يقول المراهقون إنه عندما ينتابهم القلق، فإن وسائل التواصل الاجتماعي تحسن من شعورهم. كان الاكتئاب بين المراهقين -وما زال- يزداد بمعدلات ثابتة لعقد من الزمن، وقد أثرت الجائحة سلبيًا وبقوة في الكثير من الشباب، وخصوصًا أولئك الذين ينتمون إلى مجتمع الميم والمراهقين والشباب البالغين الذين لديهم إصابات بكوفيد 19 في منازلهم. وبينما نتطلع إلى طرق لمساعدتهم على التغلب على محنتهم، يبين تقرير وطني عن إحدى مؤسسات الرعاية الصحية في كاليفورنيا أن وسائل التواصل الاجتماعي كانت قد ساعدت الكثيرين على التحسن في السنة الماضية، ولم يكن ذلك فقط بفضل صور السيلفي أوالرقصات المستوحاة من منصة تيك توك أو مواكبة أخبار المشاهير.
لقد كُتب الكثير عن كمية الوقت المهدور أمام الشاشات، وركزت هذه الدراسة على نوعية الاستخدام لا على كميته، عبر استجواب المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و 22 عن أنشطة معينة يؤدونها على وسائل التواصل، وكيفية استخدامها للاعتناء بصحتهم النفسية في فترة الجائحة وموسم الانتخابات الرئاسي في سبتمبر وأكتوبر 2020. وبوصفي أمًا ومعالجة نفسية سريرية تولي اهتمامًا للصحة النفسية للمراهقين، أظن أنه من الضروري لنا أن نفهم بصورة أفضل الأوجه المعقدة لاستخدام وسائل التواصل في حالة جائحة كوفيد 19 وتدخلها في التطور الحاصل، فربما ليست بالسوء الذي نتصوره، وإذا كان بمقدورها أن تعزز علاقات الصداقة والتواصل الاجتماعي، سيكون بمقدورها أن تعزز قدرة المراهقين على تدبير التوتر والعمل تحت الضغط، وهي مهارات حياتية ضرورية في الحين الذي يستعد فيه الأطفال للعودة إلى الحياة الطبيعية عقب الجائحة.
نقدم هنا خمس أفكار من التقرير يجدر بك تذكرها في المرة القادمة التي تجد فيها نفسك تقيس محاسن استخدام المراهقين لوسائل التواصل الاجتماعي ومساوئه:
أولًا: استخدم 53% من المراهقين والشباب، وسائل التواصل الاجتماعي للبقاء على اتصال مع أصدقائهم وعائلاتهم خلال الجائحة، وتتيح برامج المراسلة المباشرة مثل واتساب وسنابشات للشباب فرصًا اجتماعيةً واتصالًا أفضل مما تقدمه منصات البحث والتصفح السلبي، لأنها أقرب ما يمكنه النيابة عن التواصل الاجتماعي الشخصي الواقعي. في السنة الماضية، لقد أجريت على الأرجح مكالمة فيديو أو شاركت بلعبة على الانترنت أو أرسلت الميمز إلى صديقك أو أحد أفراد عائلتك، وتوجد فرصة بأن ذلك منحك شعورًا جيدًا. وبالتوافق مع تقرير أجري في 2015، يبين هذا التقرير الجديد أن معظم المراهقين يشعرون بأن وسائل التواصل جعلتهم على اتصال أكبر مع مستجدات حياة أصدقائهم ومشاعرهم الشخصية أيضًا.
ثانيًا: يقول 21% من المراهقين والشباب البالغين إن وسائل التواصل تقلل شعورهم بالوحدة. وكان أحد العوامل أكيدة المساهمة في إضعاف الصحة النفسية للمراهقين هو أن نصف الشباب الذين شملهم الاستطلاع كانوا يتلقون تعليمهم عن بعد في ذلك الوقت. وفي حين يواجه الكبار والصغار من جميع الأعمار مشاعر الوحدة في هذه الأوقات، يكون تأثير الانعزال عن الأقران ملحوظًا بصورة خاصة لدى المراهقين، فهم مدفوعون حيويًا ونفسيًا للتواجد مع أقرانهم في هذه المرحلة من حياتهم.
تذكر أيام المدرسة الثانوية والتفاعلات الاجتماعية المتنوعة التي كنا نجريها في يوم واحد، من لقاء الأصدقاء في كافتيريا المدرسة وأروقتها والنشاطات التي تعقب المدرسة. قبل الجائحة، كانت التفاعلات الاجتماعية تميل لأن تكون غزيرة متنوعة للكثير من المراهقين، أما الآن ربما فقدوا اتصالهم بأصدقائهم ما لم يعرفوا مسبقًا عناوين صفحاتهم على الإنترنت. وأوضح الكثير ممن شملهم الاستطلاع أنهم قد شكلوا صداقات أساسها وسائل التواصل لملء الفراغ، وكان ذلك ضمن تقرير واشنطن بوست. وبناءً على المعطيات التي تبين ضعف الحياة الاجتماعية الشخصية الواقعية للكثيرين، ربما حان الوقت الآن لإتاحة الفرصة أمام هذه العلاقات الرقمية كي تزدهر.
ثالثًا: استخدم 85% من المراهقين والبالغين الشباب وسائل التواصل لمواكبة الأحداث الحالية. وقد تشكلت صورة نمطية عن الشباب خلال الجائحة فحواها أنهم يظنون أن ما يحدث للغير لن يحدث لهم، إلا إن واحدًا من كل سبعة أشخاص ممن شملهم البحث قالوا إنهم أنفسهم أو أحد ذويهم كانوا قد أصيبوا بكوفيد 19 واستخدموا وسائل التواصل لمعرفة كيفية حماية أنفسهم والآخرين. وصرحت اليونسيف في أبريل الماضي أن أكثر من عشرين مليون مراهق حول العالم كانوا قد استخدموا قنوات الدردشة المبرمجة الخاصة بحالات كوفيد 19 لإيجاد معلومات طبية موثوقة، ومثل بنجامين كاغان البالغ من العمر 14 عامًا، يتقدم الكثير من المراهقين حول العالم لمساعدة كبار السن الباحثين عن مواعيد لقاحات كوفيد 19 في عائلاتهم ومجتمعاتهم.
رابعًا: يقول واحد من كل خمسة من المراهقين والشباب البالغين إن وسائل التواصل أتاحت لهم التعبير عن أنفسهم فنيًا. فقد أصبحت منصات التواصل الاجتماعي خلال العامين المنصرمين أكثر أهمية لبعض المراهقين بغية طلب الدعم أو التواصل أو التعبير عن الذات، خصوصًا أولئك الذين يصارعون الاكتئاب.
وصرحت پي إي دبليو قبل الجائحة بأن واحدًا من كل أربعة مراهقين كان يستخدم هذه المنصات على أنها متنفس إبداعي لمشاركة الفن والرقص والأغاني والكلمات المكتوبة عبر منصات عدة مسموعة ومقروءة ومرئية. وعندما لا ينشغل المراهقون بأيام المدرسة الاعتيادية والنشاطات خارج المدرسية، يكون لديهم وقت زائد لتجربة أشياء جديدة، فالمراهقة بالنهاية تدور حول بناء الهوية الفردية. ويتحدث جاك رودجرز في مجلة فوربز عن منصة تيك توك واصفًا إياها: أخبار غير منتهية من محتوى محفز للإندورفين الذي يثير فينا إحساسًا قويًا بالانسجام والانتماء. وقد شكلت المنصة للكثير من المراهقين متنفسًا إبداعيًا وسببًا للابتسام، سواء أعجبنا ذلك أو لم يعجبنا.
خامسًا: لقد بحث 40% من المراهقين على الإنترنت عن أقرانهم الصحيين أي الناس الذين يعانون نفس مخاوفهم الصحية. ففي العامين المنصرمين، تضاعفت نسبة المراهقين المصابين بالاكتئاب ممن يولون أهمية لوسائل التواصل بغرض تلقي الدعم أو النصيحة عندما يكونون في حاجة إليها. وغالبًا ما يلجأ المراهقون في العالم الرقمي إلى الآخرين الذين يفهمونهم.
فكانت وسائل التواصل من حبال النجاة المتاحة للمثليين، خصوصًا إذا كانوا قد تعرضوا للرفض من قبل ذويهم أو أنهم لم يعلنوا عن ميولهم بعد. ووجد الباحثون أيضًا أن الانهماك في وسائل التواصل (مشاهدة مقاطع فيديو عن الأقليات الجنسية) يتيح لشباب هذا المجتمع أن يعرفوا عن قضايا تحديد الهوية وأن يستلهموا منها في تجربتهم مع إعلان ميولهم الجنسية، وزيادة ثقتهم بهويتهم.
من الواضح أن الجائحة مكنت المراهقين من اكتشاف طرق جديدة لتجربة وسائل التواصل الاجتماعي والافتتان بها في نواح إيجابية. ونحن بصفتنا مختصين وآباءً، كلما زاد تعبيرنا عن فضولنا وتقبلنا لأنشطة أبنائنا المراهقين على الانترنت، يصبحون أكثر رغبة في مشاركتنا ما يفعلونه، فربما يؤمن دعم التواصل العميق والمبدع عبر وسائل التواصل، مخرجًا واعدًا للأمام، في أوقات العزلة.
لقد كُتب الكثير عن كمية الوقت المهدور أمام الشاشات، وركزت هذه الدراسة على نوعية الاستخدام لا على كميته، عبر استجواب المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و 22 عن أنشطة معينة يؤدونها على وسائل التواصل، وكيفية استخدامها للاعتناء بصحتهم النفسية في فترة الجائحة وموسم الانتخابات الرئاسي في سبتمبر وأكتوبر 2020. وبوصفي أمًا ومعالجة نفسية سريرية تولي اهتمامًا للصحة النفسية للمراهقين، أظن أنه من الضروري لنا أن نفهم بصورة أفضل الأوجه المعقدة لاستخدام وسائل التواصل في حالة جائحة كوفيد 19 وتدخلها في التطور الحاصل، فربما ليست بالسوء الذي نتصوره، وإذا كان بمقدورها أن تعزز علاقات الصداقة والتواصل الاجتماعي، سيكون بمقدورها أن تعزز قدرة المراهقين على تدبير التوتر والعمل تحت الضغط، وهي مهارات حياتية ضرورية في الحين الذي يستعد فيه الأطفال للعودة إلى الحياة الطبيعية عقب الجائحة.
نقدم هنا خمس أفكار من التقرير يجدر بك تذكرها في المرة القادمة التي تجد فيها نفسك تقيس محاسن استخدام المراهقين لوسائل التواصل الاجتماعي ومساوئه:
أولًا: استخدم 53% من المراهقين والشباب، وسائل التواصل الاجتماعي للبقاء على اتصال مع أصدقائهم وعائلاتهم خلال الجائحة، وتتيح برامج المراسلة المباشرة مثل واتساب وسنابشات للشباب فرصًا اجتماعيةً واتصالًا أفضل مما تقدمه منصات البحث والتصفح السلبي، لأنها أقرب ما يمكنه النيابة عن التواصل الاجتماعي الشخصي الواقعي. في السنة الماضية، لقد أجريت على الأرجح مكالمة فيديو أو شاركت بلعبة على الانترنت أو أرسلت الميمز إلى صديقك أو أحد أفراد عائلتك، وتوجد فرصة بأن ذلك منحك شعورًا جيدًا. وبالتوافق مع تقرير أجري في 2015، يبين هذا التقرير الجديد أن معظم المراهقين يشعرون بأن وسائل التواصل جعلتهم على اتصال أكبر مع مستجدات حياة أصدقائهم ومشاعرهم الشخصية أيضًا.
ثانيًا: يقول 21% من المراهقين والشباب البالغين إن وسائل التواصل تقلل شعورهم بالوحدة. وكان أحد العوامل أكيدة المساهمة في إضعاف الصحة النفسية للمراهقين هو أن نصف الشباب الذين شملهم الاستطلاع كانوا يتلقون تعليمهم عن بعد في ذلك الوقت. وفي حين يواجه الكبار والصغار من جميع الأعمار مشاعر الوحدة في هذه الأوقات، يكون تأثير الانعزال عن الأقران ملحوظًا بصورة خاصة لدى المراهقين، فهم مدفوعون حيويًا ونفسيًا للتواجد مع أقرانهم في هذه المرحلة من حياتهم.
تذكر أيام المدرسة الثانوية والتفاعلات الاجتماعية المتنوعة التي كنا نجريها في يوم واحد، من لقاء الأصدقاء في كافتيريا المدرسة وأروقتها والنشاطات التي تعقب المدرسة. قبل الجائحة، كانت التفاعلات الاجتماعية تميل لأن تكون غزيرة متنوعة للكثير من المراهقين، أما الآن ربما فقدوا اتصالهم بأصدقائهم ما لم يعرفوا مسبقًا عناوين صفحاتهم على الإنترنت. وأوضح الكثير ممن شملهم الاستطلاع أنهم قد شكلوا صداقات أساسها وسائل التواصل لملء الفراغ، وكان ذلك ضمن تقرير واشنطن بوست. وبناءً على المعطيات التي تبين ضعف الحياة الاجتماعية الشخصية الواقعية للكثيرين، ربما حان الوقت الآن لإتاحة الفرصة أمام هذه العلاقات الرقمية كي تزدهر.
ثالثًا: استخدم 85% من المراهقين والبالغين الشباب وسائل التواصل لمواكبة الأحداث الحالية. وقد تشكلت صورة نمطية عن الشباب خلال الجائحة فحواها أنهم يظنون أن ما يحدث للغير لن يحدث لهم، إلا إن واحدًا من كل سبعة أشخاص ممن شملهم البحث قالوا إنهم أنفسهم أو أحد ذويهم كانوا قد أصيبوا بكوفيد 19 واستخدموا وسائل التواصل لمعرفة كيفية حماية أنفسهم والآخرين. وصرحت اليونسيف في أبريل الماضي أن أكثر من عشرين مليون مراهق حول العالم كانوا قد استخدموا قنوات الدردشة المبرمجة الخاصة بحالات كوفيد 19 لإيجاد معلومات طبية موثوقة، ومثل بنجامين كاغان البالغ من العمر 14 عامًا، يتقدم الكثير من المراهقين حول العالم لمساعدة كبار السن الباحثين عن مواعيد لقاحات كوفيد 19 في عائلاتهم ومجتمعاتهم.
رابعًا: يقول واحد من كل خمسة من المراهقين والشباب البالغين إن وسائل التواصل أتاحت لهم التعبير عن أنفسهم فنيًا. فقد أصبحت منصات التواصل الاجتماعي خلال العامين المنصرمين أكثر أهمية لبعض المراهقين بغية طلب الدعم أو التواصل أو التعبير عن الذات، خصوصًا أولئك الذين يصارعون الاكتئاب.
وصرحت پي إي دبليو قبل الجائحة بأن واحدًا من كل أربعة مراهقين كان يستخدم هذه المنصات على أنها متنفس إبداعي لمشاركة الفن والرقص والأغاني والكلمات المكتوبة عبر منصات عدة مسموعة ومقروءة ومرئية. وعندما لا ينشغل المراهقون بأيام المدرسة الاعتيادية والنشاطات خارج المدرسية، يكون لديهم وقت زائد لتجربة أشياء جديدة، فالمراهقة بالنهاية تدور حول بناء الهوية الفردية. ويتحدث جاك رودجرز في مجلة فوربز عن منصة تيك توك واصفًا إياها: أخبار غير منتهية من محتوى محفز للإندورفين الذي يثير فينا إحساسًا قويًا بالانسجام والانتماء. وقد شكلت المنصة للكثير من المراهقين متنفسًا إبداعيًا وسببًا للابتسام، سواء أعجبنا ذلك أو لم يعجبنا.
خامسًا: لقد بحث 40% من المراهقين على الإنترنت عن أقرانهم الصحيين أي الناس الذين يعانون نفس مخاوفهم الصحية. ففي العامين المنصرمين، تضاعفت نسبة المراهقين المصابين بالاكتئاب ممن يولون أهمية لوسائل التواصل بغرض تلقي الدعم أو النصيحة عندما يكونون في حاجة إليها. وغالبًا ما يلجأ المراهقون في العالم الرقمي إلى الآخرين الذين يفهمونهم.
فكانت وسائل التواصل من حبال النجاة المتاحة للمثليين، خصوصًا إذا كانوا قد تعرضوا للرفض من قبل ذويهم أو أنهم لم يعلنوا عن ميولهم بعد. ووجد الباحثون أيضًا أن الانهماك في وسائل التواصل (مشاهدة مقاطع فيديو عن الأقليات الجنسية) يتيح لشباب هذا المجتمع أن يعرفوا عن قضايا تحديد الهوية وأن يستلهموا منها في تجربتهم مع إعلان ميولهم الجنسية، وزيادة ثقتهم بهويتهم.
من الواضح أن الجائحة مكنت المراهقين من اكتشاف طرق جديدة لتجربة وسائل التواصل الاجتماعي والافتتان بها في نواح إيجابية. ونحن بصفتنا مختصين وآباءً، كلما زاد تعبيرنا عن فضولنا وتقبلنا لأنشطة أبنائنا المراهقين على الانترنت، يصبحون أكثر رغبة في مشاركتنا ما يفعلونه، فربما يؤمن دعم التواصل العميق والمبدع عبر وسائل التواصل، مخرجًا واعدًا للأمام، في أوقات العزلة.