الدخول إلى التاريخ من بوابة " بترا " جنوب الأردن
بترا .. مدينة راسخة في التاريخ تعود إلى قرون عديدة . كشاهد على التفوق المعماري للعقول التي أسهمت في بنائها وفي تحويلها إلى قلعة من أهم القلاع في العالم .
تقع هذه القلعة الضخمة في جنوب الأردن وتحمل في كنفها تاريخاً فيه من العنف بقدر ما فيه من الرومانطيقية ولا مجال لبلوغها إلا من خلال واد ضيق هو عبارة عن شق يخترق المنحدرات الصخرية الشاهقة التي تحيط به ويعرف باسم السكة .
و . بترا ، أو البتراء استوطنها الايدوميتيون ( Edomites ) أساساً لكنها عاشت سنوات عظمتها عندما انتزعها النباتيون ( Nabateans ) منهم وحكموها في القرن السادس قبل الميلاد وقد احتاج ، النباتيون ، ذوو العقلية الصناعية ، الذين كانوا يتكلمون العربية واستخدموا الكتابة الآرامية ، احتاجوا إلى بضع مئات من السنين لإنجاز انتصارهم المعماري ونحت مدينهم المحصنة من الحجارة الوردية البراقة للجبال .
وبعدما حموا انفسهم بالسكة التي يسهل الدفاع عنها واطمانوا نسبياً من خطر التعرض لاسترداد المدينة منهم ، مؤل ، النباتيون . أعمالهم وحضارتهم بفرض الضرائب على القوافل التي كانت تمر من خلال منطقتهم ونهب هذه القوافل .
ولكن التحولات في مجال القوة والسياسة اثبتت ان ضبطها والتحكم بها ليست بسهولة ضبط السكة الحجرية والتحكم بها ففي نهاية القرن الثاني بعد الميلاد ، ما لبثت القوافل العربية التي سبق ودفعت الكثير للنباتيين ، ان إتخذت لنفسها طريقاً آخر نحو البحر الأحمر فحرمت البتراء من مصدر العائدات الحيوي الذي كانت بأمس الحاجة إليه كذلك ، ومع نشوء الامبراطورية الفارسية الى الجنوب ومملكة تدمر إلى الشمال ، فقد ، النباتيون ، ذلك الدعم الذي كانوا يحصلون عليه من حليفهم القوي ، وهو الامبراطورية الرومانية ذلك ان الاتجاه الواقعي للرومان دفعهم إلى اتخاذ قرار باحتلال بترا بدلا من دعمها ، وعندما خرمت حضارة النباتيين من مصدر عائدات مستقل وعانت من نتائج فقدان الحكم الذاتي انزلقت نحو الاضمحلال والنسيان ظلت « البتراء » على هذه الحال طيلة ١٤ قرن من الزمن .
إلى أن عاد الاهتمام فانصب على الحصن الصخري مرة أخرى عام ۱۸۱۲ . فقد حدث للمستكشف السويسري جان لويس بیركهاردت - بينما كان يشق طريقه من خلال الممر الجبلي الضيق - ان أعاد اكتشاف البتراء للعالم مرة اخرى . فبعدما انتهى من اجتياز التعاريج والانحرافات الخطرة للسكة وجد نفسه تحت اشعة الشمس البراقة في مواجهة المدينة الشامخة إلى الأعلى . ففي باحة المدخل ، وجد نفسه أمام الواجهة الرهيبة ، للخزنة . المركز المالي للمدينة ، وهي قائمة على أعمدة ، ومنحوتة من الصخور الصلبة ، وبدا المستكشف قزماً امام ارتفاعها . وأمام باحاتها الداخلية الضخمة اما الاشباح التي عكر صفوها اثناء استكشافه للخرائب الممتدة على قعر الوادي ؟ ...
فلم تكن سوى القبور والهياكل وكهوف السكن التي يرتفع بعضها حتى نقاط عالية على جوانب الجبل . منذ ذلك الوقت ، قام آلاف المسافرين باجتياز المسافة إلى القلعة والبالغة كيلو مترين إثنين على الأقدام أو الدواب والخيول ليدخلوا التاريخ من خلال ، السكة المظللة .
واليوم ما زال هؤلاء ياتون ليحشروا انفسهم من خلال المواقع الضيقة التي تكاد لا تسمح إلا بمرور حصان وراكبه . ويحدقون مذهولين في المنحدرات الصخرية التي ترتفع فوقهم إلى ما يتجاوز المائة متر ، أو تنغلق فوق الرؤوس لتشكل نفقأ ، ثم تنفتح هنا وهنالك لتبرز مجرد نتفأ من السماء .
-اعداد وتصوير محمد عبد اللاه
الأردن
بترا .. مدينة راسخة في التاريخ تعود إلى قرون عديدة . كشاهد على التفوق المعماري للعقول التي أسهمت في بنائها وفي تحويلها إلى قلعة من أهم القلاع في العالم .
تقع هذه القلعة الضخمة في جنوب الأردن وتحمل في كنفها تاريخاً فيه من العنف بقدر ما فيه من الرومانطيقية ولا مجال لبلوغها إلا من خلال واد ضيق هو عبارة عن شق يخترق المنحدرات الصخرية الشاهقة التي تحيط به ويعرف باسم السكة .
و . بترا ، أو البتراء استوطنها الايدوميتيون ( Edomites ) أساساً لكنها عاشت سنوات عظمتها عندما انتزعها النباتيون ( Nabateans ) منهم وحكموها في القرن السادس قبل الميلاد وقد احتاج ، النباتيون ، ذوو العقلية الصناعية ، الذين كانوا يتكلمون العربية واستخدموا الكتابة الآرامية ، احتاجوا إلى بضع مئات من السنين لإنجاز انتصارهم المعماري ونحت مدينهم المحصنة من الحجارة الوردية البراقة للجبال .
وبعدما حموا انفسهم بالسكة التي يسهل الدفاع عنها واطمانوا نسبياً من خطر التعرض لاسترداد المدينة منهم ، مؤل ، النباتيون . أعمالهم وحضارتهم بفرض الضرائب على القوافل التي كانت تمر من خلال منطقتهم ونهب هذه القوافل .
ولكن التحولات في مجال القوة والسياسة اثبتت ان ضبطها والتحكم بها ليست بسهولة ضبط السكة الحجرية والتحكم بها ففي نهاية القرن الثاني بعد الميلاد ، ما لبثت القوافل العربية التي سبق ودفعت الكثير للنباتيين ، ان إتخذت لنفسها طريقاً آخر نحو البحر الأحمر فحرمت البتراء من مصدر العائدات الحيوي الذي كانت بأمس الحاجة إليه كذلك ، ومع نشوء الامبراطورية الفارسية الى الجنوب ومملكة تدمر إلى الشمال ، فقد ، النباتيون ، ذلك الدعم الذي كانوا يحصلون عليه من حليفهم القوي ، وهو الامبراطورية الرومانية ذلك ان الاتجاه الواقعي للرومان دفعهم إلى اتخاذ قرار باحتلال بترا بدلا من دعمها ، وعندما خرمت حضارة النباتيين من مصدر عائدات مستقل وعانت من نتائج فقدان الحكم الذاتي انزلقت نحو الاضمحلال والنسيان ظلت « البتراء » على هذه الحال طيلة ١٤ قرن من الزمن .
إلى أن عاد الاهتمام فانصب على الحصن الصخري مرة أخرى عام ۱۸۱۲ . فقد حدث للمستكشف السويسري جان لويس بیركهاردت - بينما كان يشق طريقه من خلال الممر الجبلي الضيق - ان أعاد اكتشاف البتراء للعالم مرة اخرى . فبعدما انتهى من اجتياز التعاريج والانحرافات الخطرة للسكة وجد نفسه تحت اشعة الشمس البراقة في مواجهة المدينة الشامخة إلى الأعلى . ففي باحة المدخل ، وجد نفسه أمام الواجهة الرهيبة ، للخزنة . المركز المالي للمدينة ، وهي قائمة على أعمدة ، ومنحوتة من الصخور الصلبة ، وبدا المستكشف قزماً امام ارتفاعها . وأمام باحاتها الداخلية الضخمة اما الاشباح التي عكر صفوها اثناء استكشافه للخرائب الممتدة على قعر الوادي ؟ ...
فلم تكن سوى القبور والهياكل وكهوف السكن التي يرتفع بعضها حتى نقاط عالية على جوانب الجبل . منذ ذلك الوقت ، قام آلاف المسافرين باجتياز المسافة إلى القلعة والبالغة كيلو مترين إثنين على الأقدام أو الدواب والخيول ليدخلوا التاريخ من خلال ، السكة المظللة .
واليوم ما زال هؤلاء ياتون ليحشروا انفسهم من خلال المواقع الضيقة التي تكاد لا تسمح إلا بمرور حصان وراكبه . ويحدقون مذهولين في المنحدرات الصخرية التي ترتفع فوقهم إلى ما يتجاوز المائة متر ، أو تنغلق فوق الرؤوس لتشكل نفقأ ، ثم تنفتح هنا وهنالك لتبرز مجرد نتفأ من السماء .
-اعداد وتصوير محمد عبد اللاه
الأردن
تعليق