت عيني مع خيوط الشمس الأولى على صورة جثة مشوهة من حرب لبنان ، أشحت بناظري عنها إلى عمود آخر في نفس الصفحة لتطالعني أكوام من الجثث ، لكن هذه المرة لضحايا كرة القدم على ملاعب بروکسل ....
هربت من العناوين والصور البارزة أعلى الصفحة منحدراً ببصري للحظة إلى أسفل ، عدت بعدها سريعاً لأترحم على الصورتين الأولى والثانية ... إنها صورة لضحايا المجاعة في اثيوبيا و ... و « المزيد من الصور عن لبنان وأثيوبيا وبروكسل على الصفحة العاشرة » ... هذا ما تقوله الصفحة الأولى في جريدة الصباح لذلك اليوم العادي ، والذي لا يكاد يختلف بشيء عن البارحة ولا الغد ... نفس الصور تحتل الأولى والعاشرة وما بينهما من صفحات في جرائد الصباح نتناولها مع القهوة أو كوب العصير لنهار أكثر إشراقا وأملا وتفاؤلا ! ...
***
قدرنا نحن أبناء هذا الجيل أن نستبق إفطارنا وقوتنا بوجبات أكثر دسامة من الصور التي تتحدى الكوابيس وسلسلة أفلام « زومبي » وليس ذنبنا إلا أننا من مواليد القرن العشرين في ربعه الأخير .. هذا الربع الذي شهد قفزة عالية في صناعة الصورة قابلتها قفزة أعلى بكثير في صناعة السلاح ووسائل التدمير والموت المتزايدة والتي طغت على كل ما عداها من السلاح المباشر ، إلى السلاح المتخفي بين البيوت والمصانع ووسائل الراحة والترفيه ، وصولا إلى بعض الأغذية والأدوية وكرة القدم !
صور الصباح في هذه الجريدة ، وغيرها من الصحف الصادرة بألف لغة ولغة ، حولت نعمة التصوير في قاموسي إلى نقمة ... !
***
يقول صديق لي ، أكثر مني تفاؤلا ورغبة بالتغاضي عن هذه « الصغائر » ان على أصحاب الحساسية الزائدة أمثالي أن يكتفوا بالصفحات الثقافية وصفحات المنوعات في جريدة الصباح ، خصوصاً وأنها تحوي صوراً لانتخاب ملكات الجمال وأخرى لنجمات تجاوزن الملكات بجمالهن وروعتهن . عدا عن صور للوحات تشكيلية وتجريدية تمنح
الهدوء والسكينة إلى جانب الوعي والثقافة . ويضيف صديقي .
- وعلى أصحاب الحساسية ممن ترعبهم صور الجثث - وهو يقصدني بالطبع ـ أن يكتفوا بهذه الصفحات - الثقافية والمنوعات - حتى إذا أرادوا إلقاء نظرة على الوضع السياسي ، سيمكنهم رؤية أقطاب السياسة أيضاً .. لكن من زاوية أخرى ، فهنا صور ريغان يمارس شتى الهوايات ـ عدا التمثيل ـ من القفز العالي إلى القفز على الحبال .
وهناك زوجته تمارس الرقص ، وعلى جانب آخر صورة لمارغريت تاتشر وهي تعزف على آلة موسيقية ، وأميرات موناكو وبريطانيا يمارسن كل ما يخطر أو لا يخطر على بال !!
***
لصديقي أقول .. تعودت قراءة كل ما يقع تحت يدي إنطلاقاً من الصفحة الأولى ، عكس كل « المثقفين » الذين يفاخرون بقراءة الصحف والمجلات بدءاً من الصفحة الأخيرة ، وهذه العادة السيئة أورثتني ما أنا فيه من هم ومن غم فبعد صورة الجثة العاشرة على الصفحة الرابعة من الصحيفة تختلط الرؤية عندي في الصفحات التالية وتصبح كل الصور .. لا بل الكلمات والأحرف جثثأ مشوهة ، حتى صورة بروك شيلدز نفسها ... ولتعذرني لجان إنتخاب ملكات الجمال .. وقوافل المتفائلين على سوء حالتي .
تعليق