ازمة إنتاج تربك الاستعدادات للموسم الدرامي المصري في رمضان
ارتفاع التكاليف وإغلاق أستوديوهات والاتجاه إلى الخارج أزمات تزعج منتجي الدراما.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
مسلسلات لن تعرض رغم الانتهاء من تصويرها
مع اقتراب الموسم الرمضاني للعام المقبل الذي لم يتبق عليه سوى أشهر قليلة، بدأ العاملون في الوسط الفني يحذرون من تراجع المسلسلات على مستوى الكم والنوع، ومن خطورة الأزمة الإنتاجية التي أجبرت منتجين على إيقاف تصوير مسلسلات، وألغت عروض مسلسلات جاهزة بسبب قلة الأرباح المالية. وهو ما يشجع القنوات والمنصات الرقمية على التوجه إلى عرض أعمال عربية تمثل حلا مؤقتا لأزمة الإنتاج لكنه حل يضر بالمنتوج المصري.
القاهرة - يواجه موسم دراما رمضان المقبل في مصر أزمات اقتصادية دفعت بعض الأعمال إلى الخروج من السباق فيما يلفّ الغموض مصير عدد آخر، وسط توقعات بانخفاض عدد المسلسلات المتوقع عرضها مقارنة بالسنوات الماضية، واتجاه بعض المنتجين إلى تخفيض عدد الحلقات إلى 15 حلقة بدلا من 30 حلقة، لتقليص تكاليف الإنتاج ومجاراة اهتمامات جمهور المنصات الرقمية الذي ينجذب إلى تلك النوعية من الأعمال.
وتحدث مصدر على صلة بملف الإنتاج الدرامي لـ”العرب” عن مجموعة من المشكلات تواجه الأعمال الجديدة، من بينها إغلاق عدد من أستوديوهات التصوير لدواع اقتصادية تتعلق بعدم القدرة على تحمل النفقات مع اتجاه بعض الشركات إلى التصوير خارج مصر، بجانب زيادة تكاليف الإنتاج مع تراجع قيمة الجنيه أمام الدولار.
ماجدة خيرالله: الإنتاج الدرامي يشهد تراجعا على مستوى الكم والجودة
وأضاف المصدر ذاته أن القنوات الفضائية التي تتعاقد على الأعمال الدرامية منذ بدء تصويرها لم تحدد ميزانيتها حتى الآن في ظل عدم وضوح الصورة بالنسبة إلى قيمة العملة المحلية، والبعض لا يرحب بعرض أعماله لمنع تكبد المزيد من الخسائر، كما أن المنصات الرقمية أصابتها تخمة في المسلسلات التي تعاقدت عليها الفترة الماضية، ولا يوجد لديها ارتباط مباشر بموسم رمضان أسوة بالفضائيات.
وأدركت شركات إنتاج خاصة، بدأت تنخرط في السوق الدرامي، أن المجازفة يمكن أن تصبح كبيرة إذا زادت إنتاجها، وعودتها التي كانت على استحياء خلال العامين الماضيين لم تحقق المرجو منها، ما يجعلها بحاجة إلى إعادة ترتيب أوراقها لأن جودة الأعمال الدرامية محل انتقاد كبير من جمهور يجد ضالته في أعمال عربية وأجنبية تتاح أمامه بسهولة على المنصات الرقمية.
ويرى نقاد أن جهات حكومية قد تُعيد التفكير في توجيه تمويل إنتاج المسلسلات لصالح الاهتمام على نحو أكبر بالأفلام الوثائقية والتسجيلية عقب تدشين قناة خاصة بذلك.
وهناك قناعة بأن سوق الدراما يشهد تحولات عديدة ولم تعد الفضائيات المصرية قادرة على استرداد عوائد ما قامت بصرفه من أموال وسط انكماش سوق إعلانات الإعلام الرسمي بوجه عام، في حين أن بعض المنصات العربية دخلت بقوة على الخط وباتت إلى حد كبير مسيطرة على نوعية المسلسلات ومواسمها بعيدا عن اكتظاظ أكبر عدد من الأعمال خلال ثلاثين يومًا.
ولم يتضح حتى الآن حجم الإنتاج الدرامي المصري في موسم رمضان، لكن من المتوقع خروج بعض الأعمال التي كان من المفترض أن تشكل ركيزة أساسية خلال الموسم المقبل وعلى رأسها مسلسل “الحشاشين” بطولة كريم عبدالعزيز وتأليف عبدالرحيم كمال، وإخراج بيتر ميمي، حيث جرى إرجاؤه لأسباب غير معلومة.
وبرر كريم عبدالعزيز في تصريحات إعلامية خروج مسلسله من السباق بارتفاع ميزانية الإنتاج، مع الحاجة إلى السفر إلى أكثر من دولة لتصوير أحداثه التاريخية.
وأعلنت الشركة المنتجة لمسلسل “11 سبتمبر” بطولة هاني سلامة عن انسحابها مبكرا من الموسم، وساق منتجوه تفسيرا متقاربا للتأجيل يتمثل في ارتفاع تكاليف الإنتاج وحاجة طاقم عمل المسلسل إلى السفر إلى عدد من الدول الأوروبية لتصوير أحداثه.
وجرى إرجاء تصوير مسلسل “ألف ليلة وليلة” الذي كان من المقرر أن يقوم ببطولته الفنان ياسر جلال قبل انسحابه من العمل.
هشام هلال: الإنتاج الدرامي يعاني أزمة فالمسلسلات المنهاة لم تعرض
وأعلن منتجو مسلسل “كلمة السر” بطولة آسر ياسين تأجيله على الرغم من أن المسلسل بدأ التحضير له مبكرا وكان من المخطط عرضه في موسم رمضان المقبل.
وأعلن الفنان حسن الرداد عن توقف عملين كان من المقرر أن يشارك بهما في موسم رمضان المقبل، أولهما مسلسل “علاقة مشروعة” وينتمي إلى نوعية أعمال الخمس عشرة حلقة، والثاني يحمل اسم “الذباب الأزرق” توقف التحضير له دون إعلان أسباب محددة.
وتوقفت تحضيرات مسلسل يوسف الشريف الذي لم يتم التوافق على اسمه بعد من دون الإعلان عن مصيره بشأن لحاقه بالموسم الرمضاني من عدمه، ومسلسل “تلت التلاتة” لغادة عبدالرازق في ظل التضارب بشأن استمرار تصويره أو توقفه.
قال المؤلف هشام هلال إن “الإنتاج الدرامي بوجه عام يعاني أزمة مع وجود مسلسلات تم الانتهاء منها بالفعل دون عرضها على الفضائيات أو المنصات الرقمية حتى الآن بسبب الغموض الذي يحيط بالدوافع الحقيقية، والمؤكد أن ثمة تعثرات تجابه تمويل المنصات الرقمية التي قامت بشراء العديد من الأعمال ولم تحقق عوائد منها، كذلك الحال بالنسبة إلى وضع الفضائيات”.
وأضاف في تصريح لـ”العرب” أنه انتهى بشكل شخصي من تأليف عملين وقامت إحدى المنصات العربية بالتعاقد عليهما، الأول مسلسل كتب في العام 2019 والثاني العام الماضي ولم يتم عرضهما حتى الآن، ومع زيادة الكلفة الإنتاجية نتيجة ارتفاع قيمة الدولار متوقع أن يؤدي ذلك إلى المزيد من الانكماش الإنتاجي، لأن الشركات تجد صعوبات في تسويق أعمالها لمنصات وقنوات محلية وخليجية.
إنتاج الدراما يواجه مشكلات مالية ما يفسح المجال أمام الإنتاج العربي لتقديم مسلسلات تعرض على فضائيات مصرية
واعتبر أن التوسع في تقديم أعمال تنتمي إلى نوعية الحلقات القصيرة أمر يخدم العملية الإنتاجية ويساعد على تقليص النفقات، ويخدم العملية الإبداعية، وأن المؤلفين واجهوا مشكلات وباتوا مرغمين على إضافة أحداث درامية بلا داع كي تتماشى مع طبيعة عرض المسلسلات في موسم رمضان ذات الثلاثين حلقة.
ويبدو الاتجاه إلى تقليص عدد الحلقات وتوقف مشاريع درامية بحجة ارتفاع التكاليف مبررا غير كاف، لأن الأعمال الجيدة قادرة على فرض نفسها وتحقيق إيرادات مادية، فالأزمة تكمن في تراجع جودة الأعمال المقدمة واتجاه المنصات الرقمية إلى الأعمال التي تستحق أن تدفع فيها أموالا طائلة لجذب الجمهور، وتحاول الفضائيات بالتبعية أن تمضي في السياق ذاته لعدم خسارة متابعيها ما يشي بأزمة عميقة تواجهها الدراما.
ويدخل مسلسل “بطن الحوت” بطولة باسم سمرة ومحمد فراج وأسماء أبواليزيد موسم رمضان المقبل ويتكون من 15 حلقة، تأليف وإخراج أحمد فوزى صالح.
ويشارك مسلسل “عودة البارون” بطولة حسين فهمي في السباق ويتكون أيضا من 15 حلقة، ويقدم الفنان الكوميدي محمد عبدالرحمن مسلسل “موعد على الغداء”، وهو من نوعية الحلقات القصيرة، ومقرر عرضه في موسم رمضان
ارتفاع التكاليف وإغلاق أستوديوهات والاتجاه إلى الخارج أزمات تزعج منتجي الدراما.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
مسلسلات لن تعرض رغم الانتهاء من تصويرها
مع اقتراب الموسم الرمضاني للعام المقبل الذي لم يتبق عليه سوى أشهر قليلة، بدأ العاملون في الوسط الفني يحذرون من تراجع المسلسلات على مستوى الكم والنوع، ومن خطورة الأزمة الإنتاجية التي أجبرت منتجين على إيقاف تصوير مسلسلات، وألغت عروض مسلسلات جاهزة بسبب قلة الأرباح المالية. وهو ما يشجع القنوات والمنصات الرقمية على التوجه إلى عرض أعمال عربية تمثل حلا مؤقتا لأزمة الإنتاج لكنه حل يضر بالمنتوج المصري.
القاهرة - يواجه موسم دراما رمضان المقبل في مصر أزمات اقتصادية دفعت بعض الأعمال إلى الخروج من السباق فيما يلفّ الغموض مصير عدد آخر، وسط توقعات بانخفاض عدد المسلسلات المتوقع عرضها مقارنة بالسنوات الماضية، واتجاه بعض المنتجين إلى تخفيض عدد الحلقات إلى 15 حلقة بدلا من 30 حلقة، لتقليص تكاليف الإنتاج ومجاراة اهتمامات جمهور المنصات الرقمية الذي ينجذب إلى تلك النوعية من الأعمال.
وتحدث مصدر على صلة بملف الإنتاج الدرامي لـ”العرب” عن مجموعة من المشكلات تواجه الأعمال الجديدة، من بينها إغلاق عدد من أستوديوهات التصوير لدواع اقتصادية تتعلق بعدم القدرة على تحمل النفقات مع اتجاه بعض الشركات إلى التصوير خارج مصر، بجانب زيادة تكاليف الإنتاج مع تراجع قيمة الجنيه أمام الدولار.
ماجدة خيرالله: الإنتاج الدرامي يشهد تراجعا على مستوى الكم والجودة
وأضاف المصدر ذاته أن القنوات الفضائية التي تتعاقد على الأعمال الدرامية منذ بدء تصويرها لم تحدد ميزانيتها حتى الآن في ظل عدم وضوح الصورة بالنسبة إلى قيمة العملة المحلية، والبعض لا يرحب بعرض أعماله لمنع تكبد المزيد من الخسائر، كما أن المنصات الرقمية أصابتها تخمة في المسلسلات التي تعاقدت عليها الفترة الماضية، ولا يوجد لديها ارتباط مباشر بموسم رمضان أسوة بالفضائيات.
وأدركت شركات إنتاج خاصة، بدأت تنخرط في السوق الدرامي، أن المجازفة يمكن أن تصبح كبيرة إذا زادت إنتاجها، وعودتها التي كانت على استحياء خلال العامين الماضيين لم تحقق المرجو منها، ما يجعلها بحاجة إلى إعادة ترتيب أوراقها لأن جودة الأعمال الدرامية محل انتقاد كبير من جمهور يجد ضالته في أعمال عربية وأجنبية تتاح أمامه بسهولة على المنصات الرقمية.
ويرى نقاد أن جهات حكومية قد تُعيد التفكير في توجيه تمويل إنتاج المسلسلات لصالح الاهتمام على نحو أكبر بالأفلام الوثائقية والتسجيلية عقب تدشين قناة خاصة بذلك.
وهناك قناعة بأن سوق الدراما يشهد تحولات عديدة ولم تعد الفضائيات المصرية قادرة على استرداد عوائد ما قامت بصرفه من أموال وسط انكماش سوق إعلانات الإعلام الرسمي بوجه عام، في حين أن بعض المنصات العربية دخلت بقوة على الخط وباتت إلى حد كبير مسيطرة على نوعية المسلسلات ومواسمها بعيدا عن اكتظاظ أكبر عدد من الأعمال خلال ثلاثين يومًا.
ولم يتضح حتى الآن حجم الإنتاج الدرامي المصري في موسم رمضان، لكن من المتوقع خروج بعض الأعمال التي كان من المفترض أن تشكل ركيزة أساسية خلال الموسم المقبل وعلى رأسها مسلسل “الحشاشين” بطولة كريم عبدالعزيز وتأليف عبدالرحيم كمال، وإخراج بيتر ميمي، حيث جرى إرجاؤه لأسباب غير معلومة.
وبرر كريم عبدالعزيز في تصريحات إعلامية خروج مسلسله من السباق بارتفاع ميزانية الإنتاج، مع الحاجة إلى السفر إلى أكثر من دولة لتصوير أحداثه التاريخية.
وأعلنت الشركة المنتجة لمسلسل “11 سبتمبر” بطولة هاني سلامة عن انسحابها مبكرا من الموسم، وساق منتجوه تفسيرا متقاربا للتأجيل يتمثل في ارتفاع تكاليف الإنتاج وحاجة طاقم عمل المسلسل إلى السفر إلى عدد من الدول الأوروبية لتصوير أحداثه.
وجرى إرجاء تصوير مسلسل “ألف ليلة وليلة” الذي كان من المقرر أن يقوم ببطولته الفنان ياسر جلال قبل انسحابه من العمل.
هشام هلال: الإنتاج الدرامي يعاني أزمة فالمسلسلات المنهاة لم تعرض
وأعلن منتجو مسلسل “كلمة السر” بطولة آسر ياسين تأجيله على الرغم من أن المسلسل بدأ التحضير له مبكرا وكان من المخطط عرضه في موسم رمضان المقبل.
وأعلن الفنان حسن الرداد عن توقف عملين كان من المقرر أن يشارك بهما في موسم رمضان المقبل، أولهما مسلسل “علاقة مشروعة” وينتمي إلى نوعية أعمال الخمس عشرة حلقة، والثاني يحمل اسم “الذباب الأزرق” توقف التحضير له دون إعلان أسباب محددة.
وتوقفت تحضيرات مسلسل يوسف الشريف الذي لم يتم التوافق على اسمه بعد من دون الإعلان عن مصيره بشأن لحاقه بالموسم الرمضاني من عدمه، ومسلسل “تلت التلاتة” لغادة عبدالرازق في ظل التضارب بشأن استمرار تصويره أو توقفه.
قال المؤلف هشام هلال إن “الإنتاج الدرامي بوجه عام يعاني أزمة مع وجود مسلسلات تم الانتهاء منها بالفعل دون عرضها على الفضائيات أو المنصات الرقمية حتى الآن بسبب الغموض الذي يحيط بالدوافع الحقيقية، والمؤكد أن ثمة تعثرات تجابه تمويل المنصات الرقمية التي قامت بشراء العديد من الأعمال ولم تحقق عوائد منها، كذلك الحال بالنسبة إلى وضع الفضائيات”.
وأضاف في تصريح لـ”العرب” أنه انتهى بشكل شخصي من تأليف عملين وقامت إحدى المنصات العربية بالتعاقد عليهما، الأول مسلسل كتب في العام 2019 والثاني العام الماضي ولم يتم عرضهما حتى الآن، ومع زيادة الكلفة الإنتاجية نتيجة ارتفاع قيمة الدولار متوقع أن يؤدي ذلك إلى المزيد من الانكماش الإنتاجي، لأن الشركات تجد صعوبات في تسويق أعمالها لمنصات وقنوات محلية وخليجية.
إنتاج الدراما يواجه مشكلات مالية ما يفسح المجال أمام الإنتاج العربي لتقديم مسلسلات تعرض على فضائيات مصرية
واعتبر أن التوسع في تقديم أعمال تنتمي إلى نوعية الحلقات القصيرة أمر يخدم العملية الإنتاجية ويساعد على تقليص النفقات، ويخدم العملية الإبداعية، وأن المؤلفين واجهوا مشكلات وباتوا مرغمين على إضافة أحداث درامية بلا داع كي تتماشى مع طبيعة عرض المسلسلات في موسم رمضان ذات الثلاثين حلقة.
ويبدو الاتجاه إلى تقليص عدد الحلقات وتوقف مشاريع درامية بحجة ارتفاع التكاليف مبررا غير كاف، لأن الأعمال الجيدة قادرة على فرض نفسها وتحقيق إيرادات مادية، فالأزمة تكمن في تراجع جودة الأعمال المقدمة واتجاه المنصات الرقمية إلى الأعمال التي تستحق أن تدفع فيها أموالا طائلة لجذب الجمهور، وتحاول الفضائيات بالتبعية أن تمضي في السياق ذاته لعدم خسارة متابعيها ما يشي بأزمة عميقة تواجهها الدراما.
ويدخل مسلسل “بطن الحوت” بطولة باسم سمرة ومحمد فراج وأسماء أبواليزيد موسم رمضان المقبل ويتكون من 15 حلقة، تأليف وإخراج أحمد فوزى صالح.
ويشارك مسلسل “عودة البارون” بطولة حسين فهمي في السباق ويتكون أيضا من 15 حلقة، ويقدم الفنان الكوميدي محمد عبدالرحمن مسلسل “موعد على الغداء”، وهو من نوعية الحلقات القصيرة، ومقرر عرضه في موسم رمضان