سعادة علي مصور متحيز للطبيعة
المتتبعون لبرامج التلفزيون اللبناني قد يلاحظون مع بداية البث ، أو بين فقرة وأخرى بعض الشرائح عن الطبيعة اللبنانية موقعة بحرفي ( s.a ) هذه الأعمال هي للمصور - الشاب سعادة علي الذي يفضل التعامل مع الطبيعة اللبنانية ويتمنى على إدارة التلفزيون المحلية عدم بث الصور العادية مؤكداً على الدور التلفزيوني في نشر الثقافة الفوتوغرافي .
سعادة علي مهندس معماري تخرج من معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية ، إتجه نحو التعبير الفوتوغرافي ضمن رؤيا إحترافية عمل على تأطيرها عبر الخطوط الهندسية لانسجامها مع مفهوم التقنية الحديثة للرؤيا الضوئية اعماله متماسكة إلى حد كبير ولديه المقدرة على إستعاب المفهوم الضوئي وسكبه باسلوب فيه الكثير من الاحساس بالمشهد وبتكوينه وزواياه ضمن جاذبية واضحة نحو محيطه وبيئته خصوصاً وأنه يتضح من أعماله انه فنان مترابط الأفكار وقادر على ترجمتها إلى واقع منظور عبر تبسيط مشاهداته التسجيلية .
و في بداية اللقاء معه ، يتحدث سعادة علي عن تجربته مع التصوير الفوتوغرافي إنطلاقاً من المرحلة الأولى التي إقتصرت على حب الاستطلاع فيقول :
- بدأت التعاطي مع الفوتوغراف ، منذ عام ١٩٧٣ ، وهي بداية عادية جدا على غرار كل المبتدئين ، وكأي شخص عادي تعاملت مع الكاميرا أول الأمر تعاملا بعيداً عن التعبير الفني ، مدفوعاً يحب الاستطلاع للتوغل أكثر و أكثر نحو إكتشاف خبايا التقنية الضوئية وترجمتها إلى إحساس ورؤية فوتوغرافية كان ذلك قبل ثلاث سنوات وبعد تجارب عديدة لاكتساب الخبرة ، عبر الممارسة إستطعت وضع ما يشبه حجر الأساس لمسيرتي مؤكدأ ملامح الثقة بيني وبين الأساليب الانتاجية .
وحول العلاقة بين اتجاهه کمهندس و بين التصوير الفوتوغرافي يقول سعادة علي :
- دراستي لها تأثيرها المباشر على التصوير خصوصاً من خلال الخطوط والتوازن والابعاد وهكذا بات التصوير جزءاً من حياتي الفنية والثقافية ، إضافة لأهميته مجال عملي .
وعلى هذا الأساس اعتبر التصوير مرحلة للوصول إلى عطاءات فنية متكاملة ومن هنا أسعى للاحتراف الفني ، إلى جانب مهنتي كمهندس وهذا برايي حق طبيعي لي .
- من خلال رؤية أعمالك يبدو ان الطبيعة هي مركز إهتمامك الفوتوغرافي ...
- التصوير فن لا يخضع لطرف ثالث ، فصاحب الرؤية من جهة ، والمعدات التقنية من جهة أخرى هما أصحاب القرار في الاختيار و في التنفيذ من هذا المنطلق اجد التعامل مع الطبيعة منسجماً مع ذاتي ومقدرتي ومع الآلة التي استعملها أنا أحب مشاهدة ودراسة عملي مع إجراء التعديل فيه حسبما يرتاح نظري وبالتالي تأتي مرحلة التسجيل تلقائية . دون تدخل باعتباري اتلاشی ضمن رؤيتي للمشهد وهذا لا يمنع إجراء تعديل للاطار أو تحريك للألوان في بعض الأحيان ، وصولا
إلى تسجيل إحساسي بالمشهد ، أما بخصوص الطبيعة تحديداً ، فهي جميلة جداً ، ويمكن ان نهرب اليها اسعد اللحظات . انا احب الأزهار والوانها وتجمعاتها اشكالها . وكل هذه مواضيع في اوقات فراغنا لتعيش باحضائها قابلة للتسجيل . ويشاهدها اي مصور لكن العبرة في إسلوب التعاطي معها و في الرؤية والمشاهدة التي نتعاطى بها معها.
- هل هناك أماكن خاصة تقصدها للحصول على صور طبيعية مميزة ؟
- في كثير من الأحيان اقوم برحلات تصوير إلى المتن الشمالي ووادي نهر الليطاني ، ما بين شحمر ويحمر وإلى البقاع بشكل عام والبقاع الغربي بوجه خاص ، كما أنني أجد المناطق الجنوبية جميلة وتتحلى بلوحات فوتوغرافية رائعة وللأسف فان معظم هذه المناطق مجهولة من قبل
المصورين ويقتصر روادها على الرعاة والصيادين علما انها عبارة عن بيئة غنية بالمشاهد المهمة من هذا المنطلق تقدمت بمجموعة من صور ، السلايد - عن الطبيعة اللبنانية لشركة تلفزيون لبنان .
وحول تعامل التلفزيون مع الطبيعة اللبنانية يستطرد سعادة قائلا :
- التلفزيون وبكل أسف لا . يتضمن أرشيفاً حول الجمال في بلادنا ، إن على صعيد الطبيعة - اشجار ، وديان انهار وينابيع - صعيد المواقع الأثرية المنتشرة وغير التقليدية ، فالآثار عندنا لا تقتصر على بعض المعالم التي نراها عموماً هنا وهناك .
التلفزيون يعمد غالباً إلى تقديم بعض الأعمال العادية جدا ، وهي في الارجح لا تعكس المنظور الجمالي للطبيعة في لبنان ، لدرجة اننا نرى أحياناً على الشاشة صوراً طبيعية منقولة عن الكتب أو المجلات دون التفريق بين كونها لبنانية او لا ـ وهي غالباً غير لبنائية ـ وهذا برايي عمل غير منطقي .
- ما هو الحل لذلك برايك ؟
ـ من جهتي وجدت ان اساهم مساهمة ذاتية في هذا المجال فتقدمت بخمسين شريحة - سلايد لعرضها على الشاشة . وذلك دون مقابل ، ودون مكافاة تشجيعية حتى ، علماً أن الشركة - وهي شركة كبيرة - قادرة على تشجيع مبادرات كهذه ماديا ومعنوياً للحصول على مساهمات من الآخرين .
- وماذا عن مساهماتك خارج إطار تلفزيون لبنان ؟ - تقدمت بمجموعة من الصور عن الطبيعة اللبنانية لمركز السينما - شعبة المعارض - وذلك إطار التحضير لمعرض مشترك بين مائة مصور ، وجميع اعمال هؤلاء المصورين موجودة وجاهزة للعرض منذ سنة ونصف ، وحتى الآن لا نعرف شيئا عن الصور ولا عن المعرض . وهذه بالطبع مشكلة مهمة ، فبدلا من تشجيع الإتجاه الفوتوغرافي والدعم المعنوي والمادي لهذه المادة ، نرى التقصير على كل الأصعدة ـ الرسمية والخاصة .
- بصفتك خريجاً لقسم مهني هو الأقرب إلى الاطار الفني ، كيف ترى شكل الدعم الرسمي للتصوير كفن حضاري ؟
ـ هناك تقصير وإهمال واضحين في هذا المجال ، والبداية يجب أن تكون بتشجيع الطلاب في المدارس والجامعات ومن ثم المواطنين عموماً للانصراف إلى التعاطي مع الصورة ، واتمنى ان تقام برامج منوعة لتعميم الثقافة الفوتوغرافية من خلال الاذاعة أو التلفزيون .
ولا اجد انه من الصعب استحداث برنامج تلفزيوني عن التصوير الضوئي يتضمن لقاءات مع مصورين - فنانين لتعريف الناس على هذا الفن والأمر يتطلب أولا وجود قناعة لدى القيمين على التلفزيون باهمية برنامج كهذا .
المتتبعون لبرامج التلفزيون اللبناني قد يلاحظون مع بداية البث ، أو بين فقرة وأخرى بعض الشرائح عن الطبيعة اللبنانية موقعة بحرفي ( s.a ) هذه الأعمال هي للمصور - الشاب سعادة علي الذي يفضل التعامل مع الطبيعة اللبنانية ويتمنى على إدارة التلفزيون المحلية عدم بث الصور العادية مؤكداً على الدور التلفزيوني في نشر الثقافة الفوتوغرافي .
سعادة علي مهندس معماري تخرج من معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية ، إتجه نحو التعبير الفوتوغرافي ضمن رؤيا إحترافية عمل على تأطيرها عبر الخطوط الهندسية لانسجامها مع مفهوم التقنية الحديثة للرؤيا الضوئية اعماله متماسكة إلى حد كبير ولديه المقدرة على إستعاب المفهوم الضوئي وسكبه باسلوب فيه الكثير من الاحساس بالمشهد وبتكوينه وزواياه ضمن جاذبية واضحة نحو محيطه وبيئته خصوصاً وأنه يتضح من أعماله انه فنان مترابط الأفكار وقادر على ترجمتها إلى واقع منظور عبر تبسيط مشاهداته التسجيلية .
و في بداية اللقاء معه ، يتحدث سعادة علي عن تجربته مع التصوير الفوتوغرافي إنطلاقاً من المرحلة الأولى التي إقتصرت على حب الاستطلاع فيقول :
- بدأت التعاطي مع الفوتوغراف ، منذ عام ١٩٧٣ ، وهي بداية عادية جدا على غرار كل المبتدئين ، وكأي شخص عادي تعاملت مع الكاميرا أول الأمر تعاملا بعيداً عن التعبير الفني ، مدفوعاً يحب الاستطلاع للتوغل أكثر و أكثر نحو إكتشاف خبايا التقنية الضوئية وترجمتها إلى إحساس ورؤية فوتوغرافية كان ذلك قبل ثلاث سنوات وبعد تجارب عديدة لاكتساب الخبرة ، عبر الممارسة إستطعت وضع ما يشبه حجر الأساس لمسيرتي مؤكدأ ملامح الثقة بيني وبين الأساليب الانتاجية .
وحول العلاقة بين اتجاهه کمهندس و بين التصوير الفوتوغرافي يقول سعادة علي :
- دراستي لها تأثيرها المباشر على التصوير خصوصاً من خلال الخطوط والتوازن والابعاد وهكذا بات التصوير جزءاً من حياتي الفنية والثقافية ، إضافة لأهميته مجال عملي .
وعلى هذا الأساس اعتبر التصوير مرحلة للوصول إلى عطاءات فنية متكاملة ومن هنا أسعى للاحتراف الفني ، إلى جانب مهنتي كمهندس وهذا برايي حق طبيعي لي .
- من خلال رؤية أعمالك يبدو ان الطبيعة هي مركز إهتمامك الفوتوغرافي ...
- التصوير فن لا يخضع لطرف ثالث ، فصاحب الرؤية من جهة ، والمعدات التقنية من جهة أخرى هما أصحاب القرار في الاختيار و في التنفيذ من هذا المنطلق اجد التعامل مع الطبيعة منسجماً مع ذاتي ومقدرتي ومع الآلة التي استعملها أنا أحب مشاهدة ودراسة عملي مع إجراء التعديل فيه حسبما يرتاح نظري وبالتالي تأتي مرحلة التسجيل تلقائية . دون تدخل باعتباري اتلاشی ضمن رؤيتي للمشهد وهذا لا يمنع إجراء تعديل للاطار أو تحريك للألوان في بعض الأحيان ، وصولا
إلى تسجيل إحساسي بالمشهد ، أما بخصوص الطبيعة تحديداً ، فهي جميلة جداً ، ويمكن ان نهرب اليها اسعد اللحظات . انا احب الأزهار والوانها وتجمعاتها اشكالها . وكل هذه مواضيع في اوقات فراغنا لتعيش باحضائها قابلة للتسجيل . ويشاهدها اي مصور لكن العبرة في إسلوب التعاطي معها و في الرؤية والمشاهدة التي نتعاطى بها معها.
- هل هناك أماكن خاصة تقصدها للحصول على صور طبيعية مميزة ؟
- في كثير من الأحيان اقوم برحلات تصوير إلى المتن الشمالي ووادي نهر الليطاني ، ما بين شحمر ويحمر وإلى البقاع بشكل عام والبقاع الغربي بوجه خاص ، كما أنني أجد المناطق الجنوبية جميلة وتتحلى بلوحات فوتوغرافية رائعة وللأسف فان معظم هذه المناطق مجهولة من قبل
المصورين ويقتصر روادها على الرعاة والصيادين علما انها عبارة عن بيئة غنية بالمشاهد المهمة من هذا المنطلق تقدمت بمجموعة من صور ، السلايد - عن الطبيعة اللبنانية لشركة تلفزيون لبنان .
وحول تعامل التلفزيون مع الطبيعة اللبنانية يستطرد سعادة قائلا :
- التلفزيون وبكل أسف لا . يتضمن أرشيفاً حول الجمال في بلادنا ، إن على صعيد الطبيعة - اشجار ، وديان انهار وينابيع - صعيد المواقع الأثرية المنتشرة وغير التقليدية ، فالآثار عندنا لا تقتصر على بعض المعالم التي نراها عموماً هنا وهناك .
التلفزيون يعمد غالباً إلى تقديم بعض الأعمال العادية جدا ، وهي في الارجح لا تعكس المنظور الجمالي للطبيعة في لبنان ، لدرجة اننا نرى أحياناً على الشاشة صوراً طبيعية منقولة عن الكتب أو المجلات دون التفريق بين كونها لبنانية او لا ـ وهي غالباً غير لبنائية ـ وهذا برايي عمل غير منطقي .
- ما هو الحل لذلك برايك ؟
ـ من جهتي وجدت ان اساهم مساهمة ذاتية في هذا المجال فتقدمت بخمسين شريحة - سلايد لعرضها على الشاشة . وذلك دون مقابل ، ودون مكافاة تشجيعية حتى ، علماً أن الشركة - وهي شركة كبيرة - قادرة على تشجيع مبادرات كهذه ماديا ومعنوياً للحصول على مساهمات من الآخرين .
- وماذا عن مساهماتك خارج إطار تلفزيون لبنان ؟ - تقدمت بمجموعة من الصور عن الطبيعة اللبنانية لمركز السينما - شعبة المعارض - وذلك إطار التحضير لمعرض مشترك بين مائة مصور ، وجميع اعمال هؤلاء المصورين موجودة وجاهزة للعرض منذ سنة ونصف ، وحتى الآن لا نعرف شيئا عن الصور ولا عن المعرض . وهذه بالطبع مشكلة مهمة ، فبدلا من تشجيع الإتجاه الفوتوغرافي والدعم المعنوي والمادي لهذه المادة ، نرى التقصير على كل الأصعدة ـ الرسمية والخاصة .
- بصفتك خريجاً لقسم مهني هو الأقرب إلى الاطار الفني ، كيف ترى شكل الدعم الرسمي للتصوير كفن حضاري ؟
ـ هناك تقصير وإهمال واضحين في هذا المجال ، والبداية يجب أن تكون بتشجيع الطلاب في المدارس والجامعات ومن ثم المواطنين عموماً للانصراف إلى التعاطي مع الصورة ، واتمنى ان تقام برامج منوعة لتعميم الثقافة الفوتوغرافية من خلال الاذاعة أو التلفزيون .
ولا اجد انه من الصعب استحداث برنامج تلفزيوني عن التصوير الضوئي يتضمن لقاءات مع مصورين - فنانين لتعريف الناس على هذا الفن والأمر يتطلب أولا وجود قناعة لدى القيمين على التلفزيون باهمية برنامج كهذا .
تعليق