حيويه (مذهب)
Vitalism - Vitalisme
الحيوية (مذهب -)
المذهب الحيوي vitalism تيار مثالي في علم الحياة، يُرجع العمليات الحيوية في الكائنات الحية إلى عوامل لا مادية يطلق عليها بعضهم اسم القوة الحيوية life force أو المبدأ الحيوي vital priniciple أو الكمال (الانتلخيا) entelechy أو الدفعة الحيوية elan vital أو الجوهر شبه النفسي psyshoid، أو الدوافع الفعالة في التكوين formulative Impulses أو الحرارة الحيوانية animal heat أو الكهرباء الحيوانية animal electricity. ويرى أصحاب هذا المذهب أن ظواهر الحياة في الكائن الحي لا تفسر بالظواهر الفيزيائية أو الكيميائية بل لابد من اعتبار مبدأ يخصها تستند إليه.
ترتد أصول المذهب الحيوي إلى أفلاطون وآرائه بصدد النفس، كونها قوة روحية تهيمن على العالمين الحيواني والنباتي، وتمكن الإنسان من تعقل المعاني الكلية، فهي مبدأ لا مادي قائم بذاته ومتمايز عن الجسم. وكذلك إلى أرسطو الذي يعد النفس psyche أو الروح soul مبدأ الحياة والأفعال الحيوية في الكائنات الحية، من نبات وحيوان وإنسان، وهي في كلٍّ على قدره. وإذا كان الجسم يتألف من مادة وصورة عند أرسطو فإن النفس هي صورة الجسم الحي، والتي يطلق عليها اسم الكمال أو الأنتلخيا، ويصفها بأنها وحدة عضوية غرضية النشاط.
ويجمع القائلون بالمذهب الحيوي، منذ أرسطو حتى اليوم، على وجود حياة في الكائن الحي، تعده الناس العامة جوهراً substance أو شيئاً stuff من نوع ما، يعبر عنه في اللغة اليومية بعبارات مجازية، كالقول إن فلاناً مات وصار جثة «بلا حياة» أو أنه فقد «الحياة» بوصف الحياة سائلاً أو نفساً أو دماً.
ويهتم المذهب الحيوي بمشكلات أهمها أصل الحياة وظهورها، والتوالد الجنيني والتجدد، والتقابل بين الطبيعة الحية والطبيعة غير الحية، لرفض إمكانية انبثاق الشكل الحيوي من الشكل غير الحيوي، حيث تفترض الحيوية فعلاً خاصاً معيناً يشار إليه بالخلق بفضل قوة فاعلة متدخلة من أجل بدء النشاط الحيوي، فما هو حي لا يمكن أن يتكون إلا تحت تأثير عمليات حيوية متميزة من المادة غير الحية. ويمثل موقف العامة وكثير من الفلاسفة، كالقديس أوغسطين هذا المذهب الحيوي البسيط naive vitalism، فهو يرى أن الخالق أودع بذور الحياة في المادة غير الحية، فنمت فيها بعد ذلك أنواع مختلفة مع الزمن، بمعنى أن الحي لا يخرج إلا من الحي بقدرة الله وفعله الخاص الأول، وهذه هي النظرة البسيطة إلى الحياة.
وفي القرن السابع عشر، كان المكون الأساسي للنظرة الحيوية هو الوقوف في وجه النظرة الآلية الفيزيائية ومساوئ استخدامها، فتفسير الكائنات الحية وخصائصها يتطلب مبدأ مجهولاً غير معروف، يفترض قوة روحية لتبرير غائية الكائن الحية، وقد كان هذا المبدأ، كما جرت العادة، النفس أو العقل، ولكن فيما بعد، في القرن الثامن عشر، تبدلت طبيعة هذا المبدأ ليصبح «القوة الحيوية»، وهي مبدأ يحل في كل أنحاء الجسم، بحيث يسري في كل عضو وكل عضلة وكل عصب، وتنضوي تحته نشاطات الكائن الحي. وبالرغم من أن الحيوية قد ساعدت بفصلها التام بين الكائنات والأشياء على تأسيس علم الحياة، إلا أن ملاحظاتها وتفسيراتها لم تصل حد تفسير وإيضاح «القوة الحيوية»، فهي تمثل هذا الجزء من المجهول الذي يصبح بوساطته الكائن مختلفاً عن الشيء، وهذا افترضته نظرتها إلى أنه ينبغي أن تقوم الحياة أو «القوة الحيوية» في الكائن العضوي المأخوذ بكليته وليس في هذا الجزء أو العضو، ولا يمكن أن تختزل إلى عناصر بسيطة، فبقيت تلك القوة بعيدة عن متناول التحليل والمعرفة. وقد مثل هذه النظرة الحيوية مدرسة مونبيلييه الفكرية التي كان من أبرز ممثليها الطبيب بول جوزيف بارتيز P.J.Barthes (ما بين 1734- 1806)، فقد أشار في كتابه «مبادئ جديدة لعلم الإنسان» (1778) إلى أن المبدأ الحيوي هو السبب الذي يدير ظواهر الحياة في الجسم الإنساني.
وبفضل تطور العلوم البيولوجية، ظهرت أقلية من علماء الحياة يتمسكون بالمذهب الحيوي، أمثال: شتال وأوكسكل وإيلاس وبولاني وهارفي وفولف وباير ودريش وغيرهم، وقد سُميت نظريتهم بالمذهب الحيوي النقدي critical vitalism. حاول هؤلاء العلماء عزل هذه «الحياة» والتجريب عليها، وكان أبرزهم الألماني هانز دريش Driesh الذي وضع كتاباً بعنوان «المذهب الحيوي تاريخاً وعلماً» (عام 1905)، يبرز فيه خصائص هذا المذهب في العلم وفي الفلسفة، ويعرفه بأنه النظرية التي تقول باستقلال عمليات الحياة، وميّزه من مذهب شمول الحياة (أن كل ما في الكون له روح أو نفس)، ووصف هذه الحياة بأنها قوة مستقلة تشبه العقل ولا مكان لها، وتتحكم في مجرى العمليات العضوية، وتسير باتجاه غائية مرسومة تهدف تحقيقها، وقد سماها «انتلخيا» (ليس بالمعنى الأرسطي). وقد أدت أبحاثه في علم الأجنة (إمكان تقسيم الخلايا البلاستولية وعزل نصفها، ونمو الجنين كاملاً بدلاً من نمو نصفه فقط) إلى التأكيد على وجود قوة في الجنين تندفع نحو تحقيق هدف محدد قد رسم لها من قبل، وقد تعزى هذه القوة إلى علل إلهية، وهي أقرب إلى الطبيعة الروحية لا المادية.
ويرى «برتالانفي»، البيولوجي النمسوي، وأحد دعاة النظرة الحيوية، أن الكائنات الحية عبارة عن أنساق هندسية فريدة في تكوينها وقوانينها، تشكلت بفعل استمرار وتدفق العمليات الحيوية، كي تعمل على استحداث هذه الأنساق المعقدة وتمدها بالنشاط، مما يجعلها تكتسب استقلالاً متأتياً عن الأنساق الأخرى في الطبيعة، يبدأ من أصغر كائن (وحيدات الخلية) وينتهي بتجمعات البشر.
وقد توطدت الحيوية لدى علماء البيولوجية الفرنسيين أمثال لوسيان كوينو L.Cuénot ولوكنت دونوي L.du Nüy وكلود برنار C.Bernard، الذي أدخل طرائق علمي الفيزياء والكيمياء في علمي الغريزة والأحياء، وأشار إلى أنها لا تكفي وحدها لإيضاح حياة الكائن الحي، بل لابد من وجود فكرة موجهة Idée directrice للتطور الحيوي، «ذلك أن في كل نطفة حية فكرة خالقة تتكامل وتظهر بالتعضي والتنظيم».
وبرز أيضاً بعض الفلاسفة الفرنسيين القائلين بالمذهب الحيوي الميتافيزيقي أمثال برغسون Bergson، فهو يرى في كتابه «التطور الخلاق» أن وحدة الحياة كامنة في الاندفاع الحيوي Elan vital البعيد عن الآلية، والأقرب إلى المذهب الروحي، لأن «الحياة في الحقيقة من مرتبة نفسية .. وإذا صح تحليلنا، كان الضمير أو ما هو فوق الضمير مبدأ الحياة». وهذا الاندفاع الحيوي هو فيض من التغير المتصل لا اختلاف بين أجزائه يفسر به كل موجود، فهو يشبّه الحياة بالينبوع المتدفق من أعلى ثم تتساقط قطراته، والمادة تشبه بتلك القطرات التي تعوّق حركة الاندفاعة الحيوية أو الحياة. ويستبعد برغسون أي هدف غائي أو سبب فاعل تسير باتجاهه «الدفعة الحيوية»، بخلاف بعض النظريات الحيوية التي ترى نشاط الكائن الحي غائي يسعى نحو هدف مرسوم.
ويلحق بالمذهب الحيوي البيولوجي والميتافيزيقي، المذهب الحيوي في علم الجمال وفلسفة الفن، وأبرز ممثلي هذا المذهب الفيلـسوف الـشاعر الفرنسي جان ماري غويو J.M.Gyuyau (ما بين 1854-1888)، فهو يرى أن مبدأ الفن والجمال قائم في الحياة الكثيفة الواسعة وصورها. والجمال حياة مكثفة، وهي معيار الحكم الفني، وعلى هذا الأساس يحل «غويو» مختلف القضايا الفنية والخلقية والاجتماعية.
سوسان إلياس
Vitalism - Vitalisme
الحيوية (مذهب -)
المذهب الحيوي vitalism تيار مثالي في علم الحياة، يُرجع العمليات الحيوية في الكائنات الحية إلى عوامل لا مادية يطلق عليها بعضهم اسم القوة الحيوية life force أو المبدأ الحيوي vital priniciple أو الكمال (الانتلخيا) entelechy أو الدفعة الحيوية elan vital أو الجوهر شبه النفسي psyshoid، أو الدوافع الفعالة في التكوين formulative Impulses أو الحرارة الحيوانية animal heat أو الكهرباء الحيوانية animal electricity. ويرى أصحاب هذا المذهب أن ظواهر الحياة في الكائن الحي لا تفسر بالظواهر الفيزيائية أو الكيميائية بل لابد من اعتبار مبدأ يخصها تستند إليه.
ترتد أصول المذهب الحيوي إلى أفلاطون وآرائه بصدد النفس، كونها قوة روحية تهيمن على العالمين الحيواني والنباتي، وتمكن الإنسان من تعقل المعاني الكلية، فهي مبدأ لا مادي قائم بذاته ومتمايز عن الجسم. وكذلك إلى أرسطو الذي يعد النفس psyche أو الروح soul مبدأ الحياة والأفعال الحيوية في الكائنات الحية، من نبات وحيوان وإنسان، وهي في كلٍّ على قدره. وإذا كان الجسم يتألف من مادة وصورة عند أرسطو فإن النفس هي صورة الجسم الحي، والتي يطلق عليها اسم الكمال أو الأنتلخيا، ويصفها بأنها وحدة عضوية غرضية النشاط.
ويجمع القائلون بالمذهب الحيوي، منذ أرسطو حتى اليوم، على وجود حياة في الكائن الحي، تعده الناس العامة جوهراً substance أو شيئاً stuff من نوع ما، يعبر عنه في اللغة اليومية بعبارات مجازية، كالقول إن فلاناً مات وصار جثة «بلا حياة» أو أنه فقد «الحياة» بوصف الحياة سائلاً أو نفساً أو دماً.
ويهتم المذهب الحيوي بمشكلات أهمها أصل الحياة وظهورها، والتوالد الجنيني والتجدد، والتقابل بين الطبيعة الحية والطبيعة غير الحية، لرفض إمكانية انبثاق الشكل الحيوي من الشكل غير الحيوي، حيث تفترض الحيوية فعلاً خاصاً معيناً يشار إليه بالخلق بفضل قوة فاعلة متدخلة من أجل بدء النشاط الحيوي، فما هو حي لا يمكن أن يتكون إلا تحت تأثير عمليات حيوية متميزة من المادة غير الحية. ويمثل موقف العامة وكثير من الفلاسفة، كالقديس أوغسطين هذا المذهب الحيوي البسيط naive vitalism، فهو يرى أن الخالق أودع بذور الحياة في المادة غير الحية، فنمت فيها بعد ذلك أنواع مختلفة مع الزمن، بمعنى أن الحي لا يخرج إلا من الحي بقدرة الله وفعله الخاص الأول، وهذه هي النظرة البسيطة إلى الحياة.
وفي القرن السابع عشر، كان المكون الأساسي للنظرة الحيوية هو الوقوف في وجه النظرة الآلية الفيزيائية ومساوئ استخدامها، فتفسير الكائنات الحية وخصائصها يتطلب مبدأ مجهولاً غير معروف، يفترض قوة روحية لتبرير غائية الكائن الحية، وقد كان هذا المبدأ، كما جرت العادة، النفس أو العقل، ولكن فيما بعد، في القرن الثامن عشر، تبدلت طبيعة هذا المبدأ ليصبح «القوة الحيوية»، وهي مبدأ يحل في كل أنحاء الجسم، بحيث يسري في كل عضو وكل عضلة وكل عصب، وتنضوي تحته نشاطات الكائن الحي. وبالرغم من أن الحيوية قد ساعدت بفصلها التام بين الكائنات والأشياء على تأسيس علم الحياة، إلا أن ملاحظاتها وتفسيراتها لم تصل حد تفسير وإيضاح «القوة الحيوية»، فهي تمثل هذا الجزء من المجهول الذي يصبح بوساطته الكائن مختلفاً عن الشيء، وهذا افترضته نظرتها إلى أنه ينبغي أن تقوم الحياة أو «القوة الحيوية» في الكائن العضوي المأخوذ بكليته وليس في هذا الجزء أو العضو، ولا يمكن أن تختزل إلى عناصر بسيطة، فبقيت تلك القوة بعيدة عن متناول التحليل والمعرفة. وقد مثل هذه النظرة الحيوية مدرسة مونبيلييه الفكرية التي كان من أبرز ممثليها الطبيب بول جوزيف بارتيز P.J.Barthes (ما بين 1734- 1806)، فقد أشار في كتابه «مبادئ جديدة لعلم الإنسان» (1778) إلى أن المبدأ الحيوي هو السبب الذي يدير ظواهر الحياة في الجسم الإنساني.
وبفضل تطور العلوم البيولوجية، ظهرت أقلية من علماء الحياة يتمسكون بالمذهب الحيوي، أمثال: شتال وأوكسكل وإيلاس وبولاني وهارفي وفولف وباير ودريش وغيرهم، وقد سُميت نظريتهم بالمذهب الحيوي النقدي critical vitalism. حاول هؤلاء العلماء عزل هذه «الحياة» والتجريب عليها، وكان أبرزهم الألماني هانز دريش Driesh الذي وضع كتاباً بعنوان «المذهب الحيوي تاريخاً وعلماً» (عام 1905)، يبرز فيه خصائص هذا المذهب في العلم وفي الفلسفة، ويعرفه بأنه النظرية التي تقول باستقلال عمليات الحياة، وميّزه من مذهب شمول الحياة (أن كل ما في الكون له روح أو نفس)، ووصف هذه الحياة بأنها قوة مستقلة تشبه العقل ولا مكان لها، وتتحكم في مجرى العمليات العضوية، وتسير باتجاه غائية مرسومة تهدف تحقيقها، وقد سماها «انتلخيا» (ليس بالمعنى الأرسطي). وقد أدت أبحاثه في علم الأجنة (إمكان تقسيم الخلايا البلاستولية وعزل نصفها، ونمو الجنين كاملاً بدلاً من نمو نصفه فقط) إلى التأكيد على وجود قوة في الجنين تندفع نحو تحقيق هدف محدد قد رسم لها من قبل، وقد تعزى هذه القوة إلى علل إلهية، وهي أقرب إلى الطبيعة الروحية لا المادية.
ويرى «برتالانفي»، البيولوجي النمسوي، وأحد دعاة النظرة الحيوية، أن الكائنات الحية عبارة عن أنساق هندسية فريدة في تكوينها وقوانينها، تشكلت بفعل استمرار وتدفق العمليات الحيوية، كي تعمل على استحداث هذه الأنساق المعقدة وتمدها بالنشاط، مما يجعلها تكتسب استقلالاً متأتياً عن الأنساق الأخرى في الطبيعة، يبدأ من أصغر كائن (وحيدات الخلية) وينتهي بتجمعات البشر.
وقد توطدت الحيوية لدى علماء البيولوجية الفرنسيين أمثال لوسيان كوينو L.Cuénot ولوكنت دونوي L.du Nüy وكلود برنار C.Bernard، الذي أدخل طرائق علمي الفيزياء والكيمياء في علمي الغريزة والأحياء، وأشار إلى أنها لا تكفي وحدها لإيضاح حياة الكائن الحي، بل لابد من وجود فكرة موجهة Idée directrice للتطور الحيوي، «ذلك أن في كل نطفة حية فكرة خالقة تتكامل وتظهر بالتعضي والتنظيم».
وبرز أيضاً بعض الفلاسفة الفرنسيين القائلين بالمذهب الحيوي الميتافيزيقي أمثال برغسون Bergson، فهو يرى في كتابه «التطور الخلاق» أن وحدة الحياة كامنة في الاندفاع الحيوي Elan vital البعيد عن الآلية، والأقرب إلى المذهب الروحي، لأن «الحياة في الحقيقة من مرتبة نفسية .. وإذا صح تحليلنا، كان الضمير أو ما هو فوق الضمير مبدأ الحياة». وهذا الاندفاع الحيوي هو فيض من التغير المتصل لا اختلاف بين أجزائه يفسر به كل موجود، فهو يشبّه الحياة بالينبوع المتدفق من أعلى ثم تتساقط قطراته، والمادة تشبه بتلك القطرات التي تعوّق حركة الاندفاعة الحيوية أو الحياة. ويستبعد برغسون أي هدف غائي أو سبب فاعل تسير باتجاهه «الدفعة الحيوية»، بخلاف بعض النظريات الحيوية التي ترى نشاط الكائن الحي غائي يسعى نحو هدف مرسوم.
ويلحق بالمذهب الحيوي البيولوجي والميتافيزيقي، المذهب الحيوي في علم الجمال وفلسفة الفن، وأبرز ممثلي هذا المذهب الفيلـسوف الـشاعر الفرنسي جان ماري غويو J.M.Gyuyau (ما بين 1854-1888)، فهو يرى أن مبدأ الفن والجمال قائم في الحياة الكثيفة الواسعة وصورها. والجمال حياة مكثفة، وهي معيار الحكم الفني، وعلى هذا الأساس يحل «غويو» مختلف القضايا الفنية والخلقية والاجتماعية.
سوسان إلياس