بعد أشهرٍ من وفاة والدة كارا زيزو، عادت كارا إلى روتينها المعتاد: مارست عملها وثرثرت مع أصدقائها. لكن ثبّطتها بعض الذكريات الصغيرة وأعادتها إلى دوامة الحزن.
تقول زيزو: «حالما وجدت على مكتبي بطاقة بريدية أرسلتها أمي بدأت بالنحيب!».
تحطمت زيزو بعد وفاة والدتها، وكان عمرها آنذاك ٣٢ عامًا. تقول: «الجانب الشاق هو إدراكي أني أمسيت دونما أمٍّ بعد الآن».
وفاة أحد الوالدين أمرٌ مدمّر، حتى بالنسبة لبالغ راشد. تقول عالمة النفس هولي تشيف، التي تعمل مع خدمات العائلة اليهودية في غرينويتش: «في فقداننا أحد الوالدين، نفقد شخصًا قدّم لنا حبًا غير مشروط ومنحنا بعضًا من الأمان والاستقرار». وإن اكتنفت علاقتنا بأحد الوالدين بعض التعقيدات فربما سنعاني مشاعر من الغضب والندم.
الحداد على والدٍ راحل أمرٌ ذاتي، فلا وجود لما يُدعى بطريقةٍ محمودة أو موعد محدد. يتعامل كلٌ منا مع الموضوع بأسلوبه الخاص، لكن اتباع خطوات لفهم مشاعرنا وتلقّي الدعم بإمكانه تسهيل المعالجة بعض الشيء.
التيقن أن مشاعرنا ستتقلب
يترافق الحداد مع الحزن، إلا أننا سنشعر بطيف واسع من العواطف. يقول المعالج النفسي جايسون فيليبس: «عندما توفي والدي كنت في حالة صدمة. لم يكن الموت أمرًا نتطرق إليه بالحديث في عائلتي، لذا عادت الأمور إلى نصابها بعد أيام معدودة». ومع معالجة فيليبس لفكرة خسارته لوالده، غمرته المشاعر.
قد نمرّ بمراحل الحزن التالية:
1. النكران:
قد نشعر بالخَدر أو الصدمة. هذه هي الطريقة التي يواجه فيها دماغنا الأنباء المفاجئة الغامرة.
2. الغضب:
عند تقبّل الخسارة، قد تنقلب المشاعر إلى غضب يصبّ على أناس آخرين أو على المتوفى أو على رمزٍ ديني.
3. المساومة:
قد نشعر بالذنب ونبدأ بالتساؤل: «ماذا لو؟»، وفي ذلك نؤجّل التعامل مع حقيقة الخسارة.
4. الاكتئاب:
مع توغل الخسارة في الأعماق سنشعر بالحزن، ربما سنبكي ونعاني صعوبات في النوم والأكل.
5. الرضى:
لقد تقبلنا الواقع ورغم الحزن نمضي قُدُمًا في حياتنا.
تقول أليكساندرا إميري، عالمة النفس في سياتل: «في معظم الأحيان، لن نتدرج في هذه المراحل بالترتيب، فقد نتنقل بين مرحلة وأخرى أو قد نخوض أكثر من مرحلة معًا».
السماح للنفس باعتناق الحزن
بحسب تشيف، العلاج الوحيد هو السماح للنفس باختبار المشاعر، وقد يؤدي تجنبها إلى ألمٍ جزئي ما يدفعنا إلى حبس هذا الحزن وقد نبقى في حالة من الخَدر والغضب. تقترح تشيف تخصيص أوقات معينة للحزن: «عند انتهاء الوقت المخصص للحزن، علينا بذل قُصارى جهدنا لدفعه عنا ومتابعة حياتنا اليومية».
الحصول على الدعم الذي نحتاجه
علينا أن نلجأ إلى عائلتنا وأصدقائنا وأحبائنا، وقد نجد أيضًا مجموعةً لدعم الثكالى والأيتام. تقول تشيف: «إنه لأمر حميد أن نتحدث إلى أشخاص يمرون بالمصاب نفسه. وإن كانت الفكرة تشعرنا بالراحة، يجب إخبار المدير والزملاء المقربين فعندها لن يتوقعوا الأداء الوظيفي المعتاد».
الاعتناء بالنفس
يقول فيليبس: «من السهل أن نفقد ذاتنا في الحزن، لكن منح الأولوية للصحة سيساعد على التعامل بصورةٍ أفضل مع الحزن والشدة». ينبغي الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم وتناول طعام صحي وممارسة الرياضة بانتظام والقيام بما يجلب البهجة. يقول أحدهم: «أحب الرياضة والسفر، أحدثت ممارسة هذه النشاطات بعد وفاة والدي فرقًا شاسعًا».
طلب المساعدة وتقبلها
علينا أن نسمح للآخرين بمساعدتنا، سواء أكان الأمر مساعدتنا في تحضيرات الجنازة أو إحضار الطعام أو العناية بالأطفال. بالنسبة لزيزو التي فقدت والدتها، فقد رفضت عروض أصدقائها في السفر عبر البلاد للبقاء بقربها. تقول: «لم أرغب في مضايقتهم». لكن بالعودة للماضي، تدرك زيزو أنه كان عليها قبول مساعدتهم. وتقول: «كل ما أرادوه هو البقاء بجانبي!».
العثور على ما يُذكّر بالأهل الراحلين
تقترح إميري: «ينبغي ممارسة الأمور التي تشعرنا أننا بالقرب منه/منها، فمن الممكن تحضير وجبته المفضلة أو كتابة الرسائل إليه والاحتفال بعيد ميلاده. تساعد هذه الأمور في التعامل مع المشاعر». تقول زيزو: «كل عام في عيد ميلاد أمي، نجتمع أنا وأختي دائمًا للاحتفال به. أرتدي حليّ أمي، لقد كانت فنانة وأحتفظ بكل أعمالها الفنية معلّقةً في شقتي».
الاستعداد لعودة المشاعر
تقول تشيف: «نصل إلى ذروة الحداد خلال الأشهر الستة الأولى بعد الوفاة. من الطبيعي أن نعاني أوقاتًا عصيبة في السنة الأولى. فيما بعد، نتقبل الخسارة ونمضي قدمًا. إلا أن الحزن قد يتفاقم خاصةً في فترة الأعياد وأعياد الميلاد».
الاستعانة بمساعدة اختصاصية
قد يساعد اختصاصي الصحة النفسية مثل المعالج أو الطبيب النفسي على التعامل مع المشاعر. من الضروري استشارة مختص إن لم يتراجع الحزن مع الوقت أو حال دون ممارسة الحياة مثل التقصير على الصعيد المهني أو العائلي. بإمكان اختصاصي الصحة النفسية أن يعلم آليات لتدبير ال
تقول زيزو: «حالما وجدت على مكتبي بطاقة بريدية أرسلتها أمي بدأت بالنحيب!».
تحطمت زيزو بعد وفاة والدتها، وكان عمرها آنذاك ٣٢ عامًا. تقول: «الجانب الشاق هو إدراكي أني أمسيت دونما أمٍّ بعد الآن».
وفاة أحد الوالدين أمرٌ مدمّر، حتى بالنسبة لبالغ راشد. تقول عالمة النفس هولي تشيف، التي تعمل مع خدمات العائلة اليهودية في غرينويتش: «في فقداننا أحد الوالدين، نفقد شخصًا قدّم لنا حبًا غير مشروط ومنحنا بعضًا من الأمان والاستقرار». وإن اكتنفت علاقتنا بأحد الوالدين بعض التعقيدات فربما سنعاني مشاعر من الغضب والندم.
الحداد على والدٍ راحل أمرٌ ذاتي، فلا وجود لما يُدعى بطريقةٍ محمودة أو موعد محدد. يتعامل كلٌ منا مع الموضوع بأسلوبه الخاص، لكن اتباع خطوات لفهم مشاعرنا وتلقّي الدعم بإمكانه تسهيل المعالجة بعض الشيء.
التيقن أن مشاعرنا ستتقلب
يترافق الحداد مع الحزن، إلا أننا سنشعر بطيف واسع من العواطف. يقول المعالج النفسي جايسون فيليبس: «عندما توفي والدي كنت في حالة صدمة. لم يكن الموت أمرًا نتطرق إليه بالحديث في عائلتي، لذا عادت الأمور إلى نصابها بعد أيام معدودة». ومع معالجة فيليبس لفكرة خسارته لوالده، غمرته المشاعر.
قد نمرّ بمراحل الحزن التالية:
1. النكران:
قد نشعر بالخَدر أو الصدمة. هذه هي الطريقة التي يواجه فيها دماغنا الأنباء المفاجئة الغامرة.
2. الغضب:
عند تقبّل الخسارة، قد تنقلب المشاعر إلى غضب يصبّ على أناس آخرين أو على المتوفى أو على رمزٍ ديني.
3. المساومة:
قد نشعر بالذنب ونبدأ بالتساؤل: «ماذا لو؟»، وفي ذلك نؤجّل التعامل مع حقيقة الخسارة.
4. الاكتئاب:
مع توغل الخسارة في الأعماق سنشعر بالحزن، ربما سنبكي ونعاني صعوبات في النوم والأكل.
5. الرضى:
لقد تقبلنا الواقع ورغم الحزن نمضي قُدُمًا في حياتنا.
تقول أليكساندرا إميري، عالمة النفس في سياتل: «في معظم الأحيان، لن نتدرج في هذه المراحل بالترتيب، فقد نتنقل بين مرحلة وأخرى أو قد نخوض أكثر من مرحلة معًا».
السماح للنفس باعتناق الحزن
بحسب تشيف، العلاج الوحيد هو السماح للنفس باختبار المشاعر، وقد يؤدي تجنبها إلى ألمٍ جزئي ما يدفعنا إلى حبس هذا الحزن وقد نبقى في حالة من الخَدر والغضب. تقترح تشيف تخصيص أوقات معينة للحزن: «عند انتهاء الوقت المخصص للحزن، علينا بذل قُصارى جهدنا لدفعه عنا ومتابعة حياتنا اليومية».
الحصول على الدعم الذي نحتاجه
علينا أن نلجأ إلى عائلتنا وأصدقائنا وأحبائنا، وقد نجد أيضًا مجموعةً لدعم الثكالى والأيتام. تقول تشيف: «إنه لأمر حميد أن نتحدث إلى أشخاص يمرون بالمصاب نفسه. وإن كانت الفكرة تشعرنا بالراحة، يجب إخبار المدير والزملاء المقربين فعندها لن يتوقعوا الأداء الوظيفي المعتاد».
الاعتناء بالنفس
يقول فيليبس: «من السهل أن نفقد ذاتنا في الحزن، لكن منح الأولوية للصحة سيساعد على التعامل بصورةٍ أفضل مع الحزن والشدة». ينبغي الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم وتناول طعام صحي وممارسة الرياضة بانتظام والقيام بما يجلب البهجة. يقول أحدهم: «أحب الرياضة والسفر، أحدثت ممارسة هذه النشاطات بعد وفاة والدي فرقًا شاسعًا».
طلب المساعدة وتقبلها
علينا أن نسمح للآخرين بمساعدتنا، سواء أكان الأمر مساعدتنا في تحضيرات الجنازة أو إحضار الطعام أو العناية بالأطفال. بالنسبة لزيزو التي فقدت والدتها، فقد رفضت عروض أصدقائها في السفر عبر البلاد للبقاء بقربها. تقول: «لم أرغب في مضايقتهم». لكن بالعودة للماضي، تدرك زيزو أنه كان عليها قبول مساعدتهم. وتقول: «كل ما أرادوه هو البقاء بجانبي!».
العثور على ما يُذكّر بالأهل الراحلين
تقترح إميري: «ينبغي ممارسة الأمور التي تشعرنا أننا بالقرب منه/منها، فمن الممكن تحضير وجبته المفضلة أو كتابة الرسائل إليه والاحتفال بعيد ميلاده. تساعد هذه الأمور في التعامل مع المشاعر». تقول زيزو: «كل عام في عيد ميلاد أمي، نجتمع أنا وأختي دائمًا للاحتفال به. أرتدي حليّ أمي، لقد كانت فنانة وأحتفظ بكل أعمالها الفنية معلّقةً في شقتي».
الاستعداد لعودة المشاعر
تقول تشيف: «نصل إلى ذروة الحداد خلال الأشهر الستة الأولى بعد الوفاة. من الطبيعي أن نعاني أوقاتًا عصيبة في السنة الأولى. فيما بعد، نتقبل الخسارة ونمضي قدمًا. إلا أن الحزن قد يتفاقم خاصةً في فترة الأعياد وأعياد الميلاد».
الاستعانة بمساعدة اختصاصية
قد يساعد اختصاصي الصحة النفسية مثل المعالج أو الطبيب النفسي على التعامل مع المشاعر. من الضروري استشارة مختص إن لم يتراجع الحزن مع الوقت أو حال دون ممارسة الحياة مثل التقصير على الصعيد المهني أو العائلي. بإمكان اختصاصي الصحة النفسية أن يعلم آليات لتدبير ال