اكتشف الباحثون أخيراً مصدر الروحانية والتدين في الدماغ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اكتشف الباحثون أخيراً مصدر الروحانية والتدين في الدماغ

    الاستعانة بمجموعة من البيانات لمرضى من قسم الجراحة العصبية والمصابين بآفات دماغية، أسند الباحثون مواقع الإصابات المرتبطة بالمعتقدات الروحانية والدينية إلى شبكة عصبية منفردة. يعد أكثر من 80% من الناس حول العالم أنفسهم دينيين أو روحانيين، إلا أن بحوث علم الأعصاب في مجال الروحانية والتدين كانت نادرةً عمومًا.






    استخدمت الدراسات السابقة التصوير العصبي الوظيفي، الذي يُمسَح فيه دماغ الشخص المشارك بينما يفعل نشاطًا ما لملاحظة أي من مناطق الدماغ تضيء، غير أن هذه الدراسات الترابطية لم تقدم سوى صورة غير مكتملة وفي أغلب الأحيان متناقضة عن الروحانية.

    سلكت الدراسة الجديدة التي أجراها باحثون من مستشفى بريغهام آند وومن نهجًا حديثًا في تخطيط مناطق الدماغ المتعلقة بالروحانية والتدين، ووجدت أن تقبل الروحانية يمكن أن يُحصَر في شبكة عصبية محددة.

    تتمركز هذه الشبكة في السنجابية المحيطة بالمسال (Periaqueductal Gray) -منطقة في جذع الدماغ مرتبطة بالعديد من الوظائف الأخرى مثل التكييف الكلاسيكي الباعث على الخوف وتخفيف الألم والسلوكيات الإيثارية والحب غير المشروط-. نُشرَت النتائج التي توصل إليها الفريق في مجلة بيولوجيكال سايكايتري.






    يقول الدكتور مايكل فيرغسون، أحد مؤلفي الدراسة وأحد الباحثين الرئيسيين في مركز بريغهام لعلاجات الشبكات العصبية: «تقترح نتائجنا أن الروحانية والتدين متجذران في الديناميكيات العصبية الحيوية الجوهرية ومتغلغلان بعمق في نسيج جهازنا العصبي».

    ويضيف: «لقد شعرنا بالدهشة عندما وجدنا أن الشبكة العصبية المرتبطة بالروحانية تقع في إحدى أكثر تراكيب الدماغ التي حافظت على خصائصها تطوريًّا».

    لإجراء دراستهم، استخدم فيرغسون وزملاؤه تقنيةً تدعى «التخطيط الشبكي للتلف الدماغي»، التي منحتهم القدرة على إسناد السلوكيات البشرية المعقدة إلى شبكات عصبية معينة بناءً على مواقع التلف الدماغي عند المرضى.

    استغل الفريق مجموعة بيانات منشورة سابقًا تضمنت 88 مريضًا من قسم الجراحة العصبية كانوا ينوون إجراء جراحة لاستئصال ورم دماغي، وكانت مواقع التلف موزعةً في أنحاء متفرقة من أدمغتهم. أكمل المرضى استبيانًا يتضمن أسئلةً تستقصي مدى تقبلهم للمعتقدات الروحانية قبل العملية الجراحية وبعدها.




    أثبت الفريق نتائجهم بالاستعانة بمجموعة أخرى من البيانات لأكثر من 100 مريض بمشكلات تسببت بها إصابات رأسية مخترقة في أثناء حرب الفيتنام. أجاب هؤلاء المرضى أيضًا عن استبيانات تضمنت أسئلةً عن التدين، نحو: هل تعتبر نفسك شخصًا متدينًا؟ (نعم أو لا؟).

    من بين مرضى الجراحة العصبية الثمانية والثمانين، أظهر 30 منهم انخفاضًا في الإيمان بالمعتقدات الروحانية قبل استئصال الورم الدماغي وبعده، وأظهر 29 منهم ارتفاعًا، ولم يُظهر 29 منهم أي تغيير.

    باستخدام تقنية التخطيط الشبكي للتلف الدماغي، وجد الفريق أن الروحانية المبلغ عنها ذاتيًا من المرضى تجلّت في شبكة عصبية محددة تقع في السنجابية المحيطة بالمسال، وتضمنت الشبكة مناطق تعمل بمثابة أقطاب إيجابية وأخرى سلبية، إذ لوحظ أن الإصابات التي تحدث في هذه الأقطاب إما تزيد المعتقدات الروحانية المبلغ عنها ذاتيًا من قِبل المرضى أو تقللها.

    توافقت النتائج المبنية على المجموعة الثانية من البيانات مع هذه الاكتشافات. إضافةً إلى ذلك، عند مراجعتهم للبحوث المنشورة مسبقًا، وجد الباحثون عدة تقارير عن مرضى أصبحوا شديدي التدين بعد إصابتهم بآفات دماغية أثرت في الأقطاب السلبية للشبكة.




    تتداخل مواقع الإصابات المرتبطة بأعراض عصبية ونفسية أخرى مع الشبكة العصبية الروحانية. تحديدًا، تتداخل مواقع الإصابات المسببة لمتلازمة باركنسون مع المناطق التي تمثل الأقطاب الإيجابية في الشبكة -كما تفعل الإصابات المرتبطة بانخفاض الروحانية-، وتتداخل الإصابات التي تسبب التوهم ومتلازمة الطرف الغريب مع المناطق التي تمثل الأقطاب السلبية -المرتبطة بزيادة الروحانية والتدين-.

    يقول فيرغسون: «من المهم أن نلاحظ أن هذه التداخلات قد تساعدنا على فهم السمات والارتباطات المشتركة بين الروحانية وبعض الحالات العصبية والنفسية، ولكن يجب ألا نتوسع في تفسير هذه النتائج؛ فمثلًا، لا توحي نتائجنا أن الأديان أوهام، أو أن الشخصيات الدينية التاريخية كانت مصابة بمتلازمة الطرف الغريب، أو أن متلازمة باركنسون تنشأ بسبب عدم الإيمان بالأديان. عوضًا عن ذلك، تشير نتائجنا إلى الجذور العميقة للمعتقدات الروحانية في جزء الدماغ الذي يؤدي العديد من الوظائف المهمة».

    ينوّه مؤلفو الدراسة أن مجموعات البيانات التي استخدموها لم تتضمن معلومات وفيرة عن نشأة المرضى المشاركين -الأمر الذي كان يمكنه أن يؤثر في معتقداتهم الروحانية- وأن غالبية المرضى من المجموعتين كانت ثقافتهم مسيحية؛ فمن أجل معرفة قابلية تعميم نتائجهم، يجب أن يكرروا دراستهم على مختلف الانتماءات.

    الفريق مهتم أيضًا بتبسيط التدين والروحانية لمعرفة الشبكات العصبية التي قد تكون مسؤولةً عن الاختلافات. إلى جانب ذلك، ينوي فيرغسون السعي وراء تطبيقات سريرية وانتقالية لنتائج الدراسة، مثل فهم الدور الذي قد تؤديه الروحانية والعاطفة في العلاج السريري.




    يقول فيرغسون: «لم تُفصَل الروحانية عن الطب إلا حديثًا؛ فعلى ما يبدو، يوجد اتصال مستمر بين التعافي والروحانية في مختلف الثقافات والحضارات. ما يثير اهتمامي هو الحد الذي يساعدنا فيه فهمنا للشبكات العصبية على صياغة أسئلة يمكن تطبيقها سريريًا ومبنية على أسس علمية عن كيفية توافق التعافي والروحانية مع بعضهما».
    الاستعانة بمجموعة من البيانات لمرضى من قسم الجراحة العصبية والمصابين بآفات دماغية، أسند الباحثون مواقع الإصابات المرتبطة بالمعتقدات الروحانية والدينية إلى شبكة عصبية منفردة. يعد أكثر من 80% من الناس حول العالم أنفسهم دينيين أو روحانيين، إلا أن بحوث علم الأعصاب في مجال الروحانية والتدين كانت نادرةً عمومًا.






    استخدمت الدراسات السابقة التصوير العصبي الوظيفي، الذي يُمسَح فيه دماغ الشخص المشارك بينما يفعل نشاطًا ما لملاحظة أي من مناطق الدماغ تضيء، غير أن هذه الدراسات الترابطية لم تقدم سوى صورة غير مكتملة وفي أغلب الأحيان متناقضة عن الروحانية.

    سلكت الدراسة الجديدة التي أجراها باحثون من مستشفى بريغهام آند وومن نهجًا حديثًا في تخطيط مناطق الدماغ المتعلقة بالروحانية والتدين، ووجدت أن تقبل الروحانية يمكن أن يُحصَر في شبكة عصبية محددة.

    تتمركز هذه الشبكة في السنجابية المحيطة بالمسال (Periaqueductal Gray) -منطقة في جذع الدماغ مرتبطة بالعديد من الوظائف الأخرى مثل التكييف الكلاسيكي الباعث على الخوف وتخفيف الألم والسلوكيات الإيثارية والحب غير المشروط-. نُشرَت النتائج التي توصل إليها الفريق في مجلة بيولوجيكال سايكايتري.






    يقول الدكتور مايكل فيرغسون، أحد مؤلفي الدراسة وأحد الباحثين الرئيسيين في مركز بريغهام لعلاجات الشبكات العصبية: «تقترح نتائجنا أن الروحانية والتدين متجذران في الديناميكيات العصبية الحيوية الجوهرية ومتغلغلان بعمق في نسيج جهازنا العصبي».

    ويضيف: «لقد شعرنا بالدهشة عندما وجدنا أن الشبكة العصبية المرتبطة بالروحانية تقع في إحدى أكثر تراكيب الدماغ التي حافظت على خصائصها تطوريًّا».

    لإجراء دراستهم، استخدم فيرغسون وزملاؤه تقنيةً تدعى «التخطيط الشبكي للتلف الدماغي»، التي منحتهم القدرة على إسناد السلوكيات البشرية المعقدة إلى شبكات عصبية معينة بناءً على مواقع التلف الدماغي عند المرضى.

    استغل الفريق مجموعة بيانات منشورة سابقًا تضمنت 88 مريضًا من قسم الجراحة العصبية كانوا ينوون إجراء جراحة لاستئصال ورم دماغي، وكانت مواقع التلف موزعةً في أنحاء متفرقة من أدمغتهم. أكمل المرضى استبيانًا يتضمن أسئلةً تستقصي مدى تقبلهم للمعتقدات الروحانية قبل العملية الجراحية وبعدها.




    أثبت الفريق نتائجهم بالاستعانة بمجموعة أخرى من البيانات لأكثر من 100 مريض بمشكلات تسببت بها إصابات رأسية مخترقة في أثناء حرب الفيتنام. أجاب هؤلاء المرضى أيضًا عن استبيانات تضمنت أسئلةً عن التدين، نحو: هل تعتبر نفسك شخصًا متدينًا؟ (نعم أو لا؟).

    من بين مرضى الجراحة العصبية الثمانية والثمانين، أظهر 30 منهم انخفاضًا في الإيمان بالمعتقدات الروحانية قبل استئصال الورم الدماغي وبعده، وأظهر 29 منهم ارتفاعًا، ولم يُظهر 29 منهم أي تغيير.

    باستخدام تقنية التخطيط الشبكي للتلف الدماغي، وجد الفريق أن الروحانية المبلغ عنها ذاتيًا من المرضى تجلّت في شبكة عصبية محددة تقع في السنجابية المحيطة بالمسال، وتضمنت الشبكة مناطق تعمل بمثابة أقطاب إيجابية وأخرى سلبية، إذ لوحظ أن الإصابات التي تحدث في هذه الأقطاب إما تزيد المعتقدات الروحانية المبلغ عنها ذاتيًا من قِبل المرضى أو تقللها.

    توافقت النتائج المبنية على المجموعة الثانية من البيانات مع هذه الاكتشافات. إضافةً إلى ذلك، عند مراجعتهم للبحوث المنشورة مسبقًا، وجد الباحثون عدة تقارير عن مرضى أصبحوا شديدي التدين بعد إصابتهم بآفات دماغية أثرت في الأقطاب السلبية للشبكة.




    تتداخل مواقع الإصابات المرتبطة بأعراض عصبية ونفسية أخرى مع الشبكة العصبية الروحانية. تحديدًا، تتداخل مواقع الإصابات المسببة لمتلازمة باركنسون مع المناطق التي تمثل الأقطاب الإيجابية في الشبكة -كما تفعل الإصابات المرتبطة بانخفاض الروحانية-، وتتداخل الإصابات التي تسبب التوهم ومتلازمة الطرف الغريب مع المناطق التي تمثل الأقطاب السلبية -المرتبطة بزيادة الروحانية والتدين-.

    يقول فيرغسون: «من المهم أن نلاحظ أن هذه التداخلات قد تساعدنا على فهم السمات والارتباطات المشتركة بين الروحانية وبعض الحالات العصبية والنفسية، ولكن يجب ألا نتوسع في تفسير هذه النتائج؛ فمثلًا، لا توحي نتائجنا أن الأديان أوهام، أو أن الشخصيات الدينية التاريخية كانت مصابة بمتلازمة الطرف الغريب، أو أن متلازمة باركنسون تنشأ بسبب عدم الإيمان بالأديان. عوضًا عن ذلك، تشير نتائجنا إلى الجذور العميقة للمعتقدات الروحانية في جزء الدماغ الذي يؤدي العديد من الوظائف المهمة».

    ينوّه مؤلفو الدراسة أن مجموعات البيانات التي استخدموها لم تتضمن معلومات وفيرة عن نشأة المرضى المشاركين -الأمر الذي كان يمكنه أن يؤثر في معتقداتهم الروحانية- وأن غالبية المرضى من المجموعتين كانت ثقافتهم مسيحية؛ فمن أجل معرفة قابلية تعميم نتائجهم، يجب أن يكرروا دراستهم على مختلف الانتماءات.

    الفريق مهتم أيضًا بتبسيط التدين والروحانية لمعرفة الشبكات العصبية التي قد تكون مسؤولةً عن الاختلافات. إلى جانب ذلك، ينوي فيرغسون السعي وراء تطبيقات سريرية وانتقالية لنتائج الدراسة، مثل فهم الدور الذي قد تؤديه الروحانية والعاطفة في العلاج السريري.




    يقول فيرغسون: «لم تُفصَل الروحانية عن الطب إلا حديثًا؛ فعلى ما يبدو، يوجد اتصال مستمر بين التعافي والروحانية في مختلف الثقافات والحضارات. ما يثير اهتمامي هو الحد الذي يساعدنا فيه فهمنا للشبكات العصبية على صياغة أسئلة يمكن تطبيقها سريريًا ومبنية على أسس علمية عن كيفية توافق التعافي والروحانية مع بعضهما».
يعمل...
X