ساروت (ناتالي ـ)
(1900 ـ 1999)
ناتالي ساروت Nathalie Sarraute، روائية وكاتبة مسرحية فرنسية من أصل روسي، ولدت في قرية على مقربة من موسكو. وساروت ليس اسم عائلتها، فأبوها هو إيليا تشيرنياك Ilia Tcherniak دكتور في العلوم ومهندس كيميائي، عدّ وجوده غير مرغوب فيه في روسيا، لأسباب سياسية، فهاجر إلى باريس عام 1907، واستقر به المقام فيها مع ابنته. قادها شغفها بالقراءة منذ الطفولة لاكتشاف بروست Proust وجويس Joyceوفرجينيا وولف Virginia Woolfودستويفسكي Dostoievsky، ما أدى إلى انقلاب تام في نظرتها إلى الرواية. درست اللغة الإنكليزية، وبعد أن نالت الإجازة فيها وفي الدراسات التاريخية وعلم الاجتماع حازت على إجازة في الحقوق، ثم تزوجت عام 1925 المحامي ريمون ساروت.
أنجزت ساروت كتابة أول مؤلف لها في عام 1937، مع أنها باشرت العمل به بدءاً من عام 1932، واختارت لـه عنوان «تروبيزم»Tropismes (وهذه الكلمة مصطلح علمي خاص بتوجه النباتات بفعل محرض خارجي كالضوء. وأوضحت الكاتبة قصدها من هذه التسمية بأنها تلك الحركات العصية على أي وصف)، إلا أن هذه المجموعة قوبلت برفض عدد كبير من دور النشر، ولم تصل إلى القارئ إلا في عام 1939، بفضل إصدار دار دي نويل Denoël لها، غير أن النقاد لم يلتفتوا إليها. واجهت روايتها «الصورة الشخصية لرجل مجهول» (1941و1946) Portrait d’un inconnu، الصعوبات نفسها في إيجاد دار نشر. وتحقق ذلك في نهاية المطاف، وصدرت عن دار نشر صغيرة مغمورة، بمقدمة بقلم جان بول سارترJean-Paul Sartre، ولم تبع منها إلا 400نسخة، فأُتلفت بقية الطبعة. واللافت في تلك المقدمة عبارة سارتر في وصفه الكتاب بأنه: «مضاد رواية، يقرأ كما تقرأ رواية بوليسية». وختم المقدمة بعبارة: «كتاب صعب وممتاز». لقيت روايتها «مارتورو» (1953) Martereau، استقبالاً أفضل من الجمهور، وهي تبدو للوهلة الأولى، ذات أسلوب بوليسي يضلل القارئ، إلا أن الكاتبة تابعت فيها نهجها إزاء الشخصية والمشاعر والسلوك، معتمدة تفكيك هذه العناصر بإخضاعها لضغط تلك السيالة دائمة الحركة من المجهريات المتدفقة، والتي دعتها الكاتبة منذ البداية «تروبيزم»، وجعلتها النسيج العام لأي شخصية أو مشاعر أو أي سلوك.وفصَّلت ناتالي ساروت موقفها النظري إزاء الرواية والأدب عموماً في كتابها «عصر الشك» (1956) L’Ère du soupçon.
ظهرت روايتها، «بلانيتاريوم»Planétarium (القبة الفلكية الاصطناعية) (1959)، وعرفت النجاح، وهي أول مؤلَف لها تحت لافتة «الرواية الجديدة». أما «الثمار الذهبية» (1963) Les Fruits d’orفتتألف من أصوات تستخدم ضمائر المتكلم والمخاطب والغائب، بالمفرد، والجمع للغائب، من دون أي إشارة إلى هوية الذين تحيل هذه الضمائر عليهم. ويشيع من الحديث الدائر في الرواية مناخ لوسط شبه ثقافي، تتداول فيه أحكام فنية وأدبية. وتابعت النهج ذاته في روايتها «بين الحياة والموت»(1968) Entre la vie et la mort.
كتبت ساروت، إلى جانب الروايات، ست مسرحيات هي وفق تعريف الكاتبة لها «دراما مجهرية مستقاة من الحياة الجارية». وآخر ما صدر لها كان في عام 1995 بعنوان «هنا».
فيما عدا الشهرة والنجاح الواسعين، وبدءا من «عصر الشك» و«بلانيتاريوم» فازت ساروت بعدد من الجوائز، إحداها في عام 1964 عن كتابها «الثمار الذهبية»، وأخرى في 1982 عن مسرحيتها «بمجرد نعم أولا» Pour un oui ou pour un non، والجائزة الكبرى للمسرح من جمعية كتاب المسرح والمؤلفين المسرحيين في 1996. في أيار من العام نفسه أودعت ساروت جميع مخطوطات أعمالها في المكتبة الوطنية الفرنسية، وفي الخريف منه، أصدرت دار نشر «الثريا» La Pléiade أعمالها الكاملة.
عبد الله عويش
(1900 ـ 1999)
ناتالي ساروت Nathalie Sarraute، روائية وكاتبة مسرحية فرنسية من أصل روسي، ولدت في قرية على مقربة من موسكو. وساروت ليس اسم عائلتها، فأبوها هو إيليا تشيرنياك Ilia Tcherniak دكتور في العلوم ومهندس كيميائي، عدّ وجوده غير مرغوب فيه في روسيا، لأسباب سياسية، فهاجر إلى باريس عام 1907، واستقر به المقام فيها مع ابنته. قادها شغفها بالقراءة منذ الطفولة لاكتشاف بروست Proust وجويس Joyceوفرجينيا وولف Virginia Woolfودستويفسكي Dostoievsky، ما أدى إلى انقلاب تام في نظرتها إلى الرواية. درست اللغة الإنكليزية، وبعد أن نالت الإجازة فيها وفي الدراسات التاريخية وعلم الاجتماع حازت على إجازة في الحقوق، ثم تزوجت عام 1925 المحامي ريمون ساروت.
ظهرت روايتها، «بلانيتاريوم»Planétarium (القبة الفلكية الاصطناعية) (1959)، وعرفت النجاح، وهي أول مؤلَف لها تحت لافتة «الرواية الجديدة». أما «الثمار الذهبية» (1963) Les Fruits d’orفتتألف من أصوات تستخدم ضمائر المتكلم والمخاطب والغائب، بالمفرد، والجمع للغائب، من دون أي إشارة إلى هوية الذين تحيل هذه الضمائر عليهم. ويشيع من الحديث الدائر في الرواية مناخ لوسط شبه ثقافي، تتداول فيه أحكام فنية وأدبية. وتابعت النهج ذاته في روايتها «بين الحياة والموت»(1968) Entre la vie et la mort.
كتبت ساروت، إلى جانب الروايات، ست مسرحيات هي وفق تعريف الكاتبة لها «دراما مجهرية مستقاة من الحياة الجارية». وآخر ما صدر لها كان في عام 1995 بعنوان «هنا».
فيما عدا الشهرة والنجاح الواسعين، وبدءا من «عصر الشك» و«بلانيتاريوم» فازت ساروت بعدد من الجوائز، إحداها في عام 1964 عن كتابها «الثمار الذهبية»، وأخرى في 1982 عن مسرحيتها «بمجرد نعم أولا» Pour un oui ou pour un non، والجائزة الكبرى للمسرح من جمعية كتاب المسرح والمؤلفين المسرحيين في 1996. في أيار من العام نفسه أودعت ساروت جميع مخطوطات أعمالها في المكتبة الوطنية الفرنسية، وفي الخريف منه، أصدرت دار نشر «الثريا» La Pléiade أعمالها الكاملة.
عبد الله عويش