سكة ضياع".. دراما اجتماعية تثير الجدل في السودان
المسلسل الرمضاني يتناول في جرأة غير مسبوقة المسكوت عنه في المجتمع السوداني.
مشاهد يهرب منها السودانيون في الدراما والواقع
الخرطوم - تتنافس أربعة مسلسلات سودانية ضمن الماراثون الرمضاني لهذا العام، لكن “سكة ضياع” هو من نجح في إثارة انتباه المشاهد، وشد انتباهه لمتابعة حلقاته، كما أجج حلقات نقاش واسعة حول العمل في مواقع التواصل الاجتماعي.
أثار مسلسل “سكة ضياع” الذي عرض على موقع يوتيوب ثم انتقل للعرض على إحدى القنوات المحلية جدلا كبيرا في الشارع السوداني بعد تناوله المسكوت عنه في المجتمع، حيث خاض المسلسل الرمضاني الذي يشارك فيه ممثلون وفنانون شباب في قضايا اجتماعية حساسة في جرأة غير مسبوقة جعلته يتصدر اهتمام المشاهدين.
وجسد العمل وهو من تأليف وإخراج الشاعر السوداني هيثم الأمين، وبطولة المطرب أحمد الجقر، واقع الشباب السوداني الذي يعاني حالة من الضياع مع تفشي العديد من الآفات وأبرزها البطالة والمخدرات والسكر وممارسة أعمال النهب.
المسلسل جسد واقع الشباب الذي يعاني حالة من الضياع مع تفشي العديد من الآفات وأبرزها البطالة والمخدرات
وتناول المسلسل أيضا تعاطي السودانيين مع الزنا، ولجوء مرتكبه للتخلص من الجنين في دور الإيواء أو في الطرق العامة خوفا من الفضيحة وتجنبا لنظرة المجتمع الاستنكارية، ورد فعل العائلة الذي قد يكون عنيفا ويكلف الفتاة المذنبة حياتها، كما جسد واقع الأطفال المشردين وما يواجهونه من مأساة واستغلال ضمن شبكات عمالة
الأطفال.
وأثار المسلسل حفيظة المتابعين السودانيين بمشاهد رومانسية ومشاهد عنف وأكشن وتعمده إظهار ممثلات دون غطاء رأس في واقعة غير مسبوقة بالدراما السودانية.
وتباينت وجهات النظر حول المسلسل، فانصبت بعض الآراء في مسائل فنية كرداءة الإضاءة والصوت، بينما ذهب آخرون لنقد مضمون هذا العمل الدرامي قائلين إنه يخدش تقاليد المجتمع السوداني المحافظ، ويتطرق إلى قضايا اجتماعية تخص الطبقة الأرستقراطية في الخرطوم فقط، فيما استنكر آخرون سوء تجسيد قضايا الشرائح الاجتماعية التي تفتقد للسند.
وشكك البعض في بعض الظواهر التي قالوا إن المسلسل بالغ في إظهارها على شاكلة شرب البنات للخمور والمخدرات، ورأوا أن هذه الظواهر غير موجودة بكثرة في المجتمع السوداني وفي المقابل ركز المسلسل عليها وتناولها بالكثير من المبالغة.
كما تعرّض المسلسل لانتقادات على مستوى الإخراج وجودة الصورة والحوار والإضاءة وفشل الكاميرا في نقل ما تخفيه الكلمات، بالإضافة إلى ما اعتبره البعض توظيفا خاطئا للموسيقى في الفواصل المأساوية والاحتفالية، وكذلك أداء الممثلين الذي لم ينجح في إقناع الكثيرين نظرا لأن أغلبهم يمثل للمرة الأولى.
وهاجمت الإعلامية السودانية إيمان الشافعي المسلسل حيث كتبت “إذا كان الهدف من المسلسل معالجة قضية معينة فيجب طرحها بشكل مناسب يتماشى مع الأعراف والتقاليد”. وزادت “أغلب الممثلين في المسلسل ليس لديهم أدنى مؤهلات التمثيل ولا حتى يعرفوا يحكوا تقليد أعمى وغبي”.
تجربة ناجحة
ورأى الإعلامي بدرالدين هجو أن “مسلسل سكة ضياع يعتبر نقلة في الدراما السودانية من حيث السيناريو”، كما أنه “تجربة ناجحة من ناحية الأداء الجيد بحكم أنها التجربة الأولى لمعظم الممثلين بالمسلسل ورغم الأخطاء الموجودة في الأداء لا يمكن أن نحاسبهم عليها بل نلفت نظرهم لها حتى يتم تصحيحها في تجاربهم القادمة”.
ومن ناحية أخرى، واجه منتجو المسلسل اتهامات من الممثل عوض شكسبير وجهها للسيناريست والمؤلف هيثم الأمين بسرقة قصة مسلسل “سكة ضياع”، الذي طالب بمناظرة بينه وبين الشاعر الأمين حول أحقية فكرة وتأليف المسلسل الذي قال إنها تعود إليه حيث كان يعد في الأصل لمسلسل بعنوان “حبل السر”.
في المقابل، دافع منتجو المسلسل ومن بينهم المؤلف الأمين عن العمل، واعتبروا أن الانتقادات الواسعة ماهي إلا دليل على نجاح المسلسل في استفزاز المشاهد السوداني الذي يرفض الالتفات للقضايا المنتشرة في المجتمع، ويتغافل عن الحديث في أغلب الظواهر الخطيرة.
ودافع الأمين عن فكرة المسلسل ومضمونه، مشيرا إلى أن فريق العمل يتابع ردود الفعل الناقدة التي قال إن بعضها يهدف لدعم المسلسل ويدعو منتجيه لمزيد تطوير خبراتهم في الدراما التلفزيونية.
وشدد الأمين على أن سر نجاح “سكة ضياع” بين المسلسلات السودانية الأخرى التي تعرض في رمضان، هو الجرأة التي تحلى بها في الخوض في القضايا والظواهر الاجتماعية التي لطالما تجاهلتها الدراما ولم يتمكن أي عمل درامي سابق من مناقشتها.
المسلسل الرمضاني يتناول في جرأة غير مسبوقة المسكوت عنه في المجتمع السوداني.
مشاهد يهرب منها السودانيون في الدراما والواقع
الخرطوم - تتنافس أربعة مسلسلات سودانية ضمن الماراثون الرمضاني لهذا العام، لكن “سكة ضياع” هو من نجح في إثارة انتباه المشاهد، وشد انتباهه لمتابعة حلقاته، كما أجج حلقات نقاش واسعة حول العمل في مواقع التواصل الاجتماعي.
أثار مسلسل “سكة ضياع” الذي عرض على موقع يوتيوب ثم انتقل للعرض على إحدى القنوات المحلية جدلا كبيرا في الشارع السوداني بعد تناوله المسكوت عنه في المجتمع، حيث خاض المسلسل الرمضاني الذي يشارك فيه ممثلون وفنانون شباب في قضايا اجتماعية حساسة في جرأة غير مسبوقة جعلته يتصدر اهتمام المشاهدين.
وجسد العمل وهو من تأليف وإخراج الشاعر السوداني هيثم الأمين، وبطولة المطرب أحمد الجقر، واقع الشباب السوداني الذي يعاني حالة من الضياع مع تفشي العديد من الآفات وأبرزها البطالة والمخدرات والسكر وممارسة أعمال النهب.
المسلسل جسد واقع الشباب الذي يعاني حالة من الضياع مع تفشي العديد من الآفات وأبرزها البطالة والمخدرات
وتناول المسلسل أيضا تعاطي السودانيين مع الزنا، ولجوء مرتكبه للتخلص من الجنين في دور الإيواء أو في الطرق العامة خوفا من الفضيحة وتجنبا لنظرة المجتمع الاستنكارية، ورد فعل العائلة الذي قد يكون عنيفا ويكلف الفتاة المذنبة حياتها، كما جسد واقع الأطفال المشردين وما يواجهونه من مأساة واستغلال ضمن شبكات عمالة
الأطفال.
وأثار المسلسل حفيظة المتابعين السودانيين بمشاهد رومانسية ومشاهد عنف وأكشن وتعمده إظهار ممثلات دون غطاء رأس في واقعة غير مسبوقة بالدراما السودانية.
وتباينت وجهات النظر حول المسلسل، فانصبت بعض الآراء في مسائل فنية كرداءة الإضاءة والصوت، بينما ذهب آخرون لنقد مضمون هذا العمل الدرامي قائلين إنه يخدش تقاليد المجتمع السوداني المحافظ، ويتطرق إلى قضايا اجتماعية تخص الطبقة الأرستقراطية في الخرطوم فقط، فيما استنكر آخرون سوء تجسيد قضايا الشرائح الاجتماعية التي تفتقد للسند.
وشكك البعض في بعض الظواهر التي قالوا إن المسلسل بالغ في إظهارها على شاكلة شرب البنات للخمور والمخدرات، ورأوا أن هذه الظواهر غير موجودة بكثرة في المجتمع السوداني وفي المقابل ركز المسلسل عليها وتناولها بالكثير من المبالغة.
كما تعرّض المسلسل لانتقادات على مستوى الإخراج وجودة الصورة والحوار والإضاءة وفشل الكاميرا في نقل ما تخفيه الكلمات، بالإضافة إلى ما اعتبره البعض توظيفا خاطئا للموسيقى في الفواصل المأساوية والاحتفالية، وكذلك أداء الممثلين الذي لم ينجح في إقناع الكثيرين نظرا لأن أغلبهم يمثل للمرة الأولى.
وهاجمت الإعلامية السودانية إيمان الشافعي المسلسل حيث كتبت “إذا كان الهدف من المسلسل معالجة قضية معينة فيجب طرحها بشكل مناسب يتماشى مع الأعراف والتقاليد”. وزادت “أغلب الممثلين في المسلسل ليس لديهم أدنى مؤهلات التمثيل ولا حتى يعرفوا يحكوا تقليد أعمى وغبي”.
تجربة ناجحة
ورأى الإعلامي بدرالدين هجو أن “مسلسل سكة ضياع يعتبر نقلة في الدراما السودانية من حيث السيناريو”، كما أنه “تجربة ناجحة من ناحية الأداء الجيد بحكم أنها التجربة الأولى لمعظم الممثلين بالمسلسل ورغم الأخطاء الموجودة في الأداء لا يمكن أن نحاسبهم عليها بل نلفت نظرهم لها حتى يتم تصحيحها في تجاربهم القادمة”.
ومن ناحية أخرى، واجه منتجو المسلسل اتهامات من الممثل عوض شكسبير وجهها للسيناريست والمؤلف هيثم الأمين بسرقة قصة مسلسل “سكة ضياع”، الذي طالب بمناظرة بينه وبين الشاعر الأمين حول أحقية فكرة وتأليف المسلسل الذي قال إنها تعود إليه حيث كان يعد في الأصل لمسلسل بعنوان “حبل السر”.
في المقابل، دافع منتجو المسلسل ومن بينهم المؤلف الأمين عن العمل، واعتبروا أن الانتقادات الواسعة ماهي إلا دليل على نجاح المسلسل في استفزاز المشاهد السوداني الذي يرفض الالتفات للقضايا المنتشرة في المجتمع، ويتغافل عن الحديث في أغلب الظواهر الخطيرة.
ودافع الأمين عن فكرة المسلسل ومضمونه، مشيرا إلى أن فريق العمل يتابع ردود الفعل الناقدة التي قال إن بعضها يهدف لدعم المسلسل ويدعو منتجيه لمزيد تطوير خبراتهم في الدراما التلفزيونية.
وشدد الأمين على أن سر نجاح “سكة ضياع” بين المسلسلات السودانية الأخرى التي تعرض في رمضان، هو الجرأة التي تحلى بها في الخوض في القضايا والظواهر الاجتماعية التي لطالما تجاهلتها الدراما ولم يتمكن أي عمل درامي سابق من مناقشتها.