سابور الثاني (ذوالأكتاف)
(309 ـ 379م)
سابور الثاني Sapur II ابن هرمزد الثاني ابن نرسي، امبراطور فارس، ولي العرش وهوطفل صغير، بعد صراع داخل الأسرة الحاكمة، تولت أمه الوصاية عليه وهو صغير، بمساعدة العظماء «النبلاء».
المعلومات عن الثلاثين سنة الأولى من حكم سابور الثاني قليلة، إذ يعتقد أنه كان يواجه مصاعب داخل بلاده، أو أنه كان يسعى إلى توطيد سلطته للتخلص من سلطة العظماء، الذين كانوا أوصياءً عليه في طفولته، ويشير الطبري إلى هذه الأحداث فيقول:
«استغل الترك والعرب والروم الصراع الداخلي على السلطة في إيران وتولية طفل صغير، فشنوا الغارات على حدود إيران، فهاجمت سرايا الروم الحدود الغربية لإيران واستولى الترك على أجزاء من خراسان، وغزا عرب البحرين وبلاد عبد القيس وكاظمة وهجر السواحل الإيرانية المقابلة له».
ثم يورد الطبري أنه بعد أن كبر سابور قاد حملة ضد العرب، ففتك بهم وأسر الكثير منهم، واتبع سياسة قاسية معهم، حتى أنه كان يخلع أكتاف الأسرى العرب، لذلك لقب بسابور ذي الأكتاف.
في مطلع القرن الرابع الميلادي ساد الهدوء بين حدود الدولتين الكبيرتين فارس وروما، طوال حكم الامبراطور قسطنطين الكبير (305ـ337م)، وبعد وفاته مباشرة تجدد النزاع بينهما وهاجم سابور الثاني مدينة نصيبين ثلاث مرات في سنوات 338 و346 و350م.
في سنة 359م عبر سابور الثاني بجيشه نهر دجلة متجهاً نحومدينة آمد (ديار بكر)، واحتلها عنوة بعد حصار دام شهرين، كما احتل أيضاً مدينة سنجار ومدينة بيت زبدي (جزيرة ابن عمر) سنة 360م، وقد قدم المؤرخ الروماني أميانوس مركلينوس وصفاً مفصلاً لهذه الحملات الناجحة.
كذلك استطاع سابور الثاني إيقاف غزو قبائل الهون، الذين تحركوا من آسيا الوسطى نحوالحدود الشمالية الشرقية لإيران.
في ربيع 363م توجه الامبراطور الروماني يوليان نحوالشرق ليضع حداً للاعتداءات الفارسية على الحدود الرومانية، فتصدى الفرس للحملة التي حققت نجاحاً في البداية، لكنها انتهت بمقتل الامبراطور، فعين الجند الرومان جوفيان امبراطوراً جديداً، الذي انسحب بسرعة بعد أن وقع صلحاً خاسراً مع الفرس، نزل الرومان بموجبه عن جميع الأراضي الرومانية (البيزنطية)، الواقعة إلى الشرق من نهر دجلة، إضافة إلى مدينتي سنجار ونصيبين، وأصبح خط الحدود الجديد بين الدولتين بمحاذاة نهر الخابور، كذلك نزلوا عن المناطق المتنازع عليها في أرمينيا والقوقاز لصالح الفرس.
هدم سابور الثاني مدينة سوسة القديمة وفتك بأهلها بسبب ثورتهم ضده، وبنى مدينة أخرى سماها «إيرانشهر ـ سابور»، ثم شيد على مسافة قريبة منها ناحية الشمال مدينة «إيران ـ خوره»، حيث يوجد اليوم خرائب قصر يرجع تاريخه إلى عهد سابور الثاني، وقرب مدينة كرمنشاه على طريق القوافل القديم بين بغداد وهمذان، يوجد نحت يمثل تتويج سابور الثاني على صخور طاق بستان.
توفي سابور الثاني بعد حكم دام سبعين عاماً، وترك لخلفائه دولة قوية تغلبت على كل المشكلات التي تعرضت لها، فقد توقفت غارات العرب والهون على حدود إيران، وعادت الولايات، التي كانت قد انتزعت من إيران في عهد جده الشاه نرسي، لذلك لقب بسابور الكبير.
محمود فرعو
(309 ـ 379م)
سابور الثاني Sapur II ابن هرمزد الثاني ابن نرسي، امبراطور فارس، ولي العرش وهوطفل صغير، بعد صراع داخل الأسرة الحاكمة، تولت أمه الوصاية عليه وهو صغير، بمساعدة العظماء «النبلاء».
المعلومات عن الثلاثين سنة الأولى من حكم سابور الثاني قليلة، إذ يعتقد أنه كان يواجه مصاعب داخل بلاده، أو أنه كان يسعى إلى توطيد سلطته للتخلص من سلطة العظماء، الذين كانوا أوصياءً عليه في طفولته، ويشير الطبري إلى هذه الأحداث فيقول:
«استغل الترك والعرب والروم الصراع الداخلي على السلطة في إيران وتولية طفل صغير، فشنوا الغارات على حدود إيران، فهاجمت سرايا الروم الحدود الغربية لإيران واستولى الترك على أجزاء من خراسان، وغزا عرب البحرين وبلاد عبد القيس وكاظمة وهجر السواحل الإيرانية المقابلة له».
ثم يورد الطبري أنه بعد أن كبر سابور قاد حملة ضد العرب، ففتك بهم وأسر الكثير منهم، واتبع سياسة قاسية معهم، حتى أنه كان يخلع أكتاف الأسرى العرب، لذلك لقب بسابور ذي الأكتاف.
في مطلع القرن الرابع الميلادي ساد الهدوء بين حدود الدولتين الكبيرتين فارس وروما، طوال حكم الامبراطور قسطنطين الكبير (305ـ337م)، وبعد وفاته مباشرة تجدد النزاع بينهما وهاجم سابور الثاني مدينة نصيبين ثلاث مرات في سنوات 338 و346 و350م.
في سنة 359م عبر سابور الثاني بجيشه نهر دجلة متجهاً نحومدينة آمد (ديار بكر)، واحتلها عنوة بعد حصار دام شهرين، كما احتل أيضاً مدينة سنجار ومدينة بيت زبدي (جزيرة ابن عمر) سنة 360م، وقد قدم المؤرخ الروماني أميانوس مركلينوس وصفاً مفصلاً لهذه الحملات الناجحة.
كذلك استطاع سابور الثاني إيقاف غزو قبائل الهون، الذين تحركوا من آسيا الوسطى نحوالحدود الشمالية الشرقية لإيران.
في ربيع 363م توجه الامبراطور الروماني يوليان نحوالشرق ليضع حداً للاعتداءات الفارسية على الحدود الرومانية، فتصدى الفرس للحملة التي حققت نجاحاً في البداية، لكنها انتهت بمقتل الامبراطور، فعين الجند الرومان جوفيان امبراطوراً جديداً، الذي انسحب بسرعة بعد أن وقع صلحاً خاسراً مع الفرس، نزل الرومان بموجبه عن جميع الأراضي الرومانية (البيزنطية)، الواقعة إلى الشرق من نهر دجلة، إضافة إلى مدينتي سنجار ونصيبين، وأصبح خط الحدود الجديد بين الدولتين بمحاذاة نهر الخابور، كذلك نزلوا عن المناطق المتنازع عليها في أرمينيا والقوقاز لصالح الفرس.
هدم سابور الثاني مدينة سوسة القديمة وفتك بأهلها بسبب ثورتهم ضده، وبنى مدينة أخرى سماها «إيرانشهر ـ سابور»، ثم شيد على مسافة قريبة منها ناحية الشمال مدينة «إيران ـ خوره»، حيث يوجد اليوم خرائب قصر يرجع تاريخه إلى عهد سابور الثاني، وقرب مدينة كرمنشاه على طريق القوافل القديم بين بغداد وهمذان، يوجد نحت يمثل تتويج سابور الثاني على صخور طاق بستان.
توفي سابور الثاني بعد حكم دام سبعين عاماً، وترك لخلفائه دولة قوية تغلبت على كل المشكلات التي تعرضت لها، فقد توقفت غارات العرب والهون على حدود إيران، وعادت الولايات، التي كانت قد انتزعت من إيران في عهد جده الشاه نرسي، لذلك لقب بسابور الكبير.
محمود فرعو