حجري وسيط (عصر)
The Mesolithic (age) - Le Mésolithique
الحجري الوسيط (العصر -)
العصر الحجري الوسيط أو «الميزوليت» mesolithique مصطلح يوناني الأصل، يتألف من «mesos» وتعني وسيط و«lithos»، وتعني حجر، استُخدم منذ نهاية القرن التاسع عشر للدلالة على العصر الحجري الوسيط، الذي يفصل بين العصر الحجري القديم «الباليوليت» الذي سبقه والعصر الحجري الحديث «النيوليت» الذي تبعه.
يختلف الإطار الزمني والمضمون الحضاري لهذا العصر حسب المناطق، وهو يبدأ في الشرق الأوسط منذ نحو 12ألف سنة ق.م، ويستمر حتى 10آلاف سنة ق.م.
يتميز العصر الحجري الوسيط، الذي يُطلق عليه أيضاً في أوربا وإفريقيا «الباليوليت التالي» epi-paleolithique بظهور الأدوات الحجرية الصغيرة جداً، الميكروليتية، ذات الأشكال الهندسية microlithes-geometriques، التي أنتجتها حضارات عدة في مختلف الأمكنة والأزمنة. سادت في الجزء الأول من هذا العصر، في الشرق الأوسط، الحضارة الكبارية الهندسية Kebarien geometrique التي تطورت عن الحضارة الكبارية، نسبة إلى مغارة الكبارا في فلسطين، التي ظهرت في نهاية الباليوليت. لقد انتشر الكباريون الهندسيون على مساحات واسعة في المشرق العربي القديم، وحملوا صفات مشتركة بين المجتمعات التي سبقتهم، وتلك التي أتت بعدهم، فكانوا شبه مستقرين، بنوا الأكواخ والبيوت البسيطة إلى جانب سكنهم المغاور والملاجئ الطبيعية، وجمعوا النباتات وصادوا الحيوانات البرية التي دُجِّنت في العصر اللاحق. استخدموا الأدوات المركبة، الميكروليتية - الهندسية والأدوات البازلتية، ومارسوا الفنون البسيطة التي دلت عليها مواقعهم في بلاد الشام، مثلهم مثل إخوانهم الزارزيين في بلاد الرافدين (نسبة إلى موقع زارزي في شمالي العراق).
وفي النصف الثاني من العصر الحجري الوسيط عاش النطوفيون، نسبة إلى وادي الناطوف في فلسطين، الذين تطوروا عن الكباريين الهندسيين، وزادوا عليهم في مختلف المجالات، فكانوا أول من أنشأ قرى الصيادين الأولى التي ضمت تجمعات بشرية أكبر من أي وقت مضى. وكانوا أكثر مهارة في نشاطهم الاقتصادي في الصيد والالتقاط، وفي نشاطهم التقني في تصنيع الأسلحة والأدوات الميكروليتية الهندسية والعظمية والبازلتية الكبيرة وغيرها. وقد ظهرت لديهم، أول مرة، الفنون بمعناها الحقيقي، التي جسدتها الدمى الإنسانية والحيوانية والحلي والأدوات، وكانوا أول من بنوا المقابر ومارسوا شعائر دفن متميزة. لقد جسّد النطوفيون أبكر وحدة حضارية، ربطت بين مختلف أرجاء المشرق العربي القديم، دلت عليها آثارهم التي انتشرت من وادي النيل غرباً حتى حوض الفرات شرقاً، وكانوا آخر مجتمعات الصيد والالتقاط التي بلغت سوية تطور عالية، مهدت الطريق لظهور المجتمعات الزراعية الأولى في نهاية الألف العاشرة ق.م.
سلطان محيسن
The Mesolithic (age) - Le Mésolithique
الحجري الوسيط (العصر -)
العصر الحجري الوسيط أو «الميزوليت» mesolithique مصطلح يوناني الأصل، يتألف من «mesos» وتعني وسيط و«lithos»، وتعني حجر، استُخدم منذ نهاية القرن التاسع عشر للدلالة على العصر الحجري الوسيط، الذي يفصل بين العصر الحجري القديم «الباليوليت» الذي سبقه والعصر الحجري الحديث «النيوليت» الذي تبعه.
يختلف الإطار الزمني والمضمون الحضاري لهذا العصر حسب المناطق، وهو يبدأ في الشرق الأوسط منذ نحو 12ألف سنة ق.م، ويستمر حتى 10آلاف سنة ق.م.
يتميز العصر الحجري الوسيط، الذي يُطلق عليه أيضاً في أوربا وإفريقيا «الباليوليت التالي» epi-paleolithique بظهور الأدوات الحجرية الصغيرة جداً، الميكروليتية، ذات الأشكال الهندسية microlithes-geometriques، التي أنتجتها حضارات عدة في مختلف الأمكنة والأزمنة. سادت في الجزء الأول من هذا العصر، في الشرق الأوسط، الحضارة الكبارية الهندسية Kebarien geometrique التي تطورت عن الحضارة الكبارية، نسبة إلى مغارة الكبارا في فلسطين، التي ظهرت في نهاية الباليوليت. لقد انتشر الكباريون الهندسيون على مساحات واسعة في المشرق العربي القديم، وحملوا صفات مشتركة بين المجتمعات التي سبقتهم، وتلك التي أتت بعدهم، فكانوا شبه مستقرين، بنوا الأكواخ والبيوت البسيطة إلى جانب سكنهم المغاور والملاجئ الطبيعية، وجمعوا النباتات وصادوا الحيوانات البرية التي دُجِّنت في العصر اللاحق. استخدموا الأدوات المركبة، الميكروليتية - الهندسية والأدوات البازلتية، ومارسوا الفنون البسيطة التي دلت عليها مواقعهم في بلاد الشام، مثلهم مثل إخوانهم الزارزيين في بلاد الرافدين (نسبة إلى موقع زارزي في شمالي العراق).
وفي النصف الثاني من العصر الحجري الوسيط عاش النطوفيون، نسبة إلى وادي الناطوف في فلسطين، الذين تطوروا عن الكباريين الهندسيين، وزادوا عليهم في مختلف المجالات، فكانوا أول من أنشأ قرى الصيادين الأولى التي ضمت تجمعات بشرية أكبر من أي وقت مضى. وكانوا أكثر مهارة في نشاطهم الاقتصادي في الصيد والالتقاط، وفي نشاطهم التقني في تصنيع الأسلحة والأدوات الميكروليتية الهندسية والعظمية والبازلتية الكبيرة وغيرها. وقد ظهرت لديهم، أول مرة، الفنون بمعناها الحقيقي، التي جسدتها الدمى الإنسانية والحيوانية والحلي والأدوات، وكانوا أول من بنوا المقابر ومارسوا شعائر دفن متميزة. لقد جسّد النطوفيون أبكر وحدة حضارية، ربطت بين مختلف أرجاء المشرق العربي القديم، دلت عليها آثارهم التي انتشرت من وادي النيل غرباً حتى حوض الفرات شرقاً، وكانوا آخر مجتمعات الصيد والالتقاط التي بلغت سوية تطور عالية، مهدت الطريق لظهور المجتمعات الزراعية الأولى في نهاية الألف العاشرة ق.م.
سلطان محيسن