آراني (يانوش)Arany Janosأحد أشهر أعلام الادب الهنغاري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • آراني (يانوش)Arany Janosأحد أشهر أعلام الادب الهنغاري


    اراني (يانوش)

    Arany (Jànos-) - Arany (Jànos-)


    آراني (يانوش -)

    (1817-1882)

    يانوش آراني János Arany هو أحد أشهر أعلام الأدب الهنغاري في النصف الثاني من القرن التاسع عشر, ويعد أباً للمدرسة الكلاسيكية القومية في الأدب, وقد برع, في الوقت نفسه, في الأدب الملحمي والأدب الوجداني الغنائي. وكان ملتزماً ووفياً للتيار السياسي المسيطر آنذاك على النتاج الأدبي الهنغاري, وكان لا يكتب إِلا ضمن الإِطار الذي يدعو إِلى يقظة المشاعر الوطنية والقومية والنهوض بها, مما دفعه إِلى أن يغمض عينيه عن المشاعر والأحاسيس الشخصية. وعلى الرغم من ذلك فإِنه لم يستطيع إِخفاء هذه المشاعر, فبرزت في أشعاره الملحمية.

    كان لنشأة آراني تأثير في كتاباته الأولى. كانت أسرته من طبقة نبلاء الريف, ولكن أحوالها ساءت في أيام طفولته وأدى ذلك إِلى أن تصبح حياته ريفية بسيطة تأثر فيها بالطبقات الشعبية التي غدا يعيش بينها. وبعد محاولات عدة قام بها في مطلع شبابه لشق طريقه اختار الأدب. وفي عام 1845 ألف قصيدته الساخرة «الدستور الضائع» Elveszett Alkotmany. ومن أهم مؤلفاته في هذه الحقبة قصيدة «تولدي» Toldi (1847) التي أظهرته شاعراً قومياً وكشفت عن إِرادته في إِبراز مدرسة وطنية في الشعر عُدت آنذاك قاعدة للمدرسة الكلاسيكية وأتاحت له فرصة التعرف بالنخبة المثقفة. وكان من أشهر أصدقائه في ذلك الحين بيتوفي[ر] Petöfi . و«تولدي» هي الشخصية الرئيسة للقصيدة التي تحكي قصة بطل أسطوري يضع كل قواه الخارقة في خدمة الزعيم الهنغاري لويس داجو. وقد اقتبس آراني الحبكة في «تولدي» من أحدوثة Ilosvai في العصور الوسطى, وتحكي قصة جريمة يرتكبها أحد النبلاء بدافع من فقد الأمل أو اليأس نتيجة للظروف الريفية ولكن هذا النبيل استطاع, بعد ترحال طويل, أن ينقذ شرف الفروسية في نزالٍ مع أحد الأبطال التشيكيين الذي لا يقهرون فنال بذلك عفواً من الملك, إِلا أن آراني حاول أن تعطي قصيدته إِسقاطاً معاصراً: فتولدي عنده هو ابن الشعب الذي وقع ضحية سذاجته ولم يجد مكاناً يناسبه في هذا العالم إِلا بعد أن اجتاز الكثير من المحن. وفي هذه الحقبة كتب آراني عدة أشعار ثورية منها «حصار موراني» و «مساء تولدي» Toldi estéje (1848) إِذ لا يستطيع هذا البطل العجوز أن يتقبل أفكار البلاط الجديدة فلا يجد الطمأنينة إِلا في الموت.

    وبعد مدة من الزمن قادت آراني شهرته النامية إِلى أن ينسلخ من وحدته لكي يشغل مركز الأمين العام للأكاديمية الهنغارية, وفي هذه الحقبة أحسّ الشاعر أنه في مفترق طرق عصره فوقف شعره على التغني بذكرى بطولات الماضي التي حاول أن يحييها في ملحمته المسماة «بوهيميو نجييدا» A Nagyidai Cigányok (1852) وفيها يحاول أن يدين شعبه نفسه من خلال الأحلام البطولية للبوهيميين. وحتى يهرب من واقعه دخل يانوش في رومنسية الماضي وتأثر بالشاعر الإِنكليزي بايرون[ر] Byron فألف عدة قصائد أسطورية استقت موضوعاتها من العصور الوسطى وبقيت معظمها من دون خاتمة باستثناء واحدة منها هي «كتلان» Katalin (1850). ثم كتب قصيدة غنائية مطولة كانت بمنزلة السيرة الذاتية وقد طغى عليها أسلوب السخرية. ونشر بعدها قصيدة «موت بودا» La mort de Buda (1864) التي كانت سرداً لتاريخ شعب الهون وهم أجداد الهنغار. واحتوت القصيدة أمثولة موجهة للشعب غير المنظم كالملك أتّيلا الذي كان غير قادر على السيطرة على الصراع بين الإِخوة, على الرغم من شجاعته. ثم انغمس يانوش آراني في وحدة دامت اثني عشر عاماً, ولم يعد للكتابة إِلا في عام 1877, فنشر قصيدة «حب تولدي». إِلا أن قصائده الجديدة لم تجد لدى الجيل الجديد إِقبال الأمس. ولكن ذلك لم يمنعه من بلوغ القمة في ديوانه الغنائي «أزهار الخريف» Fleurs ďautomne الذي اشتمل على أشعار مملوءة بالمرارة كشف فيها الشاعر العجوز عن غربته في هذا العالم الجديد.

    تكمن أصالة آراني في الدراسة النفسية والهدف الوطني الملازمين لشعره, وهو يلح على أن كل فرد يجب أن يحقق مثله الأعلى ضمن إِطار قومي ريفي, وأن الفن تعبير عن الحياة القومية. وفي ضوء هذا الإِلحاح ونظرية علم النفس الواقعية تكونت لدى آراني الخطوط العريضة لفنه الشعري الذي أراده أن يكون ملتزماً المدرسة الكلاسيكية. وقد ارتكزت أصالته كذلك على نظام أخلاقي التزمه في قصائده فكان يجعل من ضميره حكماً يصدر أحكامه على أبطال ملاحمه وينزل بهم القصاص حتى على أخطاء ارتكبت بغير إِرادتهم لأن عيب تلك النفوس الصافية يكمن في ضعفهم في السيطرة على أهواء النفس,
    «وعلى أتيلا قاتل أخيه أن يتحمل وشعبه عاقبة جريمته».

    لقد حاول الشاعر أن يسيطر على صراعاته الداخلية عن طريق إِلباسها لشخوص تاريخية وفولكلورية, فكانت مؤلفاته تستقي وحيها من الأوساط الشعبية. إِلا أنه كان ينهج فيها نهجاً كلاسيكياً وكان له دور كبير في التهيئة الروحية والفكرية لحرب الاستقلال (1848-1849).

    وعلى الرغم من مظاهر التجديد التي تتبدى في آثار يانوش, فإِن نفوذه الأدبي كان عاملاً وراء تأخير حركة تطور الأدب الهنغاري, إِذ تسترت خلفه الكثير من محاولات قمع الجديد, وادعت بعض المدارس خلافته, ومع ذلك يبقى يانوش فريداً في تاريخ الأدب الهنغاري.
    .
يعمل...
X