التصوير الفوتوغرافي في سيتي بنك وظائف بعيدة عن الروتين
من بين مرافق التصوير الفوتوغرافي الصناعي . نقف عند التصوير الضمني داخل المؤسسات وتحديداً ، هيئة التصوير الفوتوغرافي في « سيتي بنك » الأميركي وهو البنك الثاني بعد « بنك أوف أميركا » من حيث الضخامة ، والأهمية ، وفيه يأخذ التصوير الفوتوغرافي الاختصاصي منحاه المميز .
التصوير الفوتوغرافي داخل المؤسسات يعود بتاريخه إلى عصر النهضة الصناعية وقبل هذا التاريخ كان المعنيون يرسلون بما يريدون تصويره إلى الاستـديـوهـات الخاصة مع ما يترتب عن ذلك من تاخير وأحياناً فقدان او تلف الصور بين الاستديو والمؤسسة .
هنا بدأ التفكير باستحداث هيئات خاصة للتصـويـر الفوتوغرافي داخل المؤسسات الكبيرة التي تحتاج للصـور بصورة مستمرة خلال دوام عملها .
وهكذا بدأت مرحلة جديدة من الصناعة الفوتوغرافية ، وتكاثر المصورون الملحقون بالمؤسسات الصناعية ، ممن يعملون على تصوير المنتجات على أنواعها من السيارات حتى صناعة الأزرار و « سخابات ، الألبسة ، هذه الصناعات التي يسهل تصويرها .
علما انها تستدعي مهارة كبيرة في العمل ، خصوصاً إذا علمنا أنها ستكون مادة للتصوير سنة بعد سنة مع عدم وجود تغييرات جذرية أنواعها ، ومن هنا يحتاج المصور للمزيد من الموهبة الفنية كي يستطيع إبراز التغيير الحاصل بين صورة واخرى او بين نموذج وآخر .
هذا الكلام ينطبق على المواضيع المادية المحسوسة ... لكن ما هي الحال مع مؤسسات تعتمد عملها على مواضيع غير محسوسة . مواضيع لا يمكن تصويرها وإظهار نتاج المؤسسة عبر صورها كما هو الأمر مع السيارات لنـاخـذ مثلا المصارف .. اي البنوك . ... كيف يمكن أن نظهر خدمات مالية في صورة فوتوغرافية ؟ .. فدفـاتر
الحسـابـات والشبكات ليست بمواضيع شيقة ، لذلك على المصور الفوتوغرافي الذي يعمل لاحد البنوك الا يكون مجرد محترف في كل شيء ، بل عليه ان يتميز بمخيلة واسعة جداً كذلك .
قد يتساءل أحدهم ، ما الذي يصوره هؤلاء في سيتي بنك ... هل هو المال ؟ ... . حيث ان تصویر المال في البنوك عمل غير شرعي مثلما هو غير ضروري يمكن القول تقريباً . حيث يشتمل عمل المصورين في هذا البنك على اخذ لقطات معمارية لمركزه الرئيسي - ناطحة سحاب مذهلة في المنطقة التجـاريـة من مـانـهـاتن - ولفـروعـه ولقطات دعـائيـة للعاملين الجدد وأخرى للنشر في الصحافة الصناعية والعامة ، وصـور وجهية لرئيس مجلس الادارة ولنواب الرئيس تنشر في التقرير السنوي ، الذي يوزع على مالكي الاسهم ، وأخرى لتعليقها في المكاتب ضمن الديكور ، كما يلتقطون صوراً لمشاريع مدنية عديدة وتحسينات تطرا على البنك باستمرار ... وهناك لائحة لا نهاية لها للمواضيع التي يمكن تصویرها .
يبقى السؤال ، هل هناك اية فائدة في انشاء هيئة فوتوغرافية تعمل في الداخل ، وتظل قائمة بصورة مستمرة ؟ ... الجواب قد يكون لا ، طالما أنه لا بد من دفع رواتب لهذه الهيئة وحصولها على الفوائد ذاتها ككل موظف آخر ، إلى جانب ضرورة تخصيص مواقع تعمل فيها كاستديو وغرفة مظلمة ومكتب .
اذا ما هو سبب وجود هذه الهيئة في سيتي بنك واستمرارهـا ؟ ... جون بات مسؤول الشؤون العامة الذي يرأس دائرة التصوير الفوتوغرافي في سيتي بنك - نيويورك الذي يشمل ۲۲۷۸ فرعا في ٩٤ دولة ، بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية ، يعمل فيها أكثر من ٦٠ الف موظف - منهم ٢٠ الفأ يعملون في منطقة نيويورك - ، يقول ان هناك حاجة مؤكدة جداً للعديد من خدمات التصوير الفوتوغرافي وعلى الرغم من ان الاحصاءات الواردة اعلام مذهلة بكل معنى الكلمة .
فهذا هو البنك رقم ٢ من حيث المقياس في الولايات المتحدة الأميركية ـ بعد بنك أوف أميريكا في كاليفورنيا -
أكد بات أن هيئة العاملين معه ، والمكونة من سبعة اشخاص ، تظل منهمكمة في العمل على الدوام ، فالطلبات التي تلقى على عاتق موظفيـه المـاهـرين مستمرة وكثيراً ما تستدعي التنفيذ الفوري ومن هنا يشعر المسؤولون عن صنع القرارات المشتركة على وجه العموم أن الهيئة التي تعمل ضمنياً تنجز الأعمال بسرعة تفوق فعلا سرعة انجازها من قبل مصورين يعملون لحسابهم في الخارج كما ان هناك ضبطاً كاملا للصور التي تنجز ضمنياً ، لأن الرئيس والمرؤوس موجودان هناك دائما .
السبب الأخـر للقيام بهذه الاعمـال ضمنياً يعود لعنصر السرية . لافي سيتي بنك فقط ، بل
ان كل الشركات بحاجة إلى احاطة اهدافها وقراراتها بالسرية التامة قبل اختمارها مما يجعلها مقتنعة بان الهيئة العاملة ضمنياً هي الطريقة الوحيدة لعدم تسرب المعلومات .
هذا ، ونادراً ما تعمد « سيتي كروب ، - الشركة الام لسيتي بنك - ذات الفروع في جميع انحاء العالم ، لإرسال مصور فوتوغرافي من قاعدة عمله في نيويورك الى لندن او روما أو الشرق الأوسط أو هونغ كونغ ! بل تعتمد هناك على مصورين محليين انشات معهم علاقات راسخة .
اما عن المعايير التي تؤخذ بعين الاعتبار لانشاء هيئة العاملين في دائرته ففي قمة اللائحة نجد أن ملف اعمال المرشح ، لا بد وان يتضمن اعمالا خالية من الاخطاء والعيوب كليا لا طبعات سيئة القص ، ولا شيء بحاجة لمراجعة ، بل مجرد نماذج من النوعية الأعظم . كما يفضل المرشح الحائز على خلفية جامعية ، رغم ان هذا ليس هو العامل الأهم بالضرورة . ولكن عليه ان ياتي من مدرسة تصوير فوتوغرافي معترف بها .
اخيرا ، يأتي دور المظهر ، فالبسة الجينز ، الباهتة والشعر الطويل مرفوضين في المراكز الرئيسية . فهناك مستوى انسجام معين يفرض على جميع اعضاء الهيئة العاملة ، من محاسبين او مختزلين او نواب رئیس او مصورين فوتوغرافيين - مسائل ليس التقيد بها سهلا على وجه التاكيد ، ولكنها مفروضة رغم ذلك . لقد تبدلت الأحوال الى حد ما بالمقارنة مع ما كانت عليه ايام كان باستطاعة العاملين الذكور أن يرتدوا ملابسهم بالأنواع وبالالوان التي يريدونها .
على ان الجو داخل دائرة التصوير الفوتوغرافي سيتي بنك ليس روتينيا يفتقر إلى الحيوية ويعود الفضل في ذلك إلى جاك اوديت نائب الرئيس الذي يشرف مع دائرة الأعمال النقشية على العملية الفوتوغرافية فعندما شعر اوديت هذا بعدم
الرضى بتاتاً عن نوعية العمل لدائرة التصوير الفوتوغرافي ، رای آن مبادرة جديدة لن تسبب ضرراً فتدبر الأمر مع فريد بوريل - وهو فنان ومصـور فوتوغرافي وعضو في الهيئة التدريسية لمدرسة الفنـون البصرية ـ ليـاتي بخبرته الى سيتي بنك بعد الظهر يوماً في الاسبوع طيلة ستة شهور للقيام بجلسات ، متابعة تعليم ، . وقد جاء بوريل بمهارات مشهود لها الى حصص بعد الظهر هذه نقد تصدرت صوره غلاف مجلة تایم ، تسع مرات وغلاف مجلة . بيزنس ويك ، تسع عشرة مرة وغلاف مجلة « سـايـكـولـوجي توداي ، اربع مرات . كما نشرت صور من اعماله في ، أساليب الصور الوجهية ، الذي تنشره كوداك ، وفي منشور - حـدود التصوير الفوتوغرافي ، انتاج تايم / لايف .
على ان الإتيان بدخيل لتعليم هيئة من المحترفين قد يؤدي إلى شيء من النفور . وهذا ما تم تداركه جيداً ، ومنذ البداية لحسن الحظ ، فالهيئة ، قدرت الفرصة حق قدرها ، لأن برونيل مصور
فوتوغرافي مجدد للغاية . لا يدعي المقدرة على إنجاز عمل أي كان افضل منه بل بشكل مختلف فقط هذا إلى جانب ان الجلسات الدراسية كانت تعقد خلال الدوام ولا بد لذلك ان يهديء الخواطر .
خصصت لذلك فترة بعد الظهر كلها من أحـد ايام الاسبوع وسـاهم بها أعضاء الهيئة جميعهم فتوقفت الأعمـال الأخـرى تماماً وكان الحضور إلزامياً فراحت الواجبات تعطى لكل عضو في الهيئة حيث يصار بعد ذلك إلى نقد كل صورة ، نجزة كذلك حافظت الجلسات على عدم التقيد بالرسميات ، مما ادى إلى الاسترخاء الفكري عند الجميع كما كانت اقتراحـات اعضاء الهيئة تحظى بكل ترحيب .
جاء هذا التدبير بفائدة كبيرة انصبت على الجميع ، لم يقتصر الأمر هكذا على مجرد إنفتاح البنك على التحسينات ، بل وافق الجميع على هذا المعيار الجديد في النظر إلى الواجبات بشكل مختلف شحن العقول وحقق أحسن النتائج .
بالعودة إلى المصورين انفسهم فقد كان معظم أعضاء الهيئة يعملون في البنك منذ سنوات عديدة ، بدءاً بجون بات الذي باشر العمل على اساس جزء من الوقت part - time ) وهو في السادسة عشرة من عمره هذا وقد مضت على المصور الرئيسي بات غاراسكي ١٥ سنة في البنك . وتشتمل الهيئة كذلك على راي تروزو - سبق وعمل مصوراً مع لیونیون کارباید ، حيث لكل قسم هيئة مصوريها الفوتوغرافيين الخاصة - الذي ما زال في سيتي بنك منذ ١٧ سنة ، وتقني السلايد فرانك ماكان الذي ما زال في البنك منذ ۲۸ سنة : حيث يمارس كل اعمـال تحميض ( 6 - E ) وتركيب السلايدات اما كريتارو فهو في البنك منذ ١٨ سنة ، ويعمل كتقني مختبر وطابـع للاسود والابيض ، المصورة ريتا مناس انضمت إلى الهيئة منذ سنة . فقط انها وظيفتها الأولى حيث تخرجت من مدرسة الفنون البصرية مؤخـراً . كذلك تضم الهيئة باتريشيا وولف ، المساعدة الادارية التي ترتب المواعيد وتعد ملفات السلبيات والطبعات وهنالك قدر من المرونة في المهام .
حيث باستطاعة الجميع ان يمارسوا اعمال بعضهم البعض . وهم يفعلون ذلك فعلا ، الأمر الذي يجعل الوظيفة اكثر متعة بكثير .
نصل إلى دائرة التصوير الفوتوغرافي بحد ذاتها ، فنجدها عبارة عن اقسام واسعة جداً في الطابق ٢٩ من المركز الرئيسي لسيتي بنك في بارك افنيو . نيويورك . هنا تضم الدائرة استديوهين اثنين كاملي التجهيز ـ واحداً يستعمل للصور الوجهية اكثـر مـا يستعمـل ، والثاني لتجهيزات الحياة الساكنة - أما الصور فتلتقط إما بكاميرا نيكون FM او 2 - F ، مع محركات دفع إلى هـاسيـلبـلاد . کالومیت ، ٤ × ٥ مع عدسة ١٤ بوصة ويستعملون خلفيـة بولارويد احياناً ، إلى جانب كاميرا وعدسات تتراوح ما بين ۲۰ ملم و ٥٠٠ ملم . ولديهم كذلك كاميرا جـانب بولارويد للبسبورات ، طالما ان العاملين في سيتي بنك يحتاجون إلى صور باسبور للسفر في انحاء العالم
أما عن الاضاءة فهي بالكارز ( Balcars ) مع شمـاسي و ( softbox ) والـغـرف المظلمة مجهزة باثنين ، أوميغا 4s - D ( ٤×٥ ) ، وواحد ، كروميغا ٤×٥ . ومحفض -King Con ) ( cept Image - Maker لصنع الصـور الضخمة ، ونـاسـخ فـوروکس » للسلايدات ، و ، کالومیت ٣٥ ، ومحمض ١/٤ ۲ و ٤×٥ ( E6 ) . ومحلـل الـوان ماكبيت .
إذا حكمنا من خلال السنوات التي قضاها اعضاء الهيئة في البنك ، يبدو لنا ان الجميع سعداء في العمل هناك . فالجميع متفقون انه رغم احتمال حصول المصور الحر على عائدات مالية أكبر ، لكن العمل في البنك يؤمن مقداراً من الطمانينة والضمان - فالوظيفة هناك لها ذات الفوائد مثلها مثل أي وظيفة أخرى ، كما ان الدوام من التاسعة حتى الخامسة يحظى بقبول شديد إلى جانب ان البنك لا يعترض قيام أحد الأعضاء باعمال حرة طالما ان هذه لا تتعارض الجدول المنتظم للعمل اليومي ذلك ان البنك من هذه الناحية له نظرة صائبة جداً : عندما يقوم المصور الفوتوغرافي باعمال حرة ، فهو يكتسب مزيداً من الخبرة التي تزيده معرفة وهذا جيد للمصور الفوتوغرافي وبالتالي للبنك .
إذن التصوير الفوتوغرافي الضمني قائم بحيوية وجودة في سيتي بنك . والتصوير الذي يتم هنا هو من الدرجة الأولى ، كما ان الجميع سعداء للعمل في محيط واسع وممتع كهذا .
- اعداد هاري قوندقجيـان - نيويورك
من بين مرافق التصوير الفوتوغرافي الصناعي . نقف عند التصوير الضمني داخل المؤسسات وتحديداً ، هيئة التصوير الفوتوغرافي في « سيتي بنك » الأميركي وهو البنك الثاني بعد « بنك أوف أميركا » من حيث الضخامة ، والأهمية ، وفيه يأخذ التصوير الفوتوغرافي الاختصاصي منحاه المميز .
التصوير الفوتوغرافي داخل المؤسسات يعود بتاريخه إلى عصر النهضة الصناعية وقبل هذا التاريخ كان المعنيون يرسلون بما يريدون تصويره إلى الاستـديـوهـات الخاصة مع ما يترتب عن ذلك من تاخير وأحياناً فقدان او تلف الصور بين الاستديو والمؤسسة .
هنا بدأ التفكير باستحداث هيئات خاصة للتصـويـر الفوتوغرافي داخل المؤسسات الكبيرة التي تحتاج للصـور بصورة مستمرة خلال دوام عملها .
وهكذا بدأت مرحلة جديدة من الصناعة الفوتوغرافية ، وتكاثر المصورون الملحقون بالمؤسسات الصناعية ، ممن يعملون على تصوير المنتجات على أنواعها من السيارات حتى صناعة الأزرار و « سخابات ، الألبسة ، هذه الصناعات التي يسهل تصويرها .
علما انها تستدعي مهارة كبيرة في العمل ، خصوصاً إذا علمنا أنها ستكون مادة للتصوير سنة بعد سنة مع عدم وجود تغييرات جذرية أنواعها ، ومن هنا يحتاج المصور للمزيد من الموهبة الفنية كي يستطيع إبراز التغيير الحاصل بين صورة واخرى او بين نموذج وآخر .
هذا الكلام ينطبق على المواضيع المادية المحسوسة ... لكن ما هي الحال مع مؤسسات تعتمد عملها على مواضيع غير محسوسة . مواضيع لا يمكن تصويرها وإظهار نتاج المؤسسة عبر صورها كما هو الأمر مع السيارات لنـاخـذ مثلا المصارف .. اي البنوك . ... كيف يمكن أن نظهر خدمات مالية في صورة فوتوغرافية ؟ .. فدفـاتر
الحسـابـات والشبكات ليست بمواضيع شيقة ، لذلك على المصور الفوتوغرافي الذي يعمل لاحد البنوك الا يكون مجرد محترف في كل شيء ، بل عليه ان يتميز بمخيلة واسعة جداً كذلك .
قد يتساءل أحدهم ، ما الذي يصوره هؤلاء في سيتي بنك ... هل هو المال ؟ ... . حيث ان تصویر المال في البنوك عمل غير شرعي مثلما هو غير ضروري يمكن القول تقريباً . حيث يشتمل عمل المصورين في هذا البنك على اخذ لقطات معمارية لمركزه الرئيسي - ناطحة سحاب مذهلة في المنطقة التجـاريـة من مـانـهـاتن - ولفـروعـه ولقطات دعـائيـة للعاملين الجدد وأخرى للنشر في الصحافة الصناعية والعامة ، وصـور وجهية لرئيس مجلس الادارة ولنواب الرئيس تنشر في التقرير السنوي ، الذي يوزع على مالكي الاسهم ، وأخرى لتعليقها في المكاتب ضمن الديكور ، كما يلتقطون صوراً لمشاريع مدنية عديدة وتحسينات تطرا على البنك باستمرار ... وهناك لائحة لا نهاية لها للمواضيع التي يمكن تصویرها .
يبقى السؤال ، هل هناك اية فائدة في انشاء هيئة فوتوغرافية تعمل في الداخل ، وتظل قائمة بصورة مستمرة ؟ ... الجواب قد يكون لا ، طالما أنه لا بد من دفع رواتب لهذه الهيئة وحصولها على الفوائد ذاتها ككل موظف آخر ، إلى جانب ضرورة تخصيص مواقع تعمل فيها كاستديو وغرفة مظلمة ومكتب .
اذا ما هو سبب وجود هذه الهيئة في سيتي بنك واستمرارهـا ؟ ... جون بات مسؤول الشؤون العامة الذي يرأس دائرة التصوير الفوتوغرافي في سيتي بنك - نيويورك الذي يشمل ۲۲۷۸ فرعا في ٩٤ دولة ، بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية ، يعمل فيها أكثر من ٦٠ الف موظف - منهم ٢٠ الفأ يعملون في منطقة نيويورك - ، يقول ان هناك حاجة مؤكدة جداً للعديد من خدمات التصوير الفوتوغرافي وعلى الرغم من ان الاحصاءات الواردة اعلام مذهلة بكل معنى الكلمة .
فهذا هو البنك رقم ٢ من حيث المقياس في الولايات المتحدة الأميركية ـ بعد بنك أوف أميريكا في كاليفورنيا -
أكد بات أن هيئة العاملين معه ، والمكونة من سبعة اشخاص ، تظل منهمكمة في العمل على الدوام ، فالطلبات التي تلقى على عاتق موظفيـه المـاهـرين مستمرة وكثيراً ما تستدعي التنفيذ الفوري ومن هنا يشعر المسؤولون عن صنع القرارات المشتركة على وجه العموم أن الهيئة التي تعمل ضمنياً تنجز الأعمال بسرعة تفوق فعلا سرعة انجازها من قبل مصورين يعملون لحسابهم في الخارج كما ان هناك ضبطاً كاملا للصور التي تنجز ضمنياً ، لأن الرئيس والمرؤوس موجودان هناك دائما .
السبب الأخـر للقيام بهذه الاعمـال ضمنياً يعود لعنصر السرية . لافي سيتي بنك فقط ، بل
ان كل الشركات بحاجة إلى احاطة اهدافها وقراراتها بالسرية التامة قبل اختمارها مما يجعلها مقتنعة بان الهيئة العاملة ضمنياً هي الطريقة الوحيدة لعدم تسرب المعلومات .
هذا ، ونادراً ما تعمد « سيتي كروب ، - الشركة الام لسيتي بنك - ذات الفروع في جميع انحاء العالم ، لإرسال مصور فوتوغرافي من قاعدة عمله في نيويورك الى لندن او روما أو الشرق الأوسط أو هونغ كونغ ! بل تعتمد هناك على مصورين محليين انشات معهم علاقات راسخة .
اما عن المعايير التي تؤخذ بعين الاعتبار لانشاء هيئة العاملين في دائرته ففي قمة اللائحة نجد أن ملف اعمال المرشح ، لا بد وان يتضمن اعمالا خالية من الاخطاء والعيوب كليا لا طبعات سيئة القص ، ولا شيء بحاجة لمراجعة ، بل مجرد نماذج من النوعية الأعظم . كما يفضل المرشح الحائز على خلفية جامعية ، رغم ان هذا ليس هو العامل الأهم بالضرورة . ولكن عليه ان ياتي من مدرسة تصوير فوتوغرافي معترف بها .
اخيرا ، يأتي دور المظهر ، فالبسة الجينز ، الباهتة والشعر الطويل مرفوضين في المراكز الرئيسية . فهناك مستوى انسجام معين يفرض على جميع اعضاء الهيئة العاملة ، من محاسبين او مختزلين او نواب رئیس او مصورين فوتوغرافيين - مسائل ليس التقيد بها سهلا على وجه التاكيد ، ولكنها مفروضة رغم ذلك . لقد تبدلت الأحوال الى حد ما بالمقارنة مع ما كانت عليه ايام كان باستطاعة العاملين الذكور أن يرتدوا ملابسهم بالأنواع وبالالوان التي يريدونها .
على ان الجو داخل دائرة التصوير الفوتوغرافي سيتي بنك ليس روتينيا يفتقر إلى الحيوية ويعود الفضل في ذلك إلى جاك اوديت نائب الرئيس الذي يشرف مع دائرة الأعمال النقشية على العملية الفوتوغرافية فعندما شعر اوديت هذا بعدم
الرضى بتاتاً عن نوعية العمل لدائرة التصوير الفوتوغرافي ، رای آن مبادرة جديدة لن تسبب ضرراً فتدبر الأمر مع فريد بوريل - وهو فنان ومصـور فوتوغرافي وعضو في الهيئة التدريسية لمدرسة الفنـون البصرية ـ ليـاتي بخبرته الى سيتي بنك بعد الظهر يوماً في الاسبوع طيلة ستة شهور للقيام بجلسات ، متابعة تعليم ، . وقد جاء بوريل بمهارات مشهود لها الى حصص بعد الظهر هذه نقد تصدرت صوره غلاف مجلة تایم ، تسع مرات وغلاف مجلة . بيزنس ويك ، تسع عشرة مرة وغلاف مجلة « سـايـكـولـوجي توداي ، اربع مرات . كما نشرت صور من اعماله في ، أساليب الصور الوجهية ، الذي تنشره كوداك ، وفي منشور - حـدود التصوير الفوتوغرافي ، انتاج تايم / لايف .
على ان الإتيان بدخيل لتعليم هيئة من المحترفين قد يؤدي إلى شيء من النفور . وهذا ما تم تداركه جيداً ، ومنذ البداية لحسن الحظ ، فالهيئة ، قدرت الفرصة حق قدرها ، لأن برونيل مصور
فوتوغرافي مجدد للغاية . لا يدعي المقدرة على إنجاز عمل أي كان افضل منه بل بشكل مختلف فقط هذا إلى جانب ان الجلسات الدراسية كانت تعقد خلال الدوام ولا بد لذلك ان يهديء الخواطر .
خصصت لذلك فترة بعد الظهر كلها من أحـد ايام الاسبوع وسـاهم بها أعضاء الهيئة جميعهم فتوقفت الأعمـال الأخـرى تماماً وكان الحضور إلزامياً فراحت الواجبات تعطى لكل عضو في الهيئة حيث يصار بعد ذلك إلى نقد كل صورة ، نجزة كذلك حافظت الجلسات على عدم التقيد بالرسميات ، مما ادى إلى الاسترخاء الفكري عند الجميع كما كانت اقتراحـات اعضاء الهيئة تحظى بكل ترحيب .
جاء هذا التدبير بفائدة كبيرة انصبت على الجميع ، لم يقتصر الأمر هكذا على مجرد إنفتاح البنك على التحسينات ، بل وافق الجميع على هذا المعيار الجديد في النظر إلى الواجبات بشكل مختلف شحن العقول وحقق أحسن النتائج .
بالعودة إلى المصورين انفسهم فقد كان معظم أعضاء الهيئة يعملون في البنك منذ سنوات عديدة ، بدءاً بجون بات الذي باشر العمل على اساس جزء من الوقت part - time ) وهو في السادسة عشرة من عمره هذا وقد مضت على المصور الرئيسي بات غاراسكي ١٥ سنة في البنك . وتشتمل الهيئة كذلك على راي تروزو - سبق وعمل مصوراً مع لیونیون کارباید ، حيث لكل قسم هيئة مصوريها الفوتوغرافيين الخاصة - الذي ما زال في سيتي بنك منذ ١٧ سنة ، وتقني السلايد فرانك ماكان الذي ما زال في البنك منذ ۲۸ سنة : حيث يمارس كل اعمـال تحميض ( 6 - E ) وتركيب السلايدات اما كريتارو فهو في البنك منذ ١٨ سنة ، ويعمل كتقني مختبر وطابـع للاسود والابيض ، المصورة ريتا مناس انضمت إلى الهيئة منذ سنة . فقط انها وظيفتها الأولى حيث تخرجت من مدرسة الفنون البصرية مؤخـراً . كذلك تضم الهيئة باتريشيا وولف ، المساعدة الادارية التي ترتب المواعيد وتعد ملفات السلبيات والطبعات وهنالك قدر من المرونة في المهام .
حيث باستطاعة الجميع ان يمارسوا اعمال بعضهم البعض . وهم يفعلون ذلك فعلا ، الأمر الذي يجعل الوظيفة اكثر متعة بكثير .
نصل إلى دائرة التصوير الفوتوغرافي بحد ذاتها ، فنجدها عبارة عن اقسام واسعة جداً في الطابق ٢٩ من المركز الرئيسي لسيتي بنك في بارك افنيو . نيويورك . هنا تضم الدائرة استديوهين اثنين كاملي التجهيز ـ واحداً يستعمل للصور الوجهية اكثـر مـا يستعمـل ، والثاني لتجهيزات الحياة الساكنة - أما الصور فتلتقط إما بكاميرا نيكون FM او 2 - F ، مع محركات دفع إلى هـاسيـلبـلاد . کالومیت ، ٤ × ٥ مع عدسة ١٤ بوصة ويستعملون خلفيـة بولارويد احياناً ، إلى جانب كاميرا وعدسات تتراوح ما بين ۲۰ ملم و ٥٠٠ ملم . ولديهم كذلك كاميرا جـانب بولارويد للبسبورات ، طالما ان العاملين في سيتي بنك يحتاجون إلى صور باسبور للسفر في انحاء العالم
أما عن الاضاءة فهي بالكارز ( Balcars ) مع شمـاسي و ( softbox ) والـغـرف المظلمة مجهزة باثنين ، أوميغا 4s - D ( ٤×٥ ) ، وواحد ، كروميغا ٤×٥ . ومحفض -King Con ) ( cept Image - Maker لصنع الصـور الضخمة ، ونـاسـخ فـوروکس » للسلايدات ، و ، کالومیت ٣٥ ، ومحمض ١/٤ ۲ و ٤×٥ ( E6 ) . ومحلـل الـوان ماكبيت .
إذا حكمنا من خلال السنوات التي قضاها اعضاء الهيئة في البنك ، يبدو لنا ان الجميع سعداء في العمل هناك . فالجميع متفقون انه رغم احتمال حصول المصور الحر على عائدات مالية أكبر ، لكن العمل في البنك يؤمن مقداراً من الطمانينة والضمان - فالوظيفة هناك لها ذات الفوائد مثلها مثل أي وظيفة أخرى ، كما ان الدوام من التاسعة حتى الخامسة يحظى بقبول شديد إلى جانب ان البنك لا يعترض قيام أحد الأعضاء باعمال حرة طالما ان هذه لا تتعارض الجدول المنتظم للعمل اليومي ذلك ان البنك من هذه الناحية له نظرة صائبة جداً : عندما يقوم المصور الفوتوغرافي باعمال حرة ، فهو يكتسب مزيداً من الخبرة التي تزيده معرفة وهذا جيد للمصور الفوتوغرافي وبالتالي للبنك .
إذن التصوير الفوتوغرافي الضمني قائم بحيوية وجودة في سيتي بنك . والتصوير الذي يتم هنا هو من الدرجة الأولى ، كما ان الجميع سعداء للعمل في محيط واسع وممتع كهذا .
- اعداد هاري قوندقجيـان - نيويورك
تعليق