متلازمة أسبرجر (AS) واحدة من مجموعة الاضطرابات العصبية المعروفة بمتلازمات طيف التوحد ASDs، وتعد هذه المتلازمة من العناصر المعتدلة لهذا الطيف، ويظهر على المصابين بهذه المتلازمة هذه ثلاثة من الأعراض الرئيسية:
- مواجهة مشاكل في الانخراط الاجتماعي.
- القيام بسلوك متكرر.
- الثبات على ما يفكرون به.
- التركيز على القواعد والأمور الروتينية.
يُصنَّف بعض المصابين بمتلازمات طيف التوحد على أنهم ذوو توحد عالي الفعالية والتركيز. ويعني التوحد عالي الفعالية أن المصابين لا يعانون تأخر تطور المهارات اللغوية والمعرفية الشائع عند العديد من المصابين بمتلازمات طيف التوحد.
يملك المصابون بمتلازمة أسبرجر في غالب الأحيان ذكاءًا طبيعيًا أو فوق المعدل الطبيعي أحيانًا، ويتمتعون إضافةً إلى ذلك بقابلية التعلم في الصفوف الدراسية وامتلاك أعمال في المستقبل.
لا يمكن علاج متلازمة أسبرجر، ولكن التشخيص المبكر والتدخل قد يساعد الطفل على إقامة صلات اجتماعية وتحقيق غاياته وأن يحظى بحياة مُنتجة.
أعراض متلازمة أسبرجر
تتنوع الأعراض من شخص إلى آخر ولكن الأطفال المصابين بهذه المتلازمة غالبًا ما يُبدون تركيزًا هوسيًا على موضوع لا يأخذ حيزًا من الاهتمام.
يطور الأطفال المصابون بمتلازمة أسبرجر اهتمامًا طاغيًا يستحوذ على كل اهتمامهم في أشياء مثل جداول القطارات أو الديناصورات على سبيل المثال، وقد يكون هذا الاهتمام موضوع حوار أحادي الجانب مع أهلهم أو أقرانهم.
لا يعي المصاب بمتلازمة أسبرجر رغبة الشخص الآخر في تغيير موضوع النقاش، وهذا أحد الأسباب الذي يجعل التواصل الاجتماعي صعبًا على مرضى متلازمة أسبرجر.
لا يستطيع المصابون بمتلازمة أسبرجر قراءة التعابير الوجهية ولغة الجسد، ويجد العديد منهم تمييز مشاعر الآخرين أمرًا صعبًا، ومن الشائع عند المصابين بهذه المتلازمة تجنب النظر في أعين الآخرين.
يتحدث مرضى أسبرجر بنبرة أحادية الصوت وتعابير وجه محدودة، ويعانون صعوبات في معرفة متى عليهم خفض أصواتهم ليلائم المكان الذي يتحدثون فيه.
يعاني الأطفال المصابون أيضًا صعوبات مع المهارات الحركية الرئيسية مثل المشي أو الركض، هؤلاء الأطفال قد ينقصهم التوافق الحركي وقد لا يستطيعون القيام بمهام محددة مثل التسلق أو ركوب دراجة.
الأسباب
تعد التغيرات في الدماغ سبب العديد من أعراض هذه المتلازمة، ولكن الأطباء لم يتمكنوا رغم ذلك من تحديد سبب هذه التغيرات بالضبط.
حُددت العوامل الجينية والسموم البيئية مثل المواد الكيميائية أو الفيروسات عوامل محتملة تسهم في تطور المتلازمة. ومن الجديد بالذكر أن هذه المتلازمة شائعة عند الذكور أكثر من الإناث.
تشخيص متلازمة أسبرجر
لا يوجد اختبار محدد يثبت أن الطفل مصاب بمتلازمة أسبرجر أو ينفيه، وفي كثير من الحالات يلاحظ الأهلُ تأخيرًا في التطور أو صعوباتٍ في النمو أو السلوك، وقد يكتب مدرسو الطفل ملاحظات عن مشكلات في التطور، ويجب إبلاغ الطبيب بها.
يمكن الأطباء تقييم الطفل من عدة نواح مثل:
- التطور اللغوي.
- التفاعلات الاجتماعية.
- التعابير الوجهية عند الحديث.
- اهتمامه بالاختلاط مع الآخرين.
- ردة فعله تجاه التغيير.
- التوافق العصبي العضلي والمهارات الحركية.
وبسبب غياب الاختبار الدقيق المُشخص لمتلازمة أسبرجر، فقد شُخص العديد من المرضى بشكل خاطئ، فاختلط تشخيص متلازمة أسبرجر مع أمراض أخرى مثل متلازمة نقص الانتباه وفرط النشاط ADHD، وعلى الطفل الخضوع لإعادة تقييم إذا حدث هذا للتأكد من التشخيص الصحيح.
العلاج
ليس هناك علاج لمتلازمة أسبرجر، ولكن هناك علاجات مختلفة قد تساهم في تخفيف الأعراض وتساعد الطفل على تحقيق كل غاياته، وغالبًا ما يُبنى العلاج على أساس الأعراض التي يبديها كل طفل.
تستخدم الأدوية لعلاج متلازمة أسبرجر ، ومنها:
- أريبيبرازول: لتخفيف التهيج.
- غوانفاسين وأولانزابين ونالتريكسون: لتخفيف فرط النشاط
- مثبطات إعادة التقاط السيروتونين الانتقائية SSRIs: لتخفيف السلوكيات المتكررة.
- ريسبيريدون: لتخفيف الأرق والانفعالات.
قد تفيد الأدوية في التحكم بالسلوكيات المترافقة مع هذه المتلازمة ولكنها قد تسبب مشكلات أيضًا.
توجد العديد من العلاجات الأخرى التي قد تحسن مهارات التواصل والاستقرار العاطفي والانخراط الاجتماعي، ويتلقى العديد من المصابين بمتلازمة أسبرجر أيضًا:
- تدريبًا للمهارات الاجتماعية.
- علاجًا للنطق واللغة.
- تدريبًا للجانب المهني.
- علاجًا فيزيائيًا.
- تدريبًا للسلوك المعرفي.
يوفَّر العلاج للأهل أيضًا، إذ يساعد التدريب الأبوي الأهلَ على التعامل مع التحديات المترافقة مع تربية طفلٍ مصاب بمتلازمة أسبرجر.
ما هي النتيجة بعيدة المدى بالنسبة لطفل مصاب بمتلازمة أسبرجر؟
لا علاج لمتلازمة أسبرجر، ولكن العديد من الأطفال المصابين بالمتلازمة يعيشون حياة صحية ومُنتجة مع العلاجات المناسبة والتدخل المُبكر للتعامل مع المتلازمة، وبالرغم من معاناة العديد منهم من مشكلات في الانخراط الاجتماعي فإن معظم الراشدين من المصابين بأسبرجر قادرون على العيش بشكل مستقل.