للعديد من المصابين بالتوحد، يُعد إخفاء بعض سمات شخصياتهم أمرًا يمارسونه يوميًا، مع أنه شعور منهك ويسبب الضيق. قد يشعر المصاب بالتوحد بضرورة التظاهر بفعل سلوكيات اجتماعية معينة تُعد مقبولة للآخرين في الأماكن أو المواقف التي لا تتقبل تنوع الأفراد، وقد يشعر بضرورة إخفاء بعض سلوكياته المختلفة عن الآخرين ليتقبله المجتمع. قد يساعد إخفاء أعراض التوحد أحيانًا على حماية الأفراد من التعرض للمضايقة في العمل أو المدرسة. لكن قد يؤدي الإخفاء إلى عواقب صحية كبيرة، لذا من المهم فهم هذه الاستراتيجية وآثارها في الأفراد الذين يمارسونها باستمرار بغية إخفاء اختلافهم عن الآخرين.
الإخفاء في التوحد
الإخفاء استراتيجية للبقاء اجتماعيًا. تختلف بين شخص وآخر، وقد تتضمن سلوكيات كالتالي:
قد يمارس الأفراد الإخفاء لعدة أسباب، منها:
مع أن الإخفاء يختلف بين فرد وآخر، كشفت إحدى الدراسات عن نموذج يتضمن 3 مراحل للإخفاء وهي: الحافز والإخفاء والعواقب.
يخفي المصاب بالتوحد حالته نتيجة إقباله على أمر مهم، صداقة أو فرصة عمل أو الرغبة في الشعور بالأمان الشخصي.
بصرف النظر عن الحافز، قد يشعر المصاب بالتوحد بضرورة إخفاء اختلافه عن الآخرين، أو تغيير أسلوبه المعتاد، ويعود هذا غالبًا لعدم تقبله أو دعمه أو احترامه في بيئته الحياتية أو العملية.
يبذل الفرد الكثير من الجهد والوقت للتظاهر بالمثالية، حين يشعر بضرورة استبدال سلوكيات طبيعية بسلوكيات التوحد. قد يفعل الآتي:
إذا كان الفرد المتوحد مزوّدًا بهذه المهارات والملاحظات، بإمكانه استخدامها في المواقف الاجتماعية المختلفة. يتقن بعض الأفراد الإخفاء لدرجة أنه قد لا يلاحظ أي أحد أنهم يمثلون أو يتظاهرون بشيء، في حين يكون بعض الأفراد أقل إتقانًا لهذه المهارة.
يؤثر الجهد الذهني والنفسي الذي يبذله الأفراد عند الإخفاء في صحتهم النفسية والجسدية. يصرّح بعض الأفراد الذين يمارسون الإخفاء باستمرار بأنهم يشعرون بالإنهاك والاستنزاف بسبب الجهد الذي يبذلونه في سبيل التقيد بمعايير السلوك النموذجية.
من الأفراد التي تزيد احتمالية إخفاء أعراض التوحد لديهم؟
أظهرت إحدى الدراسات أن مختلف الأشخاص من مختلف الفئات الاجتماعية يمارسون الإخفاء، لكن قد تمارس الإناث الإخفاء أكثر من الذكور.
سبب ذلك محل جدل. أظهرت نتائج أحد الأبحاث ميل الإناث إلى بناء صداقات أكثر من الذكور.
ما زلنا بحاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث حول العلاقة بين الجنس والنوع الاجتماعي والإخفاء، إضافةً إلى سمات الإخفاء عند مختلف الأفراد المصابين بالتوحد.
آثار الإخفاء في التوحد
يظهر الإخفاء في الأماكن أو المواقف التي لا تتقبل اختلاف الأفراد أو تدعمه، أو عندما يتعرضون لتهديد مباشر من شيء ما. رغم وجود بعض الفوائد لممارسة الإخفاء، من المهم التنويه بوجود عواقب بالغة.
يحد الوقت الذي يقضيه الفرد في تعلم السلوكيات النموذجية من وقت تطويره للذات، ويؤدي جهد تقليد السلوكيات الاجتماعية النموذجية إلى حدوث إرهاق اجتماعي.
ما يلي بعض آثار ممارسة الإخفاء باستمرار:
يشمل طيف التوحد نطاقًا واسعًا من التغيرات العصبية التي تؤثر في أسلوب تواصل الأفراد وتعلمهم وتصرفاتهم مع الآخرين. يورد مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها بعض هذه الاختلافات كالتالي:
يشير مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها إلى عدم وجود علاج للتوحد حتى الآن، يرى أفراد من مجتمع التوحد أنه اختلاف عصبي لا يتطلب علاجًا.
يعتقد بعض أفراد مجتمع التوحد أن أفضل طريقة للوقاية من آثار الإخفاء المدمرة هي بجعل العالم مكانًا آمنًا وداعمًا أكثر للأفراد المختلفين، أي تقليل احتياجهم إلى الإخفاء أو التظاهر.
يساعد التشخيص المبكر للتوحد على تثقيف الأهل بشأن حالة أطفالهم وإعطائهم الفرصة لخلق بيئة متقبلة وداعمة.
الخلاصة
يُعد الإخفاء استراتيجية بقاء اجتماعية معقدة ومرهقة للأفراد الذين يعانون التوحد. يتضمن عمومًا تعلّم السلوكيات النموذجية عن قصد وتقليدها في المواقف الاجتماعية.
يركّز الإخفاء أحيانًا على إخفاء السلوكيات التي قد لا تكون مقبولة للآخرين. في حالات أخرى، يتعلق الإخفاء بتحضير الفرد للحوارات والاستراتيجيات لتعويض الفروق الاجتماعية بينه وبين الآخرين.
يخفي الأفراد صفات التوحد لأسباب عديدة، منها رفع مستواهم الوظيفي أو التواصل مع الآخرين أو لتجنب التعرض للوصمة الاجتماعية. قد يكون الإخفاء مفيدًا، لكن تؤدي ممارسته باستمرار إلى آثار شديدة في الصحة النفسية والجسدية، قد تشمل القلق والاكتئاب والإرهاق وفقدان الهوية والأفكار الانتحارية.
يُعد العمل على جعل العالم مكانًا متقبّلًا للاختلافات أو الفروق من طرق الحد من الآثار الضارة لممارسة الإخفاء، فيُعامل الأفراد باحترام ولطف سواءً تصرفوا بطريقة نموذجية أم لا.
الإخفاء في التوحد
الإخفاء استراتيجية للبقاء اجتماعيًا. تختلف بين شخص وآخر، وقد تتضمن سلوكيات كالتالي:
- إجبار الشخص نفسه على التواصل البصري مع شخصٍ أو التظاهر بذلك.
- تقليد الابتسامات أو تعابير الوجه الأخرى.
- تقليد إيماءات الشخص المقابل.
- إخفاء الاهتمامات الشخصية أو الحد من مشاركتها.
- صياغة مجموعة من الأجوبة جاهزة للأسئلة التي قد تُطرح على الفرد.
- التدرب على حوار محادثة ما.
- إخفاء بعض الحركات المتكررة أو استبدال بحركة الفرد المفضلة أخرى غير ملحوظة.
قد يمارس الأفراد الإخفاء لعدة أسباب، منها:
- الشعور بالأمان وتجنب الوصمة الاجتماعية.
- تجنب سوء المعاملة أو التعرض للتنمر.
- النجاح في العمل.
- جذب شريك عاطفي محتمل.
- بناء الصداقات والتواصل الاجتماعي.
- الاندماج مع الآخرين أو الشعور بالانتماء.
مع أن الإخفاء يختلف بين فرد وآخر، كشفت إحدى الدراسات عن نموذج يتضمن 3 مراحل للإخفاء وهي: الحافز والإخفاء والعواقب.
يخفي المصاب بالتوحد حالته نتيجة إقباله على أمر مهم، صداقة أو فرصة عمل أو الرغبة في الشعور بالأمان الشخصي.
بصرف النظر عن الحافز، قد يشعر المصاب بالتوحد بضرورة إخفاء اختلافه عن الآخرين، أو تغيير أسلوبه المعتاد، ويعود هذا غالبًا لعدم تقبله أو دعمه أو احترامه في بيئته الحياتية أو العملية.
يبذل الفرد الكثير من الجهد والوقت للتظاهر بالمثالية، حين يشعر بضرورة استبدال سلوكيات طبيعية بسلوكيات التوحد. قد يفعل الآتي:
- تعلم النماذج الاجتماعية للسلوك من مختلف الوسائط.
- مراقبة سلوكيات التواصل الاجتماعي بين المحيطين.
- مراقبة تعابير الوجه ولغة الجسد.
- تأمل المبادئ والعادات الاجتماعية.
- تدريب النفس على التظاهر بالاهتمام أو الاسترخاء.
- تعديل نبرة صوته ليشبه الآخرين.
إذا كان الفرد المتوحد مزوّدًا بهذه المهارات والملاحظات، بإمكانه استخدامها في المواقف الاجتماعية المختلفة. يتقن بعض الأفراد الإخفاء لدرجة أنه قد لا يلاحظ أي أحد أنهم يمثلون أو يتظاهرون بشيء، في حين يكون بعض الأفراد أقل إتقانًا لهذه المهارة.
يؤثر الجهد الذهني والنفسي الذي يبذله الأفراد عند الإخفاء في صحتهم النفسية والجسدية. يصرّح بعض الأفراد الذين يمارسون الإخفاء باستمرار بأنهم يشعرون بالإنهاك والاستنزاف بسبب الجهد الذي يبذلونه في سبيل التقيد بمعايير السلوك النموذجية.
من الأفراد التي تزيد احتمالية إخفاء أعراض التوحد لديهم؟
أظهرت إحدى الدراسات أن مختلف الأشخاص من مختلف الفئات الاجتماعية يمارسون الإخفاء، لكن قد تمارس الإناث الإخفاء أكثر من الذكور.
سبب ذلك محل جدل. أظهرت نتائج أحد الأبحاث ميل الإناث إلى بناء صداقات أكثر من الذكور.
ما زلنا بحاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث حول العلاقة بين الجنس والنوع الاجتماعي والإخفاء، إضافةً إلى سمات الإخفاء عند مختلف الأفراد المصابين بالتوحد.
آثار الإخفاء في التوحد
يظهر الإخفاء في الأماكن أو المواقف التي لا تتقبل اختلاف الأفراد أو تدعمه، أو عندما يتعرضون لتهديد مباشر من شيء ما. رغم وجود بعض الفوائد لممارسة الإخفاء، من المهم التنويه بوجود عواقب بالغة.
يحد الوقت الذي يقضيه الفرد في تعلم السلوكيات النموذجية من وقت تطويره للذات، ويؤدي جهد تقليد السلوكيات الاجتماعية النموذجية إلى حدوث إرهاق اجتماعي.
ما يلي بعض آثار ممارسة الإخفاء باستمرار:
- التوتر والقلق: أظهرت دراسة ازدياد حدة القلق والتوتر عند المصابين بالتوحد الذين يمارسون الإخفاء باستمرار، مقارنةً بمن لا يمارسونه بكثرة.
- الاكتئاب: أجريت دراسة تضمنت 111 مصابًا بالتوحد. أظهرت النتائج أن ممارسة إخفاء أعراض التوحد سبّبت لهم اكتئابًا والشعور بعدم القبول الاجتماعي.
- الإرهاق: تستنزف ممارسة الإخفاء الكثير من الطاقة. أظهرت دراسة أن النساء اللائي يمارسن الإخفاء لتلبية المعايير الاجتماعية النموذجية شعرن بالإرهاق بسبب الجهد المستمر الذي يبذلنه.
- تأخر تشخيص التوحد: يتقن بعض الأفراد الإخفاء لدرجة أن أعراض التوحد لا تظهر عليهم قبل أن يتقدموا في العمر. يسبب ذلك مشكلات متعلقة بالصحة النفسية، بسبب الافتقار إلى الدعم أو التفهم الذي يحتاجون إليه.
- فقدان الهوية: ينتهي المطاف بالأفراد الذين يخفون اهتماماتهم وصفاتهم بفقدان هويتهم. صرّح بعض الأفراد أن الإخفاء يؤدي إلى الشعور بخيانة الذات، وقال آخرون إنهم يشعرون بأنهم يخدعون من حولهم.
- احتمال حدوث إرهاق أو احتراق التوحد: ينتج إرهاق شديد يُعرف بإرهاق التوحد عندما يجبر الأفراد أنفسهم على التصرف بسلوكيات أو أساليب زائفة، ما قد يتطلب فترة طويلة من الانعزال الهادئ والنقاهة.
- زيادة احتمالية الأفكار الانتحارية أو إيذاء النفس: كشفت دراسة ارتباط الإخفاء المطول بالميل الدائم إلى الانتحار. أجريت هذه الدراسة على نطاق صغير نسبيًا (160 طالبًا) وشملت النساء أساسًا (89.6%). أظهرت أن الإخفاء يؤدي إلى شعور الفرد بأنه عبء، ما يؤدي إلى زيادة وتيرة الأفكار الانتحارية.
يشمل طيف التوحد نطاقًا واسعًا من التغيرات العصبية التي تؤثر في أسلوب تواصل الأفراد وتعلمهم وتصرفاتهم مع الآخرين. يورد مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها بعض هذه الاختلافات كالتالي:
- تفضيل عدم التواصل البصري أو الجسدي مع الآخرين.
- صعوبة إدراك المشاعر أو الحديث عنها.
- عدم فهم سلوكيات التواصل الاجتماعي.
- الشعور بالتوتر عند تغيّر الروتين المعتاد.
- تكرار بعض الحركات أو الإيماءات المعينة.
- استخدام جمل متكررة أو مُدرب عليها.
يشير مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها إلى عدم وجود علاج للتوحد حتى الآن، يرى أفراد من مجتمع التوحد أنه اختلاف عصبي لا يتطلب علاجًا.
يعتقد بعض أفراد مجتمع التوحد أن أفضل طريقة للوقاية من آثار الإخفاء المدمرة هي بجعل العالم مكانًا آمنًا وداعمًا أكثر للأفراد المختلفين، أي تقليل احتياجهم إلى الإخفاء أو التظاهر.
يساعد التشخيص المبكر للتوحد على تثقيف الأهل بشأن حالة أطفالهم وإعطائهم الفرصة لخلق بيئة متقبلة وداعمة.
الخلاصة
يُعد الإخفاء استراتيجية بقاء اجتماعية معقدة ومرهقة للأفراد الذين يعانون التوحد. يتضمن عمومًا تعلّم السلوكيات النموذجية عن قصد وتقليدها في المواقف الاجتماعية.
يركّز الإخفاء أحيانًا على إخفاء السلوكيات التي قد لا تكون مقبولة للآخرين. في حالات أخرى، يتعلق الإخفاء بتحضير الفرد للحوارات والاستراتيجيات لتعويض الفروق الاجتماعية بينه وبين الآخرين.
يخفي الأفراد صفات التوحد لأسباب عديدة، منها رفع مستواهم الوظيفي أو التواصل مع الآخرين أو لتجنب التعرض للوصمة الاجتماعية. قد يكون الإخفاء مفيدًا، لكن تؤدي ممارسته باستمرار إلى آثار شديدة في الصحة النفسية والجسدية، قد تشمل القلق والاكتئاب والإرهاق وفقدان الهوية والأفكار الانتحارية.
يُعد العمل على جعل العالم مكانًا متقبّلًا للاختلافات أو الفروق من طرق الحد من الآثار الضارة لممارسة الإخفاء، فيُعامل الأفراد باحترام ولطف سواءً تصرفوا بطريقة نموذجية أم لا.