كيف لإيجاد ركيزة المعنى أن يكون مفتاحًا لصحة نفسية متينة؟ قد يكون السؤال المُقتَبس على الدوام: «ما معنى الحياة؟» دقيقًا أكثر مما تظن. وسواءً أكنت طالبًا في قسم الفلسفة أم والدًا يقترب من أزمة منتصف العمر، فإن معظمنا قد سأل نفسه هذا السؤال بطرق مختلفة بين وقت وآخر. يرى معظمنا الفرح أنه الهدف النهائي الأسمى، لكن في الواقع، يُصاب الناس بالاكتئاب أكثر فأكثر.
من الواضح أننا لم ننجح في تحقيق مسعانا إلى الفرح، لكن ماذا لو كان السبب أننا نصبنا هدفًا خاطئًا من الأصل؟
هذا ما اقترحته المؤلفة والصحفية إميلي أصفهاني سميث في كتابها قوة المعنى. وتقترح سميث بعد سنوات من البحث واللقاءات مع أشخاص من مناحي الحياة المختلفة أن المعنى -لا الفرح- هو ما علينا السعي خلفه.
يسمح لنا المعنى بإيجاد سبب للمتابعة حتى عندما تغدو الحياة صعبة. وتضيء سميث في نقاش TED Talk فكرة مساهمة الافتقار إلى المعنى والهدف في ازدياد معدلات الوحدة والاكتئاب والانتحار.
على الجانب الآخر، الفرح شعور سريع الزوال، ورغم روعة اختبار شعور الفرح فإنه ليس ما يمنحنا الاستقرار. تشير سميث إلى أن البهجة تحدث بوصفها أثرًا جانبيًا لإيجاد الشخص الهدف والغاية.
الركائز الأربع للمعنى:
تقسّم سميث في كتابها مطلب المعنى إلى 4 ركائز هي: الانتماء والغاية ورواية الذات والتسامي.
1. الانتماء:
هو الارتباط بمجتمع أكبر وأعم، ومن طريق صياغة العلاقات والحفاظ عليها نستطيع تقوية هذا الارتباط، الذي يجعل بالمقابل حياتنا هادفة ذات معنى. إن كانت هذه هي ركيزة المعنى في نظرك فإن علاقاتك بالآخرين هي المصدر الجوهري للمعنى في حياتك. وتسأل سميث المحققين على خلفية لقاءاتها الصحفية عما يضفي المعنى إلى حياتهم. ووجدت أن الأمر المبدئي الذي يضعه الناس دائمًا على رأس قائمتهم هي العلاقات، فالانتماء هو ركيزة أصيلة عامة متاحة لمعظم الناس.
2. الغاية:
وهي الأهداف على المدى البعيد التي تعطينا حسًّا من الإنجاز. قد تتمثل الغاية للكثيرين في أطفالهم أو عملهم أو شغفهم بهواية. يمنحنا وجود الهدف أمرًا نعمل لتحقيقه أو خدمته. إن كانت الغاية هي ركيزتك فإن امتلاك البصيرة على المدى البعيد في حياتك يسبغ عليها المعنى.
3. رواية الذات:
هي بناء المعنى من طريق روايتك الذاتية الخاصة وانعكاساتها. ففهم مكاننا في هذا العالم إضافة إلى تأثيرنا في المحيطين بنا هو ما يخلق إحساسًا قويًّا بالهوية. إن كانت هذه هي ركيزتك فإنك تجد المعنى على الأرجح في تعريف ذاتك والانعكاس عليها.
4. التسامي:
يستند إلى الارتباط بأمر أكبر من الذات. قد يُربَط التسامي بالروحانية أو الطبيعة أو العقائد التاريخية. يميل الأشخاص الذين يفضّلون استخدام التسامي ركيزةً للشعور بالغرابة في المواقف التي تدفعهم إلى الاعتقاد بأنهم مرتبطون بأمر أكبر من ذواتهم.
تشير سميث أيضًا إلى أن الركيزة الأولية للمعنى قد تتغير مع مراحل الحياة المختلفة. وتصرِّح سميث مخاطبةً الشباب في مقتبل العمر: المعنى مهم للغاية لأنكم على وشك اكتشاف ما أنتم فاعلين بحياتكم.
ولأن الروحانية تزداد مع التقدّم في العمر، فغالبًا ما يميل الأشخاص إلى التسامي كونه ركيزةً للمعنى.
يعني إيجاد المعنى أكثر من مجرد إدراك الجوهر. وقد يكون تأثير الصحة النفسية مهمًا. حتى أن خلق المعنى قد يُستخدَم خطةً بديلةً في الأزمات.
في أثناء مراجعتها للأبحاث لتوثيق كتابها، صادفت سميث علاجًا نفسيًّا قائمًا على إيجاد المعنى يُسمى العلاج النفسي الوجودي. يعالج ممارسوه أشخاصًا يعانون الاكتئاب أو الأفكار الانتحارية أو كليهما.
هذه الممارسة العلاجية مفيدة أيضًا لمن يعانون مرضًا مزمنًا أو اضطرابات الإدمان، فيسعى إلى تزويدهم بالمعنى لترسيخ أركان الوجودية التي فرضتها هذه الظروف.
تستحضر سميث ذكرى حديثها مع رجل دين في لويزفيل، كنتاكي: كان يتحدث عن قصص يرويها أمريكيون أفارقة لأنفسهم ويجترحونها من سيناريوهات ثقافية تعيقهم وتقيدهم. أراد أن يفتح أذهانهم على هذا التاريخ العريق الذي بحوزتهم.
واجه المتحدّرون من ضحايا تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلنطي صعوبةً في تقفي أثر أجدادهم. وتمكن هذا القائد من إحياء حس من المعنى في نفوس شباب عشيرة السود بتلقينهم التاريخ العظيم المنسي من كتب التاريخ.
لإضافة المزيد من المعنى إلى مجتمعاتنا، علينا البدء بتغذية ثقافة السعي وراء المعنى.
تشجّع ثقافة المعنى الأفراد على السعي خلف الهدف أو رواية الذات أو الانتماء أو التسامي.
تبدو ثقافة المعنى حلم المستقبل، وفيه يأخذ البالغون دور مُخرجي الأحلام في المدارس لقيادة اليافعين نحو تحقيق أهدافهم الحياتية. ويساعدونهم على رسم خريطة لخطواتهم نحو الأهداف، أي إرشادهم نحو الغاية.
قد يمنحك إيجاد المعنى الطريق التي ستسلكها. ويعطيك صورةً أوسع للحياة، والحياة طويلة، فلمَ لا نعمل على تحقيق أمور مميزة؟
من الواضح أننا لم ننجح في تحقيق مسعانا إلى الفرح، لكن ماذا لو كان السبب أننا نصبنا هدفًا خاطئًا من الأصل؟
هذا ما اقترحته المؤلفة والصحفية إميلي أصفهاني سميث في كتابها قوة المعنى. وتقترح سميث بعد سنوات من البحث واللقاءات مع أشخاص من مناحي الحياة المختلفة أن المعنى -لا الفرح- هو ما علينا السعي خلفه.
يسمح لنا المعنى بإيجاد سبب للمتابعة حتى عندما تغدو الحياة صعبة. وتضيء سميث في نقاش TED Talk فكرة مساهمة الافتقار إلى المعنى والهدف في ازدياد معدلات الوحدة والاكتئاب والانتحار.
على الجانب الآخر، الفرح شعور سريع الزوال، ورغم روعة اختبار شعور الفرح فإنه ليس ما يمنحنا الاستقرار. تشير سميث إلى أن البهجة تحدث بوصفها أثرًا جانبيًا لإيجاد الشخص الهدف والغاية.
الركائز الأربع للمعنى:
تقسّم سميث في كتابها مطلب المعنى إلى 4 ركائز هي: الانتماء والغاية ورواية الذات والتسامي.
1. الانتماء:
هو الارتباط بمجتمع أكبر وأعم، ومن طريق صياغة العلاقات والحفاظ عليها نستطيع تقوية هذا الارتباط، الذي يجعل بالمقابل حياتنا هادفة ذات معنى. إن كانت هذه هي ركيزة المعنى في نظرك فإن علاقاتك بالآخرين هي المصدر الجوهري للمعنى في حياتك. وتسأل سميث المحققين على خلفية لقاءاتها الصحفية عما يضفي المعنى إلى حياتهم. ووجدت أن الأمر المبدئي الذي يضعه الناس دائمًا على رأس قائمتهم هي العلاقات، فالانتماء هو ركيزة أصيلة عامة متاحة لمعظم الناس.
2. الغاية:
وهي الأهداف على المدى البعيد التي تعطينا حسًّا من الإنجاز. قد تتمثل الغاية للكثيرين في أطفالهم أو عملهم أو شغفهم بهواية. يمنحنا وجود الهدف أمرًا نعمل لتحقيقه أو خدمته. إن كانت الغاية هي ركيزتك فإن امتلاك البصيرة على المدى البعيد في حياتك يسبغ عليها المعنى.
3. رواية الذات:
هي بناء المعنى من طريق روايتك الذاتية الخاصة وانعكاساتها. ففهم مكاننا في هذا العالم إضافة إلى تأثيرنا في المحيطين بنا هو ما يخلق إحساسًا قويًّا بالهوية. إن كانت هذه هي ركيزتك فإنك تجد المعنى على الأرجح في تعريف ذاتك والانعكاس عليها.
4. التسامي:
يستند إلى الارتباط بأمر أكبر من الذات. قد يُربَط التسامي بالروحانية أو الطبيعة أو العقائد التاريخية. يميل الأشخاص الذين يفضّلون استخدام التسامي ركيزةً للشعور بالغرابة في المواقف التي تدفعهم إلى الاعتقاد بأنهم مرتبطون بأمر أكبر من ذواتهم.
تشير سميث أيضًا إلى أن الركيزة الأولية للمعنى قد تتغير مع مراحل الحياة المختلفة. وتصرِّح سميث مخاطبةً الشباب في مقتبل العمر: المعنى مهم للغاية لأنكم على وشك اكتشاف ما أنتم فاعلين بحياتكم.
ولأن الروحانية تزداد مع التقدّم في العمر، فغالبًا ما يميل الأشخاص إلى التسامي كونه ركيزةً للمعنى.
يعني إيجاد المعنى أكثر من مجرد إدراك الجوهر. وقد يكون تأثير الصحة النفسية مهمًا. حتى أن خلق المعنى قد يُستخدَم خطةً بديلةً في الأزمات.
في أثناء مراجعتها للأبحاث لتوثيق كتابها، صادفت سميث علاجًا نفسيًّا قائمًا على إيجاد المعنى يُسمى العلاج النفسي الوجودي. يعالج ممارسوه أشخاصًا يعانون الاكتئاب أو الأفكار الانتحارية أو كليهما.
هذه الممارسة العلاجية مفيدة أيضًا لمن يعانون مرضًا مزمنًا أو اضطرابات الإدمان، فيسعى إلى تزويدهم بالمعنى لترسيخ أركان الوجودية التي فرضتها هذه الظروف.
تستحضر سميث ذكرى حديثها مع رجل دين في لويزفيل، كنتاكي: كان يتحدث عن قصص يرويها أمريكيون أفارقة لأنفسهم ويجترحونها من سيناريوهات ثقافية تعيقهم وتقيدهم. أراد أن يفتح أذهانهم على هذا التاريخ العريق الذي بحوزتهم.
واجه المتحدّرون من ضحايا تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلنطي صعوبةً في تقفي أثر أجدادهم. وتمكن هذا القائد من إحياء حس من المعنى في نفوس شباب عشيرة السود بتلقينهم التاريخ العظيم المنسي من كتب التاريخ.
لإضافة المزيد من المعنى إلى مجتمعاتنا، علينا البدء بتغذية ثقافة السعي وراء المعنى.
تشجّع ثقافة المعنى الأفراد على السعي خلف الهدف أو رواية الذات أو الانتماء أو التسامي.
تبدو ثقافة المعنى حلم المستقبل، وفيه يأخذ البالغون دور مُخرجي الأحلام في المدارس لقيادة اليافعين نحو تحقيق أهدافهم الحياتية. ويساعدونهم على رسم خريطة لخطواتهم نحو الأهداف، أي إرشادهم نحو الغاية.
قد يمنحك إيجاد المعنى الطريق التي ستسلكها. ويعطيك صورةً أوسع للحياة، والحياة طويلة، فلمَ لا نعمل على تحقيق أمور مميزة؟